شراع الصداقة

"حلم حياتي" - صفحة 9 528433015


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شراع الصداقة

"حلم حياتي" - صفحة 9 528433015

شراع الصداقة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شراع الصداقة

بكل عباراتـ التهانيـ... بكل الحب والامانيـ...بكل احساس ووجدانيـ...كل عام وانتمـ بخير "حلم حياتي" - صفحة 9 381243271 الثلج هدية الشتاء ... والشمس هدية الصيف .... والزهور هدية الربيع .. وأنت يا منتدانا هدية العمر "حلم حياتي" - صفحة 9 691270272

+14
گْبرٍيٍآ‘ءْ متمرٍٍد™
المستشـآر الملگيے™
çŕąźỹ Xặṽĩ ™
نبض البرشا
نســر البرشا
RAdOi
اميرة الكل
♬ مَـلَآﮔ أْلْقَمَرْ ♬
●ĎoЙ ЌàЌà●
HếBãŔã
^حلا^
Ąmểểř mĄÐř¡Ð™
ĂĻžÂ3ęỄM6ҳǻ
♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
18 مشترك

    "حلم حياتي"

    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ السبت 16 أبريل 2011, 6:39 pm

    تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

    "حلم حياتي"



    مقدمة:

    تمضي الأيام لتحل مكانها أيام أخرى.. ليكبر الصغير.. ويشيب الكبير.. لتكبر الأحلام ومعها تزداد فرصة تحقيق الأمنيات..
    هل حلمت يوما بامتلاك منزل كبير؟.. أو حتى فكرت بالحصول على سيارة من أحدث
    طراز..ما الذي منعك من تحقيق هذه الأمنيات؟.. أو ما الذي يمنعك الآن؟..
    تكاسل ام خيبة امل.. ام هو يا ترى الشعور بان الأحلام لا تتحقق..
    من قال هذا؟..جميع الناس على هذه الأرض الواسعة لا تكف عن التمني..وبالعزم
    والاصرار..حققوا ما يحلمون به ويصبون إليه منذ ان كانوا صغارا..
    هي تمنت وحلمت.. ومع الايام كبر معها حلمها هذا..
    هو تمنى أيضا.. وكان يطمح بتحقيق حلمه هذا..
    لكن أشياء كثيرة كانت تقف حائلا بينهما؟.. أشياء منعتهما من تحقيق هذا الحلم الجميل..التي ترفرف حوله العصافير..عصافير الحب .... الخالد

    أتنى ان تروقكم هذه الرواية

    في أمان الله
    فـــــــــآدي
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ السبت 30 يوليو 2011, 5:57 am

    * الجزء الواحد العشرون*
    (أحقا يا ليلى ؟)


    تطلعت ليلى بلهفة الى عماد وهي تنتظر سماع ما سيقوله بشوق وترقب ومن ثم
    وجدته يقول وهو يتطلع الى عينيها مباشرة ويحتضن كفها برقة: اعني.. انك
    انسانة غالية على قلبي..ولن ابالغ ان قلت انني قد اعجبت بك منذ اول مرة
    رأيتك فيها.. واهتمامي بك قد تضاعف وانا ارى مشاعر كثيرة تتحرك بداخلي
    نحوك..

    توردت وجنتا ليلى بخجل شديد.. واحست بالحرارة في اطراف جسدها.. ارتجاف هو
    ما سيطر على اطرافها في تلك اللحظة.. وارتباك جعلها تتلعثم دون ان تعلم ما
    تقول.. ووجدت عماد يردف بحب: ولن ابالغ ايضا ان قلت انك قد بت احد احلامي
    التي اتمناها.. لقد اصبحت حلم حياتي الذي اطمح له..
    ازداد ارتباك ليلى وهي تقول بتلعثم: اتراني حقا استحق كل هذا.. وانا...
    قاطعها عماد قائلا: ان كنت ستتحدثين عن المناصب او الطبقات الاجتماعية
    فأرجوك لا تكملي.. اخبرتك بأنني لا اهتم لكل هذه التفاهات التي تملأ
    المجتمع.. كل ما يهمني هو انك الانسانة الذي كنت احلم بأن تكون شريكة
    حياتي..
    قالت ليلى وابتسامة خجلى ترتسم على شفتيها: أحقا؟..
    اومأ عماد برأسه ومن ثم قال: اجل..يا ليلى.. وسأثبت لك بأنك الوحيدة الذي استطاعت تحريك مشاعري نحوها واختطاف قلبي.. ولكن...
    - ولكن..ماذا؟..
    سألها عماد قائلا: هل تبادليني شعورا بآخر؟..
    قالت ليلى بخجل: اتسأل؟..
    ابتسم عماد بسعادة وقال بفرحة: أحقا يا ليلى ؟.. أحقا؟..
    قالت ليلى وهي تطرق برأسها في ارتباك وخجل شديدين: أجل فقد أعجبت بك انا ايضا.. ومع الأيام وجدت انك قد اصبحت شخصا مهما في حياتي..
    قال عماد بحنان شديد وهو يمسك بكلتا كفيها: اذا هل تسمحين لي ان اطلب منك طلبا أخيرا يا عزيزتي؟..
    أومأت برأسها وهي تحاول منع ارتجافة كفيها.. فقال: هل تقبلين الزواج بي يا ليلى؟..
    تطلعت له ليلى بعينان تمتلآن بالدهشة والفرح ولم تستطع نطق أي حرف.. أحست
    بقلبها يرقص بين ضلوعها فرحا.. أحست بنفسها تحلق في سماء الاحلام الوردية..
    فهاهي ذي اكبر أمنياتها قد تحققت امام ناظريها.. لقد طلبها عماد للزواج..
    هذا ليس حلما.. ان الاحلام ليست بهذا الوضوح والدقة..الاحلام لا
    تُحس؟..انها تشعر بكفيه وهما تمسكان بكفيها بحنان شديد..انها...
    وظل الوضع على ما هو عليه بضع لحظات أخرى.. ليلى صامتة دون ان تستطيع ان
    تنطق بحرف وعماد يتطلع اليها بحب شديد ..قبل ان يردف عماد بصوت اقرب للهمس:
    لم تجيبيني يا عزيزتي .. هل تقبلين بي زوجا؟..
    حاولت ليلى النطق بأي عبارة.. ولكن الخجل الجم لسانها .. وأخيرا ازدردت لعابها وتماسكت لتقول: ان هذا اسمى احلامي يا عماد..
    خفق قلب عماد بقوة وهو يستمع لما قالته.. ومال نحوها ليقول بهمس وحب: أحبك يا ليلى.. احبك..
    وارتجف قلب ليلى بسعادة كبيرة.. فهل تكون سعادتها الكبيرة هذه دائمة يا ترى ؟..ربما...
    **********
    توقفت سيارة وعد عند أحدالكبائن لبيع الجرائد والمجلات في الطريق لتهبط من سيارتها وتتوجه نحو البائع وتقول: صحيفة الشرق من فضلك؟..
    قدم لها ما تريد ومن ثم قال: ثلاث قطع نقدية لو سمحت..
    قدمت له وعد المبلغ قبل ان تتجه نحو سيارتها وتحتل مقعد القيادة..ومن ثم
    تتطلع الى الجريدة في لهفة والى موضوعها الذي احتل الصفحة الاولى.. ابتسمت
    بسعادة .. فهذا يعني انها قد قامت بالخطوة الاولى بنجاح.. وكما يقولون "
    مشوار الالف ميل..يبدأ بخطوة"..انها الخطوة الاولى لها لتصبح صحفية
    ناجحة..ومن يدري؟.. ربما يحصل موضوعها هذا على نجاح لم تتوقعه..
    لم تستطع اخفاء تلك الابتسامة الواسعة التي ارتسمت على شفتيها طوال قيادتها
    لسيارتها الى المنزل..وما ان وصلت اليه حتى هبطت من السيارة والتقطت
    الصحيفة بفرح وتوجهت الى الداخل حيث يجلس والداها وهي تقول: امي..ابي.. لقد
    نشر موضوعي بالصفحة الاولى..
    انشد انتباه والداها لها.. وقال والدها بابتسامة: دعيني ارى لاصدق بنفسي..
    قالت باستنكار طفولي: ما هذا يا ابي؟.. الا تصدق بأن ابنتك صحفية ممتازة الى هذه الدرجة؟..
    قال بابتسامة ابوية: البرهان اولا..
    تقدمت وعد منه وقدمت له الصحيفة وقالت وهي تشير الى موضوعها: انظر بنفسك واخبرني برأيك بموضوعي..
    قال والدها وهو يتطلع الى حيث تشير: "خلف ابواب مصنع ما".. بالنسبة للعنوان فهو جيد..
    ابتسمت وعد وقالت وهي تجلس الى جوار والدها: جيد فقط؟..
    قال والدها وهو يقرأ موضوعها باهتمام: دعيني أكمل القراءة ومن ثم أعطيك رأيي النهائي..
    صمتت وعد وهي تتطلع الى والدها الذي أخذ يقرأ السطور في سرعة واهتمام ثم لم
    يلبث حاجباه ان انعقدا وهو يقول: ماذا تعنين بما كتبته؟..
    هزت وعد كتفيها وقالت: الحقيقة لا اكثر..
    التفت لها والدها ومن ثم قال: ولكن موضوعا كهذا قد يسبب لك المشاكل وخصوصا وانت تضعين صور ذلك المكتب بمثل هذا الوضوح..
    قالت وعد بعناد: لا يهمني.. فلست اخشى امثاله..
    قال والدها مؤنبا: الشجاعة احيانا تكون صفة سيئة وليست جيدة لدى الانسان..
    عقدت ذراعيها امام صدرها وقالت : ومتى تكون الشجاعة صفة سيئة؟..
    قال والدها وهو يتنهد: عندما يتحلى شخص واحد بالشجاعة وهو يقاتل عدد كبيرا
    من الناس.. في هذه الحالة ما يفعله يسمى تهورا.. فهو يدرك بأنه سيفشل ومع
    هذا يصر على التظاهر بالشجاعة..
    واردف وهو يتطلع اليها بعينين قلقتين: وهذا ما تفعلينه الآن يا بنيتي..
    فأنت وحدك تحاولين مجابهة امثال هؤلاء اصحاب النفوذ بالمجتمع.. واخشى عليك
    منهم..
    ابتسمت وعد وقالت: لا تخشى على ابنتك يا ابي.. ان عملي هو اظهار الحقيقة للناس لا اخفاءها..
    قالت والدتها فجأة: منذ البداية لم اكن اوافقك لأن تعملي في مثل هذا العمل..
    التفتت وعد الى والدتها وقالت: لكنه العمل الذي طالما تمنيته..
    ربت والدها على كتفها ومن ثم قال: دعيك الآن من هذا.. لقد افسدنا فرحتك بنشر موضوعك.. فاعذريني..
    ابتسمت وعد ابتسامة واسعة وهي تتطلع الى والدها.. في حين اردف هو: واذهبي لاستبدال ملابسك لاننا مغادرون الآن..
    تسائلت وعد قائلة: الى اين؟..
    اجابتها والدتها قائلة: الى منزل عمك..
    - ولم؟..
    - لا يوجد سبب محدد سنذهب لزيارتهم لا اكثر..
    أومأت وعد برأسها وهي تنهض من مكانها وتصعد الى الطابق الاعلى..استعدادا للذهاب الى منزل عمها..
    *********
    طرقت فرح باب غرفة هشام عدة طرقات قبل ان تقول: هل استطيع الدخول؟..
    قال هشام من داخل غرفته: لا..فلتغادري..
    ابتسمت فرح وقالت وهي تدلف الى الداخل: انها دعوة لي بالدخول اذا..
    وتطلعت اليه وهو مستغرق في عمله امام احد الرسوم الهندسية ومن ثم قالت: هل لديك عمل كثير هذا اليوم؟..
    اجابها هشام ببرود قائلا: اجل ولولا هذا لكنت قد غادرت المنزل.. حتى لا ارى وجهها..
    كانت تعلم بأنه يعني وعد..وانه قد علم بأمر حضورها اليوم لمنزلهم.. فتقدمت
    منه قليلا ومن ثم قالت: هشام.. انت اخي الوحيد.. صدقني انا لا اتمنى وعد
    لسواك.. ولكنها لا تصلح لك..
    - ومن انت حتى تحكمي بهذا؟..
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ السبت 30 يوليو 2011, 5:59 am

