شراع الصداقة

"حلم حياتي" - صفحة 12 528433015


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شراع الصداقة

"حلم حياتي" - صفحة 12 528433015

شراع الصداقة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شراع الصداقة

بكل عباراتـ التهانيـ... بكل الحب والامانيـ...بكل احساس ووجدانيـ...كل عام وانتمـ بخير "حلم حياتي" - صفحة 12 381243271 الثلج هدية الشتاء ... والشمس هدية الصيف .... والزهور هدية الربيع .. وأنت يا منتدانا هدية العمر "حلم حياتي" - صفحة 12 691270272

+14
گْبرٍيٍآ‘ءْ متمرٍٍد™
المستشـآر الملگيے™
çŕąźỹ Xặṽĩ ™
نبض البرشا
نســر البرشا
RAdOi
اميرة الكل
♬ مَـلَآﮔ أْلْقَمَرْ ♬
●ĎoЙ ЌàЌà●
HếBãŔã
^حلا^
Ąmểểř mĄÐř¡Ð™
ĂĻžÂ3ęỄM6ҳǻ
♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
18 مشترك

    "حلم حياتي"

    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ السبت 16 أبريل 2011, 6:39 pm

    تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

    "حلم حياتي"



    مقدمة:

    تمضي الأيام لتحل مكانها أيام أخرى.. ليكبر الصغير.. ويشيب الكبير.. لتكبر الأحلام ومعها تزداد فرصة تحقيق الأمنيات..
    هل حلمت يوما بامتلاك منزل كبير؟.. أو حتى فكرت بالحصول على سيارة من أحدث
    طراز..ما الذي منعك من تحقيق هذه الأمنيات؟.. أو ما الذي يمنعك الآن؟..
    تكاسل ام خيبة امل.. ام هو يا ترى الشعور بان الأحلام لا تتحقق..
    من قال هذا؟..جميع الناس على هذه الأرض الواسعة لا تكف عن التمني..وبالعزم
    والاصرار..حققوا ما يحلمون به ويصبون إليه منذ ان كانوا صغارا..
    هي تمنت وحلمت.. ومع الايام كبر معها حلمها هذا..
    هو تمنى أيضا.. وكان يطمح بتحقيق حلمه هذا..
    لكن أشياء كثيرة كانت تقف حائلا بينهما؟.. أشياء منعتهما من تحقيق هذا الحلم الجميل..التي ترفرف حوله العصافير..عصافير الحب .... الخالد

    أتنى ان تروقكم هذه الرواية

    في أمان الله
    فـــــــــآدي
    ^حلا^
    ^حلا^
    مشرفة شراع القصص و الروايات
    مشرفة شراع القصص و الروايات


    ♥|الجنس : انثى ♥| عدد مشاركاتـي : 2192
    ♥| نقـاآطــي: : : 2556
    ♥|تاريخ الميلاد : 22/12/1993
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 09/07/2010

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ^حلا^ الأحد 18 سبتمبر 2011, 11:31 pm

    147 147 هاد الجزء كااااان رااائع
    لكن بيقهر لما طارق طلع من بيت وعد زعلاان....

    يسلموووو فادي وبانتظار الجزء القاادم ومااا تتأخرش يا عمي
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الأربعاء 21 سبتمبر 2011, 5:05 pm

    ^حلا^ كتب: "حلم حياتي" - صفحة 12 269171 "حلم حياتي" - صفحة 12 269171 هاد الجزء كااااان رااائع
    لكن بيقهر لما طارق طلع من بيت وعد زعلاان....

    يسلموووو فادي وبانتظار الجزء القاادم ومااا تتأخرش يا عمي

    بيقهر !! هههههههه
    هاد اقل شي ممكن يعمله طارق لما شاف حلم حياته بينهار امامه ببساطة
    و هو ما في شي طالع بايده .. ولا انتي كان بدك يبتسم و يحكيلها مبروك كمان هع هع


    يسلمووووووو مروركم
    منورين
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الأربعاء 21 سبتمبر 2011, 5:07 pm


    *الجزء السابع والثلاثون*
    (لماذا علي ان اعاني مرتين؟)


    تجمدت قدما وعد في مكانها وهي غير قادرة على الحراك.. وقد تذكرت نظرة طارق
    اليها التي كانت تحمل كل الغضب والالم..لم كان ينظر اليها بتلك النظرة؟..
    وما معنى عبارته الاخيرة؟.. هل اخبره والدها بشيء؟.. لو كان الامر كذلك..
    فان والدها يعلم سبب ما قاله طارق قبل قليل..

    اخذت تبحث بعيناها عن والدها في الردهة .. لكنها لم تجد أي أثر له.. ووجدت
    نفسها تتوجه بخطوات متثاقلة الى غرفة المعيشة.. وفتحت الباب بهدوء شديد
    وقالت بصوت مرتبك وهي تطل برأسها الى الداخل: ابي .. هل انت هنا؟..
    جاءها صوته هادئا اقرب الى البرود وهو يقول: اجل يا وعد.. اتريدين شيئا ما؟..
    تقدمت منه وعد وقالت: ابي .. لقد غادر الاستاذ طارق وهو يبدوا..متضايقا بعض
    الشيء.. فلم؟.. في ماذا تحدث اليك؟.. وماذا قلت له حتى يتضايق هكذا؟..
    تطلع والدها اليها بنظرة حانقة وقال:هل هو تحقيق يا وعد؟..هل ستمارسين مهنتك علي؟..
    اسرعت تهز رأسها نفيا وتقول: كلا.. ابدا يا والدي.. كل ما اردت معرفته هو سبب قدوم زميلي الى هنا.. وسبب تضايقه الى هذا الحد..
    صمت والدها ولم يجبها .. فأسرعت تقول: ارجوك اخبرني يا والدي.. ان كان الامر يتعلق بي..
    نهض والدها من مقعده وسار بضع خطوات وقال وهو يشبك اصابع كفيه خلف ظهره: انه كذلك بالفعل..
    قالت وعد برجاء: ما الامر اذا يا والدي.. ما الذي اراده الاستاذ طارق بالمجيء الى هنا؟..
    التفت لها والدها بغتة وقال: طلب يدك..
    تطلعت له وعد ببلاهة وكأنها لم تفهم ما قاله.. وقالت متسائلة: ماذا؟.. طلب يدي انا؟..
    اومأ والدها برأسه ايجابيا..فأحست وعد بالنشوة والسعادة ..واخذ قلبها يخفق
    في شدة.. ولكن كل هذا تلاشى بغتة وهي تتذكر عبارة طارق لها..ووجدت نفسها
    تقول بصوت مرتجف وكأنها تدرك الاجابة مسبقا: وهل.. اخبرته اني..مخطوبة؟..
    تطلع لها والدها لوهلة ومن ثم قال: هل اخبرك هو بهذا الامر؟..
    قالت وعد وهي غير مستوعبة لكل ما يحصل: لقد كان مغادرا المنزل ويبدوا عليه
    الضيق.. فاستوقفته وسألته عن سبب مغادرته هكذا..وبدل ان يجيبني سألني قائلا
    بسبب عدم اخباره اني مخطوبة من قبل..
    واردفت وهي تتطلع الى والدها وغصة مرارة تملأ حلقها: هل انت من اخبره اني مخطوبة يا والدي؟..
    تنهد والدها وقال: اجل.. انا من اخبره بذلك..
    ارتجف قلب وعد في قوة وقالت بصوت اقرب الى البكاء: لماذا اخبرته بذلك يا والدي؟؟..لماذا؟؟..
    رأت في عيني والدها نظرة حزينة وقال: لأنك كذلك بالفعل..
    اتسعت عينا وعد ووجدت نفسها تقول بانفعال:ماذا تقول يا والدي؟.. انا مخطوبة؟.. أي قول هو هذا؟..
    قال والدها بهدوء: اهدئي يا وعد..لا داعي لكل هذا الانفعال .. لقد جاء عمك قبل يومين وحدثني بشأن رغبته في ان تكوني زوجة لابنه ..
    جلست وعد على اقرب مقعد لها وهي تشعر ان قدماها لم تعودا قادرتان على حملها وقالت بذهول:ماذا؟.. هشام؟..
    استطرد والدها قائلا: لقد كنا نراكما دائما يا وعد.. نتمنى دوما ان نراكما
    معا الى الابد.. ولهذا كانت رغبتنا في زواجكما تكبر مع الايام..وهشام قد
    لمح لأخي عدة مرات برغبته في الزواج بك..ولقد شعرت انك لن ترفضي هشام.. فمن
    اين ستحصلين على شاب مثله؟.. ولهذا اخبرت اخي بموافقتي على طلبه..
    رفعت وعد رأسها لوالدها وقالت بذهول: دون ان تأخذ رأيي حتى يا والدي..
    قال والدها بابتسامة باهتة وهو يقترب منها ويضع كفه على كتفها: وعد يا
    صغيرتي..اخبرتك بأننا كنا نراكما دائما معا.. ونراكما سعداء وعلى وفاق..
    ورأينا انه من المناسب ان نتوج علاقتكما بالزواج..
    اطرقت وعد برأسها وقالت والدموع تترقرق في عينيها: ولكن يا والدي .. علاقتي
    بهشام لم تتعدى الاخوة.. كنت اراه دائما كشقيق لي والا لما رأيتني اتبسط
    معه في الحديث على هذا النحو..ان هشام اخي.. وانا لا استطيع الزواج به
    ..ارجوك افهمني يا والدي.. انا ابنتك الوحيدة.. هل تقبل ان اتزوج على هذا
    النحو؟..
    قال والدها وهو يربت على كتفها: سأحاول ان اتحدث مع اخي في هذا الامر.. لكن لا استطيع ان اعدك بشيء الآن..
    تطلعت اليه وفي عينيها نظرة رجاء..ومن ثم لم يلبث والدها ان قبل جبينها
    وقال بحنان: اصعدي الى غرفتك الآن يا وعد.. وسأتحدث مع عمك بالامر بعد
    قليل.. وسأخبرك بما سيحدث بيننا ..
    تطلعت وعد الى والدها للحظات.. ومن ثم لم تلبث ان وقفت بتثاقل وسارت بخطوات
    بطيئة وغادرت غرفة المعيشة.. وترقرقت الدموع في عينيها بغتة وهي تشعر بتلك
    الغصة في حلقها.. لماذا؟.. لماذا الآن؟..عندما جاء طارق لخطبتها..لم يحصل
    كل هذا؟.. لم لا اشعر بالسعادة التي طالما تمنيتها وبحثت عنها؟.. لم؟؟..
    واسرعت تصعد درجات السلم وهي تنطلق باتجاه غرفتها.. والدموع التي كانت
    تترقرق في عينيها منذ دقائق.. تغلبت عليها وسالت على وجنتيها في الم
    وحرقة..وما ان وصلت الى الغرفة حتى اغلقت الباب خلفها في قوة.. والقت
    بنفسها على فراشها ودموعها لا تتوقف عن الانهمار وصوت نحيبها يصل الى مسامع
    من بالخارج..واخذت تقول بأنين: لماذا الآن يا ابي؟.. لماذا تحطم حلمي وهذا
    الحب الذي نسج بين قلبينا؟..لقد رحل طارق دون ان يفهم الامر.. ودون ان
    يعلم اني قد رفضت هشام من قبل..واني لم ولن احب سواه..رحل وهو يظن اني
    مخطوبة لشخص آخر..
    لم تجد امامها من حل سوى ان تتصل بطارق وتفهمه الامر كله .. اسرعت تلتقط
    هاتفها وتضغط رقم هاتفه المحمول.. وانتظرت سماع اجابته بعد الرنين
    المتواصل.. ولكن انقطع الخط دون أي اجابة..اعادت الاتصال عدة مرات.. وفي كل
    مرة لا تسمع سوى انقطاع الخط ..وقالت بألم وهي تتطلع الى هاتفها: لم لا
    تجيب يا طارق؟.. اعلم انك تشعر بالحزن لما حصل.. ولكني اقسم لم اكن اعلم
    بشيء.. والا لرفضت كل ما يحصل هنا..ولم اكن لأضعك في موقف كهذا..
    مسحت دموع عينيها بأناملها وشردت بتفكيرها بعيدا وهي تفكر في حل لهذا
    الامر.. طارق يرفض الاجابة.. ووالدها وعدها بأن يرى الامر مع عمها.. ولكن
    هل سيتم حل هذه المشكلة بالفعل؟..تطلعت الى ما حولها بعيون دامعة .. وتوقفت
    بغتة عند آلة التصوير.. وهنا عقدت حاجباها باصرار وقالت: لن يحل هذه
    المشكلة الا صاحب الشأن وحده..
    قالتها واخذت تضغط رقم ذلك الهاتف .. منتظرة الاجابة بلهفة...
    **********
    التقط هشام هاتفه وقال بابتسامة واسعة: يمكنني الآن ان اتحدث مع المتسرعة غادة..
    ضغط رقم هاتفها..ولكن رنين هاتفه المستمر جعله يتوقف عن هذا..ويتطلع الى
    الرقم الذي يضيء على شاشة هاتفه بدهشة..واجاب قائلا: اهلا وعد.. ما الذي
    حدث لك؟.. فأنا اعلم انك لا تتصلين بي الا عندما تحدث مصيبة ما وتر...
    قاطعته وعد قائلة بعصبية: ليس وقت مزاحك الآن يا هشام.. الامر اكبر من هذا..
    قال هشام بهدوء: حسنا وما الذي حدث؟..
    هدأت من عصبيتها قليلا ومن ثم قالت: والدك..
    عقد حاجبيه وقال بتساؤل: ماذا به؟..
    ترددت قليلا ولكنها لم تلبث ان حسمت امرها وقالت: لقد طلبني لأكون زوجة لك.. وابي قد وافق..
    قال هشام بدهشة: ماذا تقولين؟..أأنت واثقة؟.. والدي لم يخبرني بأي شيء عن هذا الامر ابدا..
    قالت وعد بألم: لو لم أكن واثقة من هذا الامر لما اتصلت بك.. ثم ان الامر كان بين والدي ووالدك فقط.. ولهذا لم يعلم به كلانا..
    ابتسم هشام وقال بسخرية ليلطف الجو قليلا: هل الزواج بي يسبب كل هذا الحزن.. لا تقلقي يا ابنة عمي العزيزة سأكون طيبا معك و...
    قالت وعد بصوت باكي: هشام لم لا تفهمني.. لا احد يستطيع حل هذه المشكلة
    سواك.. وانت لا تأبه بي.. ولا تفعل شيء سوى السخرية مني والتفكير في نفسك..
    قال هشام بهدوء: انا يا وعد؟.. فليكن سأقبلها منك لأن اعصابك متوترة.. كل ما اردته ان الطف الجو قليلا..
    اطرقت برأسها في الم وقالت: اريد حلا لهذه المشكلة يا هشام.. ارجوك افعل شيئا..
    صمت هشام قليلا ومن ثم قال: فليكن يا ابنة عمي العزيزة.. سأحل الموضوع بنفسي.. ولا تقلقي.. اعتبري ان الموضوع انتهى منذ هذه اللحظة..
    قالت وعد بشحوب: لو استطعت ان تنهي هذا الموضوع بالفعل يا هشام.. فلن انسى معروفك هذا ابدا..
    ابتسم هشام ابتسامة باهتة وقال: انظري للقدر.. انا بنفسي من يمنع زواجي
    بك..ولكن اتعلمين لم افعل هذا؟.. لاني احبك.. وكما تقولين انت دائما من يحب
    يتمنى السعادة لحبيبته ..ولهذا فأريد ان اراك سعيدة دائما حتى لو كان هذا
    على حسابي انا ..
    قالت وعد وهي تمسح دموعها: ولكن ما الذي ستفعله؟..
    قال مبتسما: هذا امر لا يخصك.. فقط دعي الامر لي.. واذهبي لتغسلي وجهك.. وكفي عن بكاءك هذا..
    ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي وعد وقالت: حسنا.. الى اللقاء.. وافعل كل ما بوسعك..
    قال بهدوء: الى اللقاء..
    اغلق هشام الهاتف ومن ثم قال وهو يبتسم بسخرية: هيا يا هشام..افعل ما تطلبه منك.. وامنع زواجك منها بنفسك..
    تنهد في حرارة قبل ان يخرج من غرفته ويتوجه نحو درجات السلم .. ليهبطها الى
    الطابق الاول.. وهناك شاهد فرح تتطلع الى احد الافلام بالتلفاز فسألها
    قائلا: اين والدي؟..
    قالت دون ان تلتفت له: اظن انه بالمكتب..
    سار مبتعدا عنها الى حيث غرفة المكتب.. ووقف في مواجهة الباب لثواني..
    ليلتقط انفاسه ومن ثم يطرق الباب بهدوء ويدلف الى الداخل..وترك والده ما
    كان بيده وتطلع اليه قائلا: هشام..جيد انك جئت لوحدك.. فقد كنت ارغب في ان
    اتحدث اليك في موضوع يخصك..
    قال هشام وهو يتفدم منه ويضع كفيه على الطاولة التي يجلس خلفها والده: وانا جئت لأحدثك في الموضوع نفسه يا والدي..
    عقد والده حاجبيه وقال بتساؤل: وهل تعلم انت فيم اريد ان احدثك؟..
    اومأ هشام برأسه وقال: بشأن وعد..أليس كذلك؟..
    ابتسم والده وقال: وما رأيك؟.. لقد كنت اريدها ان تكون مفاجأة لك..
    قال هشام وهو يشيح بوجهه قليلا: ابي.. انا لا اريد الزواج بوعد..
    هتف فيه والده بحدة: ماذا؟.. اكنت تلمح لي طوال تلك الفترة بأن اخطبها لك
    من اجل ان تقول انك لا تريدها في النهاية؟.. اكنت تتسلى فحسب يا هشام؟..
    هز هشام رأسه نفيا ومن ثم قال:لا.. فقبل ان تذهب انت الى عمي.. تحدثت مع وعد بشأن رغبتي بالزواج بها.. ولكنها ..رفضت ..
    - ولم ترفضك؟..اتظن انها ستجد شابا افضل منك يصلح ليكون زوجا لها؟..
    تنهد هشام وقال:لا يهم ان كانت ستجد ام لا.. المهم انها صارحتني بأني لست
    اكثر من اخ في حياتها.. وانا لا اقبل ان اتزوج من فتاة تراني اخاها فقط..
    قال والده وهو يتطلع اليه: هشام يا ولدي.. انت لم تعد صغيرا.. انت في
    السابعة والعشرين من عمرك.. ولديك العمل والمال والمسكن.. لا ينقصك سوى
    زوجة تشاركك حياتك.. وانا لم ارى افضل من وعد لك..لهذا فمهما كانت مشاعرها
    لك قبل الزواج..فقد تتغير بعده..
    قال هشام بحزم: على العكس يا والدي.. لو تزوجت من وعد وهي لا تحمل لي الا
    هذه المشاعر.. فهناك نسبة ضئيلة جدا في ان تتغير مشاعرها نحوي ..اما الامر
    الغالب حدوثه فهو ان تبقى مشاعرها كما هي ولا تتغير ابدا..
    كلمات هشام التي خرجت من بين شفتيه ادهشته هو نفسه قبل ان تدهش والده.. كيف
    يقول هذا؟.. وهو الذي كان يرفضه بشدة.. ودائما ما يؤكد ان المشاعر من
    الممكن ان تتغير بعد الزواج..هل اصبح الآن يؤمن بطريقة تفكير وعد وفرح..
    وبأنهما على حق في ما قالتاه..ام انه يبحث عن أي عذر يقدمه لوالده حتى
    يستطيع رفض هذا الزواج؟..
    واردف قائلا وهو يتطلع الى والده: ابي سوف اذهب الى عمي لأخبره بأمر رفضي لزواجي من ابنته..
    اتسعت عينا والده وقال بعصبية: ماذا تقول يا هشام؟؟.. ستذهب لعمك لتخبره
    انك لم تعد راغبا في ابنته..هل تريد ان تحرجني وتحرج نفسك امامه؟..
    لوح هشام بكفه وقال: لن يحرج احد يا والدي.. فأنا متأكد ان والد وعد سيتفهم
    الموضوع.. وخصوصا عندما يعلم انك لم تستشرني قبل ان تذهب لخطبة وعد لي..
    عقد والده حاجبيه وقال: وماذا عن اتفاقي معه؟.. وقرارنا الذي اتخذناه.. هل ستنهيه هكذا كما يحلو لك؟..
    قال هشام بهدوء: ابي سأحل هذه المشكلة بنفسي.. فهي تخصني انا ووعد فقط..ولن يتعرض أي منكما للحرج.. اعدك بهذا.. والآن عن اذنك..
    قالها واستدار في سرعة مغادرا المكتب.. واسرع والده يهتف به: هشام ..توقف..انتظر..
    ولكن هشام لم ينتظر بل اسرع يغادر المنزل وينطلق بسيارته متجها الى منزل عمه.. في اقصى سرعة تمكن من السير بها في الشوارع العامة...
    **********
    قال عماد بابتسامة وهو يتحدث الى ليلى عن طريق الهاتف: كيف حالك اليوم؟.. وهل انهيت استعدادك للحفل؟..
    قالت ليلى مبتسمة: مع هذا الموعد المبكر جدا.. لا اظن اني سأنتهي ابدا..
    - انتبهي فلم يبقى لك سوى يوم واحد..
    دست اصابعها بين خصلات شعرها وقالت: لا داعي ان تذكرني بهذا في كل مرة اتحدث اليك فيها وتوترني على هذا النحو..
    قال عماد بمكر: ولم تتوترين؟..
    زفرت بحدة وقالت: لأني اولا لم انهي جميع التجهيزات.. وثانيا اخشى ان لا
    اظهر بشكل لائق في الحفل.. وثالثا ان يوم كهذا من الطبيعي ان اتوتر فيه
    وانا ارى كل الانظار الموجهة لي..
    هز عماد كتفيه وقال: تجهيزاتك يمكنك انهائها حتى بعد الحفل..وبالنسبة لك..
    فأنت فاتنة بدون مساحيق تجميل فكيف بها..وستبهرين الجميع بجمالك وخصوصا
    انا.. اما عن الانظار الموجهة لك.. فستكون موجهة لي انا ايضا..
    ارتسمت على شفتيها ابتسامة خجلة بعض الشيء وقالت:اتظن انك وجدت حلا لتوتري هكذا؟..
    قال بثقة: بكل تأكيد..
    ابتسمت بمرح وقالت: اجل فلابد ان تجد الحل لجميع المشكلات ..يا سيادة المدير ..
    قال عماد في هدوء: دعي عنك المشكلات والمدير.. وتذكري اني خطيبك الآن..
    قالت بمرح: ومن قال اني قد نسيت..
    قال عماد مبتسما: سأعطيك ترقية استثنائية لو اخبرتني ما يبرهن على حبك لي اذا..
    ضحكت ليلى وقالت: ما هذا الاستغلال؟.. خطأي اني قد وافقت على الزواج من رئيسي في العمل..
    - انا انتظر..
    - وستنتظر طويلا..
    ضحك قائلا: يالك من قاسية.. الا تشفقين علي قبل يوم واحد من حفل خطوبتنا.. وتخبريني بمشاعرك..
    هزت كتفيها وقالت: ولم افعل وانت تعرفها..
    - يالك من فتاة..
    قالت مبتسمة: حسنا ولكن كلمة واحدة فقط..
    - وانا موافق..
    صمتت قليلا ومن ثم قالت بهمس: اشعر بالنعاس..
    - ليلى.. كفى مزاحا..
    قالت مبتسمة: اليس الشعور بالنعاس هو مشاعر ايضا؟..
    قال بسخرية: دعي هذا النوع من المشاعر لك..
    - فليكن ولكن اهدئ اولا..
    صمت قليلا ومن ثم قال: لقد هدأت.. تحدثي الآن يا ايتها الجميلة..
    التقطت نفسا عميقا ومن ثم قالت بخجل: حسنا انا اشعر بالشوق اليك الآن بالفعل..
    قال بخبث: هذا فقط ما تريدين قوله؟.. الا تريدين قول شيء آخر؟..
    قالت بخبث بدورها: لا.. لا شيء.. وماذا عنك؟..
    قال مبتسما بحنان: لدي الكثير من الحديث لأتحدث اليك فيه.. ولكن سأتركه للغد..
    واردف بهدوء: والآن سأتركك لتنامي.. فأشعر ان صوتك متعب حقا..
    - اخبرتك اني اشعر بالنعاس ولكنك لا تصدق..
    - حسنا الى اللقاء اذا يا خطيبتي العزيزة..
    - الى اللقاء يا سيادة المدير..
    ابتسم عماد وهو يغلق الهاتف .. وشرد تفكيره بعيدا وهو يلقي بجسده على
    الفراش.. وظهرت صورة ليلى امام عينيه.. وسمع صوتها يعود ليدوي في
    اذنيه..وارتسمت ابتسامة حانية وهو يغلق عينيه قائلا : متى يأتي الغد يا
    ليلى؟..
    وعاد عقله وقلبه ليسبحا بعيدا مع ليلى...
    ***********
    مخطوبة...
    الفتاة الوحيدة التي استطاعت اخراجي مما اعانيه من برود في المشاعر بعد ما
    حدث قبل ثماني سنوات..الفتاة الوحيدة التي اثارت اعجابي .. الفتاة الوحيدة
    التي امتلكت مشاعري كلها ..الفتاة الوحيدة التي احببتها بصدق وعاطفة ..بعد
    ان فقدت مايا ..الفتاة الوحيدة التي كنت مستعدا للارتباط بها مهما
    حدث..تكون في النهاية مخطوبة..
    لماذا؟..لماذا علي ان اعاني فقدان من احب مرتين؟.. لماذا علي بعد ان فقدت
    مايا الى الابد اعاني من استحالة زواجي بوعد مرة اخرى؟..لماذا؟..الا يحق لي
    ان احيا في سعادة؟.. اليس من حقي ان اتزوج من احب لأحقق حلم حياتي؟..
    لماذا يحدث لي كل هذا؟..لماذا؟..
    لقد احببتها بصدق.. ومنحتها مشاعري كلها.. اقسم على هذا .. لقد كنت ارى
    الامل في عينيها كلما نظرت اليها .. كانت تمنحني دائما الامل بأن حلمي
    سيتحقق ذات يوم وسأتزوجها.. ولكن...
    سحقا.. سحقا لكل شيء.. في كل مرة امنح قلبي لفتاة ما.. اراها تبتعد تاركة
    اياي.. واجد نفسي وحيدا بعد ان فقدتها..في كل مرة يحدث هذا.. لقد تركتني
    مايا من قبل.. وهاهي ذي وعد تفعل المثل.. هل علي ان اشعر بنفس الالم
    والمرارة مرتين في حياتي؟..
    تطلع طارق الى الهاتف الذي توقف عن الرنين منذ دقائق وقال بألم: وعد ارجوك
    توقفي عن الاتصال بي.. انت لا تعلمين انك تقتليني بهذا.. وتجعليني اتألم
    قبل ان تتألمي انت نفسك..
    ربما انا لا استحق ان احيا في سعادة كالآخرين.. ربما كانت السعادة حلما
    مستحيلا لا يمكنني تحقيقه ابدا.. او ربما احققه في العالم الآخر فقط..
    ولكني.. اتمنى شيئا واحدا فقط الآن..اتمنى ان...
    ارتسمت ابتسامة ساخرة بغتة على شفتيه وقال: لقد تمنيت هذا من قبل يا طارق..
    ولكن لا تحلم كثيرا بالحصول على كل ما تريد.. فأحلامك لا تتحقق ابدا.. بل
    تنتهي بفقدانها الى الابد.. حتى لو كانت امنيتك هي.. الموت...
    ***********
    تطلع والد وعد الى هشام الذي يقف امامه في الردهة وقال بدهشة: هشام .. ما الذي جاء بك الى هنا؟..
    قال هشام بهدوء شديد: جئت حتى اوقف ما يحصل..
    - ما الذي تعنيه؟..
    قال هشام دون مقدمات: انا ارقض الزواج بوعد..
    اتسعت عينا والد وعد وقال: ماذا؟..
    قال هشام وهو يهز كتفيه: انت ووالدي فقط اتخذتما هذا القرار .. دون ان
    تسألاني انا او وعد..ولهذا فمن حقي ان ارفض هذا الزواج الذي لا نقبل به
    كلانا..
    عقد والد وعد حاجبيه ومن ثم قال: ولكن والدك يقول انك انت من لمح مرارا وتكرارابانك ترغب في الزواج من ابنتي ..
    عقد هشام ساعديه امام صدره ومن ثم قال: ابي فهم تلميحي بشكل خاطئ.. لقد لمحت له بأني ارغب في الزواج.. ولكن ليس من وعد..
    تطلع له والد وعد بنظرة حازمة ومن ثم قال: وماذا عن والدك؟..
    - لقد تفاهمت معه في هذا الامر.. واخبرته ان وعد لا تعتبرني اكثر من اخ لها..ولهذا فأنا قد جئت الى هنا حتى انهي هذا الامر معك..
    واردف برجاء: ارجوك يا عمي.. عليك ان تقدر مشاعر وعد..ان زواجها بي قد يألمها ولن يسعدها مطلقا..
    تطلع له والد وعد بنظرة غامضة ومن ثم قال: اذا هكذا هو الامر..
    واردف وشبح ابتسامة يرتسم على شفتيه:انت لمحت للزواج من ابنتي بالفعل..
    ولكن وعد قد رفضت هذا الزواج لانها تعتبرك اخ لها.. اليس كذلك؟..
    تطلع له هشام بدهشة ومن ثم قال وهو يزفر بحدة: بلى ..هذا ما حدث..
    ارتسمت في هذه المرة ابتسامة على شفتي والد وعد وقال: غريب منك ان تسعى لرفض هذا الزواج اذا..
    تنهد هشام وقال بشرود: لا يهمني شيء.. سوى ان ارى وعد سعيدة..
    قال والد وعد بهدوء: انت تعلم اني اعتبرك انت وفرح منذ ان كنتما صغارا
    ابنائي.. ولهذا فأنا اوافق على أي قرار اتخذته انت ووعد..لانكما ابناي
    وسعادتكما تهمني قبل أي شيء.. وقد كنت سأتحدث مع والدك في هذا الموضوع..
    لولا قدومك الى هنا..
    تنهد هشام بارتياح ومن ثم قال: اذا فأنت ترفض هذا الزواج ايضا..
    - أي قرار يسبب لك او لوعد الحزن والالم ارفضه بشدة..
    قال هشام بتردد: واين هي وعد الآن؟..
    اشار والد وعد الى الطابق الاعلى ومن ثم قال: انها لم تهبط من غرفتها منذ ان علمت بالامر..
    قال هشام متسائلا وهو يشيح بنظراته: هل يمكنني ان اراها واتحدث اليها؟.. فربما اذا علمت ان الموضوع قد انتهى.. تخرج من عزلتها هذه..
    استدار عنه والد وعد وقال وهو يغادر المكان: يمكنك هذا..
    ابتسم هشام وقال بسعادة: اشكرك يا عمي على ثقتك هذه ..
    التفت له والد وعد وقال مبتسما: انت ابني يا هشام.. الم تدرك هذا بعد؟..
    التمعت نظرة السعادة في عيني هشام.. واسرع يصعد السلالم متوجها الى غرفة
    وعد..وما ان وقف امام بابها.. حتى ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه وهو يطرق
    الباب قائلا: وعد.. ايتها البلهاء افتحي الباب..انا هشام..
    رفعت وعد رأسها بحدة عن الفراش.. وقالت بدهشة: هشام..
    اسرعت تمسح دموعها وقالت بصوت لم تخف منه رنة البكاء بعد: ماذا تريد يا هشام؟..
    ثال مبتسما: سأقول ان فتحت الباب فقط..
    سمع صوتها من خلف الباب يأتيه مبحوحا وهي تقول: لم تتغير ابدا يا هشام.. لا تزال قادراعلى اقناعي ..
    ووجدها تفتح الباب بهدوء ومن ثم تقول : والآن ماذا تريد؟..
    تتطلع هشام الى وجهها في حنان ومن ثم قال: وعد..
    رفعت رأسها اليه وتطلعت اليه في رجاء ..منتظرة ان يخبرها عن محاولته في انهاء امر الزواج هذا.. وان كانت قد نجح في ذلك ام لا...

