شراع الصداقة

الموؤدة 528433015


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شراع الصداقة

الموؤدة 528433015

شراع الصداقة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شراع الصداقة

بكل عباراتـ التهانيـ... بكل الحب والامانيـ...بكل احساس ووجدانيـ...كل عام وانتمـ بخير الموؤدة 381243271 الثلج هدية الشتاء ... والشمس هدية الصيف .... والزهور هدية الربيع .. وأنت يا منتدانا هدية العمر الموؤدة 691270272

2 مشترك

    الموؤدة

    نبع الورد
    نبع الورد
    مشرفة قسم شراع الالعاب
    مشرفة قسم شراع الالعاب


    ♥|الجنس : انثى ♥| عدد مشاركاتـي : 727
    ♥| نقـاآطــي: : : 1165
    ♥|تاريخ الميلاد : 14/08/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 15/07/2010

    GMT + 13 Hours الموؤدة

    مُساهمة من طرف نبع الورد الإثنين 23 أغسطس 2010, 9:15 am

    ينزلُ من على سفح الجبل سيلُ ينبوع ٍ صغير . يغذيّ الزهر الجبليّ و العشب الذي نما من غير هدف ٍ واضح و عصفور ٍ يكاد يحطّ فيطير . يخلل ماءه الصافي العَذب ضوءٌ ذهبي لامع ، ترسله الشمس التي تسلّقتْ كتف السماء مثل الطفل ، كرة من خيوط لا يُعرف لها عدد أو نهاية . و مما يسكن في أذن الطبيعة خريرٌ يتسربلُ في ثنايا الروح باعثاً الهدوء و السَكينة ، يشطفُ جروحاً خلّفها الزمانُ على الحجر و يفيض حينما يهطل المطر . لكنه يبقى قطرات ٍ تتعلقُ بأفواه المغاور و كوى الكهوف ينزّ من على الهوابط و الصواعد .. أسنانُ الكهوف .
    تمتدُ الحشائش و تتفرق بينها الأشواك و الأعشاب الطبيّة و المُخدِرّة . خضراء صفراء و بنيّة كامدة . قليلٌ منها له اسم عند الناس و أكثرها بلا اسم أو عنوان . أما الأزهار بسيقانها الضعيفة الرقيقة ، فيشّف عن الدحنون لونٌ أحمر حارق ، و الياسمين البريّ بياض الثلج و عذوبة سماء صافية . فلقد حلّ الربيع و عادتْ أسراب الطيور تُطعِّم طيور الجبل التي لا تُغادِر بخلايا تسري فيها دماء الهِجرة و الغُربة . لكن ثلاثة عصافير ترحل ، رابِعُها يبقى .. و تستمر الحكاية كل ربيع .

    تركَ كفّه الكبيرة تنزلق فوق نتوءات الحائط النافرة . ثم استرق السمع مجدداً . كان القمر واقفاً في صعيد الأفق ، أبيضاً مستديراً و لا نور سواه في الظلام المتكاثف . جعل يدوّر على عقبيه بنفاد صبر ، و هو ينظر بتوجّس من طرف عينه إلى الباب المشقوق قليلاً . و خيال يكاد يتلاشى لضوء مصباح واقع على أرض العتبة . أدخل كفّه في جيب صُدّاره باحثاً عن علبة السجائر الخاليّة إلا من سيجارة واحدة ، أشعلها و مضى ينفث دخانها في الهواء شاعراً به حلقات في ثنايا صدره ، و في الهواء يتداخل نثارها الضبابيّ بالألق الشاحب للقمر . ارتدّ بخطاه مجدداً و ظهره إلى ناحية الباب . صرصار الليل لا ينفكّ يأزّ برتابة . سمع صوت شيء يتفتت داس عليه . و فجأة ً . انطلق صراخ من الداخل . راح يعدو على أثره ، دافعاً الباب . و إذا بها أمامه ممددة ً على الشرشف الخفيف ، منفرجة الفخذين ، متدليّة الذراعين بإرهاق ، حاسرة الثوب إلى وسطها . و ركبتيها منثنيتيّن إلى جسدها .
    أما شعرها ، فقد تناثر فوق الوسادة ، و إحدى كفيّها تغطيّ وجهها ، راقدة ً دون حِراك . و إلى جانبها ، ألفى الداية العجوز حاملة ً بين يديها الطفل ، تقلّبه ، رافعة ً إياه من قدميه ، رأساً على عقب ، لاطمة ً إياه بالكفّ التي تحمل الخَاتم . كانت تحاول جاهدة ً أن تفتح في جوفه مجرى النَفس . و لذا استمّرت بالضرب على ظهر الطفل الصغير . و الأخير يزفرُ بإنفعال ، كاشفاً عن ظهر كقطعة لحم طريّة ، يتوسطها نتوءات عموده الفقري ، ذكّرته بنتوءات الحائط لأول وهلة . فوق آليّة صغيرة مكوّرة مشطورة إلى نصفين . و قد تلطّخ اللحم الضعيف بالدم . تقدّم من الطفل المعلّق بين ذراعي الدايّة العجوز بصمت ، و قدماه تعبران الشرشف المبسوط فوق الأرض الخشنة . انفتلَ القلق داخله يتلوّى على رنّات إيقاع مجهول ، شاعراً ببرودة تسري في أطرافه ، و عَرقاً تصفّد لكنه لا يجري إلى مستقر . مرقَ ببصره فوق الجسد ، الذي لم تتضح له معالمه المميّزة حينما نظر إليه أول الأمر من الخلف . ظلّ يهتزّ ، يقفل عينيّه و يشدّ أصابعه البراعم .

