سوريا: انطلاق تظاهرات الجمعة في عدة مدن سورية وسقوط قتيلين على الأقل
شهدت عدة مدن سورية تظاهرات، اطلق عليها جمعة "لن نركع إلا لله"، منها حمص ودمشق وريفها والبوكمال ودرعا وحلب، في وقت تتواصل فيه الضغوط الاقليمية والدولية على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد لوقف قمع الاحتجاجات وتطبيق اصلاحات ديموقراطية.
فقد قال سكان من مدينة حمص لـ بي بي سي أن المدينة شهدت تظاهرات يوم الجمعة، خرجت عقب صلاة الجمعة في كل من احياء الخالدية، وباب عمرو، والإنشاءات وباب السباع.
كما وردت انباء عن إطلاق نار خلال تظاهرة في حي الصاخور بمدينة حلب وسقوط قتيل على الأقل.
وتقول مصادر رسمية سورية أن "مجموعات مسلحة" أطلقت النار على رجال الأمن والمتظاهرين، الأمر الذي أدى إلى سقوط جريح واحد نقل إلى أحد مشافي حلب.
اما في ريف دمشق، فيقول مراسلنا إن مظاهرات انطلقت في مدينة دوما تخللها اطلاق نار، بينما قالت مصادر رسمية إن قتيلاً من عناصر حفظ النظام السورية قد سقط.
كما تحدث سكان مدينة حمص عن مقتل ثلاثة ليل الخميس في حي البياضة.
ويقول مراسلنا ان دمشق ومناطق من الريف المحيط بها شهدت وجودا مكثفا لقوى الأمن، وعلى الاخص قرب الجامع الكبير في بلدة القابون بريف دمشق.
واضاف ان تظاهرة هتفت بسقوط النظام خرجت من جامع زين العابدين في حي الميدان بدمشق، كما خرجت اخرى في منطقة القدم - نهر عيشة قرب جامع علي بن أبي طالب.
وفي محافظة دير الزور خرجت تظاهرة في مدينة البوكمال، رغم التواجد الأمني.
وفي منطقة درعا وريفها خرجت تظاهرات في بلدات الطيبة والصنمين والمسيفرة، ولا توجد انباء حتى الآن عن اصابات.
وعلى صعيد الضغوط الاقليمية والدولية المتواصلة على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد، حذر الرئيس التركي عبد الله غول نظيره السوري من مخاطر التأخر في تطبيق الاصلاحات الديموقراطية التي يطالب بها السوريون.
وقالت وكالة الاناضول التركية الرسمية ان رسالة بهذا الخصوص وجهها غول الى الاسد في وقت سابق من هذا الاسبوع.
وقال غول في الرسالة، التي نقلت الوكالة التركية مقتطفات منها: "لا اريد ان اراك يوما وانت نادم على ما كان يجب ان تقوم بها، بعد ان يكون الوقت قد تأخر"، وان الشعب التركي حزين لاراقة الدماء في الجارة سورية.
واضاف غول ان "قيادة التغيير، بدلا من تأخذك رياح التغيير على اجنحتها، سيضعك في موقع تاريخي".
وتطالب القيادة التركية من الحكومة السورية وقف اراقة الدماء وقمع المحتجين باستخدام قوات الامن والجيش والاسلحة الثقيلة، وتقول ان الايام المقبلة ستكون حرجة.
من جانبها ادانت وزارة الخارجية الفرنسية اعتقال الناشط السوري عبد الكريم ريحاوي واعتبرت انه "يمثل نموذجا جديدا للقرارات غير المقبولة التي تتخذها سلطات دمشق، وهو قرار يناقض مباشرة توقعات المجتمع الدولي"، داعية الى الافراج عنه فورا.
وكان ريحاوي قد اعتقل في العاصمة السورية يوم امس الخميس، حيث أكدت مصادر في المعارضة السورية لبي بي سي انه شوهد عصر الخميس في أحد مقاهي دمشق قبيل اعتقاله من قبل جهاز الأمن السوري.
وعلى صعيد الضغوط الدولية على دمشق لوقف حملتها العسكرية على المحتجين المطالبين باصلاحات ديموقراطية، لوحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بفرض مزيد من العقوبات على نظام الرئيس بشار لوقف اعمال القمع والعنف في البلاد.
وقالت ان العقوبات يجب ان تستهدف قطاعي النفط والغاز في سورية ودعت الصين والدول الاوروبية الى الانضمام الى بلادها في فرض مثل هذه العقوبات.
يذكر ان اغلب الشركات التي تعمل في قطاعي النفظ والغاز في سورية هي اما صينية او اوروبية.
واضافت كلينتون ان بلادها ترغب بان تنضم دول اخرى الى بلادها عند المطالبة بتنحي الاسد عن الحكم.
واوضحت ان بلادها اعلنت بكل وضوح وصراحة ان الاسد فقد شرعيته.
واعلن البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اجريا حديثا الخميس حول العنف الدائر في سورية، واتفقا على ان مطالبات الشعب السوري للتحول الديموقراطي "لا بد ان تلبى".
واوضح البيت الابيض في بيان صدر عنه ان "الزعيمين اعربا عن شعورهما بالقلق العميق من استخدام الحكومة السورية للعنف ضد المدنيين، واكدا ايضا على حقوق الشعب السوري المشروعة في التحول نحو الديموقراطية، التي لا بد ان تلبى".
واضاف البيان: "وقد اتفق الزعيمان على الحاجة الى وقف فوري لاراقة الدماء والعنف ضد الشعب السوري".
(معـ تحياتـ فريقـ تحرياتـ وكالة الشراعـ)..