    قالت وكأنها لم تسمعه: انت عصبي المزاج وهي عنيدة الى اقصى درجة.. انت تسخر
    منها دائما.. وهي تكره ان يقلل شخصا ما من شأنها.. انتما هكذا تصبحان
    نقيضان تماما وكل منكما سيزيد المشكلة ولن يصلحها..
    قال هشام وهو يلتفت عنها: يقول بعض علماء النفس ان زواج شخصين يختلفان عن بعضهما هو الافضل لان كلا منهما سيكمل نواقص الآخر..
    قالت فرح مكملة: وربما كلا منهما سيفسد حياة الآخر بصفاته المختلفة.. فأنت مثلا ...
    قاطعها هشام بسخرية مريرة: فأنا مثلا احمق لانني احببت فتاة لا تأبه بي.. اليس كذلك؟..
    قالت فرح في سرعة: ليس هذا ما اعنيه يا هشام وانما...
    فاطعها هذه المرة صوت والدتها وهو يرتفع بالنداء .. هاتفة باسمها.. فقال
    هشام بهدوء: دعي عنك هذا الموضوع السخيف .. واذهبي الى والدتي..
    تنهدت فرح بيأس وهي تغادر غرفته وتهبط الدرجات الى الطابق الاسفل حيث والدتها وهناك قالت: اجل يا امي..ما الأمر؟..
    قالت والدتها في سرعة: تعالي لتساعديني قليلا في المطبخ قبل ان يصل عمك واسرته..
    قالت فرح بهدوء وهي تتبع والدتها: حاضر..
    وما لبث ان ارتفع رنين جرس الباب.. فقالت لها والدتها : اذهبي لتري من بالباب..
    اتجهت فرح للباب وفتحته لتسمع صوت وعد المرح وهي تقول: اهلا فرح كيف حالك؟..
    قالت فرح ببرود متعمد: بخير..
    قالت وعد وهي تبتسم: ما بالك؟.. تحدثينني وكأنني قد سرقت منك شيئا..
    قالت فرح ببرود اكبر: بل انت من سرق منا ذاك الشيء..
    تطلعت اليها وعد بغرابة وحيرة.. ثم لم تلبث ان فهمت ما تعنيه.. فقالت: تعالي ارغب في التحدث معك قليلا..
    قالت فرح وهي تلتفت عنها: سأساعد امي بأعمال المطبخ..
    التفتت وعد الى والدة فرح وقالت مبتسمة وهي تمسك بكف فرح: خالتي هل يمكن لي ان استعير منك فرح للحظات؟..
    قالت والدة فرح مبتسمة: تستطيعين لو اكملنا عملنا سريعا..
    التفتت وعد الى فرح وقالت بابتسامة عذبة: اذا سأساعدها..
    صمتت فرح دون ان تنبس ببنت شفة في حين دلفت وعد الى الداخل وقالت وهي تشمر عن كم قميصها: ما المطلوب مني فعله؟..
    قالت والدة فرح مبتسمة: اعدي طبق الخضراوات والفاكهة..
    ومن ثم لم تلبث ان التفتت الى فرح وقالت: وانت يا فرح اعدي العصير..
    قالت وعد بمرح: انا اعد اطباق الفاكهة والخضراوات.. وفرح العصير فقط ..ماهذا التمييز؟..
    قالت والدة فرح بابتسامة: انت من عرض المساعدة..
    ضحكت وعد وقالت: اجل انت محقة يا خالتي.. انه خطأي منذ البداية في ان اساعد فرح..
    قالت فرح وهي تعقد ساعديها امام صدرها: يمكنك ان تتراجعي عن عرضك هذا..
    ابتسمت وعد وقالت وهي تلتفت لها: عنداً فيك.. لن اتراجع..
    قالتها وأخرجت لها لسانها بحركة طفولية.. وابتسمت فرح بالرغم منها.. لم هي
    متحاملة على وعد الى هذه الدرجة.. ما ذنبها هي؟؟..هل تريدها ان تدفن
    احلامها من اجل هشام؟.. ولكن ما ذنب هشام ايضا حتى يتعذب.. لم تعد تستطيع
    ان تدرك ايهما الذي على صواب وايهما الذي على خطأ.. انها تشعر ان كلاهما
    مصيب فيما يقوله ومخطأ في الوقت ذاته.. انها...
    (ما هذا الكسل يا فرح؟..ألم تعدي العصير بعد؟.. لقد انتهيت انا من الفاكهة)
    قالتها وعد بابتسامة مرحة.. فقالت فرح وهي تسرع باحضار علبة العصير : سأعده حالا..
    قالت والدة فرح وهي تتطلع الى وعدفي تلك اللحظة: متى نفرح بك يا وعد؟.. ونراك عروساً لهشام..
    تغيرت ملامح وعد فجأة..واطرقت برأسها بصمت دون ان تقوى على الاجابة.. وقالت
    بارتباك محاولة تغيير دفة الحديث: لقد انتهيت من اعداد الاطباق.. والآن هل
    نستطيع انا وفرح ان نغادر؟..
    قالت والدة فرح وهي تهز كتفيها: يمكنكما ذلك..
    امسكت وعد بمعصم فرح وقالت بابتسامة: هيا يا فرح..
    واسرعت تجذب فرح الى حيث الردهة وهناك جلست وعد على احد الارائك.. واجلست فرح الى جوارها وهي تقول: والآن..اخبريني بكل ما حدث..
    عقدت فرح حاجبيها ومن ثم قالت: بل انت التي اخبريني بكل ماحدث بينك وبين هشام..
    قالت وعد بهدوء: لقد صارحني بمشاعره.. فصارحته انا الأخرى بمشاعري.. اخبرته
    بأني لو تظاهرت بالعكس فسيعد هذا خداعا له.. واخبرته ان يبحث عن فتاة اخرى
    تحبه بحق وعندها يستطيع ان ينساني.. ولهذا لم احاول الاتصال به مطلقا خلال
    الايام السابقة.. حتى امنحه الفرصة ليزيلني من حياته..
    تنهدت فرح وقالت: انت لا تعلمين كيف اصبحت حال شقيقي في الايام السابقة..
    انه صامت مكتئب اغلب الوقت بعد ان كان يملأ المنزل مرحا ويبتسم طوال
    الوقت.. وما ان يحادثه احد ما حتى ينفجر في وجهه.. ولولا ان لديه اليوم عمل
    هام لغادر المنزل ليحيل دون رؤياك..
    ابتسمت وعد ابتسامة باهتة ومن ثم قالت: هل اصبحت مخيفة الى هذه الدرجة؟؟..
    قالت فرح ببرود: ان اصعب شيء على الشاب ان تهان كرامته او تجرح مشاعره..
    شيء قاس جدا ان يحب فتاة بكل صدق .. ويراها في النهاية تضرب بمشاعره هذه
    عرض الحائط دون ان تكترث..
    عقدت وعد حاجباها بضيق وقالت: لم افعل.. لم احاول ان اهين كرامته او اجرح
    مشاعره.. على العكس لقد احترمت مشاعره واحترمت كل كلمة نطق بها.. ولكن من
    الصعب علي ان ابادل مشاعره هذه.. ان المشاعر تولد بداخلنا فجأة تجاه شخص ما
    ولسنا نحن من يصنعها..
    قالت فرح بتحدي: هل تستطيعين انكار بأنك تحبين هشام وانك مستعدة بالتضحية بأي شيء لأجله؟..
    - ومن قال خلاف ذلك.. انا بالفعل احبه ولكن كأخ لي وليس أكثر.. هل ارتكب
    جرما اذا لم احب شخصا قد احبني؟ .. اخبريني انت.. لو كنت مكاني هل ستخدعين
    شخصا ما بحب وهمي لمجرد ان هذا الشخص قد احبك..
    ترددت فرح قليلا ومن ثم قالت: لا اظن انني سأفعل بل سأصارحه بحقيقة مشاعري نحوه واطلب منه ان يبحث عن فتاة تبادله مشاعره هذه و ...
    صمتت فرح بغتة لا لشيء بل لأنها ادركت ان ما قالته الآن مطابقاً لما قالته
    وعد لشقيقها.. وادركت ان وعد محقة في كل ما قالته..وانه ليس من حقها هي ان
    تفرض على وعد قتل احلامها من اجل شقيقها.. على العكس.. فكما تتمنى فرح
    الزواج من شاب تربطها به عاطفة بريئة.. تتمنى وعد المثل..
    ولم تمض لحظات حتى رفعت فرح رأسها الى وعد لتطالعها ابتسامة هذه الاخيرة..
    وقالت فرح بابتسامة: انت على حق.. آسفة على كل ما قلته لك.. ولكنني احب
    شقيقي هشام كثيرا كما تدركين.. وما اصابه افقدني القدرة على التفكير
    الصحيح..
    قالت وعد وهي تهز كتفيها: لا عليك.. كل ما كنت ارجوه ان تفهمي موقفي ولا تتحاملي علي..
    قالت فرح وهي تتطلع الى وعد: على الاطلاق.. انت صديقتي واختي.. ولا يمكنني ان اتحامل عليك ابدا..
    ابتسمت وعد وهي تقول: هذا يعني انك ستعودين للاتصال بي.. اليس كذلك؟..
    قالت فرح بغتة بمرح: للاسف لن استطيع.. فقد انتهى الرصيد بالهاتف اليوم فقط..
    قالت وعد بسخرية: هل اسمي هذا بخلا منك اذا؟.. وانك لا ترغبين باضافة رصيد جديد الى هاتفك..
    كادت فرح ان تهم بقول شيء ما.. حين ارتفع صوت والدة وعد وهي تقول: هيا يا فتيات.. الغداء جاهز..
    نهضت وعد من مكانها وامسكت بمعصم فرح وهي تقول ميتسمة: هيا اذا لنتناول
    طعام الغداء.. لو تعلمين فقط كم اشعر بالجوع.. فانا لم اتناول شيء منذ خمس
    ساعات تقريبا و...
    بترت وعد عبارتها وهي تتطلع الى ملامح فرح الواجمة.. وكأنها تفكر بأمر ما.. فسألتها الاولى قائلة: ما الأمر يا فرح؟..
    تنهدت فرح وقالت: هشام..
    عقدت وعد حاجبيهاوسألتها قائلة: ماذا به؟..
    - لن يحضر لتناول الغداء..
    - وما ادراك؟..
    - انا اعرفه جيدا.. فما دمت هنا لن يخرج من غرفته حتى لا يضطر لأن يراك..
    قالت وعد وهي تضع سبابتها اسفل ذقنها: لماذا يعقد الامور الى هذه الدرجة؟..
    - لو كنت مكانه لفعلت المثل..
    قالت وعد بغتة: مكانه؟.. هذا جيد جدا..
    قالت فرح بغرابة: ماذا تعنين؟..
    قالت وعد وهي تغمز لفرح بعينها: سأخبرك بكل شيء.. وكيف سأجبر هشام على تناول طعام الغداء معنا..
    قالت فرح في لهفة وهي تعتدل في جلستها: وكيف؟؟..
    قالت وعد وهي تميل نحوها وتهمس لها بصوت منخفض: ستذهبين اليه في غرفته وتتحدثين اليه و....
    وواصلت وعد حديثها لفرح .. وهذه الاخيرة تبتسم ابتسامة مرحة.. تتسع تدريجيا..
    **********
    سمع هشام طرقات هادئة على باب غرفته.. فقال بنفاذ صبر: لا اريد تناول طعام الغداء.. يمكنك الانصراف اياً كنت..
    قالت فرح مبتسمة وهي تدلف الى الداخل: ما هي احوال شقيقي العزيز؟..
    قال هشام بسخرية: اظن انك قد جئت لزيارتي منذ لحظات ولم يتغير في شيء الى الآن.. ولم اجن بعد ان كان هذا ما تتوقعينه..
    قالت فرح وابتسامتها تتسع : من قال هذا؟.. لقد جئت لرؤية عملك.. ثم سنهبط نحن الاثنان لتناول طعام الغداء مع الاسرة جميعا..
    - اظن انني قد اخبرتك بعدم رغبتي في تناول طعام الغداء..
    عقدت فرح حاجبيها ومن ثم قالت: لكن الجميع سيلاحظ هكذا.. وسيظنون انك لا ترغب بالجلوس معهم..
    قال هشام بلا مبالاة: فليظنوا ما يظنوه.. هل هذه هي المشكلة الآن؟..
    واردف قائلا بحسم: اذهبي اليها.. فهي تنتظرك بالاسفل ولا داعي لأن تجعليها تنتظر اكثر من ذلك .. فلن اهبط..
    - ولكن يا هشام...
    قاطعها قائلا بحزم: قلت لا.. الا تفهمين..
    قالت فرح وهي تتنهد: فليكن كما تريد.. ولكن ان اردت يمكنك النزول معي الآن و...
    ( فرح .. فرح)
    بترت فرح عبارتها بالرغم منها وقالت بقلق: انه صوت وعد.. ما بها تصرخ هكذا؟..
    قال هشام وهو يلوح بكفه: اذهبي لها لتعلمي بالأمر..
    جاءهم هتاف وعد مرة أخرى وهي تهتف بصوت متألم: فرح تعالي وساعديني على النزول.. فقد التوى كاحلي وانا احاول الصعود اليك..
    قالت فرح وهي تسرع الى خارج غرفة هشام: يا الهي..
    ومن ثم قالت وهي تهبط الى مستوى وعد الجالسة على احدى درجات السلم: كيف حدث هذا؟..
    قالت وعد وهي تعض على شفتيها بألم: لقد زلت قدمي وانا اصعد لندائكما للغداء..
    جائهم صوت هشام من على الطرف الآخر لوعد وقال وهو يعقد ساعديه امام صدره:
    حمقاء كما عهدتك دوما يا وعد.. الا تنظرين امامك وانت تصعدين السلم؟..
    التفتت له وقالت بحدة: لقد كنت انظر امامي بالفعل.. ثم ان هذا ليس وقت اللوم..
    قال هشام وهو يميل نحوها ويمسك بذراعها قاصدا رفعها عن درجات السلم: دعيني اساعدك..
    قالت وعد بابتسامة: اشكرك..
    والتفتت الى فرح لتغمز لها بعينها علامة على الانتصار..وما ان اوصلها هشام
    الى اسفل الدرج حتى قال: هل تشعرين بألم؟.. هل ترغبين بالذهاب الى
    المشفى؟..
    قالت وعد وهي تهز رأسها نفيا: لا.. فقط اوصلني الى طاولة الطعام.. سأتناول طعام الغداء وبعدها سأغادر الى المنزل..
    - اانت متأكدة؟..
    - اجل..
    توجه هشام برفقتها الى طاولة الطعام ومن ثم قال وهو يجذب لها مقعدا لتجلس
    عليه: طفلتكم الصغيرة قد زلت قدمها على احدى درجات السلم.. يبدوا انها
    المرة الاولى التي تتعلم فيها صعوده..
    قال والد وعد بابتسامة: اوافقك في هذا يا هشام.. فلن استغرب يوما اذا سقطت وهي تسير على قدميها..
    قالت وعد وهي تلتفت الى والدها باستنكار: ابي.. ما هذا الكلام؟..
    ضحك والدها وشاركته فرح الضحك.. فلكزتها وعد وهي تقول بحنق: حتى انت..
    هز هشام كتفيه في تلك اللحظة ومن ثم قال: عن اذنكم..
    قال والد وعد متسائلا: الى اين يا هشام؟.. الن تتناول طعام الغداء معنا؟..
    قال هشام بهدوء: لدي الكثير من الاعمال يا عمي.. اعذروني جميعا انا مضطر للمغادرة ..
    وكاد ان يبتعد لولا ان شعر بكف فرح وهي تمسك بذراعه وتقول باصرار: لا لن تغادر.. ستتناول طعام الغداء معنا..
    التفت هشام اليها وقال: دعي عنك مثل هذه التصرفات يا فرح ودعيني اذهب لانجز اعمالي..
    امسكت وعد بذراعه الأخرى ومن ثم قالت مبتسمة: لن يغادر العمل وحده المنزل.. اعدك بهذا..
    قالت والدة هشام بخبث في تلك اللحظة: ماذا تريد اكثر من هذا.. فتاتان جميلتان يلحان عليك بالجلوس ثم لا تجلس..
    قال هشام ساخرا: لا ارى اياً من هاتين اللتين تتحدثين عنهما..
    قالت فرح بعناد: هيا يا هشام.. أجلس لاتكن سخيفا..
    تنهد هشام ومن ثم قال: فليكن.. فليكن.. دعوني الآن.. حتى لا اظن انني مقتاد للسجن وليس لتناول طعام الغداء..
    ابتسمت فرح وقالت وهي تترك ذراعه وتتجه لتجلس على احد المقاعد وتراه يجلس
    بدوره: أجل .. هكذا.. فبعد كل هذا الذي فعلناه تريد ان لا تتناول طعام
    الغداء معنا ايضا..
    عقد هشام حاجبيه ومن ثم كرر ما قالته فرح: الذي فعلتموه؟؟..
    والتفت الى وعد وهو يتطلع اليها بنظرة استنكار قبل ان يقول وهو يعقد حاجبيه
    بحنق: ايتها الممثلة البارعة.. لقد كدت اصدق بالفعل ما اصابك..
    تطلعت وعد الى فرح بنظرة حانقة على كشف الامر لهشام ومن ثم التفتت اليه
    لتقول بابتسامة صغيرة: ما رأيك بي.. اصلح للتمثيل في احد المسلسلات.. اليس
    كذلك؟.. ثم انها كانت الوسيلة الوحيدة لننزلك من مخبأك..
    قال هشام وهو يبتسم بسخرية: انظري امامك جيدا في المرة القادمة وانت تصعدين السلم.. حتى لا يتحول التمثيل الى حقيقة..
    قالت وعد مبتسمة: سأفعل بالتأكيد..
    لم يكن يهم وعد شيء في هذه اللحظة سوى انها قد رسمت الابتسامة على شفتي
    هشام أخيرا.. وانه قد يخرج من دائرة احزانه هذه التي لا تنتهي لو فعلت له
    القليل..لهذا قد قررت ان تتعامل معه باسلوب طفولي كما كانت تفعل في
    الماضي.. عله يزيح آلامه بعيدا ويفكر بمستقبله جيدا.. مطمئنا الى انها قد
    تكون له ذات يوم..
    وارتجف قلب وعد.. هل من الممكن ان تكون لهشام ذات يوم؟.. الاسرة جميعها على
    ما يبدوا ترحب بهذه الفكرة.. ولكن.. ماذا عن طارق؟.. ماذا عنه؟؟...

    *******
    خلص الجزء الواحد و العشرون
    قراءة ممتعة اتمناها للجميع
    في امان الله

    فــآدي
    ●ĎoЙ ЌàЌà●
    ●ĎoЙ ЌàЌà●
    مؤسس الموقع
    مؤسس الموقع


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 4548
    ♥| نقـاآطــي: : : 6383
    ♥|تاريخ الميلاد : 25/12/1996
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 09/07/2010
    ♥|الموقع : قلب ريال مدريد
    ♥|العمل/الترفيه : لاعب
    المزاجراآيق كتيير

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ●ĎoЙ ЌàЌà● السبت 30 يوليو 2011, 7:37 am

    ههه
    يسلموووووووووو فادي
    بانتظار جديدك المتميز
    Ąmểểř mĄÐř¡Ð™
    Ąmểểř mĄÐř¡Ð™
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 2547
    ♥| نقـاآطــي: : : 2938
    ♥|تاريخ الميلاد : 27/11/1996
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 15/08/2010
    ♥|الموقع : في البرنابيو

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف Ąmểểř mĄÐř¡Ð™ الأحد 31 يوليو 2011, 10:23 pm

    يسلمووووووووو مجهودك فادي
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الإثنين 01 أغسطس 2011, 3:28 am

    منورين والله
    ايكر ممنوع الضحك هون هع
    هلا البارت الجديد
    ^حلا^
    ^حلا^
    مشرفة شراع القصص و الروايات
    مشرفة شراع القصص و الروايات


    ♥|الجنس : انثى ♥| عدد مشاركاتـي : 2192
    ♥| نقـاآطــي: : : 2556
    ♥|تاريخ الميلاد : 22/12/1993
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 09/07/2010

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ^حلا^ الإثنين 01 أغسطس 2011, 3:56 am

    هههه فادي لو بعرف انه التثبيت حيصدمك كان من زمااان عملته هع هع

    روايتك حتجنني هسا خلصت الجزء رغم انه عنا ناس عم بقرأ جملة كل شوي..
    بس انتا لما هسا تحط الجزء يبدو انك نويت ما تخليني اقعد معهم بالمرة هه هع هع
    يلا يلا نزله ....

    ويسلموو ع مجهودك الرائع
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الإثنين 01 أغسطس 2011, 5:45 am

    * الجزء الثاني والعشرون*
    (
    هل سترحل؟)


    تطلعت ليلى بشرود الى سقف غرفتها وهي تشعر برجفة لذيذة تسري في اطرافها
    كلما تذكرت آخر لقاء لها مع عماد.. ذلك اللقاء الذي اعترف لها بمشاعره
    فيه.. ذلك الللقاء الذي ادركت معه ان لاشيء مستحيل في هذا العالم.. وان
    الاحلام تتحقق وليست مجرد اوهام تختفي مع الزمن.. انها اليوم تشعر بالنشوه
    وهي تفكر بأمور كثيرة ..كثيرة جدا..بعماد.. بحياتها معه.. بحبها له..
    بشخصيته المهذبة التي اسرتها منذ اول مرة رأته فيها..