    عُقد الأصابع تتشنج و تنعقف إلى الداخل . خطى بقدمه نحو العجوز المتربّعة و اختطف الجسم متلهفاً ، ممرراً ما بين الفخذين على ضوء المصباح الخافت . ظلّ موجهاً الضوء إلى تلك البقعة مدّة من الزمن . كفّ الطفل خلالها عن البكاء . و لمّا لم يعد هنالك مجالٌ للشك و قد اتضحتْ له الصورة أخيراً ، حمله ثانيّة ً إلى العجوز و انحنى بجسده أقرب إلى زوجته ، الراقدة على ظهرها ، و التي لم تُحرّك ساكناً حتى اللحظة . أرجح ساقه و تركها تندفع بمشطها الكبير الذي غطّاه حذاء جلدي سميك ، مرتطمة ً بجنبها المكشوف و ساقيّها المُدمتين . ثم نبح ..

    - يا بنت الكلب . أنا أتعب طيلة النهار في الأرض و أنت ِ تأتي لي بالبنات ؟! ما حاجتي إليهن ؟ قلتُ على الأقل .. ولد يستر عليّ في آخر هذا العمر . يفلح معي الأرض و يحرثها . لكن عَبس ! . أمي قالت لي .. شكلها يا عبدْ ولاّدة بنات . أنا لم أصدّق . و هذه آخرتها يا ..

    و تراجع بجذعه إلى الوراء ، مطوّحاً بقدمه اليمنى ، مستنداً بالأخرى على أرض الحجرة . لكن العجوز اعترضته ، مرتميّة ً على قدميه ..

    - اتق ِ الله يا رجل . يعني لم يخطر ببالك سكونها و صمتها حتى الآن ؟ .. إنها ميتة ، ماتت و هي تضع لك هذه العروس . نزل العرق من وجهها ، و اللعاب من شفّتها و انقطع نَفسها . ضحّتْ بنفسها و رمتْ بروحها في سبيل هذه الصغيرة البائسة يتيمة الأم ..
    - هذه بنت ! أنت واعيّة ؟ في المستقبل تكبر و يصير شباب الضيعة يصبحوّا و يمسوّا من أمام بيتي . يا سلام ! جسمها لوحده سوف يتعبها ، و يا خوفي ..

    قاطعته و الكلمات تكاد تقفز من على شفتيّها ..

    - و افرضْ أنها بنت يا زلمة . عندك أنا مثلاً . صحيح أرملة و عندي كوم لحم في الدار . لكن الله أعلم . أقوم من الصبح مثل القردة و أدور من دار لدار أتشمم الأخبار . فلانة تزوجت يوم ستة الشهر ، أسجّل اسمها في الدفتر . والدي الله يرحمه ، قال هذه البنت تتعلم . كان طيّب و كريم معنا نحن البنات . بالله عليك . عمركْ سمعتْ عني شيء عاطل ؟ بالشيب الذي في رأسك . الشغل الذي أقوم به يقدر عليه خمسة رجال من أهل الضيعة ؟ قل ؟ مالك ساكتْ .. انطق ْ .

    - و أنا ما لذي يضمنْ لي أن مكبرها مثلك ؟ هل نسيتي حكاية بنت الخباز الشهر الفائت ؟ خذي امسكي ، الله يقطع هذا الجنس . أنا بحبحتْ الأجرة .
    مُريّ على اللحام و خذي لهم لحم . قال عروس قال !

    و ضغط كفّها على صرّة صغيرة من المال وضعها في يدها ..