    *******
    قراءة ممتعة اتمناها دائماً لكم
    في امان الله

    فـآدي
    ^حلا^
    ^حلا^
    مشرفة شراع القصص و الروايات
    مشرفة شراع القصص و الروايات


    ♥|الجنس : انثى ♥| عدد مشاركاتـي : 2192
    ♥| نقـاآطــي: : : 2556
    ♥|تاريخ الميلاد : 22/12/1993
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 09/07/2010

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ^حلا^ الأربعاء 21 سبتمبر 2011, 8:32 pm

    يسلموووووو ...وبانتظار الجزء القاادم ...
    RAdOi
    RAdOi
    صديق برونزي
    صديق برونزي


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 2203
    ♥| نقـاآطــي: : : 2572
    ♥|تاريخ الميلاد : 17/12/2000
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 15/07/2010
    ♥|الموقع : فوق الغيوم
    ♥|العمل/الترفيه : طالب
    المزاجرايق فرحان مستمتع ولحمد لله

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف RAdOi الأربعاء 05 أكتوبر 2011, 11:40 pm

    يسلمو فادي وننتضر الجزء القادم
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الجمعة 06 أبريل 2012, 2:16 am

    لانني لم اعتد الا على ان اكمل ما بدأت
    عودة الى حلم حياتي
    حتى اكملها
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الجمعة 06 أبريل 2012, 2:17 am

    *الجزء الثامن والثلاثون*
    (هل سيحضر؟)


    وجدها هشام تفتح الباب بهدوء ومن ثم تقول : والآن ماذا تريد؟..

    تطلع هشام الى وجهها في حنان ومن ثم قال: وعد..
    رفعت رأسها اليه وتطلعت اليه ..منتظرة ان يخبرها عن محاولته في انهاء امر الزواج هذا.. وان كانت قد نجح في ام لا...
    فقال هشام مردفا بهمس: وعد..لم كل هذا البكاء؟.. لا شيء في هذه الدنيا يستحق دمعة واحدة من عينيك.. صدقيني .. لا شيء ..
    اسرعت وعد تقول : هشام .. دعك مني.. واخبرني بما حصل .. اخبرني هل انتهى
    الامر.. ام انك لم تستطع اقناعهما بانهاء هذا الزواج الذي يرفضه كلانا..
    ابتسم هشام بسخرية وقال وهو يدس اصابعه بين خصلات شعره: يرفضه كلانا؟..كلا انت مخطأة يا وعد.. انت من يرفضه وحدك..
    تراجعت وعد خطوة للوراء وقالت: هشام.. الم تقنعهما بأن يتراجعا عن قرارهما الذي اتخذاه بنفسيهما دون استشارتنا حتى؟..
    هز هشام راسه نفيا ومن ثم قال: ولم افعل؟..
    قالت وعد كالمصعوقة: لم تفعل؟.. الا تعلم لم؟.. لأني لا ارغب بهذا الزواج..
    قال هشام بحزم: ولكني انا ارغب بأن يتم هذا الزواج..
    قالت وعد وهي تضع كفها اما شفتيها: هشام .. انت.. انت...
    امسك هشام بمعصمها بغتة ومن ثم قال: اجل انا لم افعل شيئا مما قلته..
    قالت وعد بصوت اقرب الى البكاء: قل انك تمزح..
    قال هشام بسخرية: اتحبينه الى هذه الدرجة؟.. الست قادرة على الزواج بغيره حتى؟..
    قالت وعد بتوتر: هشام ما الذي تقوله؟..
    جذبها من معصمها ومن ثم قال بصرامة: تعالي معي..
    - الى اين؟..
    قال في هدوء: سنتحدث قليلا..
    رأته يتجه الى الردهة العلوية ومن ثم يجلس على احد المقاعد.. فجلست بدورها قائلة وتوترها يتضاعف: ماذا تريد ان تقول؟..
    ابتسم ابتسامة غامضة ومن ثم قال: لقد...انتهى الامر..
    تسائلت قائلة بدهشة: ماذا تعني؟..
    تطلع لها وقال بابتسامة: انت حرة منذ الآن ويمكنك الزواج بما تشائين..
    قالت وعد بارتباك وهي غير قادرة على الاستيعاب: وما قلته قبل قليل..ماذا كان؟..
    اسند رأسه لمسند المقعد ومن ثم قال: مجرد مسرحية للتلاعب باعصابك..
    اتسعت عيناها ومن ثم قالت : ماذا تقول؟..
    ضحك بسخرية ومن ثم قال: ليتك رأيت وجهك حينها .. كنت موشكة على البكاء..
    ركلت وعد ساقه بقوة وقالت بغضب: ايها السخيف.. لقد كاد قلبي ان يتوقف..
    امسك بخصلات من شعرها بغتة وشدها بقوة قائلا: اياك وان تتمادي بضربي مرة
    اخرى.. والا انا بنفسي سأنزل الآن الى والدك.. واطلب يدك منه..
    ابتسمت وهي تشعر بالألم من امساكه لشعرها: ومن سيدعك تفعل هذا؟..
    ترك شعرها ومن ثم قال بهدوء: المهم اني قد وفيت بوعدي واووقفت هذا القرار.. واجبرت والدك ووالدي على ان يتراجعا عنه..
    قالت وعد وهي تتطلع اليه: لست استغرب هذا.. ممن لديه وسيلة غريبة في الاقناع..
    اغمض هشام عينيه وقال: لقد نجحت هذه الوسيلة مع الجميع يا وعد..وكل من رغبت في اقناعهم بأمر اريده..
    واردف وهو يفتح عينيه ويتطلع اليها: فيما عداك انت..لقد فشلت في اقناعك بالموافقة على الزواج مني..
    قالت وعد بشرود: ربما لان المشاعر هي اقوى ما يمتلك الانسان وليست هناك أي قوة في العالم تستطيع تغييرها..
    - ربما معك حق في هذا.. فأنا لست قادرا على ان انسى مشاعري تجاهك بعد كل
    هذا الوقت.. وبعد ان رفضتيني بنفسك.. ولازلت تحاولين بكل قوة على ان لا يتم
    زواجك بي ابدا..
    قالت وعد وهي تشير الى نفسها: صدقني يا هشام انا لا استحقك .. انت لا تستحق
    فتاة مثلي تراك اخاها.. بل تستحق فتاة تراك كفارس احلامها.. انت تستحق من
    هي افضل مني بكثير ..
    واردفت بابتسامة باهتة: هشام..هل تذكر عندما طلبت مني فرح ان اتمنى امنية في عيد ميلادي..اتعلم ماذا تمنيت حينها؟..
    التفت لها فأردفت قائلة: لقد تمنيت حينها ان تنساني.. وتجد فتاة تحبك بحق..لأني لم ارد لك ان تتألم بسببي..
    رفع هشام حاجبيه بغرابة ومن ثم قال وهو يسند رأسه لمسند المقعد: يبدوا ان جزء من امنيتك قد تحقق..
    واردف قائلا بابتسامة: هناك فتاة حقا..
    ابتسمت وعد وقالت بلهفة: ومن هي؟.. وكيف التقيت بها؟..
    قال مبتسما: لست اعرف عنها سوى القليل جدا.. اما كيف عرفتها فلقد صدمت سيارتي..
    قالت وعد بدهشة: ماذا؟..
    قال في هدوء:ولكن مشاعري نحوها لا تتعدى الاعجاب بشخصها.. ولكن من يدري ربما تتحقق امنيتك ذات يوم ..
    قالت وعد متسائلة: وماذا عنها هي؟..
    هز هشام كتفيه وقال: لا اعلم ..ولكني اشعر بأنها ربما تكون تحمل لي القليل من الاعجاب..
    ابتسمت وعد وقالت: هذا جيد اذا..
    قال هشام فجأة وهو يلتفت لها: وعد.. الن تخبريني من يكون؟..
    تنهدت وقالت: فليكن يا هشام.. انت فعلت الكثير من اجلي.. وانهيت امر الزواج هذا اليوم.. لهذا سأخبرك ..انه ..زميل لي بالصحيفة ..
    تطلع لها هشام ومن ثم قال: لقد كنت اتوقع هذا.. ولكن ايهما؟..طارق ام احمد؟..
    قالت في دهشة: اتعرفهما؟..
    ابتسم وقال: لقد زرت الصحيفة مرتين.. وسألت هناك عن كل من يشاركونك القسم..وعرفت اشياء كثيرة عنهم..
    قالت وعد بحنق: هل كنت تتجسس علي؟..
    غمز بعينه وقال: بل اطمئن فقط..
    تنهدت وقالت: يالك من شاب..
    قال في سرعة: لا تغيري الموضوع.. واخبريني .. ايهما؟..
    ازدردت لعابها وقالت: حسنا انه.. طارق..
    تطلع لها لفترة ومن ثم التفت عنها وقال: لقد سمعت انه يلقب بالجليد
    المتحرك.. لبرودة تعامله مع الجميع..لطوال فترة عمله بالصحيفة.. ولكنه مع
    هذا صحفي ممتاز..
    قالت وعد بهدوء: ولكنه لم يعد يعامل الجميع ببرود .. لقد تغير..
    ابتسم هشام بخبث وقال: منذ ان رآك .. اليس كذلك؟..
    تلعثمت ولم تستطع الاجابة فقال هشام مردفا: لا يهم يا وعد.. ما يهمني الآن هو ان اراك سعيدة فقط.. حتى وان كانت سعادتك هذه مع سواي..
    **********
    نهض طارق من فراشه بتثاقل وهو بالكاد يفتح عينيه..شعر بصداع حاد يكتنف رأسه
    بغتة وعرف السبب..انه لم ينم الليلة الماضية الا قبيل الفجر.. فمن الطبيعي
    ان يشعر بهذا الصداع وهو ينهض من نومه في ساعة مبكرة كهذه..
    امسك برأسه في الم وغمغم قائلا بغضب: لماذا انا بالذات الذي عليه ان يعاني مرتين؟..لماذا؟..
    تذكر قبل ثماني سنوات.. عندما فارقت مايا الحياة امام عينيه.. يومها ظل
    متسمرا في مكانه ولم يتحرك من جوار فراشها.. حتى ارغمه عدد من الاطباء على
    الخروج من غرفتها.. ولكنه مع هذا غادر بعدها المشفى بهدوء شديد وقلبه يحمل
    اكبر معنى للحزن.. وتوجه الى منزله ليعاني وحده هناك.. يعاني فقدانه لمايا
    الى الابد.. انعزل عن الناس لفترة زادت على الشهر حتى اكتسب شخصه ذلك
    البرود الشديد في التعامل مع الناس..واصبح يتحاشى الناس وعلاقاته معهم ..
    ربما لان عقله الباطن كان يرفض تلك العلاقات خشية ان يفقد شخص عزيز عليه من
    جديد..
    ولكن وعد غيرت كل هذا.. وحطمت كل القواعد التي وضعها له.. جعلته يبتسم
    ويضحك من جديد.. جعلته يتمنى ان يعرفها عن قرب ويكتشف شخصيتها.. تمنى ان
    تعجب به كما اعجب هو بها.. لقد جعلته يتخطى ذلك الخط الذي وضعه لنفسه..
    ويتعلق بها.. لا بل احبها وعشقها.. والآن هاهي ذي تثبت له انه لم يكن عليه
    من البداية ان يتبع مشاعره واول خفقة قلب له تجاهها..كان عليه ان يتجاهل كل
    شيء .. ويقتل مشاعره.. حتى لا يكون الآن في مثل هذا الموقف.. ويعاني
    مجددا..
    وتنهد بمرارة وهو ويشعر بالالم يعتصر قلبه..التقط هاتفه الذي اغلقه منذ
    الامس حتى لا يضعف ويجيب على أي من مكالمات وعد..يريد ان ينساها.. او
    يبعدها عن حياته على الاقل.. حتى تبدأ هي حياتها كما تشاء.. ويغادر هو
    حياتها الى الابد..
    سار بتثاقل الى دورة المياه.. وغسل وجهه في سرعة وهو يهمس قائلا بألم: ليت
    .. ليت هذا مجرد حلم.. استيقظ منه.. واجد ان وعد لازالت حرة وقد تكون لي
    يوما.. ليت هذا ممكن..
    اسرع يستعد للذهاب الى الصحيفة وكأنه يريد ان يفارق هذا المكان الذي قضى
    فيه بالامس اسوأ ايام حياته بأسرع وقت ممكن..وغادر المنزل ببرود كبروده
    السابق.. لينطلق بسيارته الى مبنى الصحيفة..وهناك صعد بالمصعد الى الطابق
    الثاني ليدلف الى قسم الصفحة الرئيسية دون ان يلقي التحية على أي من
    المتواجدين بالقسم.. ولكنه اختلس تظرة سريعة الى مكتب وعد.. الذي كان
    فارغا.. وواصل سيره ليجلس خلف مكتبه..وهناك التقط مجموعة من الاوراق التي
    لم ينهي كتابتها بالامس وواصل كتابتها وكأن لا شيء يهمه على الاطلاق..
    وعلى الجانب الآخر..تطلع له احمد بغرابة ومن تصرفه الغريب هذا وخصوصا وانه
    لم يلقي عليهم التحية حتى.. والتفت الى نادية التي هزت رأسها في قلة حيلة..
    والتفت احمد الى مكتب وعد..وقال بصوت مرتفع بعض الشيءوهو يريد ان يرى
    تأثير ما سيقوله على طارق: صحيح.. لقد تأخرت الآنسة وعد بالمجيء الى هنا
    على غير عادتها.. ما الامر؟..
    رفع طارق رأسه بهدوء الى احمد لكنه لم يلبث ان عاد ليواصل علمه..في حين
    قالت نادية بحيرة: احقا لا تعرف ان وعد قد اخذت اجازة هذا اليوم يا استاذ
    احمد؟..
    قال احمد وهو يهز رأسه نفيا: لا لست اعلم ذلك..لم أخذت هذه الاجازة؟..
    قالت نادية مبتسمة: اليوم حفل خطبة ابن خالها..وقد اخذت هذه الاجازة لكي تستعد لهذا الحفل لانها لم تمتلك الوقت الكافي للاستعداد ..
    قال احمد متسائلا: لكنها لم تدعوا أي منا لهذا الحفل ..فلم؟ ..
    قالت نادية بهدوء: كما تعلم فهذا الحفل عائلي فحسب وهو لأفراد عائلتهم
    فقط..كما وان بطاقات الدعوة ليست ملكا لها بل لابن خالها وهو بالتأكيد قد
    منحها عددا بسيطا جدا لتوزيعه على اقاربهم.. ولا اظن ان هناك ما يكفي لنا
    ايضا..لهذا فوعد ليس لها أي ذنب في عدم دعوتك الى هناك..
    عقد احمد ساعديه امام صدره وقال: ولكني كنت ارغب حقا في الذهاب الى الحفل..
    - ولم؟..
    قال احمد وهو يهز كتفيه: هكذا فقط..
    وتطلع طارق لهم بهدوء شديد حتى لم يبدوا عليه انه قد شرد بذهنه الى الوراء قليلا وقبل يومين من الآن...

