بسم الله الرحمن الرحيم
ايها الأخوة ..ايتها الأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
دعاء
"اللهم هذا ذلنا ظاهراً بين يديك, وحالنا لا يخفى عليك..أمرتنا فتركنا, ونهيتنا فأرتكبنا, ولا يسعنا الا عفوك. فأعفو عنا إنك عفو رؤوف رحيم" اللهم آمين.
***
الغنيمة الباردة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة » رواه أحمد وحسنه الألباني
قال الخطابي: " الغنيمة الباردة أي السهلة ولأنّ حرارة العطش لا تنال الصائم فيه ".
قال ابن رجب: " معنى أنّها غنيمة باردة أنّها حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة، فصاحبها يحوز هذه الغنيمة بغير كلفة ".
فحري بنا اقتناص هذه الغنيمة لاسيما في الأيام الفاضلة مثل الاثنين والخميس أو الأيام البيض ونحو ذلك.
وصية عمر الشتوية
رضي الله عنه وأرضاه
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا حضر الشتاء تعاهدهم وكتب لهم بالوصية: "إنّ الشتاء قد حضر، وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب، واتخذوا الصوف شعارًا (الملابس الداخلية) ودثارًا (الملابس الخارجية)، فإنّ البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه ".
غنيمة العابدين وربيع المؤمنين
عن عمر رضي الله عنه قال : " الشتاء غنيمة العابدين ". رواه أبو نعيم بإسناد صحيح
قال ابن رجب: " إنّما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنّه يرتع في بساتين الطاعات ويسرح في ميادين العبادات وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه ".
ومن كلام يحيى بن معاذ: " الليل طويل فلا تقصره بمنامك، والإسلام نقي فلا تدنسه بآثامك ".
و عن ابن مسعود رضي الله عنه أنّه قال : " مرحبًا بالشتاء، تنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام ".
ومن درر كلام الحسن البصري قال : "نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه ".
وعن عبيد بن عمير رحمه الله أنّه كان إذا جاء الشتاء قال: "يا أهل القرآن! طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا".
نـــفــس الشــتــــاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اشتكت النار إلى ربها فقالت: يارب أكل بعضي بعضًا فأذن لي بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير» متفق عليه، والمراد بالزمهرير شدة البرد.
قال ابن رجب: "فإنّ شدة برد الدنيا يذكر بزمهرير جهنم".
وهذا ما يوجب الخوف والاستعاذة منها، فأهل الإيمان كل ما هنا من نعيم وجحيم يذكرهم بما هناك من النعيم والجحيم فيدفعهم هذا إلى النصب وإلى التهجد فكل ما في الدنيا يذكرهم بالآخرة.
النهي عن سب الحمى
عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب فقال : ( مالك يا أم السائب تزفزقين ؟ قالت : الحمى لا بارك الله فيها . فقال : لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب خبث الحديد ) رواه مسلم
معنى تزقزقين : أي تتحركين حركة سريعة ومعناه ترتعد ، ففي الحديث النهي عن سب الحمى وكراهة التبرم وأن الحمى تكفر الخطايا ,وذكرت هذا الآن لسبب واضح ذلك أن في الشتاء تكثر الحمى .
فائدة : قال ابن القيم رحمه الله عن الحمى : وأما تصفيتها القلب من وسخه ودونه وإخراجها خبائثه فأمر أطباء القلوب ويجدونه كما أخبرهم به نبيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن مرض القلب إذا صار ميوسًا من برئه ، لم ينفع فيه هذا العلاج ، فالحمى تنفع البدن والقلب وما كان بهذه المثابة فسبه ظلم وعدوان .
وهذا لا ينافي أن العبد يبذل السبب في علاجها ولأن لكل داء دواء إلا الموت كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم .
" اللهم علمني ما ينفعني, ونفعني مما علمتني, وزدني علما "