من طرف ^حلا^ الأربعاء 17 أغسطس 2011, 3:58 pm
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
الجزء الرابع عشر
اكلنا فطارنا, نائل الوحيد الذي تعودت على عدم وجوده كان نائم الى الان,
ولكن وائل امره غريب اليوم, هو حين يراني دائماُ يقوم بأحدى مسرحياته...
ولكن اليوم على غير عادته هادئ الى درجة لم اصدق بأنه حقاً وائل...
حتى حين القيت السلام لم يرفع نظره من على كوب الشاي كـ عادته,
الذي كان يحركه بدون هدف منذ بداية جلوسي على الكرسي امامه...
كان سرحان في احدى عوالم نائل هههه...
لا اريدها ان ترحل, مع أني وجدت العذر وسأكون معها على الدوام,
ولكن الا تعلم بأنني لا أستطيع ان ادخل هذا البيت مجدداً وهي غير موجودة فيه...
خصوصاً بعد ان رأيتها, قلبي ام روحي تعلقا بها, اي منهما اكثر؟
هل انا حقاً بدأت احبها؟ اين كلامي؟ اين تجاهلي لكل البنات الذين اعرفهم؟
في الحقيقة اين انا؟ وبأعتراف جريئ من نفسه, نسرين لقد سرقتني مني...
ولكن لا انا لا احبها, لن يصل شعوري الى حد الحب, الاعجاب فقط,
نعم هو الاعجاب...
لو كنت احبها, لجننت, او لست مجنون الان؟
اوووووووووووه وائل اصمت, ان رحيل عمتك من البيت هو ما يجعلك هكذا, اهو فقط عمتي ام من معها؟
وائل توقف.......... لم يسمع لكلامه الداخلي واكمل...
اكره مشاعري, انني اكره الضعف الذي جعلتني به هذه الفتاة...
لقد فعلت ما اتمناه دوماً, واتت نسرين بسرعة وبدون تعب لتسرق
دقات القلب, الذي كم من الفتيات حاولن امتلاكه...
لقد تواجدت هنا اقل من شهر وها انا لا اريدها ان ترحل ولو لـ ثانية...
أصبحت وغداً من اجلها, ليتها تعلم فقط, ليتها تشعر بما انا فيه...
ليتها فقط تعطيني نظرة من النظرات التي تعطيها لنائل, ذلك الحقير, كم اصبحت اكرهه بعد مجيئها,
يجب ان اتخلص منه بأسرع وقت ولكن يجب ان يتحركوا اهلي اولاً ومن ثم يكون نائل قد أبتعد عن طريقي, للأبد... للأبد
وائـــــــــــــــل..
وائــــــــــــــــل, كان صوت والده قد صم اذنه..
وائل: ها.. ها ما بكَ يا والدي؟
أبو وائل بأبتسامة حنونه لأبنه البكر: عزيزي أين ذهبت بتفكيرك؟ ما بك يا بني؟
ام وائل: التي تجعلكَ هادئ هكذا تتهنى بك هههههههههه..
رفع نظره بدون وعي الى جهة نسرين, اراد ان يخبرهم بل للعالم اجمع بأن هذه هي من تسكن عقلي, لا بل متربعة على عرش قلبي...
كانت نظرات نسرين لجدتها والابتسامة مرسومة على وجهها توقع الطير من السماء,
شعرت بان احداً ينظر اليها ومن سـ يكون غير وائل,
فأحس بنفسه متداركاً الموقف: في الواقع تعودت على عمتي, تردد في قول اسمها ولكنه ان لم يقله فـ سيكون الشك يحوم حوله لا محالة, ونسرين,
لذلك من الصعب تركهما يعيشا وحدهما,
وايضاً هنا في الواقع لا نستطيع جميعنا ان نتخيل البيت من دونهم اليس كذلك؟ كأنك تسأل نفسك يا وائل...!
نظر اليه الجميع نظره حنونة حتى انا التي لم اكن اتعاطف معه كثيراً شعرت بحنيته, التي غالباً لا نراها في الشباب بأيامنا هذه...
وائل هذا الاسم الذي دائماً يردده الجميع حين نذكر كلمة حنان,
لكن أيعلم الجميع كيف يتغير فجأة وكيف يكون اقسى من الحجر...
الحقيقة المرة التي اكتشفتها بأن وائل له وجهان...
ومن الصعب التعامل مع شخصاً كهذا...
لذلك يجب ان لا اخدع نفسي به, وان لا افكر به اكثر, والا أتعب نفسي بمحاوله تغيرة.. ومن انا لاغيره؟
انزل حقائبنا وائل وانا ذهبت فوق لكي انزل حقيبتي الصغيرة في غرفة بنات خالي,
حين استقلت اول اربع درجات خرج نائل من غرفته والمنشفة على كتفه الايمن,
كان شكله messy ههههههه, فوضوي...