    اشيا ء كثيرة تلك التي دارت برأسها تختص بشخص واحد فحسب .. عماد.. ولم
    تستطع منع عيناها – كلما تذكرته - بالتحول الى زهرية الورود المركونة على
    الطاولة .. ووجدت نفسها لا اراديا تنهض من على فراشها وتتوجه الى تلك
    الزهور وتداعبها هامسة: أحبه.. كما لم احب احد في حياتي يوما.. أحبه بكل
    رجفة يرجف بها جسدي كلما تعانق كفانا.. احبه بكل همسة تهمس بها عيناه قبل
    شفتاه.. احبه بكل لحظة تتلاقى فيها عيناي بعينيه الدافئتين لتهمس له بما
    اعجز عن نطقه.. احبه بكل لحظة قضيتها الى جواره.. احبه .. احبه.. ولا املك
    الا ان انطق بهذا لمئات المرات.. حتى اصدق انني لست في حلم جديد وان ما حدث
    هذا الصباح كان واقعاً.. واقعاً عشت كل لحظة فيه.. واقعا أحسست فيه بكل
    شيء من حولي.. ولكني لم اكن اشعر الا به.. لم اكن ارى سواه في تلك
    اللحظات.. لم اكن استمع الا الى صوته.. على الرغم من اصوات الموسيقى
    الهادئة التي كانت تملأ الاركان..
    لو سألني احدهم عن كنه ما اكلته على الغداء في ذلك الوقت.. فلن اتذكر.. لو
    سألني عن الوقت لحظتها.. فسأخبره بأنه لم يكن لدي الوقت لأنظر الى الساعة
    بدلا من النظر الى عينا عماد التي تأسراني بداخلها!..لو سألني شخص ما عن
    سبب صمتي وقتها بعد أن همس لي بكلمة احبك.. فسأخبره بأنه لو كان مكاني لفعل
    المثل.. وهو يرى ان حلمه بين ليلة وضحاها بات واقعاً يعيشه!..
    وعادت لتهمس وهي تتطلع الى تلك الزهور الحمراء: اخبريني ايتها الزهور.. هل تدوم سعادة الانسان طويلا.. ام انها تتلاشى مع الزمن؟..
    ولم تحرك الزهور ساكنا وكأنها تؤكد لها صعوبة سؤالها.. فعادت لتسألها:
    وماذا عن الحب؟.. هل يبقى الى الابد في قلوبنا.. ام لا يكون له اثرا مع
    الايام؟..
    وظلت الزهور ساكنة على الرغم من تلك الانسام الباردة التي داعبت خصلات من
    شعر ليلى.. في حين زفرت ليلى بهدوء وقالت: اتمنى ان لا استيقظ من هذا الحلم
    الجميل الذي احياه.. لاجد نفسي في كابوس الواقع.. اتمنى ذلك..اتمناه..
    ولكن هل كل ما نتمناه ندركه يا ترى؟..
    *********
    يوم جديد للجميع بالعمل.. كان يوما روتينيا واعتياديا على الجميع.. الجميع
    ما عدا البعض بالتأكيد..البعض مثل عماد مثلا الذي تطلع الى علبة القطيفة
    الحمراء التي بين يديه وغمغم بابتسامة: هل سيعجبها ذوقي؟؟..
    وعاد ليتطلع الى العلبة مرة اخرى.. ربما كانت المرة العاشرة التي يتطلع
    فيها الى العلبة هذا اليوم..ومن ثم لم يلبث ان فتحها بهدوء .. لترتسم
    ابتسامة سعيدة على شفتيه وعيناه تتطلعان الى ذلك الخاتمين..الذين قد نقش
    على احديهما اسم ليلى والآخر اسم عماد..
    كان الخاتم الذي يخص عماد فضيا وبسيطا.. اما خاتمها هي فقد بحث طويلا حتى
    اختار ما يناسبها ويناسب شخصيتها.. كان خاتما ذهبيا رائعا.. تعلوه ثلاث
    ماسات وتستقر اسفل كل ماسة زمردة بشكل وردة صغيرة وكل منها بلون مختلف..
    شعر بأن مثل هذا الخاتم يناسبها فهو يعكس شخصيتها البسيطة والرقيقة
    والفريدة من نوعها..
    وعاد ليغلق علبة القطيفة ويسند رأسه لمسند المقعد ويسبل جفتيه بهدوء..
    وكأنه لم يغلق العلبة منذ لحظات فقد كان يشعر بأنه يرى الآن الخاتمين امام
    ناظريه.. وكيف تتلألأ الماسات بخاتم ليلى لتعكس الضوء الساقط عليها ليبدوا
    الخاتم في غاية الروعة..
    وعاد عماد ليفتح عينيه ويقول بشرود: متى ينتهي وقت العمل هذا؟.. اريد ان
    اراك..ان اقدم لك هذا الخاتم بنفسي.. واضعه باناملي في اصبعك.. حتى اتأكد
    اخيرا بأنك قد بت لي يا ليلى.. وان حلم حياتي قد بات حقيقة..
    وتطلع الى ساعة الحائط بشرود وابتسامة حامة ترتسم على شفتيه وهو يشعر بعقرب الثواني يسير ببطء شديد.. او هذا ما خُيل له..
    ********
    (رئيس التحرير يطلبك يا آنسة وعد)
    ما ان سمعت وعد هذه العبارة حتى التفتت الى صاحب العبارة الذي كان احد
    الموظفين بالصحيفة.. وقالت وهي تعقد حاجبيها: مجددا.. ياللغرابة.. ولم
    يطلبني يا ترى؟..
    هز الموظف كتفيه وقال: لست اعلم يا آنسة.. يمكنك سؤال رئيس التحرير بنفسك..
    قالت وعد وهي تلتفت عنه: حسنا سأحضر بعد قليل..
    قال الموظف في سرعة: لقد اكد علي ان تحضري الآن وعلى وجه السرعة.. يبدوا ان الامر هام جدا.. فهو يبدوا عصبيا جدا..
    عقدت وعد حاجبيها اكثر وقالت بحيرة وهي تنهض من خلف مكتبها: حسنا سآتي فورا..
    قال لها طارق: ربما كان الامر يتعلق بموضوعك..
    صمتت قليلا ومن ثم قالت: اجل ربما يكون لهذا السبب..
    واردفت وهي تغادر القسم: عن اذنكم..
    قالت لها نادية في تلك اللحظة: اخبرينا بما سيحصل معك..
    قالت وعد وهي تبتعد عن المكان: سأفعل..
    واسرعت تسير بخطوات متوترة بعض الشيء الى مكتب رئيس التحرير.. وما ان وصلت
    الى هناك حتى سألتها السكرتيرة قائلة: هل انت الآنسة وعد؟..
    أومأت وعد برأسها وحيرتها تتضاعف.. فقالت لها السكرتيرة وهي تفتح لها باب المكتب: رئيس التحرير ينتظرك يا آنسة وعد بالداخل..
    دلفت وعد الى الداخل.. وعشرات الآسألة تتفجر برأسها.. لم الاستدعاء على وجه
    السرعة؟.. ولم هي بالذات؟.. هل هو امر يخص موضوعها؟..ام ماذا؟.. وقالت وهي
    تتقدم حيث يجلس رئيس التحرير: هل طلبت استدعائي يا استاذ نادر؟..
    قال وهو يشير لها بالجلوس: اجل .. تفضلي بالجلوس..
    جلست على المقعد المواجه لمكتبه ومن ثم قالت: ما الامر يا استاذ نادر؟.. هل حدث امر يتعلق بالموضوع الذي نشرته؟..
    قال نادر ببرود: جيد انك فتحت الموضوع بنفسك.. اجل انه يتعلق بالموضوع الذي قمت بنشره امس..
    - وماذا به؟..
    قال نادر بحدة فجأة: لقد سبب لنا العديد من المشاكل يا آنسة وعد.. بسبب
    موضوعك انهالت علينا مكالمات التهديد والاستنكاروالشتم ..ولم تخلوا من
    تعريض الصحيفة للمشاكل القانونية اذا لم يتم تصحيح مثل هذا الخطأ..
    قالت وعد باستنكار: ومن قال ان ما كتبته كان خاطئا؟..
    قال رئيس التحرير بلامبالاة: لا يهمني ان كان ما كتبته خاطئا ام لا.. ما
    يهمني هو ان لا تتعرض الصحيفة للمشكلات .. بسبب صحفية لا تزال تحت
    التمرين..
    شعرت وعد بالغضب من كلماته واندفعت تقول: صحيح انني لا ازلا تحت التمرين
    ولكني افهم جيدا معنى ان يكون الفرد صحفيا.. ان هذا معناه ان يكشف الشخص
    منا أخطاء المجتمع للناس لا ان يستتر عليها..
    - لسنا هنا من اجل تعليمي مهنة الصحفي يا آنسة.. كل ما اطلبه منك هو تصحيح ذلك الموضوع..
    قالت وعد باصرار:لن اغير حرفا واحدا.. ثم انك وافقت على الموضوع بنفسك
    ووقعت عليه.. وانا لم اشر بأي شكل من اشكال الى هوية ذلك المصنع او الى
    المدير العام الذي تحدثت عنه بالموضوع..
    هوى رئيس التحرير بقبضته على الطاولة وقال بانفعال: ولكنك اقرنتيها
    بالصور..وهذا هو الخطا الذي ارتكبتيه لقد اشرت الى ذلك المصنع بمنتهى
    الوضوح بسبب تلك الصور..فاما ان تكتبي موضوع اعتذار لمدير ذلك المصنع..
    وتخبريه بأنك اقرنت تلك الصور سهوا بالموضوع او...
    قالت وعد بعصبية: او ماذا يا استاذ نادر؟..
    لوح الاستاذ نادر بكفه ومن ثم قال: او نتخذ معك الاجراء اللازم..
    قالت وعد بتحدي: اتخذه اذا ماذا تنتظر..
    تطلع اليها رئيس التحرير بمزيج من العصبية والانفعال ومن ثم قال صرامة: انت
    موقوفة عن العمل لثلاثة ايام يا آنسة وعد.. لا تأتي الى الصحيفة قبل هذا
    الوقت.. الا اذا قررت التراجع عن قرارك..
    قالت وعد بحزم على الرغم من الغصة التي شعرت بها وهي تستمع الى مثل هذا
    الاجراء القاسي من رئيس التحرير: لن اتراجع عنه عنه مطلقا يا استاذ نادر ..
    ثق بهذا..
    ********
    ساد الصمت بعد خروج وعد من القسم.. واستمر الصمت على المكان الى ما يقارب
    النصف ساعة.. حتى قال طارق بقلق قاطعا ذلك الصمت : لقد تأخرت .. ما الذي
    حدث معها يا ترى؟..
    قال احمد وهو يهز كتفيه: لننتظر.. وسنعلم بعدها بما حدث..
    قال طارق بصوت متوتر حاول اخفاءه: لماذا طلبهارئيس التحرير؟..أمن اجل موضوعها امن من اجل امر آخر..
    قال احمد وهو يزفر بحدة: اذا جاءت يمكنك توجيه هذا السؤال لها..
    صمت طارق وتفكيره مقتصر على وعد.. وسبب طلب رئيس التحرير لها..وبغتة سمع
    صوت خطواتها المسرعة وهي تقترب من القسم فقال في سرعة: لقد حضرت أخيرا..
    التفت له أحمد وقال بغرابة: وما ادراك..
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الإثنين 01 أغسطس 2011, 5:46 am

    وبدل ان يجيبه طارق .. دلفت وعد الى القسم وهي تحاول تمالك نفسها والسيطرة
    على اعصابها واسرعت تتجه نحو مكتبها وهي تفتح الادراج وتخرج منهم عدد من
    الاوراق .. وسألتها نادية بهدوء: ماذا حدث يا وعد؟..
    واسرع طارق يقول: ان الامر متعلق بموضوعك اليس كذلك؟..
    قالت وعد بحدة بالرغم منها: اجل.. انه يطلب مني ان اكتب اعتذار لذلك المدير وان ابين انني قد اقرنت الصور بموضوعي عن طريق الخطأ..
    سألها طارق باهتمام: وماذا فعلت؟..
    قالت وعد بلهجة ساخرة ومريرة: لقد اوقفت عن العمل لثلاثة ايام..يمكنكم ان تقولوا انها اجازة مفروضة علي..
    عقد طارق حاجبيه ومن ثم قال: ليس من حقه ان يوقفك عن العمل.. انت لديك الدليل على كل ما قلتيه.. وهذا يثبت صدق موضوعك..
    قالت وعد وهي تتنهد: يقول انني اسبب له المشاكل مع ذلك المدير العام وغيرهم..
    عقد طارق حاجبيه اكثر وصمت في تفكير وهو يشعر بالغضب يتضاعف بداخله.. في
    حين قال أحمد: ان رئيس تحرير هذه الجريدة شخص جبان يخشى مواجهة المسئولين
    ذوي النفوذ بحقيقتهم..
    قالت وعد وهي تضع آخر الاوراق في حقيبتها: لقد ادركت هذا.. اليوم فقط.. بعد
    ان طلب مني ان اقوم بتعديل الموضوع الصحيح واكذبه.. وانشر بدلا منه موضوعا
    كاذبا ليصدقه الجميع!..
    قال طارق بعتة بصرامة: ألم يوقع بنفسه على موضوعك؟..
    التفتت له وعد وقالت بتوتر اثاره في نفسها صرامة عينيه: بلى.. لقد وافق عليه ووقعه على ان اتحمل انا المشكلات المترتبة..
    قال طارق بصرامة أكبر: ليس له الحق بتوقيفك عن العمل اذا.. كل ما يستطيع فعله ان يطلب منك مناقشة الامر مع ذاك المدير العام..
    قالت وعد وهي تزفر بحدة: لا فائدة.. لقد انتهى الامر وتم توقيفي عن العمل
    رسميا.. ولكن مع هذا لن اتوقف عن انتقاد مثل هؤلاء اللذين ينشرون بالبلدة
    الفساد.. سأظل اكتب ..دون خوف او جبن ..كما علمتني انت يا ..استاذ ..طارق..
    قالتها ببحنان وهي تطلع اليه و تحاول ملء عينيها بوجهه قبل ان تغادر
    المكان..وكأنها تريد ان ترسخ صورته في ذهنها وتظل عالقة فيه.. ومن ثم نهضت
    بتثاقل من خلف المكتب وقالت وغصة مريرة تملأ حلقها وتعتصر حلقها: يحز في
    نفسي ان افراقكم.. لقد اعتدت وجودي بينكم كل يوم.. وسيكون من الصعب علي ان
    لا اراكم لمدة ثلاثة ايام كاملة..
    قال أحمد محاولا اضفاء جو من المرح على المكان: ليس كل يوم.. لا تنسي عطلة
    نهاية الاسبوع.. فهي ما نحتاجه بشدة بعد تعب مضني طوال الاسبوع..
    التفتت وعد اليه وقالت بابتسامة باهتة: الى اللقاء يا استاذ احمد.. اراك بخير.. وعلى فكرة انت مصور بارع..
    والتفتت الى نادية لتقول: الى اللقاء يا استاذة نادية.. لقد علمتيني اشياء عديدة في عملي بالصحافة.. اشكرك..
    قالت نادية بصوت غلب عليه التأثر: انت كأخت لي يا وعد.. لقد اعتبرناك اختنا جميعا هنا.. ولا داعي لشكري فهذا واجبي تجاه شقيقتي..
    التفتت وعد الى طارق ولكنها لم تنطق بكلمة .. ظلت تتطلع اليه بلهفة وشوق
    وحنان..ظلت واقفة مكانها وعيناها جامدتان عليه وكأنها تأبى ان تفارقه
    وتبتعد عنه.. ولغة العيون هي من كانت تتكلم.. وتذكرت عبارته لحظتها.. "لا
    يفهمها الا من يهتم بصاحبها".. هي الآن تهتم بصاحب تلك العينان العسليتين
    .. تلك العينان التي تمتلآن بحزم وصرامة العالم كله.. تلك العينان
    الباردتان التي تحتويها بالدفء.. بالحنان.. بالطمأنينة .. ولا تلبث ان تجعل
    نبضات قلبها تخفق بقوة و سرعة لأجله..
    ان لاامر ليس مقتصرا على الاهتمام بصاحب هاتين العينين فحسب .. بل ان الامر
    يفوق ذلك بكثير.. انها تحبه!! ..شعرت بالدهشة.. بالذهول من نفسها.. ومن
    تفكيرها هذا.. هل هي تحبه حقا؟؟.. اجل لم لا تعترف لنفسها؟.. لم تخف هذا
    الامر عن نفسها.. اتخشى ان تعرف بأنها تحمل لها هذا الحب في قلبها؟.. ام
    حكاية مايا لا تزال تذكرها بأن طارق قد احب ذات يوم وان محبوبته تلك لا
    تزال تسكن قلبه...
    وادارت رأسها بغتة عنه.. حاولت ان تهمس له ولو بكلمة وداع ولكن لسانها قد
    انعقد فجأة وكأنه يأبى عليها ولو كلمة وداع تلقيها على مسامعه.. ووجدت
    نفسها تتحرك بخطوات متثاقلة عن المكان وهي تشعر بالمرارة .. بالالم..
    ستغادر هذا المكان .. سترحل عنه لمدة ثلاثة ايام فحسب.. لكنها تشعر بها
    اشبه بالسنوات.. لانها لن تراه.. لن ترى طارق كما اعتادت يوميا.. لن يمكنها
    ذلك بعد الآن..
    ( وعد..)
    منذ متى كان رنين اسمي جميل الى هذه الدرجة.. هل هما اذناي؟.. ام صوته الذي
    همس باسمي بأروع مافي الكون من معان.. والتفتت له في لهفة وهي تسير
    بالممرات بعد ان غادرت القسم .. فقال بعتاب: الن تسلمي علي حتى قبل
    رحيلك؟..
    كادت ان تهتف بوجهه هاتفة: ( الم تفهم؟.. لقد كنت اخاطبك بلغة العيون تلك
    التي علمتتني اياها.. الم تفهم كلمات توديعي لك.. الم تفهمي نظرات الحب
    الذي ارسلتها لك.. الم تفهم بعد؟) ..
    ولكنها لم تقل حرفا من هذا بل اطرقت برأسها ومن ثم قالت: الفراق صعب كما يقولون..
    قال بابتسامة شاحبة: لم تتحدثين هكذا.. انها ثلاثة ايام لا اكثر..
    ثلاثة ايام؟؟.. تقولها بهذه البساطة.. اية اعصاب فولاذية تملك؟.. احقا لم
    تعرف بعد معنى نظراتي لك ؟.. وقالت وهي تشيح بوجهها: معك حق.. انها ثلاثة
    ايام فحسب..
    مد لها يده ومن ثم قال: الن تصافحيني حتى؟..
    التفتت له وكادت الدموع ان تترقرق في عينيها.. أي رجل هو هذا؟.. الا يشعر
    بأني احبه؟.. اعشقه.. لم اعد ارى سواه في حياتي.. انه فارس احلامي الذي
    طالما كنت احلم به.. الا يحمل لي ولو ذرة من المشاعر.. الا يشعر بي؟..
    ومدت له يد مرتجفة لتصافحه وهي تقول: الى اللقاء يا استاذ...
    قاطعها قائلا وهو يتطلع اليها بحنان: طارق بدون استاذ.. لقد قلتيها مرة
    وسأكون سعيدا لو سمعتها منك مرة اخرى.. فهذا يعني انني قريب اليك..
    كلماته تؤكد اهتمامه بامري..وتصرفاته تؤكد عكس ذلك احيانا!.. ولكنه لا يشعر
    بي.. ولا اظنه سيشعر ابدا.. فمايا.. حبه الوحيد.. ستظل تجري في عروقه
    كمجرى الدم.. سيظل يحبها ولن ينساها ابدا.. وهي -وعد- لن تكون سوى صفر على
    الشمال..
    قالت وعد وهي تطرق برأسها وتقول بصوت مرتجف بالرغم منها: لقد كانت زلة لسان يومها لا اكثر..
    تطلع لها بصمت وهو يبتسم فقالت وهي تزدرد لعابها محاولة السيطرة على مشاعرها: اراك بخير.. يا .. طارق..
    قالتها وكادت ان تسحب كفها من يده حتى تغادر.. لكنها وجدته يحتضن كفها بكفه الاخرى ويربت عليها ليقول بابتسامة: سنكون بانتظارك..
    اومأت برأسها فحرر يدها لتضعها الى جوارها ومن ثم سمعته يقول بهمس: اراك بخير يا وعد..
    واردف وهو يكور قبضته بحزم: لكني اعدك بفعل أي شيء تجاه هذا القرار القاسي الذي تعرضت له..
    قالت بشحوب وهي تهز رأسها نفيا: لا داعي..
    ومن ثم لم تلبث ان لوحت له بكفها وهي تبتعد..وتابعها طارق بناظريه حتى
    اختفى طيفها من امام عينيه وهنا ردد بصرامة وحزم: اعدك يا وعد.. اعدك...
    *********
    من منا جرب الانتظار يوما؟.. من منا جرب ان ينتظر لساعات طويلة ظن انها لن
    تنتهي ابدا؟.. ساعات جعلته يشعر بالملل والتعب والرغبة في الخلاص من هذا
    الانتظار.. لو جرب احدا منكم مثل هذا الشعور فعندها فقط سيعرف شعور عماد
    الذي ان يجلس في سيارته بانتظار هبوط ليلى.. وعلى الرغم من ان تأخرها لم
    يدم الا ربع ساعة الا ان الترقب واللهفة اللذان يسيطران على كيانه جعلته
    يشعر بأن الوقت طويل ولن ينتهي..
    ووجد نفسه يهبط من سيارته ويستند اليها بملل.. انه خطأه لأنه خرج من الشركة
    مبكرا.. ولكنه كان يخشى ان تغادر دون ان يراها.. دون ان يمنحها ذلك الخاتم
    الذي تمنى ان يزين اصابعها يوما.. والتمعت عيناه بغتة ببريق امل وهو يراها
    تخرج مغادرة الشركة.. وتابعتها عيناه بلهفة وشوق.. قبل ان يرى الحيرة قد
    ظهرت على ملامحها وهي تراه في وقفته هذه .. فاقتربت حيث يقف ومن ثم قالت:
    هل تنتظر احدا؟..
    قالت مبتسما وهو يعقد ساعديه امام صدره: بلى انتظرك انت..
    قالت مستفهمة: ولم؟..
    جذبها من كفها ومن ثم قال: لدي ما اريد ان اريكِ اياه..
    رأته يجذبها برفق الى حيث سيارته القابعة على القرب منهما ..وقال وهو يفتح باب سيارته بابتسامة واسعة: تفضلي بالدخول يا أميرتي..
    تطلعت اليه بخجل ومن ثم قالت ووجنتاها متوردتان: عماد الجميع ينظر لنا..
    غمز بعينه لها ومن ثم قال: وفيم يهموني؟..
    ارتبكت أكثر ومن ثم لم تلبث ان دلفت الى داخل سيارته واغلق هو خلفها
    الباب.. ليدور حول مقدمة السيارة.. ومن ثم يحتل مقعد القيادة وينطلق
    بالسيارة مبتعدا عن الشركة والمكان بأكمله.. والتفتت ليلى لتتطلع من خلال
    النافذة الى الشوارع والسيارات والمباني ..ومن ثم تمتمت بخفوت: ما
    الامر؟..لم اصطحبتني معك..
    قال مبتسما: أخبرتك انني اريد ان اريك شيئا ما..
    التفتت له وقالت وهي تزيح بعض من خصلات شعرها خلف اذنها: وما هو هذا لشيء؟..
    صمت ولم يجبها.. وكادت ان تكرر السؤال ولكنها آثرت الصمت.. وران الصمت على
    المكان لخمس دقائق اخرى قبل ان تتوقف السيارة بغتة على جانب الطريق.. مما
    جعل ليلى تعقد حاجبيها باستغراب ومن ثم تقول: لم توقفت هنا؟..
    قال وهو يهمس بحنان: لانني اريد ان اتحدث اليك لوحدنا قليلا..
    التفتت له وقالت بحيرة: وعن ماذا ستتحدث الي؟..
    قال وهو يلتفت لها ومن ثم يخرج من كفه علبة القطيفة ويفتحها امام ناظريها وهو يقول بخفوت: هذا..
    تطلعت الى الخاتم الذي انعكست عليه اشعة الشمس لتجعل ماساته تتلألأ بشكل
    رائع .. ورفعت عيناها عن الخاتم لتتطلع الى عماد وتقول بدهشة: خاتم
    زواج؟؟..
    قال وهو يومئ برأسه بابتسامة واسعة: اجل حتى يعلم الجميع انك خطيبتي ولا يحق لاحد التفكير بك بعد الآن..
    تطلعت الى الخاتم من جديد ومن ثم قالت متسائلة: يبدوا غالي الثمن.. اليس كذلك؟..
    قال عماد وهو يهز رأسه: بم تفكرين يا ليلى؟.. حتى وان كان ثمنه ملايين من القطع النقدية فهو سيكون رخيصا في حقك..
    توردت وجنتاها ومن ثم قالت بارتباك: ولكن الخطبة يجب ان تكون رسمية وامام الجميع..
    امسك بكفها ومن ثم قال: دعينا نقيمها لوحدنا الآن.. ثم نقيمها مرة أخرى لاحقا..
    - اتمزح؟؟..
    قال مبتسما: ابدا.. لست امزح.. ولكن اتمنى ان اكون انا وانت فقط معا عندما البسك هذا الخاتم.. الذي سيظل يزين اصبعك الى ابد الدهر..
    لم تستطع ان تتفوه بحرف.. الكلمات تعجز عن الخروج من حلقها.. وكأنها قد
    رفعت الراية البيضاء واعلنت الخضوع التام لما قال.. واتسعت ابتسامة عماد
    وهو يتطلع لها بحب ومن ثم يقول بهمس وهو يدخل الخاتم باصبع كفها اليمنى:
    سيذكرك بي دائما وانا بعيد عنك..
    قالت بخجل: انا لا انساك حتى اتذكرك..
    تطلع لها بحب وحنان شديدين.. ثم لم يلبث ان رفع كفها الرقيقة الى شفتيه
    ليقبل اناملها بحب.. ومن ثم قال: ستكونين حبيبتي وزوجتي الى الابد يا ليلى
    .. فأنت حلم حياتي قبل كل شيء.. الذي حلمت به طويلا.. طويلا جدا...
    وظلا على حالهما هذا كلاهما يتطلع الى الآخر بحب وحنان شديدين.. وعيناهما تنطقان باسمى المعاني.. ومشاعرهما تبثها لمسة كفيهما..
    وعاد السؤال ليتردد بذهن ليلى على الرغم منها.. ترى هل ستدوم هذه السعادة التي احياها طويلا؟؟..
    وبات السؤال معلقا دون جواب.. فمن يعلم بما يحفيه لنا القدر.. من يعلم؟...
    *********
    خلص البارت الثاني و العشرون
    قراءة ممتعة اتمناها للجميع
    في امان الله