    (لقد تبقيت معي واحدة اضافية)..

    رفع طارق رأسه الى وعد التي كانت تجلس امامه في تلك الكافتيريا بمبنى الصحيفة وقال بحيرة: ماذا تعنين؟..ما هو الشيء الذي تبقى معك؟..
    ابتسمت وعد وقالت: بطاقة دعوة لحفل خطبة ابن خالي..لقد منحني خمس دعوات
    لأقوم بتوزيعها على اقربائنا.. وبقيت واحدة اضافية لأن احدهم لن يحضر..
    قال طارق مبتسما: امنحيها لاحدى صديقاتك اذا..
    هزت وعد رأسها نفيا وقالت: انه حفل عائلي وللمقربين منا فقط.. لهذا...
    بترت عبارتها بغتة فتطلع لها طارق وقال: انا لا افهمك ما الخطأ ان منحت احدى صديقاتك..اليست من المقربين لك؟..
    اردفت وعد وكأنها لم تسمعه وهي تخرج بطاقة الدعوة وتضعه امامه على الطاولة: لهذا سأمنحها لك..
    قال طارق بدهشة: انا؟.. ولم انا بالذات؟..
    ابتسمت وعد ابتسامة رقيقة وقالت: لاني اتمنى ان تحضر الى الحفل..فهل ستفعل؟..
    اومأ طارق برأسه ايجابيا وقال مبتسما: بالتأكيد سأفعل..من اجلك فقط..

    عاد طارق الى عالم الواقع وزفر بحرارة وهو يشعر ان آلامه كلها انطلقت مع
    هذه الزفرة..ورفع رأسه بهدوء شديد الى أحمد وقال: اتريد الذهاب الى ذلك
    الحفل حقا؟..

    قال احمد وهو يشعر بالغرابة من سؤال طارق: ماذا تقول؟..
    قال طارق ببرود: قلت اتريد ان تذهب الى ذلك الحفل؟..
    اومأ احمد برأسه وقال: بلى.. ولكن كيف سأستطيع الذهاب من دون بطاقة دعـ...
    قبل ان يكمل عبارته القى طارق ببطاقة الدعوة اليه لتسقط على مكتب وعد..وتستقر فوقه..فقال احمد بدهشة: ألديك بطاقة دعوة؟..
    - ما رأيك انت؟..
    قال احمد متسائلا: وكيف حصلت عليها؟..
    مط طارق شفتيه دون ان يجيب..فقال احمد مردفا وهو ينهض من خلف مكتبه ويلتقط بطاقة الدعوة: وانت الا تريد الذهاب؟ ..
    قال طارق باقتضاب: لا..
    التفت له احمد وقال مبتسما بخبث: احقا لا تريد الذهاب على الرغم من ان وعد قد دعتك بنفسها؟..
    قال طارق ببرود: قلت لا.. هل لديك مشكلة في السمع؟..
    تطلع له احمد باستغراب..اولا دعوة وعد له والتي يرفض قبولها .. على الرغم
    من ان وعد ستكون هناك.. كما وانه كان يشعر بالضيق عندما كنت انطق اسم وعد
    مجردا من اية القاب.. فما السبب الآن؟.. وكأنه لم يهتم حتى.. هل تشاجرا ام
    ماذا؟..
    هز احمد كتفيه وقال: هذا شأنك.. سأذهب انا عوضا عنك .. ولكن اشك انك لن تذهب الى الحفل حقا ..وخصوصا ان وعد ستكون هناك ..
    التفت عنه احمد ليعاود الجلوس خلف مكتبه.. ولكنه توقف بغتة وقال: دعني اقول
    لك كلمة اخيرة قبل هذا ..مهما حدث .. فلا تستسلم بسهولة.. وتترك حلمك يضيع
    من بين يديك..لا تتخلى عنه وتهرب .. بل واجه الواقع وقاتل من اجل تحقيقه..
    لانه ...
    بتر احمد عبارته..والتفت الى طارق ليردف بحزم: لانه حلم حياتك..
    تطلع له طارق بصمت وقال متحدثا الى نفسه: اتخلى عنه؟..لا يا احمد.. لست انا
    من يتخلى عن احلامي.. بل احلامي هي التي تتخلى عني .. لتتركني اعاني وحدي
    دون السبيل الى تحقيقها .. مجرد امنيات واحلام احاول تحقيقها ولا تكون في
    النهاية سوى اوهاما وخيالات.. لأن الواقع يختلف.. وهاهو ذا حلمي يتحطم امام
    هذا الواقع لمرة ثانية...

    (تبدين شاحبة..ما الامر؟)
    نطقت فرح هذه العبارة وهي تتطلع الى وعد التي احتلت احدى الطاولات مع
    الاولى في حفل الخطبة.. وقالت وعد وهي تهز رأسها: لا شيء.. فقط انا اشعر
    بالتعب قليلا لاني لم انم جيدا ليلة البارحة..
    - ولم؟..
    - انه الارق لا اكثر.. لا تقلقي نفسك..
    قالت فرح وهي تمنحها مرآتها الصغيرة: خذي.. انظري الى وجهك.. ثم اطلبي الي
    ان لا اقلق..ان شحوبك هذا يدل على انك لم تذوقي طعم النوم بالامس ابدا..
    شردت وعد وتحدثت الى نفسها قائلة: طارق لم لم تجب على مكالماتي او حتى
    رسائلي؟.. لماذا تفعل هذا بي وبنفسك؟ .. لو قرأت رسائلي فحسب لعلمت ان كل
    شيء قد انتهى.. ويمكننا الآن ان...
    قاطعت فرح افكارها قائلة: انظري الى نفسك ايضا.. دائمة الشرود هذا اليوم.. انت لست وعد التي اعرف..
    ابتسمت وعد بخفوت وقالت متصنعة المرح: وهل يمكن لفتاة اخرى مثلا ان تتنكر بملامحي؟..
    قالت فرح بجدية: وعد انا لا امزح.. انت لا تبدين بخير.. اخبريني ما الامر؟..
    اطرقت وعد برأسها في صمت .. وكادت فرح ان تهم بقول شيء آخر لولا ان ارتفع
    صوت رنين هاتفها المحمول.. فالتقطته واجابت قائلا: اهلا.. كيف حالك؟..اين
    انتما الآن؟.. لقد تأخرتما.. حسنا حسنا سأخبرها..الى اللقاء..
    انهت فرح المكالمة فسألتها وعد قائلة: من كان المتصل؟..
    اجابتها فرح قائلة: لقد كان هشام.. يقول انه هو وعماد بالطريق الى هنا..
    قالت وعد وهي توفر بحدة: لقد تأخرا بالمجيء الى هنا..
    اومأت فرح برأسها وقالت: بلى هذا صحيح..وقال ان السبب في هذا التأخير هو
    عماد.. فقد اراد ان يعود الى منزله فجأة ليجلب شيء قد نسيه من هناك..
    واردفت فرح قائلة: وبالمناسبة هو ينتظرك عند باب الرئيسي للصالة..
    قالت وعد بحيرة: من تعنين؟..
    قالت فرح مبتسمة: شقيقي بالتأكيد..
    - ماذا يريد؟..
    هزت فرح رأسها وقالت: لست اعلم.. لم يخبرني بشيء..
    نهضت وعد من مكانها وقالت: حسنا سأذهب اليه..
    سارت بين الطاولات بهدوء وتوجهت الى حيث الباب الرئيسي حيث رأت هشام واقفا وهو يسند ظهره للجدار.. فنادته قائلة: هشام..
    اسرع يتجه نحوها فأردفت: ماذا كنت تريد؟..
    منحها هاتفه وقال: خذي امنحيه لليلى فعماد سيتصل بعد قليل بها ويرغب في ان يتحدث اليها في امر ما..
    قالت وعد بملل: ولماذا علي انا ان اقوم بهذا؟.. لماذا لم تطلب من فرح ذلك؟..
    قال مبتسما: اردت ان اتعبك قليلا..
    قالت بحنق: ثم لماذا لم يتصل هشام على هاتفي او هاتف فرح مباشرة؟..
    - يمكنك سؤاله عن هذا..
    مطت شفتيها وقالت: حسنا هل هناك أي شيء آخر؟..
    اومأ برأسه وقال: اجل..
    - ماذا هناك ايضا؟..
    مال نحوها وقال بهمس: تبدين فاتنة هذا اليوم..
    ابتسمت وهزت رأسها قائلة: يالك من شاب .. ألن تكف عن هذا؟..
    - عن ماذا بالضبط؟..
    رفعت رأسها اليه وقالت: السخرية مني..
    قال مبتسما: ومن قال اني اسخر منك.. انها الحقيقة..
    - لا اظن انك قد امتحدتني في يوم الا على سبيل السخرية..
    غمز بعينه وقال: في هذه المرة الامر يختلف.. لأنك تبدين فاتنة بالفعل..
    قالت بمرح: لو كان ما تقوله ليس سخرية.. فأشكرك على مجاملتك..
    واستدارت عنه.. فأسرع يقول: انتظري للحظة..
    قالت وعد وهي تبتعد: عن اذنك يا هشام.. سأوصل الهاتف الى ليلى..
    زفر هشام بحدة وهو يراها تبتعد متوجهة الى ليلى.. وما ان وصلت الى حيث تجلس
    هذه الاخيرة حتى قالت مبتسمة: يبدوا انه لا يستطيع الانتظار لسماع صوتك..
    قالت ليلى متسائلة: من تعنين؟..
    سلمتها وعد الهاتف وقالت: ومن غيره.. العريس بكل تأكيد.. سيتصل بعد قليل للحديث معك..
    قالت ليلى بحيرة: وهذا هاتف من؟..
    -انه لابن عمي هشام.. خذي وقتك.. فلا اظن انه سيهتم بالهاتف الى هذه الدرجة..
    ابتسمت ليلى بخفوت.. في حين ابتعدت وعد عن المكان لتأخذ ليلى حريتها في
    التحدث الى عندما يتصل..ولم تمضي دقائق حتى ارتفع رنين الهاتف.. فأجابته
    ليلى وقالت مبتسمة: اهلا عماد..
    قال عماد بحنان: اشتقت اليك كثيرا..
    قالت بابتسامة: بالامس فقط كنا معا..
    واردفت متسائلة: ولكن لماذا تأخرت؟..
    قال مبتسما: لا تغضبي لذلك.. ولكني قد نسيت شيء بالمنزل وعدت لأخذه..
    قالت في حيرة: وما الذي يدعوك للاتصال بي الآن؟.. لم لا تدخل على الفور؟..
    - اردت ان اقول لك شيء قبل دخولي..
    صمتت لتترك له مجالا ليردف: اردت ان اقول اني احبك .. احبك بصدق.. وسأظل احبك الى الابد..
    صمتت ليلى بخجل .. ومن ثم قالت بعد برهة من الصمت: وانا كذلك..
    قال عماد بهمس: هذا ما اردت قوله ومعرفته منك.. والآن الى اللقاء.. فأنا اقف امام الباب الرئيسي للصالة..
    اومأت برأسها وقالت: حسنا.. الى اللقاء..
    انهت مكالمتها وبغتة انقطعت الموسيقى عن العزف.. واتجهت الاضواء الى ذلك
    الباب.. ليفتح رويداً رويدا..ويطل واقفا خلفه عماد بزيه الرسمي الانيق
    والفاخر.. ليبدوا في اشد وسامته.. وبجانبه هشام الذي رسم على شفتيه ابتسامة
    لا مبالية.. ووضع كفيه في جيبي سترته..وان كان يبدوا اكثر وسامة من عماد
    نفسه بحلته الفاخرة..
    وسار عماد ببطء الى حيث ذلك المسرح الذي كان على شكل مقعدين تلتف حوله
    الغصون واوراق الأشجار ..ويتوسطهما طاولة على شكل نافورة مياه.. وعلى جانبي
    المقعدين استقر تماثلين صغيرين من العصافير.. فبدى المسرح وكأنه جزء من
    حديقة صغيرة..
    واتسعت ابتسامة عماد عندما وصل الى حيث تجلس ليلى.. فمد لها كفه وقالبصوت خفيض: مبارك..
    صافحته قائلة بخجل: اشكرك..
    مال نحوها ليطبع قبلة حانية على جبينها وهمس بحب: تبدين فاتنة ..
    ازدردت لعابها وقالت وهي تشعر بالتوتر والخجل: وانت تبدوا وسيما كذلك ..
    جلس على المقعد المجاور لها وقال: عذرا على تأخري..
    اطرقت برأسها وقالت: لم يحدث شيء..
    ( بل حدث.. لقد اقلقت ليلى عليك يا عماد)..
    التفت عماد الى فرح ناطقة العبارة السابقة والتي سارت وعد الى جوارها..وقال
    الاول بابتسامة:عذرا يا آنسات.. فقد عدت الى المنزل لآخذ شيء قد نسيته..
    همت وعد بقول شيء ما ولكن وجدت عماد يتطلع لها ويقول باهتمام: تبدين شاحبة الوجه يا وعد؟.. ما الامر؟..
    رسمت وعد على شفتيها ابتسامة وقالت: ابدا لا شيء .. ولكني لم انم جيدا ليلة امس..
    تطلعت ليلى الى عماد في ضيق لاهتمامه بوعد.. في حين ابتسم فرح وقالت: على
    العموم قد جئنا هنا للمباركة ولتهنئتكما..واخبرك منذ الآن ان ليلى هي
    شقيقتنا الثالثة..
    اومأ عماد برأسه وقال وهو يلتفت الى ليلى: بكل تأكيد..
    بينما التفتت فرح الى وعد وقالت: هيا يا وعد..
    اسرعت ليلى تقول: الهاتف..
    ابتسمت فرح وقالت: سآخذه انا..
    التقطت الهاتف وقالت وهي تسير بجوار وعد مغادرين المسرح: سآخذه الى هشام.. انتظريني على الطاولة التي كان نحتلها قبل قليل..
    اتجهت وعد بهدوء نحو الطاولة.. لتجلس على احد مقاعدها.. ومن ثم تعود للشرود
    من جدبد.. هل سيحضر طارق الى الحفل؟.. لقد دعته بنفسها.. فهل سيلبي رغبتها
    ويأتي؟.. ام سيمتنع عن القدوم.. لقد قال انه سيأتي من اجلها.. فهل
    سيفعل؟.. هل ....
    (وعد.. هناك من يريد رؤيتك)
    انتفضت وعد بحدة ازاء امساك فرح بكتفها فقالت هذه الاخيرة: هل اخفتك؟..
    هزت وعد رأسها نفيا ومن ثم قالت: لقد كنت شاردة الذهن وحسب..
    واردفت متسائلة: لم تخبريني.. من ذا الذي يريدني؟..
    قالت فرح بخبث وهي تشير نحو الباب الرئيسي للصالة: يقول انه زميلك في الصحيفة..
    خفق قلب وعد في قوة.. لقد جاء طارق.. جاء اخيرا.. سأخبره بكل شيء.. وكل ما حدث.. سينسى عندها ما كاد يحدث.. وسنبدأ صفحة جديدة معا..
    ووجدت نفسها تنهض من مقعدها في سرعة لتقول: سأذهب لرؤيته..
    اسرعت وعد تسير بين الضيوف.. وهي تتوجه بلهفة الى الباب الرئيسي..فهناك
    سيكون طارق.. لقد حضر.. ولم يتراجع عما قاله لها.. وارتسمت ابتسامة سعيدة
    على شفتيها وهي تشعر بقلبها يرتجف بين ضلوعها.. وما ان وصلت الى الباب
    الرئيسي .. حتى تلفتت بحثا عنه وهي تقول بصوت خفيض بعض الشيء: طارق.. هل
    انت هنا؟..
    شاهدت احدهم يقف عند زاوية من المكان.. وهو يدير لها ظهره.. فالتمعت عيناها بلهفة وسعادة وهمست قائلة: طارق..
    وبغتة اختفت تلك اللهفة من عينيها وشعرت بالتوتر وهمست بقلق متحدثة الى
    نفسها: كلا هذا ليس طارق.. انه اقصر من طارق بقليل .. كما وان بنية جسمه
    تختلف عنه..
    ووجدت ذلك الشاب يلتفت لها وهو يقول بابتسامة: وعد.. كيف حالك يا صحفيتنا الجريئة؟..
    ارتسم الالم في عيني وعد وقالت بصوت لم يخف منه رنة الاحباط: بخير.. ماذا عنك يا استاذ احمد؟..
    تطلع لها لوهلة ومن ثم قال: معذرة لتخييب ظنك.. اعلم بأنك كنت تنتظرين
    طارق.. لانه الوحيد الذي يمتلك بطاقة الدعوة.. ولكن قال انه لن يأتي ومنحها
    لي..
    اعتصر قلب وعد ألما ورددت قائلة بحزن: لن يأتي..
    قال احمد في هدوء: هذا ما قاله..
    اطرقت وعد برأسها في الم.. لقد كانت تتمنى قدوم طارق .. والآن هاهي ذي ترى
    احمد قد جاء بدلا منه.. وهو بنفسه من منح احمد الدعوة.. وألقت حزنها خلف
    ظهرها لثواني لتقول: تفضل يا استاذ احمد بالدخول..
    ابتسم بهدوء وسار الى جوارها الى الداخل.. وقال بخبث: اتعلمين.. اشك انه لن يحضر..
    التفتت له وعد في حدة وقالت: اتعني طارق؟..
    قال مبتسما: ومن غيره.. لا اظن انه لن يأتي ويفوت على نفسه رؤيتك..
    ابتسمت وعد بسخرية مريرة وقالت: انت لا تعلم انه يرفض سماع صوتي فحسب.. فماذا برؤيتي؟..
    هز احمد كتفيه وقال: لست انت فحسب.. انه يشن الحرب علينا جميعا ويرفض الاجابة على أي منا..
    هزت وعد رأسها في استسلام وقلة حيلة.. فقال احمد بابتسامة واسعة: لم اكن اعلم من قبل ان العلاقة بينكما وصلت الى هذا الحد..
    قالت وعد متجاهلة ما قاله: تفضل يا استاذ احمد بالجلوس.. سأذهب انا لشرب كأس من العصير..
    واسرعت تبتعد عنه ..هاربة من كل شيء.. من المها.. وحزنها.. وخيبة املها في
    ان يحضر طارق الى هذا الحفل.. واحست بغصة في حلقها.. واغمضت عيناها بقوة
    لتقول بألم متحدثة الى نفسها: لماذا لم تحضر يا طارق؟.. الم تقل انك ستأتي
    ومن اجلي؟.. لم اعهدك تتراجع عن كلامك يوما؟.. فلم تراجعت الآن؟..لو حضرت
    ستعلم بالحقيقة كلها.. ستدرك ان الامر قد مر بسلام وانني لم اعد مخطوبة
    لأحد.. بل حرة نفسي.. انك حتى تقطع كل وسائل الاتصال بيننا.. حتى مكالمتي
    ورسائلي القصيرة لا تجيب عليها.. لو فعلت فقط..لما كان كلانا يتعذب الآن..
    تنهدت بحرارة.. وتوجهت عائدة في سيرها.. لولا ان رأت فرح تقترب منها وتقول: اين كنت كل هذا الوقت؟..
    قالت وعد بهدوء: استقبل الضيف..
    اشارت فرح باتجاه الباب الرئيسي وقالت:حسنا ولكن يبدوا ان هناك امر ما قد حدث.. فبعض الضيوف تجمعوا حول الباب الرئيسي..
    عقدت وعد حاجبيها وقالت: سأذهب لأرى الامر..
    قالت فرح في سرعة: سآتي معك..
    سارت وعد بخطوات سريعة بعض الشيء لتغادر الصالة وتتوجه الى حيث رأت عدد
    قليل من الضيوف قد تجمعوا حول المكان .. وقالت وهي تحاول المرور من بينهم:
    من فضلكم.. ارغب بالمرور لارى ما الذي يحصل هنا و...
    بترت عبارتها اثر صوت حارس الامن الذي جاء حازما بعض الشيء وهو يقول: من
    فضلك.. لقد تلقيت اوامر بعدم السماح لاي شخص بالدخول دون بطاقة دعوة وانا
    انفذها..
    قال الشاب الذي يقف في مواجهة حارس الامن: لكني اخبرتك اني من اقارب العريس.. ولو سمحت لي بالدخول لأكد لك المدعوين ذلك..
    قال حارس الامن في صرامة: لو كنت من اقاربه فلماذا لم يمنحك بطاقة دعوة؟..
    - اخبرتك.. لقد اضعتها..
    ازدردت وعد لعابها في تلك اللحظة..هذا هو صوته.. صوت طارق.. هل هو مجرد شاب
    يشبه طارق في صوته ام انه هو حقا؟..انه يشبهه حتى في اسلوب وطريقة حديثه..
    المشكلة اني لا استطيع رؤية ما امام هذا الجمع من الضيوف .. لو يسمحون لي
    بالمرور فقط ..
    وسمعت ذلك الشاب يقول باصرار: انت فقط اطلب من احدى المدعوات القدوم الى هنا وستأكد لك هذا..
    قال حارس الامن بشك: ومن هي ؟..
    - الآنسة وعد عادل.. ابنة خال العريس..
    تسارعت نبضات قلب وعد في تلك اللحظة.. اذا فهو طارق بالفعل.. انا لا احلم..
    انه هنا.. وقد جاء من اجلي.. لم يخلف بوعده او يتراجع..لقد جاء.. اخيرا...