لم اعره اهتمام لاول مرة, شعرت بجمود مشاعري ناحيته بسبب برود مشاعره...
حتى انني لم اقل له صباح الخير, كنت احقد عليه حقاً, تعجب هو لانه بقي متسمر في مكانه ينظر الي الا ان دخلت الغرفة...
ههه لم يكلف نفسه ويصحى من قبل ليودع عمته... صوت داخل اعماقي يرد علي,
نسرين أأنتي متأكدة بأنكِ غاضبه من اجل عدم توديعه لعمته ام لانه لم يهتم لرحيلكِ, ولم يصحى ليودعكِ؟
تباً لقلبي الضعيف, هذا الانسان لا يحمل ذرة احساس وانا افكر به ليلاً ونهاراً, لا اعرف لما مشاعري اصبحت متبعثرة هكذا...
اعترف بأني اخطأت في اليوم الذي احببته به قبل ان اراه...
حتى انني لا اعلم ما بقلبه تجاهي, لما انا ضائعة هكذا, أنائل يستحق كل هذا الاهتمام مني؟
صوت بداخلي يرد علي مجدداً, نعم ولما لا يستحق و هو سيكون زوجكِ في المستقبل؟
هاه زوجي في المستقبل وهو لم يبين لي ولو للحضة بأننا سنكون لبعضنا يوماً ما, انا اتعجب حتى ان اهله لم يفتحوا الموضوع معي الى الان؟
ماذا لو كان مغصوب علي, انتبهت لما قلته, نعم لما لم افكر بهذه المسألة من قبل؟
يا اللهي لا اريد لذلك ان يحدث, يجب ان اراجع نفسي وقراري...
وقبل ذلك يجب ان اتحدث معه, فـ هو الوحيد الذي يعرف الجواب لاسألأتي وحيرتي... استقر فكري واخيراً...
أخذت حقيبتي ونزلت, فـ رأيت والدتي تودع الجميع, ودعتهم انا بدوري وحين اقتربت من رانية...
كانت مطأطأة رأسها فرفعته بيدي وانا انظر الى عينيها, كانن غارقات في دموعهن, فقلت لها وانا مخنوقة بعبرتي: رانية ارجوكِ لا
تبكي, قلت لكِ سأراكِ بعد 5 ايام وبأمكانكِ ان تأتي غداً وتبقي معنا الى ان نعود اليكم...
بريق الامل يعود الى عينيها بصوت باكي: سأتي غداً مع نادية اذا اهلي لم يمانعوا.. أتصلي بي ها؟
أدارت وجهها واكملت: سأشتاق اليكِ, حقيقتاً لا استطيع ان اتخيل البيت من دونكِ...
نسرين بأبتسامة واسعة: ان شاء الله سأتصل بكِ في اللحضة التي اضع فيها ارجلي على باب البيت ما رأيكِ هههههه؟
رانية: سيكون ذلك رائع... وقبلتي على خدي بسرعة, لكنني حوطتها بيدي وعانقتها...
ودعت نادية بسرعة, لم يبقى سوى نائل فقلت له بتكشيرة على وجهي: اراكَ على خير, لم انتظر حتى جوابه والتفت لهم جميعاً بأبتسامة: في حفظ الرحمن...
الجميع: في امان الله...
من حقها فأنا برودي كـ برود الثلج, انا نائل الذي يطلقون علي اصحابي قمة الرومانسية اكون بهذا البرود امام ابنة عمتي؟ زوجتي في المستقبل...
هههههههه اي مستقبل يا نائل؟ انتَ ليس لديك مستقبل, ارجوك لا تفكر به ولا تغشم نفسك...
انت يا نائل يجب ان ترحل وتبتعد, مكانك ليس مع هذه العائلة...
حكم عليكَ بالرحيل.. لذالك ارجوك ارحل...
وصوت داخله يرد عليه بهذه الابيات وكأنه ينطق عن لسان حال نسرين:
أعلن رحيلك قدر الأمكان
بس بفراق يكون بأسلوب هادي
ما ودي بفرقى الم ودمع واحزان
ودي يكون فراقنا بشكل عادي
صعد الى فوق مجدداً ليعبر عن بركان احزانه في احدى ورقاته الضائعة...
كم تمنى لو هو من يوصلها بدلاً من وائل, كم تمنى وكم يتمنى...
ليتها تعلم فقط بأنني لم انم من ليلة البارحة الى الان انتظر الفجر علها تتراجع في قرار رحيلها...