    فــآدي
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الإثنين 01 أغسطس 2011, 5:48 am

    هههههههه
    بعرفك يا حلا
    طول عمرك لئيمة
    مو غريبة عليكي
    فعلاً انا هيك ناوي
    ما تقعدي معهم ابداً هع
    قراءة ممتعة يا مجتهدة
    ●ĎoЙ ЌàЌà●
    ●ĎoЙ ЌàЌà●
    مؤسس الموقع
    مؤسس الموقع


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 4548
    ♥| نقـاآطــي: : : 6383
    ♥|تاريخ الميلاد : 25/12/1996
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 09/07/2010
    ♥|الموقع : قلب ريال مدريد
    ♥|العمل/الترفيه : لاعب
    المزاجراآيق كتيير

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ●ĎoЙ ЌàЌà● الإثنين 01 أغسطس 2011, 7:06 am

    يسلمو علي الجهود المميز
    HếBãŔã
    HếBãŔã
    الرقابة العامة
    الرقابة العامة


    ♥|الجنس : انثى ♥| عدد مشاركاتـي : 2909
    ♥| نقـاآطــي: : : 4003
    ♥|تاريخ الميلاد : 27/11/1996
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 13/07/2010
    ♥|الموقع : مملكة أحــلآمي
    المزاجexciting

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف HếBãŔã الإثنين 01 أغسطس 2011, 10:39 pm

    يعطيك الف الف عافيه

    مجهود أروع ما يكون

    بانتظار الجزء الجديد
    ^حلا^
    ^حلا^
    مشرفة شراع القصص و الروايات
    مشرفة شراع القصص و الروايات


    ♥|الجنس : انثى ♥| عدد مشاركاتـي : 2192
    ♥| نقـاآطــي: : : 2556
    ♥|تاريخ الميلاد : 22/12/1993
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 09/07/2010

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ^حلا^ الثلاثاء 02 أغسطس 2011, 5:54 am

    مدير وعد جبااااان بس حلوا انها ما رضيت تعدل الموضوع وعماد وليلى بيعجبووووني
    ...................

    كان هالجزء رااااااااااااااااااااائع يسلموو فادي
    ويا ريت تنزل جزء بسرعه احسن لا يرجع ينفصل نتك هههه (النت تاعك)
    وانا اضل استنى....
    يسلموو مرة تانيه
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الثلاثاء 02 أغسطس 2011, 6:31 am

    الجزء الثالث والعشرين*
    (ما الذي يحدث؟!)

    (قرار قاسي هو ما اصدر بحقها)

    قالها طارق بغضب شديد وهو يتحرك في ارجاء القسم بخطوات عصبية ومن ثم اردف
    بحنق: انها لم تتوانى يوما عن العمل بكل جدية واخلاص ومع هذا يوقع مثل هذا
    القرار القاسي لها لمجرد بضعة مشاكل..
    قال احمد بهدوء: المشكلة لن تحل هكذا يا طارق.. لن تحل بغضبك هذا..او باستنكارك.. فقط اجلس لنحاول فهم وحل الموضوع بهدوء..
    قال طارق وهو يكور قبضته: انت تعلم ان رئيس التحرير ذاك شخص جبان.. لن يهتم
    بما يحدث بما انه في أمان.. حتى لو استدعى هذا طرد جميع الصحفيين من
    الجريدة..
    واردف باصرار: لكني لن اسمح له ان يصدر قرارا قاسيا كهذا في حق وعد مهما حصل..وسأفعل أي شيء.. سأجعله يتراجع عن قراره التافه هذا..
    قال احمد وهو يعقد حاجبيه: اتعني ما تقول؟..
    قال طارق وبريق اصرار وحزم يبرق في عينيه: اجل .. فقد وعدتها بأني لن اصمت وسأفعل أي شيء..
    واردف بصوت هامس ومتهدج: من اجلها .. من اجلها هي فقط..
    *********
    ما ان وصلت وعد الى غرفتها بالمنزل..حتى القت بنفسها على الفراش ومشاعر شتى
    تعصف بكيانها.. هل هو الاستنكار والغضب من قرار رئيس التحرير؟ .. ام هو
    الالم لفراقهم؟.. ام يا ترى هو الحزن الشديد لفراقه هو بالذات؟..ام انه
    مزيج من كل هؤلاء..
    احست بانقباض في قلبها وهي تتخيل انها لن تذهب الى الصحيفة غدا.. لن تراه
    الا بعد ثلاثة ايام كاملة.. هل تستطيع ان تحتمل ان لا تملأ عيناها بصورته
    لثلاثة ايام؟..هل تستطيع احتمال ان لا تروي اذنها بصوته الذي يحسسها بالدفء
    والامان؟..هل تستطيع يا ترى؟ .. هل تستطيع؟..
    تفكيرها هذا يصيبها بالصداع ويجعل غصة المرارة تعتصر قلبها بمرارة والم..لم
    ؟؟..اجيبوني لم؟..لم يوقع مثل هذا القرار بي وانا لم توانى يوما عن العمل
    بكل جدية واخلاص.. لم؟.. ولكن ماذا يهم ؟؟.. لقد دافعت عن مبدأها بكل حزم
    واصرار.. اجل لن تتوقف عن الكتابة وعن اظهار فساد المجتمع للناس جميعا..
    والا فما فائدة وجود الصحف بالبلاد.. التصمت عن الخطأ.. وتكتفي بنشر
    الأحاديث الروتينية.. لا ان اهم ما يميز الصحافة انها تحاول معالجة المجتمع
    باظهار مشاكله المختلفة للناس..
    وضعت كفها على جبينها بتعب وهي تتخيل آحر اللحظات التي جمعتها بطارق.. انها
    تحبه.. بل تعشقه.. انها المرة الاولى التي تشعر بهذا الشعور تجاه شخص ما..
    ترى لماذا انشدت اليه؟.. لماذا تحركت مشاعرها اليه هو بالذات.. على الرغم
    من فظاظته معها في بادئ الامر.. ترى لشخصيته المميزة.. ام لغرابته.. ام
    لانها ...
    زفرت بعمق وهي تنهض من على الفراش.. ستتوقف عن التفكير به الآن والا لن
    تشعر بالراحة ابدا..واتجهت لتتطلع من النافذة.. الى تلك الحديقة الساكنة
    والهادئة..و التي لا تلبث الانسام ان تداعب حشائشها الخضراء بين لحظة واخرى
    بهدوء..وظلت تحدق بشرود في اسراب الطيور التي اخذت ترفرف باصرار غريب في
    هذه السماء الصافية دون ان تهبط ولو للحظات على سطح الارض.. عندما سمعت صوت
    رنين هاتفها المحمول معلنا وصول رسالة قصيرة..
    توجهت الى حقيبتها.. لتلتقط الهاتف ومن ثم تقرأ فحوى الرسالة التي كانت
    تقول: (لو كنت غير مشغولة.. فتعالي وخذيني من الجامعة .. رأسي يكاد ينفجر
    من كثرة المحاضرات.. متى ينتهي هذا العذاب؟)..
    ابتسمت وعدابتسامة باهتة وهي تعيد قراءة الرسالة المرسلة من فرح.. ومن ثم
    لم تلبث ان اتصلت بتلك الاخيرة التي ما ان اجابت على الهاتف حتى قالت: لا
    تصدقي لقد كنت امزح..
    قالت وعد بسخرية: لا فائدة انا الآن امام بوابة الجامعة..
    قالت فرح بسخرية مماثلة: لقد ارسلت الرسالة منذ لحظات فقط.. أي سيارة خارقة تملكين؟..
    - ليست السيارة يا عزيزتي بل سائقتها..
    قالت فرح مبتسمة: حقا؟..
    قالت وعد بغته وهي تزفر: اخبريني متى تنتهي محاضراتك؟..
    قالت فرح متسائلة: ولم؟..
    تنهدت وعد بمرارة ومن ثم قالت: اشعر بالملل الشديد واود ان اتحدث معك قليلا بعد ان تنتهي محاضراتك..
    عقدت فرح حاجبيها ومن ثم قالت: لم؟.. الست بالصحيفة الآن؟..
    قالت وعد بسخرية مريرة: لقد منحني رئيس التحرير اجازة.. ولكن مفروضة..
    شهقت فرح ومن ثم قالت: اتعنين انه قد قام بطردك..
    - لا بل تم فصلي لثلاثة ايام..
    - ولم؟..
    - سأخبرك بكل شيء عندما اراك والآن اخبريني متى تنتهي محاضراتك؟..
    صمت فرح برهة ومن ثم قالت ببعض التردد: بعد ساعتين .. بل اعني ثلاث ساعات..
    قالت وعد بهدوء: حسنا اذا اطلبي من مَن سيوصلك ان يصطحبك الى منزلنا..
    اسرعت فرح تقول: ولماذا لا تحضرين انت الى منزلنا؟..
    قالت وعد بابتسامة: لقد اقسمت على ان لا احضر.. فاخشى ان يتحول التمثيل الى حقيقة كما قال شقيقك.. واسقط من على السلم..
    قالت فرح بضجر: كفاك سخافة.. انت احضري الي.. فلدي بعض البحوث الهامة التي ارغب في انهائها..
    - فليكن اذا سأحضر بعد ثلاث ساعات ونصف.. هل هذا يناسبك؟..
    - اجل كثيرا..
    قالت وعد مبتسمة: اراك بخير اذا.. الى اللقاء..
    قالت فرح بابتسامة: الى اللقاء..
    وما ان انهت فرح الاتصال حتى قالت بخبث: نعم سنلتقي.. وسيكون لقاءاً لا ينسى..
    ********
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الثلاثاء 02 أغسطس 2011, 6:32 am

