وكالة الشراع – القاهرة – فريق التحريات
بدأت محكمة جنايات شمال القاهرة الأربعاء أولى جلسات محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار معاونيه في اتهامات تتعلق بالفساد وإصدار الأوامر بقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير.
وفي مشهد تاريخي لم تشهده مصر من قبل دخل "المتهم" حسني مبارك إلى قفص الاتهام منقولا على سرير طبي ، وكان بجواره في قفص الاتهام نجليه جمال وعلاء ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي.
وحضر حسني مبارك جلسة المحاكمة على نقالة طبية بقناع أكسيجين يرتدي زيا أبيضا وهو الزى المخصص للمحبوسين احتياطيا على ذمة قضايا.
كما حضر نجلاه الجلسة بذات الزى ، فيما ارتدى وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي الزى الأزرق عقب إدانته وصدور حكم قضائي ضده بالسجن ، حيث كان أول من دخل إلى قفص الاتهام .
وبدأ رئيس المحكمة المستشار احمد رفعت الجلسة بدعوة الحضور للهدوء قائلا "علينا "الاستماع والتيقن حتى تتمكن هيئة المحكمة بأداء سيادتها بما يرضي الله ، وضمائرنا كلنا ستلقي الله بقلوب سليمة وهذا ما نتمناه والله الموفق" .
وبدأت جلسة المحكمة بالنداء على المتهمين في القضية رقم 1227 لعام 2011 قصر النيل ،وبدأ بالنداء على .حبيب إبراهيم حبيب العادلي واحمد محمد رمزي عبد الرشيد وعدلي مصطفي عبد الرحمن وحسن محمد عبد الرحمن يوسف و إسماعيل عبد الجواد محمد وأسامة يوسف إسماعيل وعمر عبد العزيز.
وقد تم إثبات حضور جميع المتهمين بالقضية ، وبدا السماح بالسادة الدفاع عن المتهمين. وبدوره ، طالب فريد الديب محامي الرئيس السابق بإلغاء ضم قضيتي مبارك والعادلي لعدم الفصل في رد المحكمة الأولى ، وطالب دفاع المتهمين بتعديل تهمة "القتل العمد" للمتظاهرين إلى ضرب أفضى إلى موت.
وكانت الطائرة التي أقلت "المتهم" مبارك وصلت إلى مقر أكاديمية الشرطة تمهيدا لبدء محاكمته . وبثت التليفزيون المصري لقطات على الهواء مباشرة تظهر وصول الهليكوبتر التي تقل "المتهم" مبارك إلى مقر محاكمته.
وفي وقت سابق من صباح الأربعاء، بدأت إجراءات نقل الرئيس السابق حسنى مبارك من مستشفى شرم الشيخ إلى مطار شرم الشيخ حيث يتم نقله إلى مقر محاكمته بالقاهرة.
وأكد مصدر مسئول بمستشفى شرم الشيخ الدولي أن مبارك قد تم نقله بسيارة إسعاف مجهزة انطلقت ضمن عدد من سيارات الإسعاف وسط حراسة أمنية مشددة في طريقها إلى مطار شرم الشيخ لنقله بالإسعاف الطائر إلى مقر محاكمته بأكاديمية الشرطة.
و أكد الدكتور عمرو حلمي وزير الصحة والسكان، توفير الرعاية الطبية الكاملة عند نقل الرئيس السابق حسنى مبارك إلى الإسعاف الطائر ومنها إلى قاعة المحاكمة بأكاديمية الشرطة .
وقال حلمي في تصريح الأربعاء، إن فريقا طبيا يرافق الرئيس السابق في الإسعاف الطائر مضيفا أن الحالة الصحية للرئيس السابق كما هي شبه مستقرة من وجه نظر التقارير الصادرة من مستشفى شرم الشيخ.
وأشار إلى أن الوزارة تقوم بتنفيذ الخطة التي وضعتها لتوفير التأمين الطبي أثناء المحاكمة بتوفير عدد من سيارات الإسعاف في مكان المحاكمة، كما قررت رفع درجة الاستعدادات القصوى بالمستشفيات القريبة والمحيطة بالمحكمة تحسبا لأية ظروف قد تطرأ بالمحكمة، مشيرا إلى أن غرفة الطوارئ بالوزارة تقوم بمتابعة كافة الأمور على أهبة الاستعداد
وعند دخول وزير الداخلية الأسبق اللواء حبيب العادلي ومعاونيه الستة إلى القاعة المخصصة للمحاكمة ،اندلعت اشتباكات صباح اليوم بين العشرات من المؤيدين للرئيس المصري السابق وبين معارضيه ، أمام المنطقة التي ستشهد أولى جلسات محاكمته. وتم تراشق بالحجارة بين أنصار الرئيس السابق والرافضين لمحاكمته ومعارضيه ، إلا أن تدخلت قوات الأمن المركزي للفصل بين الجانبين.
يذكر أن الطائرة التي أقلت المتهم مبارك وصلت إلى قاعدة ألماظة الجوية بالقاهرة قادمة من مطار شرم الشيخ ، وكان التليفزيون المصري أكد إقلاع طائرة الإسعاف التي تقل الرئيس السابق من شرم الشيخ إلى القاهرة ، موضحا أن طائرته قد أقلعت من مستشفي شرم الشيخ في الساعة 7.25 دقيقة صباحا .
وقد وقع الاختيار على الأكاديمية لعدة أسباب أهمها الأسباب الأمنية والتي تقتضي بتأمين المحاكمة بالكامل قبل وأثناء وبعد الانتهاء من الجلسات ،وأهم ما يميز أكاديمية الشرطة أنها تقع على مساحة شاسعة في مدينة القاهرة الجديدة على طريق السويس الصحراوي، في منطقة غير مأهولة بالسكان، ويصعب على الناس الوصول إليها.
وحول أسباب حضور الرئيس السابق الجلسة الأولى، قالت مصادر أن قرار مبارك جاء بهدف كسب تعاطف الشارع المصري معه في محاكمته، مشيرة إلى أن مبارك مقتنع بأن أغلبية الشارع عندما سَيراه في قفص الاتهام سيتعاطف معه.
ويواجه مبارك (83 عاماً) ثلاث تهم هي، قتل المتظاهرين خلال أحداث الثورة المصرية التي اندلعت في الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي، والتربّح من خلال استغلال وظيفته الرسمية، والإهدار العمدي للمال العام من خلال بيع الغاز الطبيعي المصري بأسعار تفضيلية تقل عن الأسعار العالمية.
كما يواجه وزير الداخلية المصري الأسبق حبيب العادلي ومعاونوه الستة تهم القتل وإصدار أوامر بقتل والتحريض على قتل المتظاهرين وهي تهم تصل عقوبتها إلى الإعدام وفقاً لقانون الجنايات المصري
مع تحيات فريق تحريات وكالة الشراع