    أشاحتْ بيدها راكضة ً نحو العتبة بخطى متعثرة ، و قد اخترقتْ العتمة بجذعها الضعيف . و لمّا خرج يرمي بعقب السيجارة الذي كان لا يزال عالق بين أصبعيه . وجدها تَركي بساعدها على الحائط ، و رأسها الملفوف بشال أبيض قد انحنى . و على ضوء القمر ، رأى في عينيّها احتقان .. و بقايا دمع .

    ضربَ بالفأس ضربتيّن قويتيّن . ثم أمرّ بكفّه على جبهته المعرِّقة . أصلح من وضع القمباز و حاول أن يسدّ خياشيم أنفه حيال الغبار المتطاير . كان التابوت المصنوع من خشب الجوز يتوسّد الأحجار و الأعشاب . سيدفن الأم الميتة أولاً ثم يتفرّغ للصغيرة ، التي لا تني تُناغي و تُقلّب رأسها بعينيه المغمضتين ، و شفتيّها حول لسانها ، في لفّة في ظل شجرة قريبة . مساءً ، بعد أن يمرّ آخر العمال من الطريق الترابيّ . يزرعها في الأرض و يهيّل عليها التراب تدريجيّاً . كما فعل أبوه من قبل . كان يفوق عمر أخته الرضيعة بسنوات . و ذات يوم و أمه لا تزال تعاني من أثار المخاض على جسدها . صعد أبوه عالياً و الرضيعة بين كفيّه . راقبه خفيّة ً ، و لم يمض ِ وقتٌ طويل ..

    تلافى أرض التينة لأنها تشرّش بجذرها في الأعماق . لذا قرر أن يدفن الزوجة في المنطقة الخاليّة الضيّقة الباقيّة من الأرض . تأرجح الفأس مجدداً فوق ذراعه و على مستوى رأسه . ركّز قدميّه جيداً على الأرض و ضرب . اتسعتْ النقطة لتصيرَ دائرة ، فدائرة أكبر و أخيراً حفرة بيضويّة مُقعّرة . أردفَ في نفسه قائلاً :
    " عجباً . الوحيدة التي إذا أخذنا منها زادتْ .. هي الحفرة "

    أخرجَ من كيّس خيش جلبه معه طوريّة . أخرج بها التراب مُوسِعاً الحُفرة . و بعد أن طرح الجثّة المكفّنة ، و التي لم يكن هنالك من أحد ٍ غيره ليحضرَ مراسم دفنها .
    و بعد أن أهال فوقها التراب . رشّ على القبر الماء و أوسده رخامة كشاهد يدل على فلانة بنت فلان ، في تاريخ كذا ، بلا كنيّة كأم فلانة . و حانتْ منه نظرة إلى اللفة البيضاء أسفل الشجرة ، على بُعد أمتار قليلة . لم يكف منذ البارحة عن التفكيّر بها . برأسها الأقرع و جسدها الذي كالولد . و منظر بيت الأنوثة العاري تحت ضوء المصباح . أطلّ فوقها بإنحناءة ، حجبتْ السماء و احتلّتْ مجال الرؤية ، بعينيّن مُكهفتيّن و فَم ٍ مُزبِدْ . بشفتيّن عريضتيّن مزمومتيّن راجفتيّن و وجه ٍ مُتعب غير حليق ، تهدّلتْ من على استدارته لحيّة قصيرة . كانت الصغيرة تنمنم بشفتيّها الرقيقتيّن مُخرِجة ً لساناً ورديّاً بين الفينة و الأخرى . فرجّح أنها تَنشدُ الرضاع . رفع بصره نحو السماء و جفناه في أزيز ٍ مضطرب . سُمِعَ من بعيد كأنه يتكلم مع أحدهم بصوت ٍ متهدّج ، ارتفعتْ وتيرته شيئاً فشيئاً ، و هو يحمل اللفة فوق ذراعه الأيمن و الكيس الخيش في اليُسرى .. و يهمّ بالوقوف معتدلاً عن انحناءته .

    شيئاً فشيئاً تُعتِّم الدنيا ، ليحلّ الظلام النهائي قبل أن يقشعه ضوء نهار اليوم التالي . استدعى الداية ، التي انتحتْ بالرضيعة و قد انشغلتْ بفكّ أزرار ثوبها . خرج ليدخّن عند العتبة . سينتظر كي يبتلع الطريق العجوز ثم يمضيّ باللفة و الكيس مجدداً . سيحدد موضع الدفن و يضرب ضربتين لا أكثر . يجمع حولها التراب بتأن ٍ . لن يُبالي بصراخها ، أو أنه سينهض حالاً ليبحث عن قطن يسدّ به أذنيّه . لكن ماذا عن النظرات ؟ وجهها تحت التراب ؟ . الدايّة قالت .. غداً تكبر و تصير عروس .