    انشغل هشام بالعمل على احدى رسومه الهندسية بمكتبه عندما اجبره على تركها
    صوت رنين هاتفه المستمر..فأجابه بصوت هادئ: اهلا فرح.. ماذا تريدين ؟..
    قالت فرح باستنكار: اهكذا يجيب الشقيق شقيقته على الهاتف .. بـ"ماذا تريدين؟"..
    قال بملل: لو انك قد اتصلت للتسلية .. فحاولي في وقت لاحق.. انا منشغل الآن بالعمل..
    قالت في سرعة: لا لم اتصل لاتسلى.. وحتى لو وددت ان افعل.. فلن اخسر رصيدي من اجل تسلية.. سأتصل من هاتف المنزل بكل بساطة..
    قال هشام باستخفاف: يا للذكاء.. من اين تجلبين مثل هذه البدائل .. الـ.. السخيفة..
    ابتسمت فرح وقالت: ليست سخيفة ابدا.. ثم ليس هذا مهما الآن.. بل امرا آخر..
    - وما هو؟..
    قالت فرح وهي تزفر بحدة: وعد اليوم قد فصلت من عملها لمدة ثلاثة ايام..
    عقد هشام حاجبيه باستنكار ومن ثم قال: ولم؟؟..
    قالت فرح وهي تزدرد لعابها: لست اعلم.. لقد اخبرتني انها ستعلمني بالامر
    عندما تحضر الى منزلنا بعد ثلاث ساعات ونصف..في الوقت الذي انهي فيه
    محاضراتي..
    قال هشام بحيرة: بعد ثلاث ساعات؟.. الم تخبريني انك ستنتهين من محاضرتك الاخيرة بعد ساعة..
    - بلى.. ولكني تعمدت قول هذا لها..
    - ولم؟.. ما السبب من كذبك هذا؟..
    قالت فرح مبتسمة: لا اسمي هذا كذبا.. اما عن السبب فسأخبرك اياه.. ولكن استمع الي بهدوء ولا تقاطعني ريثما انتهي مما اقوله..
    واخذت تتحدث اليه بهدوء وهي تحاول شرح كل ما تستطيع .. بينما اخذ هشام
    يستمع اليها بانصات شديد وهو يشعر بالاهتمام من كل كلمة تقولها...
    ***********
    قال أحمد بانفعال: ما هذا الذي فعلته يا طارق؟..
    قال طارق ببرود: وماذا فعلت؟..
    قال احمد وهو مستمر بانفعاله: بعد كل هذا الذي اخبرتني اياه وتقول انك لم
    تفعل شيئا.. لقد ذهبت بكل بساطة الى رئيس التحرير لتطلب منه ان يعيد وعد
    الى العمل والا ستستقيل من عملك على الفور..
    قال طارق وهو يهز كتفيه بلامبالاة وكأن الامر لا يعنيه: وماذا في هذا؟..
    قال احمد باستنكار: لا تجد في هذا الامر شيئا حقا.. ستستقيل يا طارق..
    ستستقيل من عملك.. ومن وظيفتك التي يحسدك عليها غيرك من اجل فتاة..
    تطلع اليه طارق بصرامة ومن ثم لم يلبث ان قال: هذه الوظيفة التي تتحدث عنها
    يمكنني ان احصل عليها في أي جريدة اخرى.. ثم لا اظن ان رئيس التحرير بهذا
    الغباء ليقبل استقالتي فور تقديمي لها.. دون ان يفكر بالامر او حتى يمنحني
    فرصة لاعادة النظر بهذه الاستقالة..
    قال احمد وهو يعقد حاجبيه: تعني ان ما قمت به كان بمحض التهديد لا اكثر.. وانك ستتراجع عن قرار استقالك لو رفض طلبك..
    قال طارق بحزم: بالطبع لا.. لن اتراجع عن قراري مطلقا لو انه رفض طلبي..
    سأستقيل من عملي وابحث عن آخر في أي صحيفة اخرى.. واظن ان اسمي بات معروفا
    عند بعض الصحف التي ستقبل بي لو انني فكرت بالعمل معها..
    قال احمد بدهشة: تضيع سنوات عملك هنا يا طارق من اجل فتاة وحسب..
    قال طارق وهو يمط شفتيه: وعد ليست أي فتاة.. ثم انت.. انت بنفسك لو رأيت خطيبتك تتعرض لمثل هذا القرار لفعلت الشيء ذاته..
    قال احمد بخبث:تلك خطيبتي.. ثم انني كنت سأناقش رئيس التحرير بالامر واحاول
    حله ولن اتسرع بتقديم استقالتي.. ولكن انت بأي صفة تدافع عن وعد بكل هذه
    القوة..
    قل طارق وهو يعقد ذراعيه امام صدره: لنقل انها زميلة عزيزة لي بالعمل..
    قال احمد بخبث اكبر: حسنا وبعد..
    قال طارق ببرود: لا يوجد بعد.. توقف عن افكارك المريضة..
    قال احمد مبتسما: معك حق.. الحب اصبح مرضا هذه الايام..
    تطلع اليه طارق بحنق ومن ثم قال: لا فائدة ترجى منك.. سأكمل عملي افضل لي..
    قال احمد وهو يغمز بعينه: الا تريد أي مساعدة من اجل اعادة وعد الى الصحيفة..
    قال طارق بهدوء: لو كنت مستعدا لتقديم المساعدة.. فتفضل قل ما عندك..
    قال احمد بمكر: ما رأيك ان اقدم استقالتي انا الآخر؟..
    نطلع اليه طارق لبرهة ومن ثم قال ببرود: سخيف..
    ضحك أحمد بمرح ومن ثم قال: ما الذي يمنعك ان تعترف؟ ..نحن جميعا سنشعر بالسعادة من اجلك ومن اجل الآنسة وعد..
    صمت طارق طويلا ولم يعلق.. ولكن ذهنه كان شاردا في تلك اللحظة.. كان يفكر
    بما قاله أحمد مرارا وتكرارا .. وقال متحدثا الى نفسه: ( ليس الآن يا
    احمد.. ليس الآن..لا يزال الوقت مبكرا لاعترف.. باني احب هذه المرحة
    العنيدة.. لان هناك حاجزا يقف حائلا بيننا.. حاجزا يسمى .. ((حبي القديم
    لمايا)).. فهل ستصدق لو اخبرتها بأني احبها.. احبها فعلا ولست اخدعها..
    مايا كانت الماضي.. ووعد هي الحاضر والمستقبل..هل ستصدقني يا ترى لو
    اخبرتها.. هل ستصدق؟)
    ********
    تنهدت وعد بحرارة وهي توقف سيارتها امام باب منزل عمها .. لا يزال شعورها
    بالالم يسيطر على كيانها.. لا تستطيع ان تبعد ذهنها عن التفكير بطارق..انه
    قبل كل شيء الشخص الذي تحب..الذي احتل قلبها دون استئذان.. الذي طرق باب
    مشاعرها بشخصيته الغريبة..وببروده العجيب..
    وعادت لتتنهد من جديد وهي تهبط من سيارتها وتغلق بابها خلفها ومن ثم تتوجه
    الى المنزل لتضرب على زر جرس الباب عدة مرات.. ولكن الغريب بالامر ان احدا
    لم يجبها.. فعقدت حاجبيها.. واخرجت هاتفها المحمول لتتصل بفرح .. وما ان
    اجابتها تلك الاخيرة حتى قالت: فرح.. اين انتم؟.. لقد ضربت الجرس عدة مرات
    ولم يجبني احد..
    قالت فرح بهدوء: انا بالطابق الاعلى ولم استمع الى الجرس.. ولا يوجد احد
    بالمنزل سواي انا وامي.. وربما كانت امي نائمة الآن.. او مشغولة بالمطبخ..
    قالت وعد بضجر: لا داعي لكل هذا الشرح.. فقط تعالي وافتحي لي الباب..
    قالت فرح بلامبالاة: ان الباب مفتوح.. يمكنك الدخول..
    قالت وعد باستغراب: ولم تتركون الباب مفتوحا؟.. ان أي شخص يستطيع التسلل الى المنزل في هذه الفترة وسرقة ما يريد..
    قالت فرح وهي تمط شفتيها: لا لشيء.. ولكن ابي قد غادر المنزل لتوه.. واتصل
    بي ليخبرنا انه قد نسي اقفال الباب وطلب مني ان افعل ذلك.. وكدت ان افعل
    لولا اتصالك بي.. لذا ادخلي الى الداخل واقفلي الباب خلفك..
    قالت وعد باستسلام: فليكن.. الى اللقاء..
    قالت فرح بابتسامة: الى اللقاء..
    وادخلت وعد هاتفها في حقيبتها لتمسك بمقبض الباب وتديره بهدوء.. ومن ثم
    تفتح الباب بهدوء وهي تدلف الى الداخل.. والتفتت لتقفله .. قبل ان تسير الى
    حيث الدرج لتصعده حيث غرفة فرح و....
    توقفت في مكانها فجأة.. وهي تشعر بحركة ما بالردهة.. فعقدت حاجبيها ومن ثم قالت وهي تزدرد لعابها: من هناك؟..
    جاوبها الصمت التام.. والسكون الذي غلف ارجاء المكان .. وتطلعت الى ماحولها
    لبرهة ثم لم تلبث ان هزت كتفيها وقالت وهي تواصل سيرها: لابد وانني كنت
    اتخيل لا اكثر..
    وما ان خطت خطوة اخرى حتى انقطع التيار الكهربي فجأة.. فشهقت قائلة بخوف: ما الذي يحدث هنا؟..
    وتطلعت الى الظلام من حولها الذي بات هو اللون الوحيد الذي يغلف كل شيء
    بالمنزل..وازدردت لعابها من جديد لعلها تستعيد رباطة جأشها.. واردفت وهي
    تهتف بصوت سيطر عليه الارتباك والخوف بالرغم منها: فرح.. اين انت يا فرح؟
    .. خالتي.. اين انتم جميعا؟..
    واشتعلت الاضواء فجأة ومع ذلك الهتاف القوي الذي هتف الجميع به في آن واحد: عيد ميلاد سعيد يا وعد!!!..
    التفتت وعد بسرعة وحدة الى مصدر الصوت ومن ثم قالت والذهول لا يكاد يفارق
    ملامحها وهي غير قادرة على استيعاب ما يحدث: ما الذي يحدث؟!.. ماذا
    تعنون؟!..
    قال والد وعد بابتسامة وهو يشير الى فرح: انها فكرة فرح.. ان نقيم لك عيد ميلاد لا ينسى.. واقترحت علينا مثل هذه الفكرة..
    قالت وعد وهي تزفر بحدة وقوة:لقد كاد قلبي ان يتوقف بفعلتكم هذه .. ثم اين كنتم تختفون؟..
    قال والدها وهو يشير الى غرفة ما: بغرفة المعيشية..
    واردف بحنان ابوي: عيد ميلاد سعيد يا ابنتي الصغيرة..
    قالت وعد مبتسمة وهي لا تزال تشعر بالاضطراب من المفاجأة: لم اعد صغيرة يا والدي..
    - ستظلين كذلك الى الابد في نظر والداك..
    قالت فرح وهي تعقد ساعديها امام صدرها وتتطلع الى وعد بمرح: توقعت ان تكون
    اصعب مرحلة بالموضوع هي اقناع وعد بالدخول من الباب المفتوح..
    قالت وعد بغضب مصطنع: اصمتي انت.. انها فكرتك باخافتي هكذا في يوم مميز كيوم ميلادي..
    قالت فرح وهي تغمز بعينيها: اردته عيد ميلاد لا ينسى..
    قال عماد الذي تواجد بالحفل بدوره بناء على رغبة فرح والبقية: لم تقفين هناك يا وعد؟.. اقتربي..
    قالت وعد بارتباك وتوتر: اتريدون الحقيقة.. لا استطيع التقدم فقدماي لم تعودا تطيعاني من اثر المفاجأة..
    تقدم منها هشام بغتة .. وقال بصوت هادئ: اخبرتهم بان طفلة مثلك لا تتحمل
    مثل هذه المفاجآت..ولكنهم أصروا على أن يفاجئوك بهذه الطريقة..
    قالت وعد باستنكار: انا طفلة يا هشام؟..
    اقترب منها اكثر وقال بصوت هامس لا يكاد يسمعه سواهما: واجمل طفلة كذلك..
    توترت اطراف وعد وهي تتطلع اليه.. في حين جذبها هو من كفها وقال مبتسما: لا
    تصدقي كل ما يُقال لك.. والآن تعالي إلى حيث الكعكة لتطفأي الشموع..
    سارت معه الى حيث تلك الطاولة الكبيرة التي ضمت عدد من الاطباق الرئيسية
    والحلويات.. بالاضافة الى المشروبات.. واخيرا كعكة بالشوكلاتة وقد زينت
    بقطع من الحلوى والبسكويت.. كتب على سطحها بالكريمة عبارة "عيد ميلاد سعيد
    يا وعد.. وكل عام وانت بخير".. هذا بالاضافة الى شمعة قد اشارت الى عمرها
    الذي قد اصبح منذ اليوم 24 ربيعاً.. ومر شريط بسيط من ذكرياتها الماضية وهي
    ترى نفسها اليوم وهي تنهي سنوات عمرها الرابعة والعشرين.. وتمتمت بخفوت:
    هل يمضي العمر سريعا هكذا؟..
    قالت لها والدتها بابتسامة: هذه هي سنة الحياة.. طفل يولد اليوم ليكبر
    غدا.. وليصبح شابا ومن ثم كهلا.. ويأتي من بعده طفلا آخر.. هذه هي الحياة
    يا بنيتي.. دائرة لا تنتهي الى يوم الدين..
    وقال والدها وهو يقترب منها ويحيطها بذراعه بحنان: اتصدقين.. اني اشعر اني
    قد رزقت بك بالامس فقط.. اتذكر يوم ولادتك.. كم كنت اشعر بالسعادة وانا
    احملك بذراعي .. فقد كنت اتمنى ان يكون الطفل الذي انتظرته انا ووالدتك هو
    فتاة.. فتاة جميلة مثلك يا وعد..
    همست وعد وقالت بحب وهي تطلع الى والدها: كم احبك يا والدي..
    قا طع هذه اللحظة صوت العم وهو يقول بابتسامة: هيا يا وعد.. اطفأي الشموع.. ودعينا نفرح بك..
    اومأت برأسها وابتسامة واسعة ترتسم على ثغرها.. فاقتربت منها فرح وقالت وهي تشعل الشمعة بعود الثقاب: فاليطفأ احدكم المصابيح..
    وما ان انطفأت المصابيح واشعلت فرح الشمعة..حتى اخذ الجميع يرددون على
    مسامعها ( عيد ميلاد سعيد يا وعد).. وكادت ان تطفأ الشمعة حين اسرعت فرح
    تقول: توقفي تمني امنية ثم اطفأيها..
    التفت لها هشام بضيق ومن ثم قال: ما هذه الاعتقادات السخيفة؟..
    قالت فرح مبتسمة: ليست اعتقادات.. مجرد امل في ان تتحقق امنياتنا ذات يوم..
    والتفتت الى وعد التي قالت: حسنا سأتمنى امنية..
    قالت فرح وهي تشير لها بسبابتها: في سرك..
    ضحكت وعد وقالت: بالتأكيد سأقولها في سري..
    وصمتت للحظات وهي تتمنى امنية ما.. ثم لم تلبث ان اطفأت الشمعة.. معلنة عن
    بداية عامها الجديد.. العام الذي قديخفي لها الكثير.. الكثير جدا..
    **********
    تطلعت ليلى الى الخاتم الذي يزين اصبعها طويلا.. وذهنها شارد تماما.. فلقد
    ذهب معه حيث غادر.. مع عماد.. هل تستطيع ان تحبه أكثر من ذلك؟.. ان حبها له
    لا يلبث ان يتضاعف كل لحظة.. باعجابها بشخصه.. برجولته.. بقوة شخصيته ..
    وابتسامته الرائعة التي لا تلبث ان تشعرها بالسعادة.. وعيناه العميقتان
    اللتان تشعرها بحبه لها.. وبحنان العالم كله..
    ترى هل تحبني بقدر ما احبك يا عماد؟..هل تفكر بي الآن كما افكر بك.. هل
    احرمك لذة النوم؟.. كما تفعل بي انت دوما.. هل صورتي تظل عالقة بذهنك بعد
    آخر لقاء لنا ولا تفارقك طوال اليوم؟..
    ولم تلبث ان اغمضت عيناها وهي تحلم به.. وتتخيل ما يفعله في هذه اللحظة..
    وداعبت ذلك الخاتم الذي يحتل اصبعها ومن ثم همست لنفسها: ( هل الاحلام
    تتحقق بهذه السرعة؟.. هل القدر يمنحنا السعادة بهذه البساطة؟.. ترى لماذا
    اشعر بأن لا شيء يأتي بسهولة ابدا؟..وان سعادتي هذه لن تلبث ان تختفي..)
    وعادت لتردد لنفسها قائلة بضيق: ( أي هراء اتفوه به.. اني احيا الآن في
    لحظات سعيدة .. فلم لا استمتع بها بدلا من تنغيصها بهذه الطريقة.. اجل..
    سأبعد هذا الشعور بالضيق عن ذهني..وسأفكر بعماد فقط وحياتنا القادمة..)
    *********
    احاديث كثيرة اخذت تدور في ذلك الحفل البسيط الذي شمل كل افراد هذه العائلة
    تقريبا..قبل ان يقطعه عماد وهو يقول متطلعا الى ساعة الحائط: معذرة يا
    وعد.. ولكن علي ان اغادر الآن..
    قالت عد بضيق: العمل لن يحلق في الهواء يا عماد..
    قال عماد مبتسما: ليس العمل هذه المرة..
    قالت وعد متسائلة: اذا؟..
    اقترب منها ليسلمها هديتها ومن ثم قال بصوت خفيض: بل هي فتاة.. استطاعت ان تجعلني اقع اسير حبها..
    قالت وعد مبتسمة: احقا ما تقول؟..
    قال بابتسامة واسعة: اجل .. وسأذهب اليوم مع والداي لخطبتها رسميا من اهلها..
    قالت وعد بسعادة: مبارك يا عماد.. انت تستحق الافضل دائما.. لكنك لم تخبرني.. هي.. هل تحبك؟..
    قال وهي يومئ برأسه: بالتأكيد.. لو لم اكن واثق من حبها لي لما اتخذت خطوة كهذه..
    واردف وهو يلوح بيده للجميع: والآن استودعكم جميعا.. الى اللقاء..
    لم يكن حديثهم الهامس قد استمع اليه احد ما تقريبا..لذا لم يعلم بأمر هذه
    الفتاة التي تحدث عنها سوى وعد..وشعرت بغتة بكف توضع على كتفها..فالتفتت
    الى صاحبها الذي قال: هل تفكرين بذاك الذي غادر الآن؟..
    قالت وعد بابتسامة: تقريبا.. ثم ما شأنك انت يا هشام؟..
    تطلع لها لبرهة قبل ان يقول وهو يضغط على حروف كلماته: صحيح لا شأن لي الآن.. ولكن سيكون لي شأن بهذا في المستقبل القريب..
    فهمت ما يعنيه.. ولكنها قالت محاولة التهرب من الموضوع: اخبرني ماذا جلبت لي؟..
    قال هشام بسخرية: لم اكن اعلم انك مادية الى هذه الدرجة؟..
    - ها انتذا قد علمت.. والآن اخبرني ماذا جلبت لي؟..
    سلمها تلك العلبة المتوسطة الحجم و المغلفة بورق تغليف هادئ الالوان ومن ثم قال: شيء قد كنت تودين الحصول عليه ذات يوم..
    عقدت حاجبيها في تفكير وهي محاولة تذكر ذلك الشيء.. في حين عاد هشام
    بذاكرنه الى الوراء للحظات وهو يتذكر ذلك الحوار الذي دار بينهما قبل بضع
    شهور..

