( قتيبة بن مسلم الباهلي )
أحدى الشخصيات التي أثرت تاريخـنا الإسلامي العظيم وجـسدت في مسيرتها المعاني السامـية التي تعلـمنا معنى أن تـكـون
( رجل - قائد - مسلم ) .. هل نتحدث عن مولده أو نشأته أو أصله وفصله وقبيلته كل ذلك ليس ذو شأن !! فنحن لسنا بصدد
تقديم أطروحة لرسالة علمية ولكننا نبحث هاهنا في تاريخنا ماذا صنع الإسلام ( عقيدة وسلوك ) في رجال الإسلام .. هنالك
أمر يجب أن لا نتجاوزه قبل أن نستعرض ( حادثتين ) في تاريخ هذه الشخصية العظيمة ألا وهي أن المسلمين في أواسط آسيا
وشرقها يدينون بالفضل بعد الله إلى ( قتيبة بن مسلم ) في دخولهم إلى الإسلام .. كما نشكر الله أن سخر لتلك الأقوام شخصية
قيادية كقتيبة تمكن أن يجسد القيم السامية للإسلام قول وعمل ..
دعونا أيها الأحبة سوية نستعرض موقفين عظيمين في مسيرة هذا القائد المسلم :
( بين يدي أمبراطور الصين )
ممالك ودول وأراض تتبعها أخرى كانت تسقط تباعا تحت صهـوة خيول القائد المسلم ( قتيبه بن مسلم ) وجنــوده إلى أن
بلغوا حدود الإمبراطوريـة الصينيـة ذات التاريـخ العـريق والقـوة والقدرات التي لا تقل شأنا عن مثيليها في ذلك العصـر
( الإمبراطورية الرومانية والأخرى الفارسية ) .. وعند أسوار الإمبراطورية العظيمة في أرضها وشعبها وتاريخها طلب
القائد المسلم المثول في بلاط إمبراطور الصين .. وافق إمبراطور الصين أن يحضر ( قتيبة بن مسلم ) إلى بلاطه لملاقاته
وكان لزاما عليه أن يوافق فهو يريد أن يرى من هذا الرجل الذي تمكن أن يخضع قارة بأكملها بين يديه !! هكذا وقف القائد
المسلم بين يدي إمبراطــور الصين وهو يقول له : أتيتك في ثلاث لكــي تختار أحداهما .. الإسلام أو الجزية أو الحرب ،،،
تعجب إمبراطـور الصيـن من جـرأة هذا الرجـل الذي أتى إليه يملي عليه شروطـه في عقر داره وقال له : يبدو انك جاهل
بقواتـنـا وقـدراتنـا ولـكـن سـوف أريـك شـيء بسيـط منـهـا .. وأمـر ان يتـم استعـراض حـاميـة المـدينـة ( فقـط ) ..
مضى يوم كامل والقائد المسلم ( قتيبة بن مسلم ) يشاهد حامية المدينة في مسيرتها العسكرية أمام عينيه وعندما مضى أخر
جندي منها بعد يوم كامل .. قال إمبراطور الصين موجها حديثه للقائد المسلم : ما رأيته هو حامية المدينة وليس جيش الصين ..
فهل تملك القدرة الآن على قتالنا ؟ فأجابه القائد العظيم بلغة المؤمن العظيم : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام .. فإن توكلنا على
سلاحنا ونحن كثرة أذلنا الله .. وان توكلنا على الله ولو كنا قلة نصرنا الله .. والأمر بين يديك : الإسلام أو الجزية أو الحرب
كانت الإجابة بمثابة الصاعقة التي يتلقاها إمبراطور الصيـن .. ولعله حدث نفسه لعـل الرجل قد فقد عقله .. ولكـن شواهد قتيبة
ماثلة وسمعته في القتال وفتوحات البلدان قد سبقته قبل أن تصل خيوله وجنده .. كما أن الرد عظيم والثقة تكتسي ملامح الرجل
وكلمته .. ويبدو انه حدث نفسه عن كنه هذه القوة التي تنصر القلة إذا توكلت عليه !! وجد إمبراطور الصين نفسه حائرا عن ماذا
يجيب هذا الرجل القادم من بلاد العرب ولم يجد مفرا سوى أن يجتمع بحكماء البلاط الإمبراطوري لعله يجد لدى احدهم ما يشفي
الحيرة التي تملكته .. يبدو أنهم تحدثوا طويلا وتناقشوا مرارا وتكرارا واستعرضوا مسيرة قتيبة وتاريخ المسلمين من قبله ودرسوا
سقوط إمبراطورية الفرس العظيمة وسقوط الممالك التي تقع من ورائها وهي عظيمة أيضا وبحثوا ما آل إليه قياصرة الإمبراطورية
الرومانية وجنودهم في معاركهم مع المسلمين .. عرف عن تاريخ رجالات الصين أنهم تميزوا بالحكمة لذى كان القرار الذي ذهب إليه
مستشاروا الإمبراطور الصيني هو أن يتم دفع الجزية وهذا ما كان وبذلك تمكن ( قتيبة بن مسلم ) أن يخضع إمبراطورية الصين
المترامية تحت وصاية دولة الخلافة الأموية الإسلامية ..