    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الجمعة 06 أبريل 2012, 2:19 am

    *الجزء التاسع والثلاثون*
    (ما الذي سيفعله؟)


    سمعت ذلك الشاب يقول باصرار: انت فقط اطلب من احدى المدعوات القدوم الى هنا وستأكد لك هذا..

    قال حارس الامن بشك: ومن هي ؟..
    - الآنسة وعد عادل.. ابنة خال العريس..
    تسارعت نبضات قلب وعد في تلك اللحظة.. اذا فهو طارق بالفعل.. انا لا احلم..
    انه هنا.. وقد جاء من اجلي.. لم يخلف بوعده او يتراجع..لقد جاء.. اخيرا...
    واسرعت تقول للاشخاص اللذين يقفون امامها: من فضلكم .. ارغب بالمرور..
    في نفس اللحظة كان حارس الامن يقول: سأفعل وسأرى ان كنت صادق فيما تقوله..
    ( لا داعي لذلك يا ايها الحارس..)
    التفت الحارس الى وعد ناطقة العبارة السابقة.. والتي كانت قد استطاعت المرور من بين الجمع للتو.. وقال: ماذا تعنين يا آنسة؟..
    قالت وعد وقد ارتسمت ابتسامة حالمة على شفتيها ونظرة السعادة واضحة في عينيها وهي تلتفت الى طارق: انا هي وعد عادل..
    -حسنا وما رأيك فيما يقوله هذا الشاب؟..
    اومأت براسها وقالت: انه من اقاربنا بالفعل..
    صمت حارس الامن للحظات ومن ثم قال: ما دام الامر كذلك.. فيمكنك الدخول يا سيد..
    ابتسم طارق وقال: الم اقل لك منذ البداية انني من اقاربهم بالفعل؟..ولكنك تفضل الطرق المعقدة..
    ومن ثم التفت الى وعد ليقول: هيا بنا يا وعد..
    تطلعت له وعد بنظرة لهفة وفرح وقالت بهمس: لقد جئت..
    اسرع طارق يقول للجمع الموجود بالمكان: لقد انتهت المشكلة يا سادة.. يمكنكم المغادرة..
    ومن ثم جذب وعد من معصمها معه وقال بحنان: لم اكن استطيع ان اخلف بوعدي لك.. لقد وعدتك ان آتي من اجلك.. وها انذا هنا..
    قالت وعد بحيرة: ولكن الاستاذ احمد قال انك اخبرتهم بعدم حضورك..
    التفت لها وقال: لقد كنت افكر في عدم القدوم بالفعل.. ولكن لم استطع ان افوت علي فرصة ان اراك للمرة الاخيرة..
    قالت وعد بدهشة: ماذا تقول؟.. لا يوجد مرة اخيرة يا طارق..
    - ماذا تعنين؟..
    دلفا في تلك اللحظة الى الصالة الرئيسي.. فجذبت معصمهامن كفه وعقدت ساعديها
    امام صدرها لتقول: لو اجبت على احدى مكالماتي.. او على الاقل قرأت احدى
    رسائلي القصيرة .. لفهمت ماذا اعني..
    سمعت وعد بغتة صوت فرح يأتيها من الخلف وهي تقول بحنق: كيف تذهبين وتتركيني؟..
    قالت وعد مبتسمة: المعذرة.. لقد نسيت انك كنت معي..
    قالت فرح متسائلة: ماذا حدث؟..
    لم يهتم طارق بسماع ما دار بينهما من حديث..بل االتقط هاتفه في سرعة.. وقام
    بفتحه ليجد اربع رسائل لم يقرأها وكلها من وعد..واخذ يقرأ الرسلة الالى في
    لهفة والتي كانت تقول (لماذا لا تجيب يا طارق؟.. لم اكن اعلم بالامر..
    اقسم لك.. لقد حدث كل شيء دون ان اكون على علم به.. صدقني انا لا ارغب
    بالزواج من ابن عمي..لا ارغب بذلك.. ارجوك اجب)..
    تطلع لوعد لبرهة والتي كانت تتحدث الى فرح..وواصل قراءته للرسالة
    الثانية..(طارق لقد انتهى كل شيء تقريبا .. ابن عمي غير موافق على الزواج
    بي ايضا بهذه الطريقة ومادمت غير قابلة لهذا الزواج.. وسوف يقوم باقناع
    الجميع بالتراجع عن هذا القرار )..ردد طارق في نفسه قائلا: تقريبا فقط..الم
    ينتهي الامر نهائيا يا وعد؟.. ولكن علي ان لا استعجل الامور.. وانتظر حتى
    النهاية..
    وفتح الرسالة الثالثة والتي كانت تقول ( طارق.. لقد انتهى الامر.. لقد الغي
    هذا الزواج بأكمله..وانا حرة نفسي منذ الآن.. فقط اجب على مكالماتي حتى لا
    نحيا كلانا في هذا الالم)..
    ارتسمت ابتسامة مليئة بالسعادة على شفتي طارق.. وهمس قائلا بفرحة: واخيرا .. واخيرا انتهى هذا الكابوس.. واخيرا يا وعد..
    كاد ان يردد هتافه بصوت عالي ولكن تمالك مشاعره.. واسرع يفتح الرسالة
    الاخيرة..وكانت هذه هي كلماتها ..( لقد قلتها لي مرارا يا طارق.. وطلبت مني
    قولها مرات عديدة.. وكنت دائما اتهرب.. ولكن لم يعد هنالك مبرر لاخفاء هذا
    الامر اكثر.. لو اردت اعترافا مني يا طارق .. فها انذا اعترف لك.. بأني
    احبك.. لن اكون لسواك يا طارق.. لن اكون.. لانك حلم حياتي)..
    ردد طارق بخفوت: حلم حياتها..
    وسرعان ما تذكر عبارة احمد له حين قال: مهما حدث .. فلا تستسلم بسهولة..
    وتترك حلمك يضيع من بين يديك..لا تتخلى عنه وتهرب .. بل واجه الواقع وقاتل
    من اجل تحقيقه.. لانه ..حلم حياتك..
    وابتسم طارق مغمغما وهو يعود للواقع ويتطلع الى وعد بسرور ممزوج بالحب
    متحدثا الى نفسه: اجل يا وعد.. لن اهرب مرة اخرى.. بل سأواجه هذا الواقع..
    وسأقاتل من اجل تحقيق حلمي.. لانه حلم حياتي بأكمله..
    والتفتت له وعد في تلك اللحظة عندما انتبهت بأنه يتطلع اليها وقالت بحيرة: ما الامر؟..
    صمت ولم يجبها.. واكتفى بأن يرسم على شفتيه ابتسامة حانية..في حين قالت فرح
    في تلك اللحظة هامسة لوعد بخبث: لم اكن اعلم من قبل ان زملائك بالصحيفة
    بمثل هذه الوسامة..
    قالت وعد في ضيق: كفي عن هذا..
    لكزتها فرح بمرفقها وقالت بمرح: استطيع ان اقسم انك معجبة به.. بل وربما
    اكثر من ذلك.. وهو ايضا يبادلك تلك المشاعر.. انظري اليه كيف يتطلع اليك..
    اختلست وعد نظرة الى طارق ومن ثم قالت: ليس هناك شيء مما قلته..
    قالت فرح وهي تغمز بعينها لها: ان كان الامر كذلك.. فعرفيه علي اذا..
    قالت وعد في غيرة واضحة:فرح.. ماذا تقولين؟.. هل جننت؟..
    ضحكت فرح بمرح وقالت: لقد كشفت نفسك بنفسك يا فتاة.. انا لم اجلب شيئا من عندي.. ها انتذا تغضبين لاني اردت التعرف عليه فقط..
    قالت وعد مكابرة:اني اتحدث عنك.. فمن الجنون ان تطلبي ان اعرفك على شاب ما..
    غمزت فرح بعينيها مرة اخرى وقالت: انا اعلم ما تعنينه.. والآن سأترككما لوحدكما.. عن اذنك..
    ما ان ابتعدت فرح قليلا عنهم.. حتى فوجئت وعد بطارق يميل حوها ليهمس في اذنها قائلا: وانا ايضا احبك..
    خفق قلبها في قوة.. وتصاعدت دماء الخجل الى وجنتيها لتلتفت لطارق وتقول بارتباك: ماذا تعني؟..
    ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي طارق.. وامسك الهاتف بقبضته ليضعه امامها ويقول: هذا..
    ادركت ما يعنيه على الفور..فاطرقت برأسها في خجل..وهي تشعر بدقات قلبها
    المتسارعة.. وازدردت لعابها بارتباك.. فقال طارق بابتسامة حانية: ليتني لم
    اجب على مكالماتك منذ زمن اذا..
    اشاحت بوجهها عنه لتخفي ارتباكها ومن ثم قالت: لقد كنت قلقة عليك لأنك لم
    تجب على مكالماتي الليلة الماضية .. لهذا فقد ارسلت تلك الرسالة الاخيرة
    لعلها تذيب اصرارك على عدم الاجابة علي.. ولكنك.. لم تفعل..
    تنهد طارق بحرارة ومن ثم قال: لو تعلمين يا وعد.. اني قضيت بالامس اسوأ
    ايام حياتي.. لقد رفضت الاجابة على الجميع ولم آبه بالنظر الى الهاتف حتى..
    لهذا لم انتبه الى أي من رسائلك.. لقد كنت على حافة الانهيار يا وعد..
    ولقد شعرت اني افقدك الى الابد.. بقرار تزويجك هذا.. كنت اعلم انه لا شأن
    لك بالامر.. ولكن.. قلت ما قلته لك بالامس حتى ارى ما ستفعلينه.. هل
    ستوافقين على هذا الزواج.. ام ستسعين لرفضه وانهائه؟..
    واردف وهو يتطلع اليها بحب: ولقد فعلت ما كنت اتمناه لقد رفضت هذا الزواج وانهيته.. من اجلي..
    هزت وعد رأسها وقالت: الفضل يعود لابن عمي.. لقد ساعدني بحق في انهاء هذا
    الزواج.. وربما لولا مساعدته هذه لما استطعت اقناع عمي بالتراجع عن قراره..
    عقد طارق حاجبيه وقال بشك: ولكني سمعت من والدك ان ابن عمك هو من لمح للزواج بك.. فلماذا اذا يسعى لانهاء هذا الزواج..
    تطلعت له وعد بصمت.. لا تستطيع ان تخبره انه قد فعل هذا لانه يحبها..
    ويتمنى رؤيتها سعيدة.. لا تستطيع ان تخبره انه قد ضحى بحلمه بالزواج منها
    عندما انهى امر هذا الزواج.. وكل هذا من اجلها..لا يمكنها ان تخبره بذلك
    حتى لا تزيد من ضيقه وخصوصا بعد كل ما حدث..
    واسرعت تقول مديرة دفة الحديث: الن تأتي للمباركة لابن خالي يا طارق؟.. هيا فسأعرفك عليه..
    قالتها وادارت له ظهرها وهي تهم بالابتعاد عنه ولكن امسك طارق بمعصمها بغتة
    ليوقفها.. وقال بابتسامة غامضة: لا.. هناك امر اكثر اهمية يجب علي ان
    افعله..
    التفتت له وتطلعت اليه بحيرة فأردف: ولن اجد افضل من هذا الوقت لكي افعله..
    قالت بغرابة: وما الذي تود ان تفعله؟..
    اتسعت ابتسامته الغانضة وهو يقول: خذيني الى والدك اولا.. وبعدها ستعرفين كل شيء..
    توترت اطراف وعد وقالت بتردد: طارق.. انت لا تفكر في ان...
    اومأ برأسه وقال مبتسما: دقيقة الملاحظة كما عهدتك يا وعد.. اجل انا افكر في ان اعيد طلبي على والدك من جديد..
    ازدردت لعابها وتمتمت قائلة: ولكن الا ترى ان المكان غير مناسب لهذا..
    - بل هو كذلك.. لقد خسرتك مرة يا وعد.. ولا اريد ان اخسرك مرة اخرى..
    اطرقت برأسها في خجل وقالت: كما تشاء..
    امسك بكفها وقال بحب: اذا خذيني اليه..
    سارت الى جواره وهي تصحبه الى والدها قائلة: اتعلم.. لقد ادهشتني بما فعلته حتى تستطيع الدخول الى الحفل دون بطاقة دعوة..
    قال مبتسما: انسيتي انني صحفي ويمكنني بسهولة ايجاد أي طريقة للدخول الى أي مكان..
    تطلعت اليها وقالت: أأنت واثق من نفسك الى هذه الدرجة؟..
    هز كتفيه وقال: انا لم آخذ لقب افضل صحفي بالجريدة عبثا..
    ابتسمت وعد وقالت بمرح: ولو لم احضر اليك الى حيث حارس الآمن وقمت بالتأكيد على ما قلته..ماذا كنت ستفعل؟ ..
    قال مفكرا: كنت سأتصل بك.. او سأجد حيلة اخرى لأدخل الىالحفل..وصدقيني لن
    اعدم الوسيلة.. اهم شيء كان لدي في تلك اللحظة ان اراك ولو لمرة اخيرة..
    توقفت بغتة عن السير .. مما دعا طارق الى الالتفات لها وهو يقول متسائلا: ماذا هناك؟.. لماذا توقفت؟..
    هربت بنظراتها حتى لا يلحظ توترهاوقالت: انه هناك.. يمكنك الذهاب اليه لوحدك..
    تطلع طارق حوله بحثا عن والد وعد وقال عندما رآه: حسنا وما الذي يخيفك لو جئت معي؟..
    حاولت السيطرة على ارتجافة اناملها وهي تقول: طارق ارجوك.. اذهب اليه وحدك.. وسأنتظرك هنا..
    ضغط على كفها بحنان وقال: بل سنذهب معا..
    التفتت له ووجدت نفسها تنظر الى عينيه بامعان.. وكأنها تريد قراءة ما يجوب
    بداخله.. لم ترى برودا هذه المرة.. لم ترى حزما او صلابة.. كل ما رأته في
    تلك اللحظة كان دفئا وحبا وحنانا.. شعرت بأن عيناه تحتويها بداخلهما.. وان
    لمسة كفه تبثها الامان الذي تنشده.. ووجدت نفسها تقول بشرود: اجل .. سنذهب
    معا..
    ابتسم وسار الى جوارها حتى وصل الى حيث والدها وهنا قال: اهلا يا سيد عادل..
    التفت والد وعد اليه وقد غمرته الدهشة عندما شاهدطارق في هذا الحفل.. ولكن
    دهشته خفتت تدريجيا عندما رأى وعد الى جواره.. فأدرك حينها ان وعد هي من
    دعت طارق بنفسها الى هذا الحفل.. وابتسم بحنان ابوي وهو يحدث نفسه قائلا:
    يبدوا انه يعني لها الكثير هي ايضا.. اشعر بالندم لاني حطمت تلك السعادة
    التي اراها في عينيها الآن وهي معه في المرة السابقة..
    وقال متحدثا الى طارق: اهلا استاذ طارق.. كيف حالك؟..
    قال طارق وهو يمد يده لمصافحته: بخير.. ومبارك حفل الخطبة هذا..
    قال والد وعد بلهجة ذات مغزى: أشكرك..واتمنى ان ابارك انا لك عما قريب..
    فهم طارق ووعد ما يرمي اليه والد هذه الاخيرة.. فارتسمت ابتسامة على شفتي
    طارق.. بينما توردت وجنتي وعد وهي تحاول ان تهرب بنظراتها بعيدا لتستقر على
    أي شيء..وقال الاول: يبدوا ان هذا سيكون قريبا اذا حدث ما اتمناه باذنه
    تعالى ..
    واردف بصوت حاول ان يجعله حازما قدر المستطاع: سيد عادل.. اني اكرر مطلبي.. واطلب الزواج من وعد.. فما هو رأيك؟..
    صمت والد وعد لدقيقة كاملة بدت لطارق ووعد وكأنها ساعة كاملة.. وتوترت وعد
    وهي تنتظر قرار والدها بترقب ولهفة..في حين لم يستطع طارق اخفاء توتره وهو
    ينقل بصره بين وعد ووالدها بين الحين والآخر.. واخيرا تحدث هذا الاخير
    قائلا: لقد اخفيتي عني يا وعد اعجابك بشاب ما.. واخفيتي عني انه يود
    الارتباط بك ايضا..
    اسرعت وعد تقول بلهجة قلقة ومضطربة: لم اكن اعلم شيئا عن امر الارتباط هذا
    يا والدي.. لقد جاء طارق بنفسه اليك يومها دون ان اعلم بهذا الامر..
    قال والدها وهو يرمقها بنظرة حازمة : انا لم انهي كلامي بعد.. لقد كنت دائما المدللة في المنزل.. تفعلين كل ما يحلو لك.. لهذا...
    بتر عبارته ونقل بصره بين طارق ووعد قبل ان يردف بابتسامة: لهذا لن استطيع
    الا الموافقة على طلبك يا طارق.. وانا ارى كل هذه السعادة في عيني ابنتي..
    تطلعت وعد الى والدها في عدم تصديق ومن ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامة
    واسعة.. وكادت ان تهم بقول شيء ما.. لولا ان مال والدها نحوها وقال : طبعا
    هذا ليس قبل موافقة العروس نفسها.. هه.. ما رأيك يا وعد؟.. هل تقبلين
    بالزواج من طارق؟..
    ازدردت وعد لعابها.. وظلت صامتة وهي تشعر بالحروف تهرب من على لسانها.. وان
    كانت تشعر بقلبها يكاد يرقص فرحا بعد موافقة والدها.. والاقتراب من تحقيق
    حلمها.. وسمعت والدها يقول في تلك اللحظة: احيانا يكون الصمت علامة
    للموافقة.. ولكن احيانا اخرى ربما يكون للرفض.. والا ما رأيك يا طارق؟..
    قال طارق بابتسامة واسعة: انا معك في هذا..
    اتسعت عينا وعد.. ماذا يقولون؟.. أي رفض هذا بعد ان لم يعد على تحقيق
    احلامي سوى خطوة واحدة؟.. كيف ارفض وانا ارى اني على وشك لارتباط بمن احب
    وبمن تمنيت؟ .. كيف ارفض وفارس احلامي الذي حلمت به منذ صغري يطلبني للزواج
    .. كيف؟..
    واسرعت تقول: لا لست ارفض..
    ضحك والدها قائلا: اذا فهذا معناه انك توافقين..
    تنبهت للتو على الموقف الذي وضعها فيه والدها..وارتبكت بشدة.. والتفتت الى طارق لتراه يضحك بدوره .. فقالت بحنق: كفا عن الضحك..
    قال طارق بمرح: وان لم افعل..
    قالت بعصبية: بل ستفعل والا ...
    - والا ماذا؟..
    وجدت نفسها تقول بدلال: سأرفض الزواج بك..
    قال بابتسامة واسعة: لن تستطيعي..
    قالت في سرعة: بل استطيع..
    همس قائلا: بل لن تفعلي.. لانك تبادليني مشاعري..
    قالت مبتسمة: هل تراهن؟..
    اومأ برأسه وهو يرسم على شفتيه ابتسامة سعيدة.. فقالت وعد مردفة بمرح: كسبت الرهان اذا..
    ومن مسافة بعيدة بعض الشيء.. تطلع اليهما ذلك الشاب وقال وهو يتنهد بحرارة:
    يبدوا ان املي في ان تكوني لي يا وعد.. قد انتهى تماما..ولكن حسبي الآن ان
    ارى هذه السعادة في عينيك.. وهذه الابتسامة على شفتيك..واتمنى من كل
    قلبي.. ان تعيشي في سعادة .. مع من اخترتيه بنفسك.. اما انا.. فيبدوا اني
    سأبدأ مشوارا لحياة جديدة منذ هذه اللحظة ...
    *********
    (لماذا كل هذا الضيق الذي اراه على وجهك؟)
    قالها عماد وهو يتطلع الى ليلى بابتسامة هادئة واردف قائلا: الا يفترض ان تبتسمي لان الناس من حولك يتطلعون اليك في هذا الحفل؟..
    قالت ليلى بغتة: لماذا كنت مهتما بها؟..
    - من تعنين؟..
    قالت بحدة: وعد ..وهل يوجد سواها؟..
    قال وشبح ابتسامة على شفتيه: وهل هذا ما يضايقك؟..
    قالت ليلى وهي تلتفت عنه: الم تكن الفتاةالتي تريد ان تتزوجها لاعجابك بها؟..
    امسك بذقنها وادرا وجهها اليه ليقول برقة: انت قلتيها بنفسك.. مجرد اعجاب
    ولا شيء آخر.. وها انذا ارتبط بالفتاة التي لم ولن احب سواها..
    تطلعت اليه وقالت : ولكنك كنت مهتما بها كثيرا..
    قال في هدوء: لانها ابنة عمتي.. وكنت سأهتم بفرح او هشام بالقدر ذاته..
    واردف بابتسامة: ثم لم اكن اعلم من قبل انك غيورة الى هذه الدرجة..
    - لست كذلك.. كل ما في الامر انك كنت تود الارتباط بهذه الفتاة .. لهذا فأنا...
    قاطعها عماد قائلا: لهذا انت تخشين ان تشغل تفكيري وانسى خطيبتي الموجودة الى جواري..اليس كذلك؟..
    مطت شفتيها دون ان تجيب فقال وهو يميل نحوها قليلا ويمسك بكفها: كيف تفكرين في امر كهذا هذا وقد تأخرت من اجلك؟..
    رفعت حاجبيها في عدم فهم وقالت: تأخرت من اجلي انا؟..
    اومأ برأسه ايجابيا..وقال وهو يضع احدى كفيه في جيبي سترته: اجل.. فلقد قمت
    بشراء شيء ما لأجلك.. ولكني كنت مستعجلا في مغادرة المنزل لهذا فقد نسيته
    هناك.. وفي اللحظة التي كنا قد اقتربنا فيها من صالة الحفل.. تذكرت اني قد
    نسيته.. وجعلت هشام يعود الطريق بأكمله من اجل هذا الشيء..
    اتسعت عيناها بدهشة ومن ثم قالت بحنان: هل فعلت هذا حقا؟..
    اومأ برأسه ايجابيا.. فالتفتت عنه وتوردت وجنتاها بحمرة الخجل قبل ان تقول: حسنا وما هو ذلك الشيء الذي كلفك مشقة العودة من اجله؟..
    اخرج كفه من جيبه ببطء ومن ثم قال وهو يرفعها لتكون في مواجهتها: هذا..
    وفرد راحته لتتدلى تلك السلسلة الذهبية التي اخذت تتلألأ على اضواء القاعة
    القوية.. وتدلى في نهايتها ذلك القلب الذهبي.. وتطلعت ليلى الى السلسلة في
    دهشة .. قبل ان تلتفت الى عماد وتقول: هذا لي؟..
    أومأ برأسه بابتسامة واسعة وقال: لقد اخترته بنفسي..واتمنى ان يعجبك..
    قالت بامتنان: بكل تأكيد.. انه رائع .. اشكرك..
    ولاحظت في تلك اللحظة ان هناك كلمة محفورة على سطح ذلك القلب.. فالتقطته قائلة: دعني اره للحظة..
    وهنا استطاعت ان تقرأ ما كان محفورا عليه.. لقد كانت كلمة واحدة
    فقط..(احبك).. ولكنها تغلغت في مشاعرها واثرت في نفسها اشد التأثير..ووجدت
    اصابعها ترتجف بالرغم منها وهي تطلع الى القلادة..والتفت اليها عماد ليقول
    بقلق: ليلى .. ماذا بك؟..لماذا ترتجفين؟..
    التفتت له لتقول بصوت متقطع من شدة التأثر: اشكرك يا عماد..
    ارتفع حاجباه بحنان وغمغم في همس: اتبكين يا ليلى؟..
    شعرت لتوها بالدموع التي ترقرقت في عينيها فأسرعت تمسحهابأناملها قبل ان
    تسيل على وجنتيها.. وقالت بعد برهة من الصمت: لا.. انها دموع الفرح.. فلم
    يسبق لأحد ان اهتم بي على هذا النحو..
    تطلع اليها وقال وفي عينيه نظرة حنان وحب: ليلى سأكون كل شيء لك في هذا
    العالم.. انا زوجك.. وسأبقى الى ابد الدهر احيطك بحبي وحناني..انت حبيبتي
    وزوجتي يا ليلى.. كيف لا تتوقعين ان اكون مهتما بك..
    قالت ليلى وهي تطلع الى عماد بفرح: اشكرك يا عماد.. لو تعلم كم خففت عني كلماتك هذه..
    قال في وهو يلتفت عنها ويتطلع الى جهة ما: ثم يا عزيزتي الجميع مهتم بك..
    وليس انا وحدي.. لقد حضرت والدتك الى هذا الحفل.. وكذلك والدك..
    قالت ليلى في سرعة: ابي هنا.. لقد ارسلت له بطاقة دعوة ولكن ظننت انه لن يحضر..
    قال عماد مبتسما: عزيزتي الجميع مهتم بك.. الجميع..
    تطلعت الى حيث يقف والدها ورأته يبتسم لها بحنان وسعادة.. فقالت مبتسمة: معك حق..
    ومن ثم قالت وهي تلتفت الى عماد: يبدوا انه كان مهتم بي طوال الوقت ولم
    انتبه.. كنت دائما اتمناه الى جواري.. واشعر انه قد قصر في حقي عندما انفصل
    عن والدتي وترك المنزل.. ولكنه كان يتابع اخباري..لقد قال لي ذات مرة
    عندما جاء لزيارتنا ان كان العمل الجديد جيد او لا.. وانا لم انتبه اني لم
    اخبره أي شيء عن العمل.. الا بعد فترة.. ان والداي مهتمان بي .. وليس كما
    كنت اظن..
    قال عماد موافقا: الم اقل لك..
    - ان هذا اليوم هو اسعد ايام حياتي حقا..
    قال عمادا بحب: وانا كذلك يا ليلى..
    سمعا بغتة صوت والدة عماد وهي تتقدم منهما قائلة: عماد..
    التفت لها عماد بتساؤل.. فأردفت قائلة بابسامة: هيا انهض انت وعروسك.. فسترتديان خانما الخطوبة الآن..
    التفت عماد الى ليلى التي تطلعت اليه ..فابتسم بهدوء وهو ينهض واقفا..
    ووقفت ليلى بدورها..وهنا منحت والدة عماد كل منهما علية على شكل وردة
    حمراء.. وضع في كلتيهما خاتم الخطوبة..
    ومن بعيد ابتسمت وعد وقالت في سرعة: طارق اسرع سيرتديان خاتم الخطوبة..
    تقدم طارق الى حيث تقف وقال مبتسما: ولم انت مستعجلة هكذا؟.. سترتدين واحدا قريبا..
    قالت وهي تعقد ساعديها امام صدرهابحنق: مضحك جدا..
    ومن ثم اردفت وهي تتطلع الى عماد الذي امسك بكف ليلى اليمنى ليلبسها الخاتم وقالت: اليس رائعا؟..
    قال طارق مبتسما: من عماد؟..
    مطت شفتيها قائلة: اجل عماد.. اليس رائعا؟..
    قال وهو يومئ برأسه: معك حق..انه رائع بالفعل..
    قالت بضيق: طارق لا تمثل علي دور الغير الفاهم لأي شيء.. انت تعلم اني اقصد الخاتم..
    قال طارق وهو يلتفت لها: انه رائع .. ولكن صدقيني سترتدين ما هو اروع منه في حفل خطبتك..
    قالت مبتسمة: اهذا وعد؟..
    قال بتأكيد: اجل .. حتى وان كان هذا على حساب نفسي..
    - سيكون على حساب ميزانيتك ايضا..
    تطلع اليها طارق بحنان وقال: صدقيني يا وعد.. انا لم اعد اريد أي شيء في
    هذا العالم سواك.. لا تهمني كل كنوز العالم لو كنت سأحصل عليها من دونك..
    التفتت وعد عنه ومن ثم قالت وهي تتطلع الى ما امامها بشرود: صدقني يا
    طارق.. لقد كنت حلما يراودني منذ الطفولة.. لقد حلمت بك كثيرا.. ان التقي
    بذلك الرجل الذي يمنحني حبه وحنانه.. ان التقي بذلك الرجل الذي يحميني من
    أي خطر..ان التقي بالرجل الذي يخفق قلبي لأجله..
    وابتسمت وهي تلتفت الى طارق قائلة: ويبدوا ان الحلم قد اصبح حقيقة اخيرا...