    (ستعملين بالصحافة.. لا اظن ان أي صحيفة ستقبل بك ابدا)

    قالها هشام بسخرية واستهزاء وهو يتطلع الى وعد التي كانت تجاس على احد
    المقاعد بحديقة المنزل.. في حين قالت هي: اجل سأعمل في الصحافة.. وسأكون
    صحفية ممتازة ايضا.. وسأغيظك يومها.. تذكر هذا..ومن يدري ربما اكتب عنك
    موضوع بالجريدة.. واصور احد المواقع التي تصمم لها رسومها الهندسية .. ولكن
    اذا ترجيتني فقط سأفعل..
    ضحك بسخرية ومن ثم قال: اترجاك.. هذا ما كان ينقصني.. ثم كيف ستقومين
    بتصوير تلك المواقع؟ ..بكاميرتك البائسة تلك..لا اظن انها ستفيدك ابدا..
    نهضت من على مقعدها وقالت بتحدي: عندما احصل على اول راتب لي.. سأشتري لي افضل انواع الكاميرات .. وستكون رقمية ايضا ..
    قال هشام بسخرية: سوف انتظر هذا اليوم حتى ارى كاميرتك المزعومة تلك....

    وتوقف شريط ذكرياته.. وهو يبتسم لنفسه بسخرية.. في النهاية هو من اشتراها
    لها.. هو من حقق لها رغبتها باحضار تلك الكاميرا لها.. لقد سخر من ان تحصل
    على مثل هذه الكاميرا الرقمية.. لكن لسخرية القدر.. هو بنفسه من جعلها تحصل
    عليها..

    وتطلع الى وعد التي انشغلت بالحديث والضحك المرح مع فرح.. وهما يتابدلان
    الأحاديث المتفرقة..وهمس لنفسه قائلا باصرار: (ستكونين لي انا يا وعد.. انا
    فقط.. لن اسمح بأي شخص آخر بأن يأخذك مني..انت لي.. وانا لك ..ستكونين لي
    يا وعد قريبا.. قريبا جدا..)..
    وكور قبضته بقوة وهو يردف لنفسه بصرامة: ( اقسم على هذا)...
    *********
    احلام كثيرا باتت تحلق في سماء رواية"حلم حياتي"..
    حلم وعد بالزواج من الشخص الذي تحب..
    حلم طارق بأن تصدقه وعد وتعرف بحبه لها..وان تبادله مشاعره هذه..
    حلم هشام بالزواج من وعد..
    حلم ليلى وعماد بالزواج والحياة في سعادة وهدوء في عالم من الاحلام الوردية..
    ولكن ماذا عن القدر..
    هل يحقق احلامهما البسيطة هذه..
    ام ستتحطم على احلامهم هذه على صخرة الواقع..
    ^حلا^
    ^حلا^
    مشرفة شراع القصص و الروايات
    مشرفة شراع القصص و الروايات


    ♥|الجنس : انثى ♥| عدد مشاركاتـي : 2192
    ♥| نقـاآطــي: : : 2556
    ♥|تاريخ الميلاد : 22/12/1993
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 09/07/2010

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ^حلا^ الأربعاء 03 أغسطس 2011, 2:51 am

    جزء رائع يسلمووو يا فادي
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الأربعاء 03 أغسطس 2011, 5:17 am

    شكراً لمرورك
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الأربعاء 03 أغسطس 2011, 5:18 am

    * الجزء الرابع والعشرون*
    (هل ستعود؟)



    تسللت اشعة الشمس الدافئة..لتضيء ارجاء تلك الغرفة الصغيرة .. عندما فتحت
    صاحبتها تلك الستارة التي كانت تحول دون دخول ضوء الشمس الى الغرفة..وتطلعت
    الى الخارج لبرهة قبل ان تقول وهي تداعب زجاج النافذة باصابعها: ترى ما
    الذي يحدث بالصحيفة الآن؟..
    اطالت النظر بشرود من خلال النافذة الى حديقة المنزل قبل ان تردف: وما الذي يفعله طارق الآن؟..
    ولم تلبث ان تنهدت وهي تلتفت عن النافذة وتقول: لم اشأ التغيب عن الصحيفة يوما..ولكن ما حدث جعلني اترك الصحيفة على الرغم مني..
    وعادت لتتنهد وهي تتوجه نحو ذلك الكيس الذي وُضع بداخله علبة مستطيلة الشكل
    مغلفة..كانت هدية عماد لها.. وقالت وهي تخرج العلبة من الكيس: حتى الهدايا
    لم افكر بفتحها الى الآن..
    وازاحت ورقت التغليف عن العلبة.. قبل ان تفتح غطاء العلبة ومن ثم قالت
    بانبهار وهي تتطلع الى الفستان الذي بداخله: يا للروعة.. لن يلبث عماد ان
    يدهشني بذوقه الرائع.. وهداياه المرتفعة الثمن..
    اخرجت الفستان من علبته وقد كان ارجواني اللون .. قصير يصل الى ما اسفل
    الركبة.. وتتنتشر به الورود الصغيرة..أما كماه فقد كانا ذا لون ارجواني
    شفاف..وابتسمت وعد ابتسامة واسعة وهي تضعه امام جسدها وتقف امام المرآة..
    لتهتف قائلة: انه غاية في الروعة.. يا ترى كيف سيبدوا لو اني ارتديته.. هل
    سيناسبني؟..
    ظلت تتطلع الى نفسها بالمرآة لفترة.. وهي تتخيل نفسها ترتدي هذا الفستان..
    قبل ان ينتشلها من تأملاتها صوت طرقات على الباب.. فالتفتت اليه.. وهي
    تقول: من ؟..
    جاءها صوت والدتها وهي تقول بدهشة وهي تفتح الباب: هل استيقظت مبكرا هذا اليوم ايضا على الرغم من انه ليس لديك أي عمل؟..
    هزت وعد كتفيها بلامبالاة وقالت: لقد اعتدت الاستيقاظ في وقت كهذا طوال فترة عملي بالصحيفة..
    قالت والدتها بهدوء: حسنا اذا اتبعينا الى طاولة الطعام.. لتتناولي طعام الافطار معنا..
    قالت وعد تستوقفها: لحظة واحدة يا امي..
    التفتت لها والدتها وقالت بغرابة: ماذا هناك؟..
    قالت وعد وهي ترفع الفستان قليلا ومن ثم تقول بابتسامة: ما رأيك به؟.. هل تظنين انه سيناسبني؟..
    ابتسمت والدتها وقالت وهي تتطلع الى الفستان: انه جميل جدا.. من اين لك به؟..
    - انها هدية عماد لي..
    هزت والدتها رأسها ومن ثم قالت: يؤسفني انك قد اضعت هذا الشاب من بين يديْك..
    مطت وعد شفتيها ومن ثم قالت: هل ستعودين مرة اخر الى هذا الكلام يا امي؟.. ثم انه سيخطب فتاة قريبا..
    عقدت والدتها حاجبيها وقالت: ومن تلك الفتاة؟..
    - لا اعلم..
    تطلعت اليها والدتها للحظة قبل ان تتنهد بأسف ومن ثم تقول: الآن ستذهب املاك اخي كلها لفتاة غريبة..
    زفرت وعد ومن ثم قالت برجاء: ارجوك امي.. كفي عن هذا الكلام.. لقد انتهى الامر.. ولم يعد هناك أي داع لاعادته..
    صمتت والدتها ومن ثم قالت وهي تخرج خارج الغرفة: لا بأس.. لن اعيده.. ولا تنسي اتبعينا لطعام الافطار..
    اومأت وعد برأسها.. وتوجهت الى خزانتها الخاصة لتستبدل ملابسها.. ولكنها
    توقفت بغتة بعد ان لمحت هدية هشام التي لم تفتحها.. وعادت ادراجها لتلتقطها
    ومن ثم تزيل الغلاف عن تلك العلبة..وما لبثت ان اتسعت عيناها.. وهي تتطلع
    لما بين يديها.. وابتسمت ابتسامة واسعة وهي تقول: لم اكن اتوقع ابدا ان
    تكون هذه هي هديتك لي..
    واردفت كأنها تخاطب هشام: اشكرك كثيرا يا هشام.. لو تعلم كم كنت احتاج لمثل هذه الكاميرا..
    وظلت تتطلع الى الكاميرا لفترة بعد ان اخرجتها وهي تتحسسها برفق وحذر..
    وقطع اندامجها هذا..صوت رنين هاتفها المحمول.. فعقدت حاجبيها وهي تقول
    بغرابة: الساعة لم تتجاوز الثامنة والنصف صباحا.. من ذا الذي يتصل بي في
    وقت كهذا؟..
    وادارت افكار عدة برأسها وهي تحاول معرفة كنه المتصل.. قبل ان تهز كتفيها
    باستسلام.. وكأنها تعلن هزيمتها من معرفة ذاك المجهول الذي يتصل.. فنهضت من
    مكانها لتلتقط حقيبة يدها..وتخرج هاتفها المحمول.. واحست بحيرتها تتضاعف
    وهي ترى رقما مجهولا يضيء على شاشة هاتفها..لكنها لم تلبث ان اجابت وهي
    تقول بتردد: الو.. من المتحدث؟..
    - الآنسة وعد؟..
    ازداد انعقاد حاجبيها وهي تقول: انا هي.. من المتكلم؟..
    - انا طارق يا وعد.. الم تتعرفي على صوتي؟؟..
    واتسعت عينا وعد بدهشة كبيرة ..وهي غير قادرة على اجابته بأي شيء على الاطلاق..
    **********
    توقف عماد بسيارته بجوار ذلك المنزل المتوسط الحجم.. والذي يحتل احد
    المناطق بذلك الحي الهادئ.. ولم يلبث ان ضغط على بوق السيارة.. وهو يداعب
    المقود باصابعه بترقب وانتظار ..و ان انفتح باب المنزل بغته.. فاستدار له
    وهو يتطلع الى تلك الفتاة التي خرجت من المنزل لتوها واقتربت من السيارة
    لتقول بصوت خافت بعض الشيء وهي تميل باتجاه النافذة: هل تأخرت؟..
    ابتسم عماد وقال: ابدا.. ادخلي الى السيارة..
    قالت وهي تفتح باب السيارة وتجلس بالمقعد المجاور: سأحاول الاسراع في المرة
    القادمة.. ولكنك لم تخبرني بمجيئك لاصطحابي الا قبل نصف ساعة.. لهذا لم
    استطع الاستعداد في سرعة..
    قال عماد مداعبا: وما تحتاجينه انت من وقت للاستعداد يقدر بثلاث او اربع ساعات.. اليس كذلك؟..
    ابتسمت ليلى ومن ثم قالت: لن تفهمونا ابدا..
    هز عماد كتفيه ومن ثم قال: لا داعي لذلك مطلقا..فالبعض يقول: (لا احد يستطيع ان يفهم المرأة.. سوى المرأة نفسها)..
    قالت مبتسمة بمرح وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: معهم حق في ذلك..
    انطلق بسيارته ومن ثم قال: لم تخبريني كيف هي أحوالك ؟..
    قالت بهدوء: لم يتغير بي شيء منذ الامس..
    اختلس نظرة اليها ومن ثم قال: وماذا عن الخاتم الذي تركته امانة لديك؟..
    توردت وجنتاها وهي تقول: لا يكاد يفارقني ابدا..
    قال بابتسامة واسعة: اجل اريدك ان تعامليه هكذا دوما..
    واردف بصوت هامس: وانا ايضا..
    تطلعت اليه بخجل شديد ومن ثم قالت: انت لا تفارق عقلي او قلبي ولو للحظة..
    ابتسم بحنان ومن ثم قال: ما رأيك ان لا نذهب الى العمل اليوم ونختار مكانا آخر لنقضي به وقتنا؟..
    قالت بمرح مفاجئ: ما هذا يبدوا انك ستتكاسل بعملك منذ الآن.. هيا كفاك دلالا.. وانطلق الى الشركة..
    ابتسم عماد وقال: كما تأمرين سيدتي..
    ضحكت ليلى بمرح.. وشاركها عماد الضحك.. وهما ينطلقان بالسيارة الى المصنع..
    *********
    ظلت وعد صامتة غير مصدقة لما سمعته باذنها منذ لحظات ..فآخر شخص توقعت ان
    يتصل بها .. هو الآن يحادثها.. ثم من اين جلب رقم الهاتف؟.. في حين كان
    طارق يشعر بغرابة صمتها على الطرف الآخر فقال: وعد.. الا زلت على الخط؟..
    قالت وعد وهي تحاول السيطرة على دهشتها وتوترها: اجل..
    واردفت وهي تعقد حاجبيها: ولكن من اين حصلت على رقم هاتفي؟..
    قال طارق بابتسامة باهتة: ليست بمشكلة على من يعرف اسمك بالكامل..
    واستطرد بهدوء: ربما تتساءلين الآن عن سبب اتصالي بك.. اليس كذلك؟..
    اجابته وهي تزدرد لعابها: بلى..
    اكمل قائلا: لقد اتصلت بك لأخبرك بشيء ما..
    تساءلت بفضول: وما هو؟..
    ابتسم طارق ومن ثم قال: يمكنك العودة الى الصحيفة منذ اليوم ان اردت..
    صاحت بانفعال: ماذا تقول؟..
    ثم انتبهت الى انفعالها فاخفضت صوتها ومن ثم قالت: اعني.. اأنت متأكد مما قلته؟..
    قال طارق وابتسامته تتسع: تمام التأكيد والا لما كنت لاتصل بك.. فقد فضلت
    ان اخبرك انا بنفسي عن هذا الخبر لاني اعلم بانك ستفرحين كثيرا اذا علمت
    بأمر عودتك الى الصحيفة..
    قالت متسائلة: ولكن.. لم تم اعادتي الى الصحيفة من جديد وانت تعلم ان رئيس
    التحرير لن يتراجع عن امر الفصل المؤقت الا اذا تراجعت انا عن موضوعي..
    قال طارق بابتسامة ساخرة بعض الشيء: يبدوا وانه قد اقتنع اخيرا بصدق موضوعك..
    واردف قائلا بلهفة: هه..متى ستحضرين الى الصحيفة؟..
    قالت في سرعة: بعد ساعة على الاكثر ستجدوني بينكم..
    ابتسم طارق وقال: انتبهي في طريقك للسيارات فلا تدعي سعادتك للقدوم الى الصحيفة..تجعلك تحطمين سيارات الآخرين..
    قالت وهي ترفع حاجبيها بغرابة: ماذا قلت؟..
    ضحك قائلا: لا شيء ابدا.. الى اللقاء واراك بخير..
    اغلقت وعد الهاتف ومن ثم لم تلبث ان هتفت في سعادة: سأعود الى الصحيفة من جديد.. واخيرا سأعود.. يالسعادتي..
    واردفت بصوت هامس: ها انذا سأعود اليك يا طارق من جديد..انتظرني..
    ********
    حاولت وعد بقدر الامكان ان تخطوا خطوات بطيئة وحذرة بحيث لا ينتبه احد الى
    وصولها الى القسم.. وما ان وصلت عند الباب حتى دارت بعينيها للمكان الذي لم
    يكن يضم بداخله سوى احمد وطارق.. ربما كانت نادية في مهمة ما..ومن ثم طرقت
    الباب بخفوت وهي تقول محاولة تغيير صوتها: الاستاذ احمد والاستاذ طارق..
    المدير يطلبكما.. ويبدوا انه ينوي طردكما..
    رفع طارق رأسه عن الاوراق التي بين يديه بحدة وهو يتطلع بدهشة الى الواقفة
    بجانب الباب.. في حين ابتسم احمد ابتسامة واسعة ومن ثم قال : اخبري المدير
    اننا لسنا مستعدون للطرد هذا الاسبوع .. فلدينا مسئوليات كبيرة على
    عاتقنا..
    ضحكت وعد بمرح ومن ثم قالت: يبدوا وانه يريد ان يكتفي بصحفي واحد بالصحيفة فحسب..
    غمز احمد بعينه ومن ثم قال: وهذا الصحفي سيكون المدير نفسه بكل تأكيد..
    ابتسمت بمرح.. ودارت عيناها لا اراديا الى حيث يجلس طارق .. تريد ان تراه.. تشبع عيناها برؤيته.. برؤية دفء
    عينيه وبرودها بالوقت ذاته..في حين لم تكن عينا طارق قد فارقتها مطلقا..
    فقد اخذت تتابع كل حركة من حركاتها وكل لمحة من ملامح وجهها.. وابتسم لها
    بحنان .. ووجدت نفسها ترتبك من بسمته الحنونة هذه.. ومن ثم اتجهت الى حيث
    مكتبها وقالت وهي ترمي نفسها عليه: لا يشعر الشخص بقيمة الشيء الا اذا
    فقده.. حتى لو كان هذا الشيء هو مكتب ومقعد لا اكثر..
    قال احمد وهو يهز كتفيه: لقد رفض المدير اعادتك الى الصحيفة مرة اخرى وكل
    هذا بسبب قرار رئيس التحرير بشأنك.. وانك تحديت الاوامر.. ولولا ما فعله
    طارق لما سمح لـ...
    قاطعه طارق قائلا: احمد.. لا داعي لان تقول مثل هذا..لقد انتهى الامر ..
    التفتت وعد الى طارق وتطلعت اليه باهتمام.. قبل ان تلتفت الى احمد وتقول: ما الذي فعله الاستاذ طارق لأجل يعيدني الى هنا؟؟..
    قال احمد بهدوء: لقد قدم استقالته.. وخيرهم بين امرين اما اعادتك الى هنا.. او ان يستقيل من العمل نهائيا..
    رفعت وعد حاجبيها بدهشة كبيرة ومن ثم قالت: لم يكن هناك اي داعي لفعل ذلك..
    كانت ثلاثة ايام لا اكثر.. وبعدها كنت سأعود الى الصحيفة..
    هز احمد كتفيه ومن ثم قال: انا ايضا ارى ذلك.. ولكنه اصر على تقديم
    الاستقالة لان ما حدث معك كان ظلما كما قال.. وانه لا يريد ان تتعرضي لمثل
    هذه القرارات القاسية التي يتعرض لها هو كثيرا و...
    قاطعه طارق بحدة: يكفي يا احمد..
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الأربعاء 03 أغسطس 2011, 5:19 am