( قتيبة ينسحب صاغراً من سمرقند )
عرف عن القائد المسلـم ( قتيبة بن مسلم ) انه رجـل داهيـة فـي إدارة المعـارك وتحقيـق الانتصارات في وقـت قياسي وبأقل
التكاليف والتضحيات ولعـل قلة العـدد والعتـاد مقارنـة مع خصومـه ساهمت في تجسيـد هذا الدهاء العسكـري .. وهكـذا تمكن
قتيبـة وجنـوده من فتـح ابرز مـدن أواسـط أسيا وأعظمهـا وهي مدينة ( سمـرقند ) .. لم يمضى قتيبـة وجنـوده طويـلا في هـذه
المدينة فلديه مهمة عظيمة في ( أرض الصين ) لذلك أقام على سمـرقند والياً وقاضـياً ورحـل وجنـوده بعد أن أبقـى بعضهم في
سمرقند لحماية المدينة وتوفير الأمن والحماية لها وتوجـه نحو الغايـة التي ينشـدها ( أرض الصين ) .. ما أن رحـل قتيبة مغادرا
حتى اجتمع كهنة مدينة سمرقند واتفقوا على ارسال احدهم الى ( دمشق ) عاصـمة الدولة الإسلاميـة لكي يشكـوا قتيبة إلى خليفة
المسلمين العادل ( عمر بن عبدالعزيز ) !! وهكذا وصل الرجل ووقف في حضرة أمير المؤمنيـن يشكو ( قتيبة ) بشكوى لم يشهد
التاريخ مثيلا لها حيث قال : أن قتيبة دخل سمرقند دون أن يمنحهم الخيـار في الإسـلام أو الجزية أو الحرب وهـذا مخالف لمنهاج
المسلمين !! فما كان من خليفة المسلمين إلا أن كتب رسالة وأعطاها للرسول وابلغه أن يعطيها لقاضي سمرقند .. عاد الرجل وهو
يفكر ماذا عساها تحمل هذه الرسالة وبماذا تفيد رسالة أمام قتيبـه وجنده وسيوفهم !! فذهـب حين عودته إلى الكهنة يستشيــرهم وقد
خشوا الغدر ولكن لم يكن بوسعهم سـوى إرسال الرجـل ورسالته إلـى القاضي وينظروا ماذا سيكون في الأمر .. نظر القاضي إلـى
الرسالة وطلب عودة قتيبة من ثغـور الصيـن وحدد موعـدا يجتمـع فيـه مـع قتيبـة والكهـنة وسكان المدينـة .. وكان الموعـد المنتظر
قـال القاضـي لقتيبـة : انـك لم تعمـل بمنهاج المسلمـين في الحـرب ولم تمنـح سكـان المدينة الخيار وأخذتهم في غفلة .. فماذا تقول ؟
قال قتيبة : إن سمرقند مدينة حصينة .. ولو دخلتها بالحرب لخسرت الكثير من الرجال كما سوف تخسر المدينة من أهلها الكثير من
الضحـايا .. فـرأيت الخيــر أن افتحها خدعة حتى أحقن الدمــاء من الطرفين والحرب خدعـة ،،، قال القاضي : لقد أقـررت يا قتيبـة ..