كلماته التي دائماً يكتبها مع مزيج من دموعه:
دموع على مقبرة الاحزان
الحب
لما الرحيل يا طعم الدنيا ولذتها؟
ولمن ستترك جوادك المحبوب؟
ولماذا تحفر قبراً في الارض؟
بعد أن حفرت قبراً في القلوب؟
الحزن
راحل أنا كمثل الطير في السماء
فلم أرى سوى نفاق ورياء
وما الدنيا الا خمور ونساء
فلا تسألني صبراً وبقاء...
الحب
وكيف سأكون بعد رحيلك؟
تموت... وتموت دموع البكاء
إن شاء الاله مصيرك...
فلا تتركرني لنفاق ورياء
الحزن
لما يا حب دموع وبكاء؟
فلن ترى بعدي هماً وعناء
وها قبري أحفره بيدي..
فلم يلق بي سوى كفني رداء
الحب
أنت الدموع .. وأنت البكاء
وأنت صمت الحب الدفين
لماذا ترضى لقلبي العناء؟
وأنا رفيقك طول السنين
الحزن
أتلومنى وأنت سبب الرحيل؟
فلم ارى يوماً طيب ثمارا
أتلومني وأنت من قتل الحنين؟
قتلته بيدك .. منذ كنا صغار
الحب
إذاً .. أرحل يا صديقي
ولكن بدون وداع..
وإعلم بأن رحيلك..
يعني للحب .. كل الضياع
الحزن
فات الاوان .. وقد نفذ القرار
فما حياتي سوا ليل وغبار
ولابد من موتي ورحيلي كما شائت الاقدار
خاطرة لقافلة الداعيات وانا اصلحت بها...
تركنا ذلك البيت الحنون هو واهله, أنا وامي كنا نتمشى خارجين
من باب الحديقة نلحق وائل الذي كان يمشي أمامنا بهدوء غير طبيعي...
كان يلعب بـ مفاتيح سيارته بنرفزة, نبهت والدتي فـ نادته: وائل بني؟
التفت اليها بسرعة وكأنه كان ينتظر منها ان تخبره بأنها ستعود الى
بيتهم ولا داعي لرحيلها لكن والدتي خيبت امله بدون قصد منها
فـ قالت: ما بكَ اليوم, تبدو حزيناً, أعلم بانه بسبب رحيلنا ولكن هناكَ شيئاً اخر في عينيك يخبرني بأن هناك شئ يضايقك, ما هو؟
وهو يطلق تنهيدة, قال بصوت هادئ: أنه بسبب رحيلك عمتي, أشعر وكأن هذه المرة كـ المرة الاولى التي أفترقنا بها...
أم نسرين: لا عزيزي ذلك الفراق كان خارج عن أرادتنا, و ها نحن يلتم شملنا من جديد وان شاء الله لن نفترق مجدداً...
ثم أكملت حين رأته ينزل رأسه بأسى: يا عزيزي لا استطيع رؤيتكَ حزيناً هكذا...
تقدم من ام نسرين عمته,
رمى نفسه في حضنها كـ طفل صغير وهمس: لا تعلمين يا عمتي
كم عانيت من فراقكِ, لم يرحمني احداً منهم... لم يعاملونني بحب كما عاملتني انتي دائماً...
لم يهتموا لاحزاني مثلكِ, لذلك لا استطيع ان اتخيل حياتي من دونكِ.. ليس الان ليس مجدداً...
أم نسرين ابعدته عنها برقة, مسحت دمعته التي كانت على خده,
سحبت وجهه اليها وقبلت مكان دمعته ثم قالت بعبرة: مهما فعلوا فـ هم اهلك, ولا اعتقد يا بني انا احبك اكثر منهم...
أنسى يا وائل, أنسى...
رفع يدها وقبلها: كم انتِ حنونة يا عمتي, أطال الله في عمركِ يا رب...
نسرين في قلبها: يا رب...
أبتسمت ام نسرين, امسكت بيده وتوجهوا الى السيارة, وأنا اقف في مكاني هنا, لا استطيع الحراك, حتى انه لم يهتم لوجودي,
ولكن ارأيتم ما رأيت للتو؟ أهذا حقاً وائل الذي اخبرني بأنه لم
يذرف دمعة واحدة في هذه الغربة المؤلمة...
اراه الان يذرف دمعة, ومن اجل من, من اجل اغلى ما لدي والدتي... اذن كم يحبها؟
كم هو متعلق بها, وكأنها والدته وليست عمته...
ولكن لماذا؟ ما الذي سببوه اهله له؟ ما الذي جعله يتعلق بوالدتي هكذا؟
كم انتَ حنون يا وائل... أدرت وجهي الى ناحية بيتهم أحدث نفسي: تعلم منه يا نائل تعلم!!
__________________