    **********

    تنهد هشام بحرارة وهو يتطلع الى ماحوله.. ومن ثم قال بابتسامة شاحبة: حسنا..انها بداية حياتي الجديدة للبحث عن حب حقيقي هذه المرة..
    ووضع كفيه في جيبي سترته واردف بشرود: ولكن .. هل سيكون حقيقيا هذه المرة حقا؟..
    وما ان انهى عبارته حتى لامست انامله هاتفه المحمول الموجود بجيب السترة..
    فأخرجه من جيبه وتتطلع اليه لبرهة قبل ان يقول: ستكون البداية منذ هذه
    اللحظة..وان لم افعل هذا الآن فأظن اني لن افعله ابدا..
    تطلع الى ساعة معصمه التي اعلنت الحادية العاشرة تقريبا وهو لا يزال يجلس في حفل الخطوبة وقال: لا اظن انها نائمة الآن..
    وابتسم بسخرية مستطردا: وحتى لو كانت كذلك.. لا بأس من ايقاظها من احلامها..
    قالها واسرع يتصل بغادة.. واستمع الى الرنين المتواصل وهو يترقب اجابتها..
    وعلى الطرف الآخر.. كانت غادة جالسة تتصفح احد الكتب بملل حين ارتفع صوت
    رنين هاتفها.. والتقطته من جوارها ومن ثم شعرت بالحيرة من هذا الرقم
    المجهول..وقالت متسائلة: هل اجيب ام لا؟..
    تطلعت الى ساعة يدها ومن ثم قالت: لا اظن ان احدهم سيتصل بي في هذا الوقت الا اذا كان امرا مهما..
    واجابت قائلة: الو .. من المتحدث؟..
    جاءها صوت هشام قائلا: مر زمن طويل.. اليس كذلك؟ ..
    ارتفع حاجباها بدهشة كبيرة بعد ان تعرفت على صوته.. وادهشها معرفته برقم
    هاتفها المحمول..ولكنها لم تلبث ان سيطرت على دهشتها..وقالت وهي تصطنع عدم
    معرفتها به: من المتحدث؟..
    قال مبتسما: الم تعرفيني بعد يا آنسة؟..
    قالت ببرود: من تريد يا سيد؟..
    قال بسخرية: فارس..
    ارتسمت بالرغم منها ابتسامة على شفتيها وقالت مكابرة: لا يوجد لدينا احد بهذا الاسم..
    قال مبتسما: كيف لا وقد منحني هو هذا الرقم لأتصل به..
    قالت بدهشة: هو من اعطاك هذا الرقم؟؟..
    ضحك بسخرية وقال: اذا فهناك من يوجد بهذا الاسم حقا..
    بهتت لوهلة ومن ثم قالت بحنق: ماذا تريد؟..ومن اين حصلت على رقم هاتفي؟..
    قال بهدوء: لا يصعب علي ان اجد رقم هاتف من اصطدمت بسيارتي ذات يوم..
    ومع انها كانت تشعر ببعض السعادة لاتصاله بها.. واهتمامه بايجاد رقم
    هاتفها.. الا انها لم تكن تريد ان تواصل هذا الامر مع هشام والذي لا تعرف
    نهايته.. انها حتى لا تعرف هشام بشكل جيد.. لا تعرف عنه الا القليل جدا..
    ولهذا لا تريد ان تتبسط في الحديث معه ويجب ان تضع حدودا لها للتعامل معه..
    وقالت وهي تصطنع الضيق: لم تخبرني بعد بما تريده..
    قال مبتسما: الم تشتاقي لي ولسماع سخافاتي؟..
    قالت ببرود: ومن يشتاق لسماع السخافات؟..
    قال بثقة: انت.. وخصوصا اذا كانت مني..
    قالت بحدة: يبدوا انك واثق من نفسك اكثر من اللازم.. ارجوك لا تتصل بي مرة
    اخرى.. لقد ظننت ان امرا مهما وراء اتصالك ولكن يبدوا انك لا تفكر الا في
    التسلية..
    قال بغتة بجدية: اهذا ما تريدينه؟..
    بوغتت بجديته وقالت متسائلة: ماذا تعني؟..
    اردف وكأنه لم يسمعها: ان لا اتصل بك ابدا..
    لم تعرف بم تجيبه .. ان عقلها يرفض ان تحادث شابا دون سبب ما.. ولكن
    مشاعرها تتمسك به وتتمنى ان يتصل بها.. لا تعلم لم هذا الشاب بالذات الذي
    انشغل تفكيرها به.. ولكن ... عليها ان تنهي هذا المر بأية وسيلة ..
    وعاد هشام يكرر سؤاله: اترغبين في ان لا اتصل بك مرة اخرى حقا؟..
    ازدردت لعابها في توتر ومن ثم قالت في سرعة وكأنها تخشى ان تتراجع: اجل..
    تحولت جديته الى سخرية وقال: لن افعل اذا .. ما دام هذا ما تريدينه..
    اتسعت عيناها وقالت في حدة: اتتعمد استفزازي؟..
    قال مبتسما: ان اردت الحقيقة.. اجل..
    عقدت حاجبيها بضيق ومن ثم قالت وهي تحاول السيطرة على اعصابها: سأغلق الخط الآن.. الى اللقاء..
    قال وهو يضغط على حروف كلماته: هل استفزتك كلماتي بهذه السرعة يا آنسة غادة؟..
    قالت بحنق: انها محض سخافات لا اكثر وانا لا يهمني ان...
    بترت عبارتها بغتة..وانتبهت لهذا الامر للتو.. لقد نطق باسمها .. كيف عرفه؟
    ..وقفز السؤال من ذهنها الى لسانها لتقول بغرابة: كيف عرفت اسمي؟..
    عرف هشام انه اصاب الهدف ومنعها من اغلاق الهاتف.. وقال مبتسما: في الحقيقة .. لقد اجريت اتصالات عديدة عنك عن طريق رجالي و...
    قاطعته بعصبية: واجهزة التصنت وكاميرات المراقبة.. اليس كذلك؟..
    قال بدهشة مصطنعة: ما ادراك؟.. هل كنت تعملين معنا ولا اعلم؟..
    قالت متسائلة بانفعال: اخبرني الآن من اين عرفت اسمي؟..
    - سأقول ولكن بدون انفعال او غضب..
    - حسنا.. قل ما لديك..
    بلل هشام شفته بلسانه ومن ثم قال: في الحقيقة لقد جمعت بعض المعلومات عنك عن طريق رقم سيارتك..
    قالت متسائلة بغضب: ماذا تقول؟..كيف سمحت لنفسك بأن تجمع المعلومات عني؟..
    قال مبتسما: الم تقولي انك لن تغضبي؟.. ولكن سأخبرك بالسبب .. لقد اردت ان اعرف عنك المزيد ما دمت ترفضين ان تخبريني أي شيء عنك..
    تملكها الاضطراب بغتة وخفت غضبها.. ووجدت نفسها تتسائل قائلة: ولماذا اردت ان تعرف المزيد عني؟..
    قال بسخرية: لاني اردت ان اعرف هوية الفتاة التي صدمت سيارتي ..
    قالت بحنق: هل تهمك سيارتك الى هذه الدرجة؟..
    قال بابتسامة: بأكثر مما تتصورين..
    قالت غادة وهي تمط شفتيها: اخبرني.. هل انت معتاد على التحدث باسلوب السخرية هذا دائما؟..
    - تقريبا.. لم تسألين؟..
    - لاني ضجرت منك ومن سخريتك..
    اتسعت ابتسامته وهو يقول: حسنا سأنهي المكالمة اذا ما دمت قد اثرت غضبك بما يكفي لهذا اليوم..
    - سخيف..
    قال بهدوء: لا بأس سأقبل الاهانة مرة اخرى.. ليس لأجلك بل من اجل فارس..
    ابتسمت وقالت: انت لا تعرفه حتى..
    قال بثقة: سأعرفه ذات يوم.. لا تتعجلي الامور.. والآن الى اللقاء..
    اغلق هشام الخط.. وشعر ببعض الارتياح.. ان غادة لا ترفضه كليا.. بل انها
    ترفض ان تكون لها صلة بشاب لا تعرفه جيداكما يبدوا.. انه يشعر بأنها معجبة
    به بالفعل.. ولهذا سيحاول ايجاد أي فرصة قادمة لمحادثتها.. لعلها تقبل به
    في حياتها...
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الجمعة 06 أبريل 2012, 2:26 am

    *الجزء الاربعون والاخير*
    (هل هي بداية لحلم حياتي؟)


    سار طارق الى جوار وعد في مبنى الصحيفة..وتسللت اصابعه لتمسك بكفها وهو يهمس لها قائلا: بم تشعرين؟..