وهذا الديـن لم يـعزه الله إلا بوفائنا بعهـودنا .. حكمت عليك وعلى المسلميـن في سمرقند بالخـروج منها دون أن تحملوا أي مكاسب ..
وان تمنحوا أهل المدينة شهرا لكي يأخذوا قرارهم في الإسلام أو الجزية أو الحرب .. وما أن نطق القاضي الحكم حتى خرج قتيبة من
مجلس القضاء وأمر جنوده والمسلمين الخروج من سمرقند دون مكاسب كما أمر القاضي ,, كما أن القاضي خرج معهم ايضاً وهكذا
خرج المسلمين جميعا من المدينة أمـام أعين أهل سمرقند وكهنتها الذين لم يصدقـوا ما تراه أعينهم في منظر لم يشهده التاريخ من قبل
ومن بعد وفاء للعهد والأمانة .. قال الرسول الذي بعث به الكهنه : انهم والله على الحق واني ( اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله )
وتبعه في قوله الكهنة وسكان مدينة سمرقند .. ثم تبعوا قتيبة وابلغوه أن يعود إلى المدينة وأنهم أخوة جميعاً تجمعهم سوية ( كلمة التوحيد )
وهكذا دان أهل سمرقند جميعا بالإسلام
موقفين تاريخيين يعلمنا ( الموقف الأول ) معنى الإيمان بالله والثقة به وحسن التوكل عليه ويعلمنا ( الموقف الثاني ) معاني
الإسلام العظيمة في إحقاق الحق ومعانـي العدل العظيمـة التي يأمرنا بها ديننا الرباني .. في علـم السياسـة الحديـث هنالـك
( المبدأ الميكافيلي ) الذي يفيـد ( أن الغاية تبرر الوسيلة ) ولكن الإسلام غاية ربانية وبالتالي لا يقبـل من الوسائـل إلا مافيه
العـدل والخيــر والقيــم المثلـى ولا يؤمـن مطلـقا بالوسائـل الغيـر خلاقـة مهمــا كانـت الغايـة عظيمــة .
قال العجم في قتيبة بعد وفاته ( يرحمه الله ) : لو كان فينا ( قتيبة ) لغزونا العالم بنعشه !!
أحدى الشخصيات التي أثرت تاريخـنا الإسلامي العظيم وجـسدت في مسيرتها المعاني السامـية التي تعلـمنا معنى أن تـكـون
( رجل - قائد - مسلم ) .. هل نتحدث عن مولده أو نشأته أو أصله وفصله وقبيلته كل ذلك ليس ذو شأن !! فنحن لسنا بصدد
تقديم أطروحة لرسالة علمية ولكننا نبحث هاهنا في تاريخنا ماذا صنع الإسلام ( عقيدة وسلوك ) في رجال الإسلام .. هنالك
أمر يجب أن لا نتجاوزه قبل أن نستعرض ( حادثتين ) في تاريخ هذه الشخصية العظيمة ألا وهي أن المسلمين في أواسط آسيا
وشرقها يدينون بالفضل بعد الله إلى ( قتيبة بن مسلم ) في دخولهم إلى الإسلام .. كما نشكر الله أن سخر لتلك الأقوام شخصية
قيادية كقتيبة تمكن أن يجسد القيم السامية للإسلام قول وعمل ..
دعونا أيها الأحبة سوية نستعرض موقفين عظيمين في مسيرة هذا القائد المسلم :
( بين يدي أمبراطور الصين )
ممالك ودول وأراض تتبعها أخرى كانت تسقط تباعا تحت صهـوة خيول القائد المسلم ( قتيبه بن مسلم ) وجنــوده إلى أن
بلغوا حدود الإمبراطوريـة الصينيـة ذات التاريـخ العـريق والقـوة والقدرات التي لا تقل شأنا عن مثيليها في ذلك العصـر
( الإمبراطورية الرومانية والأخرى الفارسية ) .. وعند أسوار الإمبراطورية العظيمة في أرضها وشعبها وتاريخها طلب
القائد المسلم المثول في بلاط إمبراطور الصين .. وافق إمبراطور الصين أن يحضر ( قتيبة بن مسلم ) إلى بلاطه لملاقاته
وكان لزاما عليه أن يوافق فهو يريد أن يرى من هذا الرجل الذي تمكن أن يخضع قارة بأكملها بين يديه !! هكذا وقف القائد
المسلم بين يدي إمبراطــور الصين وهو يقول له : أتيتك في ثلاث لكــي تختار أحداهما .. الإسلام أو الجزية أو الحرب ،،،
تعجب إمبراطـور الصيـن من جـرأة هذا الرجـل الذي أتى إليه يملي عليه شروطـه في عقر داره وقال له : يبدو انك جاهل
بقواتـنـا وقـدراتنـا ولـكـن سـوف أريـك شـيء بسيـط منـهـا .. وأمـر ان يتـم استعـراض حـاميـة المـدينـة ( فقـط ) ..
