من طرف ^حلا^ الإثنين 04 أبريل 2011, 5:55 pm
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
الجزء الثاني
دقائق من تواجد هذا الفتى الذي غير جو البيت بأكمله وتعالت الضحكات فيه سمعنا صوت رجولي..
- أحم.. احم نحن وصلنا؟
وقفت والدتي فجأة لترحب بأبنها الذي يا ما تكلمت عنه أمامي وعن حبها له, وكيف علمته ان يخطو بداية خطواته..
تعانقا عناق طويل, سمعت منهم بكاء صامت, لم تستطع دموعي ان تختبأ اكثر
فكان موقف لا استطيع وصفه.. قبل والدتي على جبينها وعلى خديها..
ثم التفت يبحث عني بين الحاضرين, يا اللهي في عينيه استطعت ان ارى دموع لم
تجد الفرصة لكي تهبط بعد..
طأطأت رأسي خجلاً, لكن ليس كالخجل الذي انتابني حين وقفت امام نائل..
قال لي بلهجة ممازحة: اولاً انا لا اعض, وثانياً هلا دعيتيني انظر لوجهك ولا
تلعبي دور الخجولة معي بالله عليكِ..
ضحك الجميع بسبب مزحته الاولى معي وأنا رفعت رأسي ببطئ, رأيت شاباً يافعاً
بالجمال..لم يكن كجمال اخيه المتواضع..
وائل عيونه لون بني فاتح ولديه شوارب خفيفة جداً, أنفه حاد مما يجعل الناظر
يأخذ عنه فكره
بأنه متكبر.. ولكن لاخيه نائل عيون سود غامقة ولديه شوارب مما اعطته هيبة
اكثر, وأنفه
يشابه أنف وائل ولكن ليس بذات الحدة..
- تفحصتيني جيداً والان هل لديكِ فتاة لي؟
ضحك الجميع وانا اشتعل وجهي ناراً, لاني توترت, لم اكن اعلم بأني كنت انظر
اليه بتمعن..
أعتقد بانه شعرَ بتوتري وخجلي الذي بان على وجهي.
مصححاً خطأه قال: كيف حالكِ يا ابنه عمتي وحمداً لله على سلامتكِ..
نسرين بصوت متقطع: ببـ.. بـخير شكراً لك وسلمكَ الله..
شعرت بضحكة تخرج منه على توتري.. جلسوا جميعهم, طلبوا مني بنات خالي ان
اصعد
معهم الى فوق, الى حيث غرفتهم.. لم اعارض طبعاً.. فرصة للهروب من نظرات وائل..
حين صعدت درجتين نظرت الى الحاضرين, جميعهم كانوا مشغولين بوالدتي ولكني شعرت
بعيون شخص ما تلاحقني الى ان وصلت أخر درجة, يا اللهي كدت اقع.. ما به؟
أبتسم ابتسامة ملتوية وأدار وجهه عني بعد ان علم بأني أنظر اليه.. ما بكَ يا وائل؟
حين وصلنا غرفة بنات خالي سحبتني رانية وهي تقول لي: انظري لهذه..
وقعت عيني على صورة رجل يقف قرب سيارته, رفعت رأسي متسائلة ولكني
علمت من ابتسامتها الخجلة بأنه خطيبها.. أردت التأكد
سألت: أهو أحمد..؟
اومأت رانية برأسها ايجاباً على سؤالي.
سحبتني نادية وهي تقول: انظري هذه صورة قريني.. وأبتسمت ابتسامة وسيعة..
علمت بأن رانية خجولة اكثر من نادية.. كانوا بنات خالي يكلمونني بفرح وكأني واحدة
منهن, وكأني الاخت الجديدة التي انضمت اليهم اليوم.. لم اشعر بالغربة معهن الى هذه اللحضة..
ثم قالت رانية كلام اخجلني حقاً: هههههه وانتي قريباً ستكونين لوائل وتتعبينا بالكلام عنه.. وغمزت لي..