    التفتت له وقالت بابتسامة خجلة: بالسعادة والنشوة لأن جميع احلامي ستحقق قريبا..
    قال طارق بابتسامة: اتمنى يا وعد ان احقق لك جميع احلامك بالفعل..
    تطلعت اليه وقالت: انت اكبر احلامي ومادام قد تحقق فلا تهمني اية احلام اخرى أو...
    ( يا للمشهد العاطفي.. انه يصلح ان يكون حدثا لصحيفة الغد ..بعنوان (صحفية مبتدأة تقع في غرام صحفي منذ النظرة الاولى)..)
    التفت لقائل العبارة السابقة كلا من طارق ووعد باستنكار ودهشة وتطلعا الى
    سامر الذي وقف في مواجهتهما ويرسم على شفتيه ابتسامة ساخرة ..واردف هو
    قائلا: انت لا تتحدثين معه الا فيما يختص بالعمل اليس كذلك يا آنسة وعد؟..
    واستطرد بسخرية: وانا اشهد على ذلك وانا ارى اصابعكما المتشابكة..ونظراتكما الهائمة..
    اسرعت وعد تقول بعصبية: اصمت ايها الحقير..
    اشار لها طارق بالصمت وقال: دعيه يا وعد.. سأجعله يندم على كلماته التي نطقها قبل قليل..
    ضحك سامر بسخرية: وما الذي ستفعله يا ايها العاشق؟..
    عقد طارق حاجبيه وقال: وعد هي خطيبتي ..
    قال سامر بدهشة مصطنعة: حقا؟.. لم اكن اعلم.. اذا لم لا ترتديان خاتما خطبة ؟..
    قال طارق بصرامة: اسمع يا هذا.. ان صدقت او لم تصدق ..فهذا شيء لا يهمني..
    ولكن اقسم لو حاولت مجرد التحدث الى وعد مرة اخرى.. فستدفع الثمن غاليا..
    قال سامر باستهزاء: لم تقل لي بعد بم تستطيع ان تفعله..
    قال طارق بصرامة اكبر: طردك من هنا لو استلزم الامر..
    تطلع اليه سامر لوهلة ومن ثم قال وهو مستمر باستهزاءه: هل تم ترقيتك الى
    منصب المدير يا هذا؟.. على العموم سنرى من فينا سينتصر في النهاية..
    واردف وهو يبتعد عنهما: مع السلامة يا عزيزي..
    في تلك اللحظة التفتت وعد الى طارق وقالت بعصبية: لم تركته يتحدث اليك بهذا
    لااسلوب؟.. كان الاجدر بك ان تحطم اسنانه قبل ان يتفوه بكلمة مما قال..
    التفت لها طارق وقال بهدوء: وهذا ما يريده.. ان يستفزني حتى اتشاجر معه
    واقوم بضربه.. وعندها سيستعمل هذا الامر كسلاح ضدي.. ويثبت انني قد تعديت
    عليه في مبنى الصحيفة وامام الجميع.. مما قد يؤدي الى فصلي من عملي.. هل
    فهمت الآن يا عزيزتي لم تركته يتحدث كما يحلو له؟..
    بهتت وعد لما قال وخصوصا ان هذا الامر لم يخطر بذهنها ابدا ومن ثم قالت :
    بلى.. ولكن لم ادرك ان ما يفكر فيه هو افتعال مشاجرة بينكما.. لقد ظننت انه
    يريد ان يثبت انه لم يتراجع بعد عن ملاحقتي على الرغم من تجاهلي الدائم
    له..
    تنهد طارق وقال: انه يريد ان يثبت هذا ايضا.. لهذا حاولي قدر الامكان ان تكوني معي طوال الوقت..
    اومأت برأسها ايجابيا وسارت الى جواره الى حيث القسم وهناك ما ان دلفت اليه
    حتى سمعت احمد يهتف قائلا: واخيرا وجدتك .. اين كنت ؟.. لديك مهمة
    صحفية..اسرعي بتجهيز ما تحتاجينه..
    التفت طارق الى احمد وقال: ولكن المدير لم يخبرني بأي شيء عن هذه المهمة..
    قال احمد مبتسما: انت لن تكون معها هذه المرة.. بل انا.. لان المدير سيرسلك في مهمة مختلفة..
    قال طارق مستنكرا: ماذا تقول؟.. لقد كان دائما ما يرسل وعد معي في أي مهمة.. فلم ارسلها معك انت هذه المرة؟..
    - لست اعلم.. يمكنك سؤاله..
    واردف وهو يميل نحو طارق ويهمس له: ثم لا تكن شديدة الغيرة هكذا.. انا صديقك الا تثق بي؟..
    تطلع له طارق لبرهة ومن ثم سار عنه مبتعدا الى حيث مكتبه .. وعندما رأى وعد
    تستعد للمغادرة قال: وعد ..كوني على حذر .. وليكن مقالك افضل بكثير هذه
    المرة..
    قال احمد بمرح: سيكون.. مادامت معي.. والآن هيا..
    اومأت وعد برأسها والتفت الى طارق قائلة: سأذهب الآن ..اراك بخير ..
    في حين قال احمد عندما رآها تقترب منه: ما رأيك في اثارة غيرته قليلا..
    قالت وعد مبتسمة: صدقني ستكون انت اول من سيفرغ فيه غضبه..
    غمز احمد بعينه وقال: لا عليك..
    وقال بصوت مسموع: هيا بنا يا وعد.. اسرعي..
    عقد طارق حاجبيه في عضب وهتف قائلا: احمد كف عن سخافاتك.. لست طفلا حتى تمثل علي بهذه الطريقة..
    ابتسمت وعد وقالت: الم اقل لك؟..
    في حين قال احمد وهو يلوح بكفه: لا تقلق على وعد ستكون معي بأمان يا طارق..
    قالت وعد مستغربة: مادخل ما قلته الآن بما فعلته قبل قليل؟..
    قال بمرح: لكي يهدأ وينسى ما حدث قبل قليل..
    واسرع يخرج من القسم في حين القت وعد على طارق نظرة اخيرة قبل ان تمضي في
    طريقها..وما ان شعرت نادية ان طارق هدأ بعض الشيء حتى قالت: اسمعني يا
    استاذ طارق.. ان مهنة الصحافة التي اخترناها جميعا.. تستوجب علينا ان نلقي
    بعض الامور خلف ظهرنا..مثل ان نحصل على قسط من النوم بعد الظهر .. او نتأكد
    من اننا سنعود في وقت محدد.. اننا احيانا عندما نعود الى المنزل بعد عناء
    يوم طويل.. لا تمضي ساعة واحدة حتى يعيدون الاتصال بنا لنعود من جديد من
    اجل عمل ما ..وكذلك قد نذهب يوما مع فريق صحفي كامل.. او ربما مع رجل
    اوفتاة.. ان هذه المهنة تستوجب علينا هذا الامر .. واليوم انت ترى وعد تذهب
    مع صديق لك وقد شعرت بكل هذه الغيرة والغضب من اجل ذلك .. فماذا لو رأيتها
    تذهب مع شاب لا تعرفه؟..
    كور طارق قبضته ومن ثم قال بحدة: ان كان الامر يستلزم ذلك.. فسأطلب منها ان تستقيل من هذه الوظيفة..
    قالت نادية وهي تهز رأسها نفيا: خطأ يا استاذ طارق.. انت تعالج خطأ بآخر..
    فبدل ان تجد حلا للمشكلة.. تحاول ان تمنع وعد من وظيفة احلامها.. الوظيفة
    التي تمنتها طويلا..
    قال طارق بعصبية: ما الحل في رأيك اذا؟.. اتركها تذهب مع اي صحفي في الصحيفة كما تشاء..
    - يمكنك ان تطلب من المدير ان تكون معك بدلا من ذلك الصحفي لو كنت متفرغا.. ولا اظن انه سيرفض طلبا لافضل صحفي لديه في الصحيفة..
    عقد طارق حاجبيه وقال: وماذا لو لم اكن موجودا؟..ماذا سأفعل حينها؟..
    قالت نادية بهدوء: يمكنها الذهاب مع الاستاذ احمد.. هل هذا يريحك بعض الشيء؟..
    واردفت في حزم: ثم حتى لو انك قد طلبت منها ان تستقيل ووافقت .. فستفعل هذا
    لأجلك.. ولكن ان احست يوما انها قد فقدت الوظيفة التي تمنتها بسببك..
    فستشعر بالندم.. وستراك دائما سبب في فقدانها لو ظيفتها..وستتحمل انت هذا
    الذنب ..
    صمت طارق ولم يعلق على عبارتها وان اشغل ما قالته تفكيره فاستطردت قائلة:
    اسمع يا استاذ طارق.. لكل منا احلامه.. وكل انسان يسعىلتحقيقها..ويبذل
    الكثير من اجل ذلك.. لهذا لا تهدم أي حلم بيدك.. بل حاول ان تكون سببا في
    تحقيقه.. وعد تحتاجك الآن.. وتحتاج لأن تكون الى جوارها .. وتحققا احلامكما
    معا.. ولا يجب ان تكون سببا في هدم هذه الاحلام.. اتفهم ذلك يا استاذ
    طارق؟ ..
    رفع طارق رأسه الى نادية.. وتطلع اليها لبرهة مندهشا..وعاد ليطرق برأسه في
    تفكير.. ولم يعلم لم في تلك اللحظة بالذات خطرت له العبارة التي قالها منذ
    قليل لوعد ..(اتمنى يا وعد ان احقق لك جميع احلامك بالفعل)..لقد اخبرها انه
    سيحقق لها جميع احلامها.. فما باله يسعى لمجردالغيرة تحطيم اول حلم
    حققته..هل هو اناني الى هذه الدرجة حتى يفكر بنفسه ناسيا انه يهدم بذلك
    احلام من احب؟..
    ورفع رأسه الى نادية مرة اخرى ولكن في هذه المرة ارتسمت ابتسامة على شفتيه
    وقال: معك حق.. سأحاول علاج المشكلة بدلا من التفكير بأنانية .. هذه
    الوظيفة اختارها سوانا لاننا تمنيناها طويلا.. ومن الانانية ان احرم وعد
    منها ..واهدم احلامها بيدي..
    صمت طارق للحظات ومن ثم اردف بحزم: لقد وعدت وعد ان احقق لها احلامها.. ولن
    اتراجع عن كلماتي هذه ابدا.. انني اثق بها.. اثق في مقدرتها على حماية
    نفسها.. واثق في مشاعرها لي ..لهذا لو لم استطع يوما ان اكون معها في اية
    مهمة صحفية.. فستكون بخير وبأمان.. اليس كذلك؟..
    ابتسمت نادية وقالت: بكل تأكيد.. انها لم تعد تلك الصحفية المبتدأة التي
    جاءت الينا قبل ثلاثة شهور وهي لا تعلم عن عملها الا القليل.. لقد باتت
    صحفية جيدة جدا.. وذات قلم مميز.. ان البعض يحسدها هنا في الصحيفة لانها
    تدربت تحت اشراف افضل صحفي في الصحيفة بأكملها..
    تنهد طارق بارتياح ومن ثم قال بشرود: سأسعى لتحقيق احلامك يا وعد.. اعدك بهذا..
    *********
    صوت رنين الجرس انتشر في ذلك المنزل حتى قالت غادة التي كانت تتصفح احدى المجلات: فراس.. اذهب وافتح الباب..
    قال فراس بملل: ولم انا؟..
    قالت غادة مبتسمة وهي تلتفت اليه: لانك رجل..وعليك ان تقوم بأعمال الرجال..
    تطلع اليها فارس للحظات ومن ثم قال بغرور طفولي وهو يتجه نحو الباب: حسنا ولكن يجب عليك ان تنفذي ما اطلبه لاني رجل ..
    وما ان وصل الى الباب حتى كاد يفتحه فقالت غادة محذرة: كم مرة قلت لك يا فارس.. لا تفتح الباب قبل ان تعرف من خلفه..
    قال بابتسامة طفولية: لقد نسيت ..
    ومن ثم قال بصوت مرتفع: من؟..
    سمع صوتا رجوليا يقول: افتح ايها الشقي الصغير.. اشتقت اليك كثيرا..
    قال فارس بفرح وهو يفتح الباب: انه خالي..
    اطل خاله من خلف الباب وقال وهو يربت على رأسه: كيف حالك يا فارسنا الصغير؟..
    سأله فارس من فوره: ماذا احضرت لي معك؟..
    ابتسم الخال وقال: لا شيء..
    التفت فارس الى غادة وقال: غادة.. ما هو هذا الـ (لاشيء)؟ ..
    ضحكت غادة وقالت وهي تترك ما بيدها وتتجه الى حيث يقف خالها مع فارس: انه نوع من انواع الحلوى يا صغيري..
    قال فارس بفرحة وهو يلتفت الى خاله: احقا؟..
    ضحك الخال وقال: غادة لا تورطيني مع هذا الصغير.. فلن يدعني وشأني فبل ان اشتري له هذا الـ (لاشيء)..
    مالت غادة نحو فارس وقالت: ان خالي يعني انه لم يحضر لك معه أي شيء..
    قال فارس بحنق: ولم لم يشتري لي شيء؟.. لقد قال لي عندما زارنا انه سيحضر لي كل ما اريد..
    ابتسم الخال وقال: ولكنك لم تخبرني بأي شيء تريد حتى احضره لك..
    قالت غادة مبتسمة: دعك منه يا خالي وتفضل الى الداخل..
    قال خالها متسائلا: اين والدتك؟..
    اسرعت تقول: سأناديها في الحال..
    توجهت الى غرفة والدتها وما هي الا دقائق حتى كان الجميع مجتمعين بالردهة..
    حين قالت غادة مبتسمة وهي تتحدث الى خالها: كيف احوالك يا خالي بعد
    انتقالك الى منزلك الجديد؟ ..
    قال خالها بسرور: كل شيء على ما يرام.. المنزل في افضل حالاته .. وكل شيء
    فيه ممتاز.. ولكني في الحقيقة افكر في ان اضيف غرفة للمنزل..
    تساءلت غادة قائلة: ولم تريد ان تضيف مثل هذه الغرفة؟..
    - احتاجها للاجهزة الرياضية التي امتلكها.. بالاضافة الى عدد من الحاجيات
    التي لم اجد لها مكانا بالمنزل الى الآن ..وقلت اني سأتصل ببعض العمال
    اليوم او غدا .. وسأبحث عن مهندس جيد من اجل هذه الغرفة..
    - اتحتاج مجرد غرفة الى رسم هندسي حقا؟..
    - على ما اظن ان كل بناء مهما كان صغيرا يحتاج الى مثل هذا الرسم.. ولكني
    ايضا ارغب في ان اصمم تلك الغرفة على طريقة خاصة سأشرحها لذلك المهندس..
    (هشام شريف..افضل المهندسين على الاطلاق)
    انتفضت غادة بغتة عندما جال في ذهنها عبارة هشام التي قالها لها في ذلك
    اليوم الذي اوصلته الى منزله..انه مهندس.. وربما يستطيع مساعدة خالها في
    عمل تلك الغرفة التي يريدها..هل هذا عذر جديد تقدمه من اجل ان تتحدث الى
    هشام مرة اخرى؟.. لا لا ان من تعرفه افضل من من لا تعرفه.. فما يدريها ان
    المهندس الذي سيتفق معه خالها سيقوم بذلك التصميم على الوجه الاكمل وكما
    يريده خالها تماما.. وربما يطلب لهذا التصميم ثمنا باهضا.. قد يكون هشام
    جريئا ولكن شهم رغم ذلك.. لا يمكن ان يخدع احدا وهي تشعر انه سيعمل
    بنزاهة.. ربما لأجلها سيفعل...ماذا بي؟.. لماذا اصبحت افكر بهذه الطريقة..
    انه مجرد مهندس وسأطلب منه تصميما لا اكثر وسيقوم به مقابل اجر..
    اقنعت نفسها بهذه الفكرة وقالت متحدثة الى خالها بتردد: انا اعرف مهندسا جيدا..وربما يفيدك..
    تحدث خالها قائلا: ومن اين تعرفينه؟..
    شعرت بالارتباك يعقد لسانها.. وتلعثمت لفترة قبل ان تقول: لست اعرفه..
    وانما صمم لمنزل صديقتي احدى الغرف.. وقد اعجبني تصميمها الهندسي لهذا فأنا
    اخبرك عنه الآن..
    قال خالها بهدوء: ان كان الامر كذلك.. فأطلبي منها ان تمنحك رقم هاتفه لاتصل به واتناقش معه..
    نهضت غادة من مكانها وقالت في سرعة: حسنا..
    قالت والدتها في غرابة: الى اين؟..
    قالت غادة بارتباك: سأتصل بصديقتي.. فهاتفي بداخل الغرفة..بالاذن..
    توجهت الى غرفتها وشعرت انها تتسرع بالاتصال به.. طوال عمرها كانت فتاة
    متسرعة وتتخذ قراراتها بسرعة .. فلم الآن تأنب نفسها على تسرعها.. اليس هذا
    ما تريده.. ان تتحدث اليه.. وتسمع صوته مرة اخرى..و.. يكفي هذا يا غادة
    انت ستتصلين به من اجل عمل ليس الا..
    ومرة اخرى اقنعت نفسها بذلك وحسمت امرها وهي تتصل به.. وما ان سمعت صوته
    حتى راودها التوتر والارنباك وهو يقول بابتسامة: الو..من المتحدث؟..
    مطت غادة شفتيها وقالت: اعلم ان رقمي لديك.. فلا تمثل علي انك لا تعرف اني المتصلة..
    قال هشام بدهشة مصطنعة: من؟.. غادة؟.. بصراحة لقد اندهشت عندما رأيت رقم هاتفك.. لقد ظننت ان شقيقك قد عبث بهاتفك واتصل بي بالخطأ..
    قالت غادة بحنق: استمع الي انا اتصل بك من اجل عمل..فلا تظن أي شيء آخر..
    قال هشام بسخرية: واي عمل هذا؟.. هل هو دعوتي على العشاء؟..
    شعرت غادة بالعصبية من سخريته.. دائما يتمكن من استفزازها.. ولكن على الرغم
    من هذا فسخريته لها طابع خاص ..اسرعت تنفض هذا الشعور عنها وقالت بحدة:
    انت آخر من افكر في دعوته ولو على كوب من الشاي..
    ضحك هشام وقال: ولم ؟..
    توترت من السؤال .. واجابت بارتباك: لانك.. لانك شاب جريء ووقح..
    قال هشام بسخرية: ما هذا؟.. تتصلين بي وتشتمينني.. يجب عليك ان تحمدي الله
    وتشكريه لانك لو كنت تحادثين شخص آخر غيري لاغلق الخط في وجهك..
    احست بالخطأ مما قالته .. فحقا لم يكن عليها ان تشتمه.. لقد كان يمزح معها
    ليس الا.. وقالت بندم: معذرة لم اقصد.. ولكن انت من استفزني بكلامك..
    قال مبتسما: لايهم.. اخبريني أي عمل هو هذا.. الذي جعلك تتواضعي وتتصلي بي..
    ازدردت لعابها ومن ثم قالت: خالي انه يرغب في تصميم هندسي لأحدى غرفه بالمنزل..
    قال مبتسما: وما الطلوب مني ؟..
    - ان تعد هذا الرسم بالتكيد..
    قال في هدوء: الشركة التي اعمل بها تستخدم هذه الرسوم لصالح مشاريعها.. أي
    اننا نحن المهندسين بالشركة.. نعد تلك الرسمات من اجل مشاريع الشركة..
    قالت متسائلة وهي تشعر ببعض القلق: اهذا يعني انك لن تتمكن من اعداد الرسم الهندسي الذي يطلبه خالي؟..
    قال بثقة: لا بل سأقوم باعداده.. دعي كل شيء لي.. فقط فلتحضروا غدا الى
    شركة المقاولات في الساعة التاسعة صباحا.. وسأتحدث انا مع المدير بهذا
    الشأن قبل وصولكما .. ومن ثم اريد ان يريني خالك منزله حتى احدد له الحجم
    المناسب لتلك الغرفة..
    ربما ما اثار دهشة غادة وابعث على نفسها السرور في الوقت نفسه.. انه قد
    تحدث بصيغة الجمع.. وكأنه يطلب منها القدوم مع خالها.. في حين تعمد هشام
    ذلك حتى يتجدد لقاءه بها.. هذا اللقاء الذي تمناه منذ فترة.. وقالت غادة
    بابتسامة: فليكن سأخبره بذلك..والآن الى اللقاء..
    - لحظة واحدة؟..
    - ما الامر؟..
    ابتسم هشام وقال: أي مبنى تريدون تصميما له في المستقبل فأنا بالخدمة.. لا تنسي انني سأحصل على اجر مقابل ذلك..
    قالت غادة مبتسمة: لو برهنت لنا انك مهندس جيد.. فمن يدري ربما تكون مهندس العائلة بالمستقبل..
    قال هشام بابتسامة ساخرة: اهذه وظيفة جديدة؟.. على العموم انا لست جيد فحسب
    بل مهندس ممتاز.. وسترين ذلك بنفسك.. عندما يمتدح خالك عملي.. او ترينه
    بعينيك..
    - واثق جدا..
    - من حقي ان اثق بنفسي..
    قالت غادة في سرعة: لا تصدق نفسك.. المهم الآن.. اننا سنأتي غدا في التاسعة صباحا كما اخبرتنا.. والآن الى اللقاء..
    قال هشام مبتسما: الى اللقاء ايتها المتسرعة..
    لم تعلم غادة لم شعرت بالسعادة بعد تلك المكالمة.. ربما لانها تحدثت الى
    هشام مرة اخرى.. وربما لانها اكتشفت من كلامه انه يريد رؤيتها.. وربما
    لانها ستراه غدا.. وارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيها وهي تنظر الى هاتفها
    المحمول بنظرات حالمة.. ومن ثم لم تلبث ان نفضت تلك المشاعر عنها واسرعت
    تغادر غرفتها لتخبر خالها بما حدث ..
    ********
    قال عماد مبتسما وهو يقود سيارته والى جواره ليلى: لم اكن اعلم انك تحبينه الى هذه الدرجة؟..
    التفتت له ليلى التي كانت تتطلع الى القلادة في شرود وقالت في دهشة: احبه؟.. ومن هذا الذي احبه؟..
    قال مصطنعا الالم: من اهداك هذه القلادة.. حتى انه انساك وجودي تماما وجعلك تتطلعين الى القلادة طوال الوقت دون ان تأبهي بي..
    تنهدت ليلى براحة وقالت مبتسمة: اجل احبه.. وفيم يضايقك هذا؟..
    قال عماد وهو يختلس النظر اليها: لا شيء.. فقط انا احسده ..لانه استطاع امتلاك قلب فتاة فاتنة مثلك..
    قالت ليلى مبتسمة: لا بأس يمكنك ان تتخيل نفسك مكانه..
    قال عماد بابتسامة واسعة: احقا؟..
    ضحكت ليلى بمرح ثم ما لبثت ان قالت متسائلة: ولكن الى اين نذهب نحن الآن؟.. لقد قلت انك ستدعوني الى مكان ما.. فالى اين؟..
    قال مبتسما: الى منزلنا بعد الاضافات..
    قالت ليلى مبتسمة وهي تلتفت اليه: هل هناك ما اضفته حقا؟..
    أومأ برأسه وقال: اجل اثاث الطابق الثاني ولكن ليس بأكمله ..واتمنى ان يعجبك ذوقي..
    قالت ليلى بمرح: اتمنى انا هذا ايضا.. فأخشى ان انصدم من بذوقك في اختيار الاثاث..
    صمت عماد للحظات ومن ثم قال وهو يوقف السيارة بجوار المنزل ويلتفت لها وفي عينيه نظرة حزم: سأخصم من راتبك عشرة ايام..
    قالت ليلى بحزن مصطنع: يا للمدير المتسلط..
    قال عماد وهو يصطنع الصرامة: بل خمسة عشر يوما.. ما رأيك الآن؟..
    اسرعت ليلى تقول وهي تحاول ان تمنع الابتسامة من الظهور على شفتيها: لا..
    لم يتبقى لي من الراتب شيئا.. لقد كنت اعني اني سأنصدم من رؤية ذوقك الرائع
    بالاثاث..
    ضحك عماد وقال: في هذه الحالة ستحصلين على مكافأة..
    فتحت ليلى باب السيارة وقالت وهي تهبط منها: دعني اراه بنفسي.. واخبرك برأيي..
    هبط بدوره وسار الى جوارها قائلا: الم تقولي انه رائع ولم يعد له أي داع لرؤيته؟..
    تأبطت ذراعه وقالت بابتسامة: من يدري؟..
    ربت على كفها الممسكة بذراعها وقال: لو لم يعجبك.. انا مستعد لاستبداله بآخر..
    دلفا الى المنزل ومن ثم قال وهو يتطلع الى الطابق الاعلى: انه خاص بالغرف الموجودة بالطابق الاعلى..
    اومأت ليلى برأسها وقالت: فلنصعد لرؤيته اذا..
    اخذا يصعدان السلالم وما ان وصلا الى الطابق العلوي حتى قال عماد مبتسما: سأريك غرفة حلا اولا..
    التفتت له وقالت متسائلة: اريد ان اسألك لم اخترت اسم حلا بالذات؟..
    قال بخبث: ان كان لا يعجبك.. فما رأيك بوعد؟..
    قالت بضيق: لا حلا افضل بكثير..
    ضحك عماد وقال: الم اقل لك؟..
    ومن ثم لم يلبث ان فتح باب الغرفة وقال: انظري الى غرفتها بنفسك ..
    تطلعت ليلى بانبهار الى ورق جدران الغرفة والذي كان عبارة عن صور لأطفال
    وحيوانات برسوم طفولية.. والى السجادة التي تطرزت عليها صورلالعاب مختلفة
    جمعت ما بين الدمى والسيارات..واخيرا الى السرير الذي كان يسع طفل في
    العاشرة من عمره تقريبا..وابتسمت باعجاب قائلة: انه اروع مما توقعت..
    - لانه ذوقي..
    ضحكت وقالت: لا تكن مغرورا..
    ابتسم وقال وهو يتناول راحتها في كفه: تعالي سأريك غرفة اخرى..
    وسار في الممر ليفتح لها باب الغرفة المجاورة وقال: ما رأيك بهذه؟..
    تطلعت الى الداخل بغرابة ومن ثم قالت: انها فارغة..
    ضحك وقال: لاني اردت ان تختاري اثاث هذه الغرفة بنفسك ..
    واردف بصوت متهدج:انسيت؟.. انها غرفتنا..
    التفتت له ليلى بغتة وشعرت بتصاعدالدم الى وجنتيها وقالت وهي تشعر ببعض
    الارتباك:حسنا ما رأيك ان نذهب الآن لنختار الوان الستائر والجدران..
    قال عماد موافقا: لا بأس.. هيا..
    تبعته ليلى لتهبط درجات السلم من جديد.. وهي ترسم بعين الخيال آلاف الاحلام
    والامنيات التي ستحققها في هذا المنزل.. منزلها هي وعماد وفقط...