مضى يوم كامل والقائد المسلم ( قتيبة بن مسلم ) يشاهد حامية المدينة في مسيرتها العسكرية أمام عينيه وعندما مضى أخر
جندي منها بعد يوم كامل .. قال إمبراطور الصين موجها حديثه للقائد المسلم : ما رأيته هو حامية المدينة وليس جيش الصين ..
فهل تملك القدرة الآن على قتالنا ؟ فأجابه القائد العظيم بلغة المؤمن العظيم : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام .. فإن توكلنا على
سلاحنا ونحن كثرة أذلنا الله .. وان توكلنا على الله ولو كنا قلة نصرنا الله .. والأمر بين يديك : الإسلام أو الجزية أو الحرب
كانت الإجابة بمثابة الصاعقة التي يتلقاها إمبراطور الصيـن .. ولعله حدث نفسه لعـل الرجل قد فقد عقله .. ولكـن شواهد قتيبة
ماثلة وسمعته في القتال وفتوحات البلدان قد سبقته قبل أن تصل خيوله وجنده .. كما أن الرد عظيم والثقة تكتسي ملامح الرجل
وكلمته .. ويبدو انه حدث نفسه عن كنه هذه القوة التي تنصر القلة إذا توكلت عليه !! وجد إمبراطور الصين نفسه حائرا عن ماذا
يجيب هذا الرجل القادم من بلاد العرب ولم يجد مفرا سوى أن يجتمع بحكماء البلاط الإمبراطوري لعله يجد لدى احدهم ما يشفي
الحيرة التي تملكته .. يبدو أنهم تحدثوا طويلا وتناقشوا مرارا وتكرارا واستعرضوا مسيرة قتيبة وتاريخ المسلمين من قبله ودرسوا
سقوط إمبراطورية الفرس العظيمة وسقوط الممالك التي تقع من ورائها وهي عظيمة أيضا وبحثوا ما آل إليه قياصرة الإمبراطورية
الرومانية وجنودهم في معاركهم مع المسلمين .. عرف عن تاريخ رجالات الصين أنهم تميزوا بالحكمة لذى كان القرار الذي ذهب إليه
مستشاروا الإمبراطور الصيني هو أن يتم دفع الجزية وهذا ما كان وبذلك تمكن ( قتيبة بن مسلم ) أن يخضع إمبراطورية الصين
المترامية تحت وصاية دولة الخلافة الأموية الإسلامية ..