    تطلع له احمد بصمت ومن ثم قال: فليكن سأصمت وافعل ما تشاء..
    التفتت وعد الى طارق ومن ثم قالت بحيرة: لماذا فعلت ذلك؟.. لماذا قدمت
    استقالتك؟.. ماذا لو تم قبولها؟.. ستغادرالصحيفة.. ولن نراك مجددا بيننا
    هنا..
    قالت وعد جملتها الاخيرة والحروف تختنق بحلقها..ولم تستطع ان تواصل..
    فاشاحت بوجهها وهي تحاول التماسك قليلا..وشعر طارق بالعطف تجاهها فقال وهو
    يهمس باسمها بحنان: وعد..
    ظلت مشيحة بوجهها ولم تجبه.. فقال مبتسما: انظري الي فقط..
    كادت ان تلتفت اليه.. كادت ان تفعل.. لولا ان سمعت صوت احدهم يقول وهو يقف عند باب القسم: هل حضرت الآنسة وعد؟..
    التفتت له وعد وانشد انتباهها لما سيقوله..في حين اردف هو قبل ان يجيبه
    احد: اذا لم تحضر.. اخبروها بأن رئيس التحرير يطلبها على وجه السرعة
    والاهمية..
    قال طارق بعصبية : وماذا يريد منها؟..
    هز الرجل كتفيه ومن ثم قال: لست اعلم.. يمكنك سؤاله بنفسك يا استاذ..
    قالها وابتعد مغادرا.. فقالت وعد بغرابة: فيم يريدني ايضا؟..
    قال احمد وهو يفكر: ربما لانه اعادك الى العمل .. فيود تحذيرك من اعادة نشر مثل تلك المواضيع..
    قالت وعد وهي تعقد حاجبيها: ان كان الامر يتعلق بهذا
    فعلا.. فليحلم.. لن اتراجع عن مبدأي ابدا..
    ولم تلبث ان نهضت من خلف مكتبها لتخرج من القسم ومن ثم تسير بين الممرات
    الى ان وصلت الى مكتب رئيس التحرير..حتى طرقت باب المكتب ومن ثم دلفت الى
    الداخل هاتفة: هل طلبتني يا استاذ نادر؟..
    قال في سرعة: بلى.. استمعي الي هناك حريق باحد المباني.. اريد منك تغطية الحدث على وجه السرعة..
    قالت متسائلة: حسنا ومن سيكون معي؟..
    عقد حاجبيه ومن ثم قال: لن يكون معك أحد.. ستكونين لوحدك..
    قالت وهي ترفع حاجبيها بحيرة: وحدي؟..
    قال بحزم: اجل وحدك.. واثبتي جدارتك في هذه المهمة واذا نجحت ستكونين صحفية فعلية بالصحيفة..
    قالت بشك: هل تعني ما تقوله يا استاذ نادر؟..
    قال بجدية: اجل.. فنحن في مكان عمل وليس هناك وقت للمزاح..
    صمتت للحظة ومن ثم قالت: حسنا اذا انا اوافق.. امنحني العنوان فورا..
    خط لها العنوان فوق ورقة صغيرة بعض الشيء ومن ثم قال برنة استخفاف: دعينا نرى جدارتك ايتها الصحفية..
    قالت بتحدي: ستراها يا استاذ نادر بنفسك.. وستعلم اني اهلا لاكون صحفية..
    قالتها ومن ثم اخذت العنوان وغادرت مكتبه..وكلها عزم واصرار على النجاح في هذه المهمة...
    **********
    اصدر هاتف ليلى رنينا متواصلا ليمنعها من مواصلة عملها.. ويجعلها ترفع
    رأسها عن الملفات التي بين يديها ومن ثم تلتقط هاتفها المحمول.. وارتسمت
    ابتسامة باهتة على شفتيها وهي تقول مجيبة بصوت منخفض بعض الشيء: هذا انت يا
    عماد ..اخبرني لم تتصل بي الآن؟..
    قال عماد وهو يبتسم: اشتقت اليك..
    اتسعت ابتسامتها وهي تقول: وانا كذلك.. ولكن حقا .. لم تتصل بي الآن؟..
    قال وهو يستند الى مقعد مكتبه : اخبرتك انني قد اشتقت اليك والى سماع صوتك.. لم لا تصدقين؟.
    - هذا فقط ما دفعك للاتصال بي؟..
    قال بحنان: وهل يوجد سبب اهم من سماع صوت ليلى الحبيبة؟..
    توردت وجنتاها بحمرة الخجل ومن ثم قالت وهي تتطلع لمن معها في المكتب:
    استمع الي يا عماد.. انا اعمل مع عدد من الموظفين والموضفات واخشى ان...
    صمتت ولم تكمل فقال عماد بهدوء: لقد فهمت ما تودين قوله..انت تعنين انهم
    سيتحدثون عن سبب ارتباطي بك وسيظنون الامر فيه مصلحة ليس الا.. اليس
    كذلك؟..
    ارتبكت وقالت: انت تعلم نظرة الناس الى ارتباط شخصين من طبقتين
    مختلقتين..وخصوصا ونحن نعمل في مكان عمل واحد.. سيظنون انني قد قمت
    باستغلالك او شيء من هذا القبيل..
    قال عماد وهو يعقد حاجبيه: حسنا اذا سأنهي الاتصال بك الآن كما تريدين..
    ولكني لست مثلك.. فلا اخشى من كلام الناس الذي لا ينتهي مهما حدث..
    قالت ليلى بارتباك اشد: عماد انا آسفة.. ولكنك رجل وسيم وذا مركز والف فتاة تتمناك.. ولكن انا ...
    قاطعها قائلا بابتسامة: ولكنك اجمل فتاة رأيتها في حياتي .. تمتلك اروع شخصية تعاملت معها.. يكفي انك استطعت ان تأسري قلبي..
    شعرت بضربات قلبها تتسارع من كلماته وبانفاسها تضطرب.. وازدردت لعابها عدة
    مرات محاولة السيطرة على ارتباكها ومشاعرها.. لكنها لم تلبث ان قالت: معك
    حق.. فيم سيهمني حديث الناس؟..
    قال عماد بابتسامة عريضة: اجل هكذا اريدك..
    واردف قائلا: والآن اتركك فلدي بعض الاعمال التي يتوجب علي انهائها.. اراك بخير..
    قالت مبتسمة : الى اللقاء..
    قال في سرعة: ليلى..
    قالت باهتمام: اجل ما الامر؟..
    قال بحنان وحب: احبك..
    تضرج وجهها بحمرة الخجل وقالت بتلعثم: وانا كذلك..
    قال بحنان: اتركك الآن.. ولا تتعبي نفسك كثيرا بالعمل..
    قالت بابتسامة مرحة: هل اسمي هذا بالوساطة؟..
    قال بمرح: سمِه ما شئت.. المهم ان لا تتعب حبيبتي ليلى ابدا..الى اللقاء..
    - الى اللقاء..
    قالتها بشرود وهي تنهي اتصالها بعماد.. ومن ثم لم تلبث ان امسكت بهاتفها
    المحمول وتطلعت اليه لفترة قبل ان تهمس لنفسها قائلة وهي تحتضن الهاتف
    بكلتا كفيها: ( احبك يا عماد.. احبك)..
    *********
    اسرعت وعد تتجه الى القسم ومن ثم الى مكتبها .. لتجمع الاشياء التي
    ستحتاجها معها لتغطية الحدث في سرعة.. فقال احمد بدهشة: ماذا حدث؟..هل قام
    بفصلك مرة اخرى؟..
    ضحكت وعد ومن ثم قالت: لا ابدا.. فقط ارسلني في مهمة صحفية..
    عقد طارق حاجبيه ومن ثم قال: لوحدك؟..
    اومأت برأسها وقالت: اجل لوحدي.. وقد قال ان نجحت فيها فسيتم اعتباري صحفية بحق بينكم..
    قال احمدة مبتسما: هذا جيد جدا.. ابذلي جهدك..
    اما طارق فقد قال متسائلا وهو يزيد من عقد حاجبيه: وما هو نوع هذه المهمة الصحفية.. مقابلة ام ماذا؟..
    هزت رأسها نفيا ببطء ومن ثم قالت: لا.. بل سأغطي حدثا عن حريق اصاب احد المباني..
    قال طارق باستنكار: انت لا تزالين مبتدأة في مثل هذه الامور .. لم تذهبي
    معي سوى مرة واحدة وقد كان مجرد حادث.. ومع هذا لم تستطيعي التصرف لوحدك..
    فكيف الآن؟..
    قالت وعد بهدوء: سأحاول ان افعل كل ما استطيع.. حتى اكون صحفية مثلكم تماما ولست تحت التمرين فحسب..
    قال طارق باستنكار اكبر: لن تستطيعي التصرف لوحدك.. سأذهب معك..
    قالت وعد وهي تلتفت له: لقد طلب مني رئيس التحرير ان اذهب لوحدي ليعرف كفائتي ..كان هذا هو شرطه.. وانا وافقت عليه..
    صمت طارق ولم يعلق وهو غارق في تفكير عميق.. في حين نهضت وعد من خلف مكتبها
    وقالت بمرح مصطنع لتخفي توترها من هذه التجربة الجديدة ومن خوفها من فشلها
    فيها: ادعو لي بالتوفيق.. وان انجح في هذه المهمة..حتى اغيظ رئيس التحرير
    قليلا..
    قال احمد وهو يغمز بعينه: هذا اهم سبب يدعونا ان نتمنى لك النجاح..
    ابتسمت وعد بخفوت وهي تتحرك مغادرة القسم.. حين شعرت فجأة بكف تمسك
    معصمها.. فالتفتت بدهشة الى صاحبها وسمعته يقول: لن تذهبي وحدك.. سأذهب
    معك..
    قالت وعد وهي تزدرد لعابها: استاذ طارق.. دعني اذهب ما دام هذا هو شرط رئيس التحرير الوحيد ليعتبرني صحفية في هذه الجريدة..
    قال طارق بحزم: لن تعرفي التصرف وحدك وخصوصا مع الاضطراب الحاصل بسبب الحريق..لهذا سأذهب لرئيس التحرير لاطلب منه ان أذهب معك..
    قالت وعد وهي تهز رأسها نفيا: لن يوافق..
    قال طارق باصرار: بل سيوافق..
    قالت وعد وهي تعقد حاجبيها وتقول بعناد فجأة: حتى لو وافق انا لن اوافق..
    اريد ان اعرف كفائتي انا ايضا وهل اصلح لاكون صحفية في هذه الجريدة ام لا..
    شعر طارق بالدهشة من ردها للحظة لكنه مالبث ان قال بصرامة: وعد لا داعي لهذا العناد.. قلت اني سأذهب معك..
    قالت بعناد اكبر: وانا قلت لا.. دعني اتصرف لمرة واحدة لوحدي واعرف قدرتي وكفائتي..
    قال طارق بصرامة اكبر: انت لن تحسني التصرف ابدا.. لانك وبكل صراحة لا
    تفهمين شيئا في مثل هذه الامور.. انك حتى لم تتلقي أي تدريبات عليها..
    تدخل احمد اخيراوهو يقول: طارق .. انها على حق.. دعها تذهب..
    التفت له طارق وقال باستنكار وحدة: ماذا تقول؟..
    قال احمد وهو يهز كتفيه: اقول انها على حق.. فمن حقها ان تحصل على فرصتها لتتعرف على مهارتها في هذا المجال..
    قال طارق بدهشة من كلماته: ولكنها لم تتلقى أي تدريب و...
    قاطعه احمد قائلا: حتى انا لم اكن قد تلقيت أي تدريب يوم ان تم ارسالي في مهمة مشابهة..
    قال طارق ببرود: لقد كان الامر مختلفا بالنسبة لك.. فأنت كرجل تستطيع تدارك الموقف.. اما هي فلن تستطيع و...
    قاطعته وعد هذه المرة قائلة: ولم؟.. الأني فتاة فقط؟.. استاذ طارق دعني اغادر من فضلك..
    لم يستجب لها وظل ممسكا بمعصمها فقالت وعد برجاء وهي تطلع اليه: ارجوك..
    لم يعلم لم اطاعها باستسلام بعد ان شعر برنة الرجاء في صوتها..افلت يدها و
    تركها تذهب لمجرد انها قد ترجته ..هل شعر بالشفقة تجاهها؟.. ام ان مشاعره
    لها باتت اقوى من تفكيره حتى..ومن ان يرفض طلبا لها..
    وتابعها بنظراته وهي تغادر القسم.. ولم يعلم لم شعر بانقباض في قلبه وهو
    يراها تغادر المكان..وكأن شيئا ما سيحدث لوعد.. شيئا ليس جيدا.. ليس كذلك
    ابدا...
    ***************
    قراءة ممتعة اتمناها لكم
    في امان الله

    فــآدي
    ^حلا^
    ^حلا^
    مشرفة شراع القصص و الروايات
    مشرفة شراع القصص و الروايات


    ♥|الجنس : انثى ♥| عدد مشاركاتـي : 2192
    ♥| نقـاآطــي: : : 2556
    ♥|تاريخ الميلاد : 22/12/1993
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 09/07/2010

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ^حلا^ الأحد 07 أغسطس 2011, 4:49 am

    يسلموووو فادي
    بتوقع انه وعد حتنجع في المهمة الصحفية
    وبتمنى تنزل الجزء عن قريب
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الأحد 07 أغسطس 2011, 6:50 am

    تابعي الجزء الجديد لتتأكدي
    يسلمووووووو مرورك
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الأحد 07 أغسطس 2011, 6:52 am

    *الجزء الخامس والعشرين*
    (هل ستصاب بمكروه؟)