    ********

    (طارق..هل انت متضايق بسبب ما حدث هذا الصباح؟)
    قالتها وعد وهي تتطلع الى طارق الذي كان منهمكا في عمله منذ ان وصلت مع
    احمد من تلك المهمة الصحفية.. والذي لم يتبادل معها منذ ان وصلت حرفا واحدا
    واكتفى بالتطلع اليها بنظرة غامضة..ووجدته وعد يرفع رأسه لها ويقول: ولم
    اتضايق؟.. ما حدث كان جزءا من عملك..
    ازدردت وعد لعابها بتوتر وقالت: ولكن تعابير وجهك تقول عكس ذلك وانك قد تضايقت عندما غادرت المكان برفقة احمد ..
    - لا استطيع ان انكر هذا.. لقد تضايقت بالفعل في البداية .. ولكن عندما ادركت ان الامر لا يتعدى جزء من عملك .. فقد ابعدته عن ذهني..
    قالت وعد وهي تتطلع اليه: طارق انت تريد ان تقول لي شيئا ما .. اليس كذلك؟..
    زفر طارق بحدة وقال وهو يومئ برأسه: بلى..
    وتطلع الى ساعته قبل ان يقول: ولكن ليس الآن.. سأخبرك بعد ان تنتهي فترة العمل هنا..
    قالت وعد بهدوء: كما تشاء.. فلم يبقى على انتهاء العمل سوى نصف ساعة..
    مر الوقت بطيئا على وعد وهي تنتظر بفارغ الصبر مرور نصف ساعة حتى ينتهي وقت
    العمل..وما ان اعلنت الساعة تمام الثالثة .. حتى سمعت احمد يقول وهو ينهض:
    الى اللقاء ..اراكم غدا .. المعذرة فأنا مستعجل فخطيبتي تنتظرني على نار
    الآن ..
    ابتسمت وعد من تعليقه .. ومن ثم لم تلبث ان التفتت الى طارق الذي كان يصطنع
    ترتيب درج مكتبه حتى ينتظر مغادرة احمد ونادية..وما ان غادرا.. حتى قالت
    وعد بابتسامة باهتة: اظن انه بامكانك التحدث الآن..
    قال طارق متسائلا بعتة: لو طلبت منك يا وعد الاستقالة من عملك هذا..فماذا سيكون ردك؟..
    تطلعت اليه وعد بذهول ورددت قائلة: الاستقالة من عملي؟؟ ..
    - اجل.. ماذا سيكون ردك يا وعد؟.. لو طلبت منك ذلك ..
    قالت وعد متسائلة وغصة تملأ حلقها: ولكن.. لماذا؟..
    قال طارق وهو يتطلع اليها بابتسامة هادئة: وعد انت ستكونين زوجتي قريبا.. وذهابك وايابك مع سواي سيثير العديد من المشاكل بيننا..
    قالت وعد وهي تشير الى نفسها: الا تثق بي؟..
    - بلى.. ولكن لا اثق بهم هم..لا اثق بمن سيرافقك..
    اطرقت وعد برأسها وظلت صامتة.. في حين تطلع اليها طارق بلهفة واهتمام
    منتظرا اجابتها.. انه لم ينس بعد ما دار بينه وبين نادية من حديث هذا
    الصباح.. ولكنه كان مصرا على ان يفتح هذا الموضوع مع وعد على الرغم من انه
    بنفسه قال انه يثق بها وسيتركها تعمل في وظيفة احلامها..
    ووجد وعد ترفع رأسها اخيرا وتقول بشحوب: انت تعلم يا طارق انك اغلى انسان
    على قلبي.. وانك حلم حياتي بأكملها ..وتعلم ايضا ان هذه الوظيفة هي وظيفة
    احلامي.. الوظيفة التي طالما تمنيت الحصول عليها..
    وصمتت لحظات لتتمالك نفسها قبل ان تقول وهي تشيح بوجهها: صحيح ان الوظيفة
    كانت جزءا من احلامي .. ولكنك انت كل احلامي..لهذا لو طلبت مني ان استقيل
    فسأوافق.. من اجلك..
    ارتسمت ابتسامة على شفتي طارق دلت على الارتياح والسرور الذي تسلل الى
    قلبه.. وقال مبتسما: لكني لن اطلب منك ذلك.. اردت ان اختبر مشاعرك فحسب..
    حتى ارى جوابك لو طلبت منك هذا يوما..
    التفتت له وعد بدهشة وقالت:الا زلت تشك بمشاعري تجاهك؟ ..
    تنهد طارق وقال: ان التضحية بأحد احلامك يا وعد امر صعب ..واصعب مما تظنين ..ولقد جربت هذا بنفسي..
    قالت وعد متسائلة باهتمام: جربته؟..كيف؟..
    قال طارق بهدوء: اتذكرين رنا؟.. تلك الفتاة التي قابلناها عند مبنى تلك الشركة.. والتي اثارت في نفسك الغيرة تجاهي..
    شعرت وعد بالضيق من ان تلك الفتاة لها علاقة بالموضوع.. وقالت: بلى اذكرها.. ماذا بها؟..
    - عندما كنا ندرس سويا في الجامعة وعلى مشارف العام النهائي لنا.. قالت لي
    انها قد تحدثت مع احد معارفها من اجل الحصول على عمل لها.. على الرغم من
    عدم حصولها على الشهادة الجامعية بعد..وقد رشحتني انا لهذه الوظيفة ايضا..
    قالت وعد في غيرة واضحة: ولم انت بالذات؟..
    ابتسم طارق وقال: لا اظن ان الامر يتعدى كونها قد رأت اني قد اجتهدت في
    تخصصي وحصلت على درجات جيدة جدا فيه.. المهم ان الوظيفة كانت ممتازة.. وكان
    من المستحيل على احد رفضها .. وخصوصا بذلك الراتب المغري .. ولكني
    رفضتها..
    قالت وعد بدهشة: ولم فعلت؟..
    - من شروط الحصول عليها ان اتوقف عن الدراسة بالجامعة.. صحيح ان احد احلامي
    كان الحصول على مثل تلك الوظيفة.. ولكني ضحيت به من اجل حلم آخر.. الا وهو
    الحصول على الشهادة الجامعية..
    واردف وهو يتنهد: لهذا اخبرك ان اصعب امر قد تتعرضين له هو التضحية بأحد احلامك..
    ابتسمت وعد وقالت بحنان: لا تقارن نفسك بهذا يا طارق.. لقد اخبرتك من قبل..
    قد تكون هذه الوظيفة هي جزء من احلامي.. ولكن انت حلم حياتي..
    قال طارق بحب: لم يخب ظني بك با وعد.. ستظلين دائما تلك الفتاة الرائعة.. التي يجري حبها في عروقي..
    قالت وعد بلهجة مرحة بغتة: هيا اسرع بترتيب اوراق عملك.. فأنا اشعر بالجوع.. سأدعوك على الغداء.. ما رأيك؟ ..
    قال طارق مبتسما: موافق على ان ادعوك انا..
    لوحت بكفها ووقالت وهي تلتقط حقيبتها: لا يهم.. سأنتظرك بالاسفل..
    اومأ برأسه وهو يراها تغادر المكتب..ولم يعلم لم شعر ببعض الضيق فجأة عندما
    غابت عن عينيه.. ولكنه اسرع باعداد اوراقه للغد حتى يلحق بها متجاهلا ذلك
    الشعور الذي راوده..واكملت وعد طريقها لتستقل المصعد الى الطابق الارضي..
    وعندما غادرت المصعد.. سمعت صوت رنين هاتفها.. فالتقطته وابتسمت بمرح وهي
    تجيبه قائلة: اهلا فرح.. كيف حالك؟..
    قالت فرح بصوت غاضب: ما هذا ايتها السخيفة؟.. ايحدث كل هذا وانا آخر من يعلم..
    ضحكت وعد وقالت وهي تواصل طريقها الى خارج المبنى: ماذا تعنين بكل هذا؟..
    قالت فرح بحنق: خطبتك بكل تأكيد..
    قالت وعد مبتسمة: لم يحدث شيء رسمي بعد.. انه مجرد حديث..
    قالت فرح متسائلة: ولكن من هو؟..
    قالت وعد بصوت حالم: انه من رأيتيه معي بالامس.. انه يعمل معي في نفس الصحيفة ويدعى طارق..
    قالت فرح بدهشة: ذلك الوسيم.. لا اصدق..كيف ارغمته على المجيء لخطبتك؟..
    قالت وعد بحدة: هيي انت يا فتاة.. لست ارغم احد على شيء .. ان اراد طارق
    فعل شيء فسيفعله بنفسه.. انه ليس من ذلك النوع الذي يأمره أي شخص كان..
    قالت فرح بخبث: اذا فربما كان الحب هو السبب..
    ابتسمت وعد وقالت: ربما..
    قالت فرح مبتسمة: لم تخبريني بأي شيء ابتها الماكرة.. حتى كيف كان لقاءكما الاول على الاقل..
    قالت وعد بابتسامة وهي تستعيد ذكرى ذلك اليوم: كل ما استطيع ان اصفه به.. انه كان لقاءا عاصفا و...
    (اهلا.. كيف حالك؟..)
    بترت وعد عبارتها والتفتت في حدة الى صاحب العبارة السابقة .. ومن ثم لم
    تلبث ان عقدت حاجبيها وقالت متحدثة الى فرح: سأحدثك بعد قليل يا فرح.. الى
    اللقاء..
    وعادت لتلتفت الى صاحب العبارة وقالت بحنق: والآن..ماذا تريد؟..
    قال سامر بسخرية: صحيح اين صديقك ذاك صاحب التهديدات؟ ..
    قالت وعد ببرود: اولا انه خطيبي.. وثانيا هو في طريقه الى هنا حقا ..
    ضحك سامر بسخرية وقال: اجل صدقتك.. فالنرى اذا ما الذي سيفعله لو اقتربت منك كما كان يقول..
    وسار بضع خطوات متقدما منها ووعد تحاول ان لا تجعله يلحظ ذلك التوتر الذي
    طرأ عليها.. واردف هو قائلا: من الحماقة ان يتركك تخرجين وحدك.. الا يخشى
    عليك خطيبك المزعوم ذاك؟..
    قالت وعد بعصبية: لا اريد ان اضيع وقتي معك.. ابتعد عن طريقي ..
    لكن سامر تعمد ان يقف امامها مباشرة مانعا اياها من التقدم وقال وهو يميل نحوها: اخبريني .. ما الذي اعجبك فيه؟..
    قالت وعد بحزم وهي تتطلع اليه: على الاقل هو ليس مخادعا..
    عقد سامر حاجبيه وقال بحدة: ان كنت تقصدينني فأنت مخطئة.. لم اخدع أي فتاة ابدا..
    قالت وعد بسخرية: ومن تحدث عنك او عن أي فتاة.. ولكن من يشعر انه قد ارتكب خطأ .. لابد وان يزل لسانه ذات يوم بالاعتراف ..
    قال سامر بخشونة: اتعلمين انك فتاة وقحة..
    قالت وعد بحدة: لابد وان تظهر على حقيقتك وخصوصا بعد ان علمت انه لم تعد
    كلماتك المعسولة ذات نفع معي..فقناعك الزائف قد بدأ يسقط الآن ليظهر وجهك
    الحقيقي ..
    قال سامر بغضب: ايتها الـ...
    قاطعه بغتة صوت طارق وهو يقول في صرامة: اياك وان تشتمها ..
    واردف بصوت اكثر صرامة: لقد تجرأت على الاقتراب منها على الرغم من اني قد حذرتك..
    تطلع له سامر وقال بلامبالاة: اهلا طارق..لقد كانت مغادرة المكان وقد عرضت عليها ان اوصلها في طريقي ليس الا..
    تقدم منه طارق وقال بصوت يجمد الدم في العروق: اسمع يا هذا .. انني اكره
    المخادعين امثالك.. لقد بت مكشوفا للجميع بالصحيفة.. وان لم تبتعد عن
    طريقنا فستندم.. اتفهم؟..
    قال سامر بسخرية: كف عن تهديداتك التي لا طائل منها و...
    قاطعه طارق وهو يجذبه من ياقة قميصه اليه وقال بصرامة: ان لم تسمعني جيدا..
    فسأعيدها مرة اخرى.. قلت ابتعد عن طريقنا ..وحذاري ان تقترب من وعد مرة
    اخرى..
    وشدد من قبضته مردفا: وانت اكثر من يعلم اني عندما اقول شيئا فأنا اعنيه
    ..وللمرة الاخيرة احذرك..نحن لسنا في مبنى الصحيفة الآن.. ويمكنني ان اجعل
    من جسدك هذا جثة هامدة على الطريق العام..
    ظهر التوتر لأول مرة في عيني سامر.. وقال وهو يحاول تدراك الموقف: لم اكن اود ان اسيء اليها صدقني.. لقد كنت اتحدث اليها فحسب..
    التفت طارق الى وعد.. التي ارتبكت وهي ترى في ملامحه كل تلك الصرامة.. وقال لها: اخبريني .. هل اساء اليك؟..
    كانت وعد تريد ان تجيبه بالايجاب ولكنها احست انها لو فعلت ذلك ستتسبب في
    مشكلة جديدة لطارق .. فقالت بابتسامة باهتة: لا.. لقد كان يحاول التحدث الي
    ليس الا..
    قال سامر في سرعة: ارأيت؟.. لم احاول الاساءة اليها على الاطلاق ..
    ازاحه طارق عنه في خشونة وقال : اذهب واياك ان ارى وجهك مرة اخرى..
    عدل سامر من هندامه ومن ثم اسرع يبتعد.. في حين قالت وعد وهي تقترب من طارق مبتسمة: لأول مرة اراك على هذه الدرجة من الغضب..
    قال طارق هو يحاول ان يهدئ اعصابه: لقد كان يستحق ذلك حتى لا يفكر مجرد تفكير ان يقترب منك مرة اخرى..
    قالت وعد وهي تعقد كفيها خلف ظهرها: ولكني سعيدة ..لاني رأيتك تحاول حمايتي للمرة الثانية وتدافع عني بكل قوة ..
    التفت لها طارق وقال مبتسما: يالك من فتاة.. اتظنيني اصمت عنه اذا وانا اراه يحاول ايذائك..
    ضحكت وعد وقالت: ولكنك ارعبتني بنظراتك..
    قال طارق وابتسامته تتسع: فلننسى هذا الامر.. ولنذهب لتناول وجبة الغداء.. فلست وحدك الجائعة..
    اومأت وعد برأسها وهي تسير الى جواره.. وان شعرت بداخلها ان هذه هي البداية.. البداية لتحقيق احلامها..التي ستتحقق بوجود طارق فقط...

