تســــاؤل :
أيهــا الصــائم الأمــل :
هل فكرت وأنت في عقد اهلك ورحمك وذويك في أمن وهناء ... ؟
هل فكرت في إخوان لك حلت بهم ظروف ووقعت بهم نكبات ودالت عليهم أيام ... ؟
هل تأملت كم في الناس من فقراء ليسوا بأقل ذكاء من الأغنياء ... ؟
وبؤساء ليسوا بأقل علما بأمور الحياة من السعداء ... ؟
غير ان ظروف حياتهم أحاطت بهم فعاشوا مع البؤس والحاجة...
يلتحفون الأولى ويرتحلون الثانية ...
إن جلوسك مع أسرتك وأقاربك يذكرك بيتامى فقدوا أحضان من يرعاهم ...
وأباء تتقطعهم الحسرات ... وأمهات مكلومات ...
في المسلمين لاجئون ومشردون وابناء سبيل وغرباء عن أوطانهم ...
ما حرمهم من لذة مثل ما أنت فيه - أدام الله سعادتك - إلا يد الجور والظلم ...
ان من شكر النعمة تفقد أولئك ...
لاطعام جائع واسعاد عائل وتكفيف عبرة وإنقاذ شريد ...
الله أعطاك فابذل من عطيته ... فالمال عارية والعمر رحال
المال كالماء ان تحبس سواقيه ... يأسن وان يجري يعذب فيه سلسال
ألـــم
رمضان آلم على أقوام شغلوا وانشغلوا بمتابعة ما تبثه الأقمار المرئية ...
التي تنشر الإثم عاليا وتحلق الدين قبل ان تحلق العفاف والحياء ...
جعلوا من رمضان موسم طرب وسهو ...
تبث فيه الأفلام الرخيصة والمسلسلات الهابطة والدعايات المظللة والإسلام المشوه ...
الذي فصله البعض على مقاس نزواته وشهواته ...
فخسرت الأمة بهذه الفضائيات صائما راجيا ومواطنا صالحا ...
... اصبح الكثير بفضل ما يرونه ويسمعونه فيها ...
يغشون ويخدعون ويسرقون ويحتالون تقليدا لما رأوا ... فيا سبحان الله ...
هل أثر الصيام في مثل هؤلاء ...!!!
أمـــل
رمضان أمل لاعادة الذكريات ...
ليعرف المتشائمون معاني النصر والعزة بعد ان يئس الكثيرون من حال أمتهم
حتى قال أحدهم : فسد الزمان ولا رجال له
فالصائم قوي لا يخدع ... ولغير الله لا يخضع ... ولاهوائه لايتبع ...
يعيش مع أمته بقلبه وروحه ... يفرح لفرحها ويأسى لأسها ...
في رمضان انتصرنا على الباطل ... ودحرنا الكفر في بدر والفتح ...
هكذا كنا في رمضان ... نصر وفخر ...
فرمضان فرصة لتجديد الأمل وبناء النفس على طريق العز والتمكين ...
ألـــم
رمضان ألم على بيت ما عرف نساؤه من رمضان إلا
التفنن في المآكل والمشارب والتسابق في أصناف الطعام ... !!
ناسين ماذا أدت هذه الجوهرة لربها في هذا الشهر ... ؟
ماذا تلت من كتاب الله ... ؟ كم صلت قياما لله ... ؟
لقد شغلت عن ذلك كله والأعجب عن ذلك كله ...
خروج كثير من النساء الى الأسواق في ليالي رمضان في حاجة ولغير حاجة وذلك هو الخطر ...
فإن المرأة اشد ما تكون حاجة الى صلاة وصيام وعمل صالح ...
فهي الام والأخت والبنت وتربيتها على مناهج رمضان لخير سند لها ...
في مواجهة الدعوات المضللة والهجمات الشرسة ...
أمـــل
رمضان أمل لقوام الليل وللمتصدقين ...
فالصدقة باردة على القلب ... طيبة على الروح ...
" كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضى بين الناس "
في الناس ايها الصائمون من لا يجد كسرة خبز ولا مذقة لبن ولا حفنة تمر ...
وفي الناس من لا يجد بيتا يؤويه ولا مركبا ينقله ولا صاحبا يواسيه ...
فــأيــن أنــت مــن هــؤلاء ... ؟؟
ختــامــا
هل يعي الصائمون آمال رمضان ... ؟
هل عرفوا له فضله ... فصفت له المناجاة ...
فكم لله من عتيق من النار ... وسعيد بعد شقاوة ... ووصول بعد قطع ...
إنها الفرصة فلا تفلت منك ... فإنها ان ضاعت فلا تنفع بعدها الحسرات ...
فما لحياة إلا أنفاس معدودة ... وأجال محدودة ... والأيام مطايا فاعملوا و أملوا وابشروا .
من صام هذا الشهر وصلى ورده من ليله وقام بما افترض عليه ربه فهو موفق .
من وفق فيه فحافظ على الجمعة والجماعة فقد صام الشهر وعظم الرب ...
من عرف في رمضان دروس الصلاح والطهر والاستقامة فقد وفق لرمضان وهدي إليه ..
من عرف في رمضان كتاب الله فقراه وتلاه وعاشه أيامه ولياليه بين خباياه ...
فقد هدي ووقي وكفي ...
ومسكين كل المسكنة ...
من أدرك الموسم ثم لم يظفر من مفاتحة بشي ...
ما حجبه إلا الإهمال والتسويف وطول الأمل ...
أولا يعلــم هــؤلاء ...؟؟
أو ليس بعد حياتنا في رحلة الأكوان أخرى ...
ان كنت تبغي ان تعيش فتى أبيا مستقرا...
فاجعل خطاك سديدة واحمل على كفيك زهرا ...
وامدد من الآمال فوق متاعب الأيام جسرا ...
وارجع الى الرحمن واطلب منه توفيقا وسترا ...
من لاذ بالرحمن عاش حياته صفوا وبشرا ...
تقبل الله من الجميع صيامهم وقيامهم وجعلنا من الصالحين...
والحمد لله أولا واخرا ...وصلى الله وسلم على آله وصحبه وسلم