نادية وهي تدفع اختها من قربي لكي تكون هي الاقرب قالت: لا اعتقد نائل
سيكون افضل لها, الا تعلمي بأنها محيرة له من قبل خمس سنوات..؟
بدأوا بالشجار وانا في الوسط مذهولة من هذا الحوار الذي لن يوصلهن الى أي
مدى حول زوجي المستقبلي.. وكأن مستقبلي ورأيي شيئان لا وجود لهما..
قلت لهم بنبرة ساخرة: لا هذا ولا ذاك والان دعونا من الحديث حول الزواج
وهمومه واخبروني عن الدراسة؟
بدأنا بالتكلم حول الدراسة وما هي القوانين في هذا البلد الذي دخلت اليه
حديثاًَ, وهن في اي مراحل الان..
بعدها دخلت علينا حنان وجنان, جلسوا معنا, ومن ثم نادت علينا عمتي زوجة
خالي لتخبرنا بأن الاكل قد جهز ويجب علينا الصلاة ثم النزول..
نزلنا جميعنا لنتوضئ ولم احتك بأي احد..
صلينا وبدلت ثيابي, لبست تنورة سوداء اللون, وقميص وردي مع حجاب
وردي مرصع بورود فيهم لمعة.. نظروا الي بنات خالي,
صفرت رانية وقالت: وااااااااااو ستوقفين عقل وائل فهو لا يحتمل الجمال وسوف
يعترف بأنك جميلة امام الجميع ههههههههه..
نادية: لا بل نائل فهو يقدر الجمال ههههههه ويعطيه حقه ههههههههه.
قلت بنبرة ضاحكة: أأغيرهم, ام تلزموا الصمت ولا تأتوا بأسم وائل ونائل أمامي,
فقد تعبت والله منهم هههههههههههههههههههه.
نزلنا جميعنا وانا كنت في الوسط احدث رانية عن خطة الغد فقد عرضت علي الخروج
لاحدى الاسواق القريبة منهم, اعجبتني الفكرة فأنا بحاجة لكثير من الاشياء واردت ايضاً
ان استكشف عن هذه الدولة التي والله العالم كم من السنوات التي سأقضيها بها..
حين وصلنا الى مائدة الطعام نظرت لجهة نائل حيث كانت تجلس بالقرب منه على جهته
اليمين بُعد كرسيين اخته حنان وبوسطهم جلست اخته نادية وعلى جهته اليسار كانت
تجلس والدتهم..
كان ينظر الي ولكن حين وقعت عيني عليه انزل رأسه بسرعة..
قام وائل من مكانه الذي كان امام نائل وقال: ما شاء الله, ما هذا يا ابنة عمتي,
ما هذا كله؟
اهذا كله من أجلي, أرجوكِ لا توقفي عقلي وتجعليني اترك كل جمال الاجنبيات
وأقع في حبك وأجلس تحت شباكِ هههههههههههههههههههه.
ضحكوا جميعهم وانا أحمر وجهي وشعرت به يشتعل, نظرت من جهة نائل وجدته ينظر لاخيه
وعلى وجهه شبح أبتسامة, وحين نظر الي وجدني انظر اليه, انزل رأسه بسرعة وكأنه يهرب
من نظراتي ولكن لماذا؟ شعرت بحزنه وهو ينزل رأسه هارباً من نظراتي..
يا ترى ماذا تخبئ وراء وجهكَ البريئ وحزن عينيكَ يا نائل؟
وائل وهو يقرب من وجهي ليعيدني الى ارض الواقع بصوت مرتفع قال: والان اميرتي هل ستضلين واقفة الى الغد؟
نسرين وهي تستخدم اسلوبه الذي استخدمه مسبقاً: لست صماء هذا اولاً,
وثانياً شكراً على اطرائك, وهلا دعيتني أمر؟
مرأت من جنبه اردت الجلوس بالقرب من رانية ولكنه استوقفني بكلماته: لن تجلسي بمكان
اخر سوى مكاني علي الطلاق هههههههههههه. حلفتكِ؟
ضحكوا جميعهم وانا ايضاً, جاريته وذهبت لاجلس بمكانه فسحب الكرسي ودفعه حين
اردت ان اجلس وكأني اميرة, كان الجميع يراقب ما يحدث وهم يضحكون على جنون هذا
الشاب سوى نائل الذي لم يرفم رأسه ابداً, تعجبت منه لاني اعلم بأنه سيكون خطيبي قريباً,
وحركات اخيه تجعل اي شخص يغار منه.. لم اعر للموضوع اهتماماً كبير..