    *********

    انشغل هشام باعداد ذلك الرسم الهندسي في مبنى الشركة .. لمنزل ما وقد صمم
    نوافذه وابوابه بشكل مميز الذي جعله نادرا من بين المنازل..وزفر بتعب وهو
    يسند ظهره الى مسند المقعد..لكنه لم يلبث ان عاد لمواصلة عمله و..
    (هناك زوار يطلبون رؤيتك.. ايها المهندس هشام)
    كاد هشام ان يسأل ذلك الموظف ناطق العبارة السابقةعن هؤلاء الزوار .. لكنه
    رآه يبتعد.. ورآها تظهر امام عينيه .. آية من الجمال تسير على قدمين.. هي
    بنفسها بشعرها الكستنائي القصير وخصلاته المبعثرة على جبينها وملامحها
    الرقيقة ..ورأى من خلفها ذلك الرجل الذي غطى الشيب فوديه فاكسبه مظهرا
    وقورا..وادرك على الفور انه خالها الذي تحدثت عنه..
    وفي نفس اللحظة كان الخال يهمس لغادة قائلا: لا اعلم سر اصرارك على المجيء معي..
    ازدردت غادة لعابها وقالت: انه الفضول ليس الا.. لرؤية منزلك وما ترغب باضافته عليه من تعديلات..
    قال خالها بشك: اهذا السبب حقا؟..
    اومأت برأسها في ارتباك وهي تحاول تحاشي اسئلة خالها وسألها هو: ايهم ذلك المهندس المدعو هشام؟..
    ومع انها كانت تنظر باتجاهه.. وهو بدوره كان ينظر باتجاهها الا انها قالت:
    لقد قال ذلك الموظف الذي اوصلنا الى هنا .. انه يجلس خلف آخر مكتب على
    اليمين .. أي بجوار مكتب تلك المهندسة..
    انقبض قلب غادة بغتة.. وهي تشعر بالضيق الشديد.. الم يجد مكانا آخر الا
    بجوار مكتب تلك المهندسة؟.. هل انتهت مساحة القسم فجأة ليكون الى
    جوارها؟..ومن جانب آخر كان هشام يتابع نظرات زملاءه بالمكتب التي تركزت على
    غادة واخذت تتابعها باعجاب.. وعقد هشام حاجبيه.. ما بالهم؟..الم يلتقوا
    بفتاة في حياتهم؟.. والتفت الى احدهم وهو يتطلع له بنظرة حازمة ولكن زميله
    غمز له بعينه بخبث ..وعاد هشام ليلتفت الى غادة وخالها وسمع هذا الاخير
    يقول: أأنت المهندس هشام شريف؟..
    اومأ هشام برأسه وقال : اجل انا هو..
    قال الخال بهدوء: انا فؤاد حازم.. لقد حدثتك بالامس ابنة اختي بشأن التصميم الخاص بالغرفة التي اود ان اضيفها بالمنزل..
    مد هشام يده مصافحا وقال مبتسما: بلى وقد اعددت كل شيء لذلك .. وقد وافق
    المدير ان اقوم بهذا التصميم لك على ان تقوم بالمقابل بالدفع لصالح
    الشركة..
    قال فؤاد متسائلا:لا بأس ولكن متى ستبدأ باعداد هذا الرسم؟ ..
    اجابه هشام قائلا: بعد ان ارى الموقع ومساحته والشكل المناسب الذي سيتم على اثره اختيار مساحة الغرفة وشكلها الخارجي..
    قال فؤاد بابتسامة هادئة: اذا هل نذهب الآن لرؤية المنزل؟..
    اومأ هشام برأسه ومن ثم التفت الى شذى قائلا: هيا يا آنسة شذى.. سنذهب الآن..
    اتسعت عينا غادة بدهشة واستنكاروقالت: هل سترافقنا هذه المهندسة ؟..
    اومأ هشام برأسه وقال وهو يلتفت الى غادة: اجل..
    عقدت غادة ذراعيها امام صدرها وقالت مصطنعة اللامبالاة: ولم هي بالذات؟.. اعني ان القسم مليء بالمهندسين..فلم اخترتها هي؟..
    قال فؤاد بغرابة: غادة.. ماذا تقولين؟.. وما دخلك انت؟..
    هزت كتفيها وقالت وهي تخفي توترها: مجرد سؤال..
    ابتسم هشام قي تلك اللحظة وقال: لا يغرنك يا آنسة غادة انها مجرد فتاة..
    فهي مهندسة بارعة.. ولديها افكار ممتازة ..ثم لست انا من اختارها
    لترافقنا.. بل المدير..
    ظلت غادة صامتة وهم يغادرون القسم.. وان حاولت ان لا تجعل شيء من الغيظ
    المعتمر بداخلها من الظهور على وجهها ..وما ان غادروا مبنى الشركة .. حتى
    قال هشام: امنحني عنوان منزلك يا سيد فؤاد حتى اذهب انا والآنسة شذى اليه..
    عقدت غادة حاجبيها بضيق اكبر.. ايضا يريد الذهاب معها لوحده.. فليحلم..
    مادمت هنا فلن تهنئ معها ولو للحظة واحدة .. وقالت وهي ترسم ابتسامة على
    شفتيها.. وان ظهرت نظرتها ماكرة بعض الشيء: ما رأيك يا خالي ان نذهب جميعنا
    في سيارتك؟.. فقد لا يستطيع المهندس ان يتعرف الطريق الى منزلك ..
    قال فؤاد بحيرة: ولكن يا غادة.. اذا ذهبنا جميعا بسيارتي.. فسيكون علي أن ...
    قاطعه هشام قائلا وهويختلس النظرات الى غادة : لا بأس.. يمكنك ترك سيارتك
    هنا يا سيد فؤاد.. وسنذهب جميعا بسيارتي.. وسأعيدكما الى هنا بعد الانتهاء
    من عملنا بمنزلك ..
    قال فؤاد بابتسامة هادئة: لا بأس..
    اشار لهم هشام عندها الى احدى السيارات وقال: انها تلك السيارة الرياضية..
    لم تكن غادة تحتاج لان يشير اليها.. فقد تعرفتها منذ الوهلة الاولى.. كيف
    لا وقد صدمت هذه السيارة ذات يوم؟ ..كيف لا وقد كانت هذه السيارة سببا
    للفاءها بهشام؟ ..وتوجهت الى تلك السيارة من فورها وتعمدت ان تتجه الى
    الباب الخلفي من جهة السائق..ورأت هشام يقترب منها في تلك اللحظة وهمس لها
    قائلا وهو يتجه الى الباب الامامي: يالك من متسرعة.. الا تنتظرينا حتى؟..ثم
    ماهذه الحيل القديمة؟ ..
    همست له بخفوت قائلة: ماذا تعني بقولك هذا؟..
    فتح الباب الامامي له وقال دون ان يلتفت لها: اصرارك على الذهاب جميعا في سيارة واحدة..
    كادت ان تعلق على عبارته ولكنها وجدته يحتل مقعد السائق .. فزفرت بحنق وهي
    تحتل مقعدها الخلفي بدورها ..وسمعت خالها يرشد هشام الى الطريق حيث منزله..
    ولكنها لم تأبه بذلك .. بل اختلست النظرات الى شذى التي تجلس الى جوارها..
    كانت فتاة جميلة .. لا يمكن انكار هذا ..بالاضافة الى انها مهندسة بارعة
    كما كان يقول عنها هشام منذ قليل..وافكارها ممتازة و...
    شعرت بغصة في حلقها وهي تتذكر كلماته.. لقد كان يمتدح تلك الفتاة امامها..
    وهي لم تنل سوى السخرية منه..لماذا يمتدح تلك الفتاة ويسخر منها هي؟.. هل
    هو معجب بهذه المهندسة يا ترى؟.. اذا لماذا يظل على اتصال بي لو كان
    كذلك؟.. ربما هو يتسلى ولا يريد اكثر من تضييع الوقت .. ولكن...لا تعلم لم
    تشعر انه مهتم لأمرها.. تماما مثلهاهي و... يا الهي.. ما بالي.. كلما تذكرت
    هشام ..يصل تفكيري الى الاهتمام وربما الميل والحب!!.. لا.. انا احب
    هشام.. مستحيل.. انه مجرد اعجاب لا اكثر..
    ولكن دقات قلبها اخذت تخفق بعنف من تفكيرها ذاك.. وكأنها تشهد على مشاعرها
    تجاه هشام.. ورفعت رأسها الى المرآة الجانبية.. وركزت نظراتها على ملامحه..
    انه وسيم ..لا بل اوسم مما كنت اظنه.. وابتسامته تزيد من هذه الوسامة ..
    واسلوبه الساخر يجعله ذا طابع فريد.. لم اقابل شاب مثله في حياتي.. لا
    يستطيع المرء التفريق بين جده وهزله ..
    وبينما هي غارقة في افكارها.. لم تلحظ عينا هشام الذي شعر بنظراتها..
    وابتسم لها بسخرية وهو يتطلع لها ..واتسعت عيناها لوهلة في دهشة من
    ابتسامته الساخرة ..ولم تلبث ان اشاحت بوجهها عنه في حدة .. والتقط هو
    هاتفه المحمول ليكتب رسالة قصيرة في سرعة وعيناه على الطريق في الوقت
    ذاته..وانتفضت غادة بحدة عندما سمعت صوت رنين هاتفها معلنا عن وصول رسالة
    قصيرة..وازدردت لعابها لعلها تسيطر على توترها.. وفتحت تلك الرسالة ..
    وشعرت بدهشة بالغة لان مرسلها كان هشام..واخذت تلتهم كلماتها التي كانت
    تقول (ما بالك؟.. الم تري شاب وسيم في حياتك حتى تلتهمينه بنظراتك ؟) ..
    ارتفع حاجبا غادة بذهول.. كيف يجرؤ؟..ياله من وقح.. واسرعت تضغط ازرار
    هاتفها بعصبية لترسل له رسالة قصيرة بدورها .. وما ان سمع هو نغمة وصول
    الرسالة.. حتى التفت الى المرآة الجانبية وتطلع الى غادة للحظة رأى فيها
    ملامحها الغاضبة.. وفتح الرسالة التي كانت تقول ( بل لأول مرة ارى فيها شاب
    قبيح وسخيف مثلك)..اتسعت ابتسامته الساخرة واسرع يرسل لها رسالة اخرى
    والتي كانت تقول ( لا تكذبي.. لقد كانت نظراتك لي هائمة .. ايوجد فتاة
    تتطلع الى شاب قبيح بذلك الهيام؟ ..اعترفي بما يجول في داخلك)..
    وما ان وصلت الرسالة الى غادة حتى عقدت حاجبيها بحدة.. هل فقد عقله؟..
    بالتأكيد هو كذلك.. يريدني ان اعترف .. وبم اعترف؟ .. ويبدوا انه قد اصابه
    الجنون في سن مبكرة .. لقد اخطأت عندما نظرت اليه حتى..دارت هذه الفكار في
    رأسها وهي تعيد هاتفها الى حقيبتها ببرود..
    وفي تلك اللحظة كان هشام قد وصل الى منزل خالها.. فأوقف السيارة ليهبطوا
    جميعا منها ويتجهوا الى الداخل..وسار خال غادة الى الداخل وهو يرشدهم الى
    الحديقة الخلفية التي يفكر ان يقوم ببناء غرفة على احد زواياها..واقترب منه
    هشام وشذى.. فأحذ يشرح لهم خالها الشكل الذي يرغبه للغرفة ومساحتها
    التقريبية.. وغادة تتطلع اليهم بنظرات غاضبة.. وهي ترى عمل هشام المشترك مع
    شذى.. تراه يتبادل معها الكلمات ويتناقش في كل شيء.. ليتها كانت مكانها
    الآن لتتمتع بحديثها اليه.. حتى لو كان ساخرا او مستفزا..تريد ان تكون
    بقربه ولو للحظات..
    شردت بأفكارها ونظراتها مثبتة على كل من هشام وشذى.. الى ان قاطعها صوت خالها وهو يقول: غادة.. تعالي معي الى الداخل..
    التفتت الى خالها وقالت بدهشة: ولماذا؟..
    جذبها من كفها لتقترب منه وقال لها بهدوء: سنعد العصير لهما.. فكما ترين الجو حار..
    اختلست غادة نظرة الى هشام وهمست لنفسها قائلة: (تريدني ان اغادر يا خالي
    واتركهما لوحدهما..هذا من سابع المستحيلات .. لن يهنئا معا وانا موجودة..
    وسترى يا هشام ما الذي سأفعله؟)..والتفتت لخالها قائلة ببرود: فليكن..
    دخلت مع خالها الى داخل المنزل وتوجهت الى المطبخ الذي كان يطل على الحديقة
    الخارجية.. وشردت بافكارها وهي تطل من النافذة لتراهما يعملان معا..تبا
    لها.. لم اختارها المدير هي بالذات؟..الا يوجد مهندسين بالشركة باكملها حتى
    يختارها هي؟..واسرعت باعداد العصير لتأخذه الى الخارج .. فقال لها خالها:
    انتظري قليلا.. سآخذه انا اليهما..
    التفتت غادة الى خالها وقالت بابتسامة: وماالفرق؟..اذهب انت واسترح وسآخذه انا اليهما..
    تطلع اليها خالها بغرابة لسر اصرارها على ان تأخذ العصير لهما.. اما هي فقد
    توجهت الى الخارج وتعمدت ان تحمل كأسي العصير الى شذى اولا وقالت بابتسامة
    مصطنعة: تفضلي..
    التقطت شذى بهدوء كأس العصير وقالت بهدوء: اشكرك..
    ومن ثم أعادت انظارها الى مساحة الارض الواسعة.. وتوجهت بالكأس الآخر الى هشام وقالت بابتسامة واسعة هذه المرة:تفضل العصير..
    قال هشام مداعبا وهو يلتقط الكأس: ولم منحت احدالكأسين الى شذى اولا..أخشى ان يكون السم موجودا في كأسي..
    قالت بسخرية: لن اقتلك وانت في بيت خالي.. ربما لو كنت خارجه لفكرت بالامر..
    قال وهو يميل نحوها ويغمز بعينه: لا تستطيعين ..
    قالت وهي تمط شفتيها: ولم لا؟..
    قال بعد ان ارتشف قليلا من كأسه: انسيت.. حيلتك في ان نبقى جميعا في سيارة
    واحدة..ثم نظراتك لي بالسيارة ..واخيرا نظرات الضيق التي توجهينها لي انا
    وشذى كلما كنا معا.. ماذا يعني كل هذا غير انك تميلين لي وتشعرين بالغيرة
    من شذى..
    اتسعت عيناها باستنكار واحست بالتوترهي تشعر انه يلمس شيئا من الحقيقة
    وقالت بحدة: أي قول تقوله؟.. اغير ممن وعلى من؟.. من تلك المهندسة التي لا
    تمتلك حتى نصف جمالي.. وعليك انت .. هذا هو المستحيل بعينه.. ربما لو انتهى
    الرجال بالكرة الارضية.. ربما حينها تستطيع ان تظن مثل هذا الظن..
    ضحك هشام بسخرية وقال بخبث: ولم كل هذا الغضب؟.. يمكنك ان تقولي بكل
    بساطة..انك لا تهتمين لامري.. بدل كل تلك التبريرات او بدل ان تمتدحي جمالك
    امامي..
    اشارت له بيدها وقالت بحنق: هذا فقط حتى لا تفكر اية افكار سخيفة بشأني..
    ابتسم وقال: لقد اقنعتيني بتبريراتك بكل صراحة..
    قالت غادة وهي تتطلع اليه بشك: اتعلم.. اشك ان المدير هو من طلب منك ان تكون تلك المهندسة معنا..
    قال وهو يهز كتفيه: وهل يصنع ذلك فارقا؟..
    كادت ان تجيبه.. لكنها تريثت قليلا وفكرت ان ما تقوله سيفضح مشاعرها.. لذا
    فقالت ببرود: ابدا.. ولكني اردت ان اكتشف ان كنت تخدعنا او لا..
    قال مبتسما: اطمئني لست اخدع احدا.. لقد طلب مني المدير اصطحابها معنا حقا..لما لديها من خيال واسع تجعلها تبتكر تصاميم ممتازة..
    سألته قائلة: ومنذ متى تعملان معا؟..
    قال هشام بسخرية: لم؟.. هل تفكرين بمنحها مكافأة على سنوات خدمتها في الشركة؟..
    قالت بعصبية: بل افكر في ان اعرف كم من السنوات قد احتملتك تلك الفتاة..
    - حسنا .. انها سنتان لا اكثر..
    ضيقت غادة عينيها ..اذا فهو يعرفها منذ وقت طويل..وربما تلك الفتاة معجبة
    به او ربما هو كذلك يبادلها تلك المشاعر ..وقالت غادة بهدوء:هل اسألك سؤال
    وتجيب عنه بصراحة؟ ..
    قال هشام وهو يبعد عينه عنها ويتطلع ال العمل الذي تقوم به شذى: هذا يتوقف على السؤال نفسه..
    تابعت غادة نظراته ورأته يتطلع الى شذى باهتمام.. ولكنه في الحقيقة كان
    يتطلع الى ما تقوم به شذى من عمل.. ووجدت نفسها تقول بعصبية: لماذا تتصل بي
    دائما وتزعجني باتصالاتك ما دمت غير مهتم لأمري كما تقول؟..
    التفت لها وقال بابتسامة جذابة: ومن قال اني لست مهتم لأمرك؟ ..
    خفق قلب غادة في قوة.. وازدردت لعابها بارتباك ومن ثم قالت وهي تبعد عينيها عنه باضطراب: مهتم؟.. ولم انت مهتم؟ ..
    هز كتفيه وقلا: لانك صدمت سيارتي وحطمتيها فلابد ان تدفعي ثمن هذا بأن اضايقك لسنة كاملة..
    فغرت فاهها بدهشة ومن ثم لوحت باصبعها في وجهه وقالت بغضب: اسمعني يا هذا..
    كف عن الحديث عن السيارة لاني قد اصلحتها لك..وان كنت لا تفكر الا في
    مضايقتي فاعلم اني استطيع انا الاخرى ان احيل حياتك جحيما..
    قال بسخرية: حقا؟.. ثم يا آنسة انا من اصلحها على حسابي لا تنسي هذا.. واعلمي ايضا اني لست ممن يمكنك تهديدهم ..
    - وهذا ما لا افهمه لماذا اخذتني الى هناك اذا وطلبت مني ان اصلح سيارتك؟.. اكل ذلك كان تمثيلا فقط؟..
    وبدلا من ان يجيبها منحها كأس العصير وقال مبتسما: شكرا علىالعصير..
    وابتعد عنها ليواصل عمله.. وفي داخلها شعرت غادة بالغضب والعصبية.. ليس من
    تصرفاته وحسب.. بل لانه دائما يشير الى ان علاقتها به لا تتعدى التسلية او
    مضايقتها.. وشعرت بغضبها هذا يتضاعف.. عندما رأت تلك الابتسامة من هشام..
    لم تكن لها بل لشذى.. ووجدت نفسها تصرخ فيه هاتفة: هشام ..
    استغربت شذى مناداتها لهشام من غير اية القاب.. ولكن تسرع غادة الدائم هو
    ما يجعلها تتصرف دون تفكير.. في حين التفت لها هشام وقال بدهشة وهو يعود
    ادراجه لها: ما بالك لم تصرخين هكذا؟..
    ارتبكت وقالت: ان .. اعني ان.. هناك حشرة رأيتها على قدمي..ولهذا صرخت بخوف..
    قال بسخرية: ولم تصرخين باسمي بالذات؟..اخبرتك يا آنسة انك تهمين بي.. فلم لا تعترفين؟..
    اسرعت تقول: في احلامك..
    ولوحت له بيدها وهي تبتعد عنه وقد حققت ما ارادته بابعاد هشام عن شذى قائلة: عن اذنك..
    وابتسمت ابتسامة سعيدة وخجلة وهي تلقي على هشام نظرة أخيرة..وكأنها نظرة اعتراف لمشاعرها له..

    *********

    يسيران جنبا الى جنب..بخطوات هادئة تخشى ان تفسد ذرات الرمل.. متشابكي
    الايدي.. مثبتين للجميع أي حب يجمعهما ..ونظرات الهيام وهمسات الحنان التي
    تنطلق من بين شفتيهما بين الحين والآخر..واخيرا توقفت هي لتقول بابتسامة :
    اذا فهو الغد ..
    قال هو مبتسما: اجل انه اليوم الذي كنت انتظره منذ زمن طويل.. يوم عقد قراننا يا وعد..
    التفتت له وعد وقالت: احقا كنت تنتظره؟..
    اومأ طارق برأسه وقال بحنان: واقسم علىهذا..
    تردد ت قليلا ومن ثم قالت: ولكن ماذا عن مايا.. ماذا عن رنا؟؟..
    تطلع طارق الى عينيها مباشرة وقال: مايا هي الماضي يا وعد.. اما انت فالحاضر والمستقبل..
    مست كلماته شغاف قلبها..وقالت بتردد: ورنا؟..
    ابتسم وقال: ماذا بها هي الأخرى؟.. انا لم ارها منذ فترة طويلة ولا اعرف عنها أي شيء سوى انها كانت زميلة لي ايام الجامعة..
    - فقط..
    وضع كفه على كتفها وضغط عليه بحنان وحب قائلا: اجل فقط.. ولا تدعي غيرتك توهمك لما هو اكثر من هذا..
    تطلعت وعد الى الافق البعيد والى مياه البحر النقية..وقال بابتسامة حانية: اتعلم لم احب هذا المكان؟..
    لم يجب وان ظهر على وجهه التساؤل.. فق
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الجمعة 06 أبريل 2012, 2:28 am

    اقتباس من الكاتبه

    لا.. لن اقول انها النهاية.. بل هي مجرد بداية .. بداية لأحلام الكثيرين..
    بداية لحلم طارق ووعد وامنياتهما في عالمهما الجديد ..بداية لحلم عماد
    وليلى واحلامهما التي نسجت حول منزلهما المشترك.. وبداية لحلم هشام الذي
    بدأ حياة جديدة.. وحاول ان يعثر على الحب الصادق.. الذي سيكون مع غادة..
    ارجو ان تكون نهاية الحكاية قداعجبتكم و نالت رضاكم .. حاولت بشتى الطرق ان
    اجد فكرة جديدة تختلف عن الكثير من القصص التي قرأتها.. واتمنى ان اكون قد
    وفقت في ذلك.. "حلم حياتي" قد عكست احلام الكثيرين منا .. لا يهم ان كان
    حبا او مجرد حلم في الحصول على الشيء البسيط.. المهم ان نحارب من اجل
    الحصول عليه ولا نخضع بسهولة للهزيمة.. لو استطعنا ان نحصل عليه فهو ملكا
    لنا.. وان لم نستطع.. فعلينا بدء حياة جديدة وحلم جديد مع قليل من العزم
    والاصرار والامل
    ..
    انتهت "حلم حياتي".. ولنا لقاء مع قصة جديدة باذن الله في القريب العاجل..
    واتمنى ان تكون جيدة..وفي النهاية اريد ان اعرف انتقاداتكم لحلم حياتي..
    واقتراحاتكم لقصتي القادمة..


    دمتم في رعاية الله و حفظه
    تقبلوا خالص ودي
    أبو الفدا

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024, 6:47 am