( قتيبة ينسحب صاغراً من سمرقند )
عرف عن القائد المسلـم ( قتيبة بن مسلم ) انه رجـل داهيـة فـي إدارة المعـارك وتحقيـق الانتصارات في وقـت قياسي وبأقل
التكاليف والتضحيات ولعـل قلة العـدد والعتـاد مقارنـة مع خصومـه ساهمت في تجسيـد هذا الدهاء العسكـري .. وهكـذا تمكن
قتيبـة وجنـوده من فتـح ابرز مـدن أواسـط أسيا وأعظمهـا وهي مدينة ( سمـرقند ) .. لم يمضى قتيبـة وجنـوده طويـلا في هـذه
المدينة فلديه مهمة عظيمة في ( أرض الصين ) لذلك أقام على سمـرقند والياً وقاضـياً ورحـل وجنـوده بعد أن أبقـى بعضهم في
سمرقند لحماية المدينة وتوفير الأمن والحماية لها وتوجـه نحو الغايـة التي ينشـدها ( أرض الصين ) .. ما أن رحـل قتيبة مغادرا
حتى اجتمع كهنة مدينة سمرقند واتفقوا على ارسال احدهم الى ( دمشق ) عاصـمة الدولة الإسلاميـة لكي يشكـوا قتيبة إلى خليفة
المسلمين العادل ( عمر بن عبدالعزيز ) !! وهكذا وصل الرجل ووقف في حضرة أمير المؤمنيـن يشكو ( قتيبة ) بشكوى لم يشهد
التاريخ مثيلا لها حيث قال : أن قتيبة دخل سمرقند دون أن يمنحهم الخيـار في الإسـلام أو الجزية أو الحرب وهـذا مخالف لمنهاج
المسلمين !! فما كان من خليفة المسلمين إلا أن كتب رسالة وأعطاها للرسول وابلغه أن يعطيها لقاضي سمرقند .. عاد الرجل وهو
يفكر ماذا عساها تحمل هذه الرسالة وبماذا تفيد رسالة أمام قتيبـه وجنده وسيوفهم !! فذهـب حين عودته إلى الكهنة يستشيــرهم وقد
خشوا الغدر ولكن لم يكن بوسعهم سـوى إرسال الرجـل ورسالته إلـى القاضي وينظروا ماذا سيكون في الأمر .. نظر القاضي إلـى
الرسالة وطلب عودة قتيبة من ثغـور الصيـن وحدد موعـدا يجتمـع فيـه مـع قتيبـة والكهـنة وسكان المدينـة .. وكان الموعـد المنتظر
قـال القاضـي لقتيبـة : انـك لم تعمـل بمنهاج المسلمـين في الحـرب ولم تمنـح سكـان المدينة الخيار وأخذتهم في غفلة .. فماذا تقول ؟
قال قتيبة : إن سمرقند مدينة حصينة .. ولو دخلتها بالحرب لخسرت الكثير من الرجال كما سوف تخسر المدينة من أهلها الكثير من
الضحـايا .. فـرأيت الخيــر أن افتحها خدعة حتى أحقن الدمــاء من الطرفين والحرب خدعـة ،،، قال القاضي : لقد أقـررت يا قتيبـة ..
وهذا الديـن لم يـعزه الله إلا بوفائنا بعهـودنا .. حكمت عليك وعلى المسلميـن في سمرقند بالخـروج منها دون أن تحملوا أي مكاسب ..
وان تمنحوا أهل المدينة شهرا لكي يأخذوا قرارهم في الإسلام أو الجزية أو الحرب .. وما أن نطق القاضي الحكم حتى خرج قتيبة من
مجلس القضاء وأمر جنوده والمسلمين الخروج من سمرقند دون مكاسب كما أمر القاضي ,, كما أن القاضي خرج معهم ايضاً وهكذا
خرج المسلمين جميعا من المدينة أمـام أعين أهل سمرقند وكهنتها الذين لم يصدقـوا ما تراه أعينهم في منظر لم يشهده التاريخ من قبل
ومن بعد وفاء للعهد والأمانة .. قال الرسول الذي بعث به الكهنه : انهم والله على الحق واني ( اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله )
وتبعه في قوله الكهنة وسكان مدينة سمرقند .. ثم تبعوا قتيبة وابلغوه أن يعود إلى المدينة وأنهم أخوة جميعاً تجمعهم سوية ( كلمة التوحيد )
وهكذا دان أهل سمرقند جميعا بالإسلام
موقفين تاريخيين يعلمنا ( الموقف الأول ) معنى الإيمان بالله والثقة به وحسن التوكل عليه ويعلمنا ( الموقف الثاني ) معاني
الإسلام العظيمة في إحقاق الحق ومعانـي العدل العظيمـة التي يأمرنا بها ديننا الرباني .. في علـم السياسـة الحديـث هنالـك
( المبدأ الميكافيلي ) الذي يفيـد ( أن الغاية تبرر الوسيلة ) ولكن الإسلام غاية ربانية وبالتالي لا يقبـل من الوسائـل إلا مافيه
العـدل والخيــر والقيــم المثلـى ولا يؤمـن مطلـقا بالوسائـل الغيـر خلاقـة مهمــا كانـت الغايـة عظيمــة .
قال العجم في قتيبة بعد وفاته ( يرحمه الله ) : لو كان فينا ( قتيبة ) لغزونا العالم بنعشه !!