    " هه . و هذه الأرض ؟ أتركها للغريب يستفيّد منها بعدي ؟ "

    رمى بعقب السيجارة و نادى بأعلى صوته :

    " شبعتْ الهانم ؟ "

    انشقّ الباب عن وجه الدايّة المتألم ..

    - المسكينة عضعضتْ صدري من الجوع . الحقّ عليّ . لازم أخذتها معي بمجرد ما وضعتْها أمها ..

    قال في نفسه بخبث :

    " رح تندفنْ و حليب صدرك عالق في فمها "

    - محتاج شيء ثاني يا أخويّ ؟

    سها عن وجودها . أخذتْ يداه تعبثان بمحتويّات كيّس الخيش ..

    - قلتْ يا أخويّ . أستأذنك و من الصبح ..

    - نعم ؟ .. يا أختي الله يسهّل أمرك . الله معك .

    و بعد وقفة قصيرة . أعطتْ له فيها العجوز ظهرها ..

    - خذي ، أنا أتعبتك معيّ ..

    دارتْ على عقبيّها ثم استقرّتْ نظراتها على أصابعه ..

    - تريد مني أن أبيع حليبي يا عَبد ؟ ضُبّ فلوسك .. يا عيب على الرجال ! .
    ¤ ¤ ¤

    اللفّة فوق الذراع اليمين . و كيس الخيش ، الذي بدا أثقل الآن ، في اليد اليُسرى . أقنع العجوز بقبول المال . قال لها : " مَن سيحنيّ العروس غيرك ؟ " ، فرِحتْ العجوز . و بعدما غيّبها الطريق . دخل الحجرة ، فأمسكَ بالرضيعة مُيمماً وجهه شطر وجهته . مشى . أحسّ بالنسائم الربيعيّة العَذبة فوق خّدّه . سمع أصوات الطيور و هي تجوب المساء الهادىء . لم يكن الطريق يضيئه إلا القمر . سار في الظلام الدامس . تعثّر ، ترنّح . سقطتْ قدماه في حُفر الطريق . لكنه اعتدل و تمالك نفسه و اتزانه . مال ثانيّة ً تحت وطأة كيس الخيش الثقيل . و على مقربة من قبر الزوجة ، بدا كمن يجرّ نفسه بصعوبة . ضربَ ضربتيّن في الأرض من فأسه . و بطرف عينه ، زوى بنظره إلى اللفة الموضوعة فوق قبر الأم .

    فثلّث بضربة فأس ٍ جديدة ، توقّف على أثرها ليأخذ نَفس هواء .

    عّبّ بصدره من الهواء الربيعيّ ، و أفلتتْ منه تنهيدة . حمل الرضيعة بين كفيّه بعد أن جردّها من لفّتها . و على ضوء القمر . ركع على ركبتيّه ، و كفّاه تحيطان باللحم الطريّ . كانت لا تزال تحرّك بشفتيّها و رأسها . بكفيّها اللتيّن كورق الكَرمة وعينيّها المُغمضتين . حرّك جسمها فوق التراب ، فازدادتْ حركة يديّها و قدميّها . رفعها بمحاذاة وجهه . كانت الآن بلا ملامح واضحة . و قبل أن يدفعها إلى الحفرة مرة ً و إلى الأبد . طالتْ كفّها لحيته القصيرة المُشعثة . أحسّ بجلده يحكه ، و خدر اللمسات الضئيلة تسريّ إلى ذقنه ، كأنها تريد أن تَنفِض الغبار الذي لوّث شعرها . لم تبك ِ . كان وجهها صافيّاً وضّاءاً مثل القمر . ارتعش فجأة ً ، شادّاً إياها نحو صدره . بلحمها الطريّ المكشوف . و بدأ بالنشيجْ
    *فتآة آلكون*
    *فتآة آلكون*
    مشرفة الدردشة
    مشرفة الدردشة


    ♥|الجنس : انثى ♥| عدد مشاركاتـي : 1005
    ♥| نقـاآطــي: : : 1300
    ♥|تاريخ الميلاد : 23/04/1991
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 15/07/2010
    ♥|الموقع : عُمـــــ♥ــــانية ويكفيني فخر
    ♥|العمل/الترفيه : طــــــــالبة جامعية
    المزاجمستــ مرره ـانسه

    GMT + 13 Hours رد: الموؤدة

    مُساهمة من طرف *فتآة آلكون* الإثنين 23 أغسطس 2010, 6:45 pm

    وآآآآآآآآآآآو طويله خخخ

    الموؤدة 981884268

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 17 مايو 2024, 1:12 am