كان الكرسي الذي جلست عليه امامه مباشرة, فكل فرد في العائلة يجلس امام شبيه لاسمه
والقريب من عمره, بدأنا نأكل وكنت أسرق النظرات بجهة نائل, لكنه لم يكن معنا,
كان في عالم ثاني غير عالمنا, تعجبت من امره, تمنيت لو أني استطيع ان احتل افكاره وأرى بماذا يفكر,
ولكن قطع علي امنياتي هذه صوت وائل وهو يناديني: هي أنتِ هل أصبحتي صماء على أخر
عمركِ؟ أنا اكلمكِ منذ فترة, على من تنظرين؟
أنتبهت اليه ونظرت اليه مستنكرة, لكن وائل كان يعلم بأني كنت اتفحص نائل,
لانه غمز لي بعينيه وأشر لي برأسه الى جهة نائل..
نظرت اليه بحدة معناه اصمت ولا تقل شئياً..
ضحك وأستطرد قائلاً: قلتي لي يا نسرين في أي صف أنتي؟ وماذا درستي؟
نسرين بغضب مفتعل بسبب هذا الوائل قالت بأندفاع: أنا في السنة الاخيرة وحين انتهي منها سأدخل
الجامعة ان شاء الله تعالى, وقد اخذت دروس اضافية لتعلم الانجليزية لانها
ستفيدني.. هل من شئياً اخر؟ وابتسمت ابتسامة كاذبة!
قال وائل وعبارات وجهه يعلوها الاهتمام: أذن تتكلمين اللغة الانجليزية الان؟
نسرين بأبتسامتها الكاذبة: نعم واتقنها ايضاً..
وائل وهو يرد الابتسامة بأبتسامة مماثلة: علميني بالله عليك, فأنا لا اعرف سوى
ما أسمك وكيف حالك, ولا ثانكس على واجب..
ضحكوا على كلامه لان نبرته كانت ممزوجة رجاء مع ضحكة..
قال خالي موجهاً كلامه الي في نفس اللحضة رن هاتف نائل بنغمة مسج: يا أبنتي لا تنزعجي
من وائل فهو دائماً هكذا, كل كلامه مزح, حتى حين يتكلم بجدية لا تعرفين حقاً اذا كان يعني ما يقوله..
كانت في الواقع نظرتي الى نائل الذي تغير وجهه 180 درجة وأبتسم ابتسامة حين قرأ
المسج لم ارها على وجهه حتى حين دخلنا منزلهم, اهكذا يفعل بكَ مسج واحد يا نائل؟
قلت موجهة كلامي لعمي وانا بحيرة من أمري من نائل: لا يا خالي لم انزعج ابداً,
جميل ان يرسم المرء البسمة والضحكة على شفتي الانسان..
رفع نائل نظره الي في تلك اللحضة, حاولت ان اشيح بوجهي عنه عجباً لم يرفع
عينيه عن عيني هذه المرة لكنه قام من على الطاولة وقال موجهاً كلامه الينا: أستأذن منكم جميعاً سأخرج..
واستدار موجهاً كلامه لوالده: لدي موعد مع صديقاً لي, فأسمح لي يا ابي..
ابو وائل: لم تكمل اكلك بعد يا بني, ولكنك مسموح, أهتم بنفسكَ..
نائل وهو يبتسم لوالده: ان شاء الله..
استدار متوجهاً فوق حيث غرفته, حين ادرت وجهي لاكلم رانية التي تجلس
بالقرب مني رأيت وائل ينظر الي بتمعن ولكنه سرعان ما كلم اخته نادية التي كانت تجلس بالقرب منه..
يا اللهي لا افهم السر بين وائل ونائل.. لماذا كل واحد فيهم له نظرات عجيبة ومحيرة؟
ماذا بينهم؟
يتبع....