    انطلقت وعد بسيارتها الى العنوان الذي خطه رئيس التحرير على تلك الورقة..
    وهي تحاول تمالك التوتر الذي يرجف اطرافها احيانا.. هذه اول مهمة صحفية لها
    .. وستكون وحدها فيها.. دون مساعدة احد.. وعليها ان تنجح فيها لان بناءا
    على نجاحها سيتحدد اذا ما كانت اهلاً لان تكون صحفية ام لا.. هذا يعني انها
    يجب ان تتصرف بكل مهارة ..وعليها ان تبذل كل ما في وسعها.. لتثبت جدارتها
    امام رئيس التحرير اولا.. وامام طارق ثانيا.. ونفسها ثالثا..
    وما ان وصلت الى المكان المقصود.. حتى شعرت باضطرابها وتوترها يتضاعف نظرا
    لكل تلك التجمعات من الناس حول ذلك المبنى المحترق.. بالاضافة الى سيارات
    الاسعاف والشرطة والمطافئ المنتشرة بالمكان..
    واخذت تحاول تذكر ما فعله طارق بالمرة السابقة حتى سمحوا له بالتصوير
    وبالدخول الى المنطقة.. واخيرا ادركت ان الصحافة وحدها هي التي لها
    الصلاحية لمثل هذه الامور.. فبطاقتها المهنية ستقدم لها هذه الصلاحية التي
    تنشدها..
    واسرعت تخرج من السيارة لتتوجه نحو المبنى .. ولكن احد الشرطة استوقفها وهو يقول بصرامة: ممنوع يا آنسة..
    قدمت له وعد بطاقتها المهنية فقال وهو يقرأها باهتمام:هل انت وحدك هنا ام هناك آخرون غيرك من الصحافة؟..
    اجابته وعد قائلة: كلا ليس هناك آخرون.. انا وحدي هنا..
    قال الشرطي وهو يعيدلها بطاقتها: حسنا اذا انتبهي جيدا.. فلا اظن ان المكان آمن تماما..
    اسرعت تقول وهي تخرج جهاز التسجيل من حقيبتها: هل تسمح لي اذا بتوجيه بعض الاسألة لك؟..
    تطلع لها من غير اهتمام ومن ثم قال: تفضلي.. ولكن بسرعة من فضلك.. فلدي اعمال اخرى..
    اسرعت تقول: حسنا.. اخبرني بوقت هذا الحريق واسبابه؟..
    واستمر حوارها مع هذا الشرطي لعدة دقائق اخرى وهو يجيبها عن اسألتها
    بلامبالاة.. واخيرا قالت: شكرا لتعاونك وعلى تقديم الاجابة على اسألتي..
    لم يهتم باجابتها واكتفى بان هز رأسه بخفوت.. فاتجهت لتسأل رجال المطافئ
    والاسعاف ومن شاهدوا الحريق من الناس.. وبعد ان انتهت من كل هؤلاء.. اخرجت
    الكاميرا الرقمية من حقيبتها .. لتقوم بتصوير المبنى الذي التهمته النيران
    من عدد من الزوايا.. وشعرت بالخوف وهي تقترب من مستوى ذلك المبنى.. وترى
    المصابين من هذا الحريق ..ولكنها تمالكت نفسها لتكمل التصوير..
    وربما كان خطأها الوحيد بانها قد قامت بالتصوير بعد ان انتهت من توجيه
    الاسألة..مما قد يسبب ان تختفي معظم اللقطات المهمة التي ستحدث في بداية
    الحدث.. ولكنها لم تنتبه لخطأها هذا.. بل ابتسمت بسعادة بعد ان انتهائها
    هذا العمل وعلى النحو الذي اشعرها بأنها قد قامت بعمل كبير جدا..
    واخرجت هاتفها المحمول من جيبها..لتتصل بطارق وتخبره انها انتهت ولتطمئنه
    عليها.. لم تعلم لم ستتصل ..ولكنها شعرت بأنه كان قلقا عليها لهذا ستطمئنه
    عليها فحسب ولن تزيد في الحديث معه.. وضغطت رقمه ومن ثم زرالاتصال.. ولكنها
    لم تلبث ان انهته في سرعة.. لا داعي للاتصال به.. انها ستذهب الآن له على
    اية حال.. وسيطمئن عليها.. وربما ما تريده هو ان تستمد منه هذا الاطمئنان
    ولتتخلص من خوفها الذي اخذت تشعر به وهي في هذا المكان لوحدها وترى كل هذه
    المشاهد..
    وتوجهت بهدوء الى حيث سيارتها وفتحت بابها الجانبي لتضع عليه اوراقها
    وحاجياتها.. وكادت ان تدور حول مقدمة السيارة لتحتل مقعد القيادة..ولكن ...
    (ها قد التقينا من جديد يا ايتها الجميلة)
    استدارت وعد بحدة الى مصدر الصوت..وشهقت بالرغم منها وهي تتطلع الى ذلك
    الشاب الوقح الذي تعرض لها ذات يوم بجوار المصنع..وظلت عيناها جامدتان وهي
    تراه يتقدم منها فقال هو بسخرية وهو يقترب: مصادفة جميلة اليس كذلك؟..
    تمالكت نفسها وقالت بتحدي وسخرية: لا اظنها ستكون كذلك بالنسبة لك..
    قال وهو يهز كتفيه باستهزاء: لا تزالين طويلة اللسان..
    قالت باستهزاء اكبر: وانت لا تزال صغيرا وتافها..
    تطلع اليها بغضب ولكنه قال ببرود: اين صديقك ذاك؟.. لا اراه معك..
    قالت وهي تلوح بكفها: من رأيته في تلك المرة ليس صديقي بل مجرد زميل لي بالعمل..
    قال وهو يضحك بسخرية: حقا؟ .. ولهذا كاد ان يجلب لنفسه المشاكل لاني قد تعرضت لك بالطريق..
    قالت ببرود: وها انتذا قلتها.. انك تعرضت لي.. لهذا ابتعد والا ناديت لك رجال الشرطة..
    قال وهو يمط شفتيه: لن يسمعك احدهم.. جميعهم منشغلون بما هو اهم..
    ظلت صامتة لفترة وهي تحاول ان تفكر بما قاله.. ان كان ما قاله خداعا ام
    لا.. وتطلعت الى رجال الشرطة المنتشرون بالمكان والذي كان شغلهم الشاغل هو
    المساعدة في انقاذ من بقي محتجزا بذلك المبنى..
    و ما لبثت ان استدارت عن ذلك لشاب وتوجهت الى حيث مقعد القيادة وفتحت باب
    السيارة.. حين فوجئت بقبضة تغلقه وصاحبها يقول بسخرية: لحظة.. لم ننهي
    حديثنا بعد..
    تطلعت اليه بغضب ومن ثم قالت: كيف تجرؤ؟؟.. ابتعد عن طريقي والا...
    قاطعها باستهزاء: والا قمتِ بنداء صديقك التافه ذاك .. اليس كذلك؟..
    قالت بخشونة: ما التافه الا انت..
    قال وهو يميل باتجاهها: استمعي الي يا فتاتي .. ربما كان هذا الكلام كبيرا
    على سنك.. ولكن لن يمضي ما حدث في المرة الاخيرة على خير..واخبري صديقك
    الاحمق بانه لا يرعبني مطلقا بسخافاته..
    قالت بعصبية: وما الذي حدث لك يا هذا ؟.. انت من اعترضت طريقي..( ومن يطرق الباب عليه ان يسمع الجواب)..
    قالتها ومن ثم عادت لتفتح الباب من جديد وفي هذه المرة امسك بمعصمها وقال
    وهو يرفع حاجبيه بسخرية: ما بالك يا فتاة؟.. الم تسمعي ما قلته؟.. حديثنا
    لم ينته بعد..
    جذبت معصمها من كفه وقالت بغضب : اياك وان تحاول ان تمسك بمعصمي مرة اخرى .. اتفهم..
    قال وهو يضحك بقوة: يا الهي.. لقد ارعبتني بشدة بتهديدك هذا..
    هتفت وعدقائلة بانفعال: قلت ابتعد عن طريقي الا تفهم .. ابتعد..
    - واذا لم افعل؟..
    - لا تظن اني غير قادرة على الدفاع عن نفسي..
    مال نحوها وامسك بذراعها بجرأة وقال باستهزاء: احقا؟.. وماذا ستفعلين يا ايتها الـ....
    بتر عبارته بالرغم منه.. فقد هوت كف وعد على وجنته بصفعة اودعت فيها كل غضبها وهي تصرخ فيه هاتفة: ايها الوقح..
    لا تعلم وعد كيف فعلت ذلك.. لقد وجدت نفسها تصفعه لا اراديا.. للدفاع عن
    نفسها.. امام وقاحته وجرأته.. ولتثبت له انها قارة على تحديه والدفاع عن
    نفسها.. وشعرت بالقلق والخوف وهي ترى نيران الغضب قد اشتعلت بعيني ذلك
    الشاب نتيجة لما فعلته.. وقال بقسوة: ستندمين.. اقسم على ذلك.. ستدفعين ثمن
    هذه الصفعة غاليا..
    توتر جسد وعد بالرغم منها وشعرت بانفاسها تضطرب.. واخذت تلهث بقوة وهي
    نحاول تمالك نفسها.. واستجماع قوتها للتصدي لمثل هذا الشاب الوقح.. ضربات
    قلبها اخذت تسرع وهي ترى نظرات ذلك الشاب لها والمليئة بالقسوة والغضب..
    ولكن...
    جسدها ما لبث ان ارتجف في قوة.. وعيناها لم تلبثا ان استدارتا الى الشخص
    الذي تقدم منهما وقال بصوت يمتلئ بالصرامة والغضب: ليس قبل ان تدفع انت ثمن
    كل كلمة خرجت من بين شفتيها غضبا..
    همست وعد باسمه لا اراديا وقالت بسعادة وجسدها يرتجف من الانفعال: طارق..
    التفت لها طارق وتطلع لها بحنان.. قبل ان يعيد انظاره الى ذلك الشاب وقال
    وقد اختفت نظرة الحنان من عينيه لتحل محلها نظرة مليئة بالغضب: والآن جاء
    وقت تصفية الحساب..
    **********
    تريدون ان تعلموا كيف وصل طارق الى وعد؟.. وما الذي جاء به الى حيث
    المبنى؟.. وكيف علم بمكانه؟.. اليس كذلك؟.. لا بأس .. دعونا نعود بالزمن
    الى الوراء قليلا ..وبالمكان الى حيث الصحيفة تحديدا..عندما كان طارق يجلس
    على مكتبه متوترا وهو يقول: ليتني ما تركتها تذهب لوحدها..
    قال احمد بغرابة: لا داعي لكل هذا .. انها ليست طفلة.. وقد خاضت تجربة مشابهة لهذه تقريبا معك..
    قال طارق بحدة: لكن هذه الرة ستكون وحدها.. ثم اني...
    بتر عبارتها واكملها بزفرة حادة انطلقت من صدره تحمل توتره وقلقه.. فسأله احمد باهتمام: ثم انك ماذا؟..
    قال طارق بقلق: لا اعلم ولكني اشعر بانقباض في صدري منذ ذهبت.. وبالضيق يسيطر على ذهني..
    قال احمد بهدوء: تفاءل بالخير وستجده باذن الله..
    قال طارق وقد تضاعف قلقه: ولكنها لا تزال مبتدأة واخشى ان ....
    صمت ولم يكمل..وفي اللحظة ذاتها انطلق رنين هاتفه المحمول فاسرع
    يختطفه..وتطلع الى الرقم الذي يضيء على شاشته قبل ان يجيبه قائلا بتوتر:
    الو .. اهلا وعد..
    لم يتلقى ردا فصاح هاتفا: وعد..هل تسمعيني ؟..وعد..
    انقطع الخط بغتة منهيا الحديث ولكنه اخذ يهتف وكأن الاتصال لا يزال قائما: وعد.. اجيبي..
    التفت له احمد وقال بدهشة: ماذا بك؟..
    قال طارق بتوتر وهو يبعد الهاتف عن اذنه: انها وعد... هي من اتصلت..
    قال احمد وهو يزفر بحدة: اعلم ذلك.. وبعد..
    قال طارق وهو يدس اصابعه في خصلات شعره بعصبية: لم تنطق بحرف واحد.. وانهت الاتصال..
    قال احمد بغرابة وحيرة: انهته؟؟..ولم؟؟
    قال طارق بعصبية اكبر: وما ادراني انا؟..
    قال احمد بهدوء: اهدأ لا داعي لكل هذا الانفعال واجلس لنفكر معا..
    قال طارق وهو يخرج من القسم: لا بل سأذهب لها.. ان شعوري بالضيق لم يفارقني اليوم للحظة..
    قال احمد وهو ينهض من خلف مكتبه: الى اين ؟.. انت لا تعرف بمكانها حتى..
    قال طارق وهو يبتعد اكثر: سأتصرف..
    وتوجه لمكتب رئيس التحرير.. فأوقفته السكرتيرة قائلة: ماذا هناك يا استاذ طارق؟..
    قال وهو يحاول السيطرة على اعصابه: اريد مقابلة رئيس التحرير واخبريه ان الامر هام..
    - انتظر لحظة..
    قالتها ودلفت لى داخل المكتب للحظات ومن ثم عادت لتخرج منه وهي تقول: تفضل بالدخول انه ينتظرك..
    اسرع طارق بالدخول الى المكتب وسأله رئيس التحرير بهدوء قائلا: ماذا هناك؟..
    قال طارق في سرعة: اريد العنوان الذي ارسلت الآنسة وعد اليه..
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠
    مشرف
    مشرف


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 3018
    ♥| نقـاآطــي: : : 4242
    ♥|تاريخ الميلاد : 10/10/1994
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 28/10/2010
    ♥|الموقع : خلف السطور
    المزاج***********

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ♠ڹـﭽـ۾ ٱڵـمَـڷـڰـﮱ♠ الأحد 07 أغسطس 2011, 6:54 am

    قال رئيس التحرير وهو يعقد حاجبيه: ولم؟..
    صمت طارق وهو لا يعلم بم يجيب في حين استطرد رئيس التحرير قائلا: هل تفكر بمساعدتها بالتقرير؟..
    اسرع طارق يقول: كلا .. ولكنها اتصلت بي لتطلب مني الحضور اليها..
    - ولماذا لم تمنحك العنوان ما دامت اتصلت بك؟..ثم لم اتصلت؟..
    يا لرئيس التحرير هذا.. لا يفوته شيء ابدا.. وقال طارق بحزم مصطنع: لقد
    توقفت سيارتها بالطريق وطلبت مني ان أذهب لها لمساعدتها.. ولم تخبرني
    العنوان لان هاتفها قد انقطع فجأة ولا اعلم السبب..
    قال رئيس التحرير بشك:ولم لا تأخذ سيارة اجرة اذا؟..
    ياله من داهية.. مترصد لكل شيء..وقال طارق وهو يلوح بكفه: لقد.. لقد نست محفظتها بالمكتب ولم تأخذها معها..
    قال رئيس التحرير بشك اكبر: نستها؟؟..
    اومأ طارق برأسه وقال باندفاع (الا يقولون ان خير وسيلة للدفاع هي الهجوم):
    اجل والآن هلا اعطيتني العنوان قبل ان تسبقنا أي صحيفة أخرى بنشر الخبر..
    تردد رئيس التحرير قليلا ولكنه ما لبث ان خط العنوان على احد الاوراق وهو يقول: سأمنحك اياه.. ولكن حذار من ان تساعدها بتقريرها..
    قال طارق بصدق: لن افعل..
    قال رئيس التحرير: سأخذها منك كلمة شرف..
    اومأ طارق برأسه ومن ثم غادر المكتب في سرعة ليغادر المبنى كله بعدها
    وينطلق بسيارته..دون ان يبالي يهتاف الناس المحتج او بأبواق السيارات التي
    انطلقت لتحذره من هذه التجاوزات والسرعة التي ينطلق بها.. لكن كل هذا لم
    يهمه..كل ما كان يهمه هو ان يصل الى وعد بأسرع ما يمكنه..
    وتراءى له المبنى من بعيد.. فبحث بعينه بلهفة بين جماعات الناس عن وعد..
    واخيرا لمحها .. لم تكن وحدها بل كانت مع ذلك الشاب الذي صادفه ذات مرة
    بجوار احد المصانع..وقد بدا على وجهها امارات الغضب والعصبية وهي تتحدث
    اليه.. وهنا خرج طارق من سيارته في سرعة ليتجه الى وعد وشاهدها في تلك
    اللحظة تصرخ بقوة: ايها الوقح..
    وتكمل صرختها بصفعة على وجه ذلك الشاب.. تطلع طارق الى الموقف بدهشة لكنه مالبث ان عقد حاجبيه وهو يقترب منهم....
    *********
    دقيقة صمت مرت بعد عبارة طارق الاخيرة.. واخيرا قال ذلك الشاب وهو يلتفت الى طارق بتحدي: اجل انه وقت تصفية الحساب والاجساد ايضا..
    قال طارق بصرامة: دع الفتاة وشأنها اولا.. والا اقسم على ان تندم..
    تطلع الشاب الى وعد بكره ومن ثم دفعها بقسوة بعيدا عنه وهو يقول: لا حاجة لي بمتوحشة مثلها..
    تراجعت وعد عدة خطوات الى الوراء اثر دفعته وصاحت به: ايها الوغد.. ما المتوحش الا انت..
    اشار طارق لها بالصمت ومن ثم قال: ابتعدي انت عن المكان.. لا اريد ان تحدث اية مشاكل لك..
    قالت وعد باستنكار: بل ان المشاكل قد حدثت بالفعل..
    قال طارق وهو يعقد حاجبيه بصرامة: فقط ابتعدي انت عن المكان..وانا سأتصرف..
    قال الشاب بسخرية: وماذا ستفعل؟..
    قال طارق وهو يتطلع الى نقطة ما خلف الشاب: انظر خلفك لتدرك اني استطيع ان ازج بك بالسجن في لحظة..
    قال الشاب بسخرية اكبر: لن يهتم أي من رجال الشرطة بامرك..
    قالها ومن ثم اندفع نحو طارق وهو يكور قبضته.. وشهقت وعد بخوف وهي تتراجع
    بضع خطوات الى الخلف..وابتعد طارق عن قبضة الشاب التي كانت تشق الهواء املا
    في الوصول الى وجهه.. واسرع طارق يمسك بقبضة ذلك الشاب وهو يقول بصرامة:
    لا تزال صغيرا على تعلم مثل هذه الالعاب يا فتى..
    قال الشاب بغضب: دعني يا هذا..
    لوى طارق ذراعه خلف ظهره ومن ثم دفعه بقوة وقال: ابتعد واياك ان ارى وجهك مرة اخرى.. او اقسم على ان يصيبك مالا يرضيك..
    اصطدم الشاب بسيارة وعد بقوة اثر دفعة طارق .. مما جعل براكين الغضب تتأجج
    بداخله .. وهو يفكر بالثأر لنفسه ولكرامته وهزيمته امام طارق هذا..واسرع
    باخراج شيئا من جيبه والتفت لطارق وقال بسخرية: دعنا نرى الآن .. كيف
    ستدافع عن نفسك..
    اتسعت عينا وعد وقالت بصوت مرتجف: خنجر!!..
    شد الشاب قبضته على الخنجر ومن ثم صرخ وهو يندفع نحو طارق : سيكون موتك على يدي..
    عقد طارق حاجبيه واسرع يبتعد بضع خطوات الى الخلف ليتفادى نصل الخنجر..
    وشعر طارق بالخنجر يشق الهواء الى صدره .. وسمع صرخة وعد وهي تهتف به بخوف
    وتحذير: طــــارق..انــــتــــبــــه!!...
    لم يجد طارق امامه حلا سوى ان يحمي صدره بذراعه.. وأخفت وعد وجهها بكفيها
    وغير قادرة على متابعة ما يحصل.. وسمعت بغتة صوت تأوه يصدر من شفتي طارق ..
    ففتحت عيناها .. وما ان فعلت حتى صرخت بخوف: طارق...
    والتفتت الى الشاب لتقول بصوت منفعل ومرتجف وهي تتقدم منه: ايها الوغد
    الحقير.. ستندم على ما فعلته.. سأرد لك الصاع صاعين على ما فعلته.. ايها
    الجبان الوغد..
    كانت ذراع طارق تنزف بشدة اثر نصل الخنجر الذي مزق كم قميص طارق ليمزق جلد
    ذراعه.. مخلفا جرحا عميقا.. لا تتوقف الدماء فيه عن النزيف..
    قال طارق في تلك اللحظة وهو يشير لها بكفه السليمة: لا تقتربي اخشى ان يؤذيك هذا الحقير..
    أي انسان هو هذا.. هو بحالة لا يعلم بها سوى الله مما اصابه.. وكل هذا لاني
    اقحمته في مشكلتي مع هذاالحقير.. ومع هذا يفكر بي وان لا يصيبني أي
    مكروه.. على الرغم من اني انا سبب اصابته تلك..
    وهمت وعد بقول شيء ما لولا ان ارتفع صوت صارم بالمكان وصاحبه يقول: ما الذي يحدث هنا؟..
    تطلعت وعد الى رجل الشرطة الذي كان يقف خلفهم و طالعه ذلك الشاب بدهشة
    ممزوجة بالتوتر وهو يحاول اخفاء الخنجر الذي يمسك به بكفه.. اما طارق فقد
    تطلع بصمت الى ما يحدث ..وبغتة صاحت وعدفي رجل الشرطة هاتفة وهي تحاول ان
    تخفي الارتجاف من رنة صوتها : بل ماذا تفعلون انتم هنا؟..كل هذا الذي حدث
    امامكم ولا تحاولون التدخل حتى..
    عقد رجل الشرطة حاجبيه وقال: وما الذي حدث؟..
    احتدت وعد وقالت بغضب وغصة تملأ حلقها: الا ترى ما يحدث امامك؟.. ان ذراع
    زميلي مصابة.. وكل هذا بسبب هذا الوغد الذي هاجمه بهذا الخنجر..
    قالتها وهي تشير الى الشاب بانفعال.. فالتفت الشرطي الى هذا الاخير وقال: اعطني الخنجر..
    قال الشاب وهو يهز كتفيه متصنعا اللامبالاة: لقد كنت ادافع عن نفسي به..
    اتسعت عينا وعد للحظة من كذبته المتقنه هذه وكادت ان تعترض لولا ان قال
    الشرطي بصرامة اكبر: قلت اعطني الخنجر .. وسنتفاهم بمركز لشرطة..
    مط الشاب شفتيه بقهر وهو يسلمه الخنجر فقال الشرطي بحزم: بطاقاتكم الشخصية لو سمحتم...
    سلمته وعد بطاقتها وسلمه ذلك الشاب ايضا.. واسرعت الاولى تلتفت لتتطلع الى
    طارق الذي كان يمسك بذراعه بقوة محاولا ايقاف النزيف.. وترك ذراعه للحظة
    ليخرج البطاقة من جيب سترته بذراعه السليمة والتقطها بانامله الملطخة
    بالدماء ..وكاد ان يتوجه الى حيث الشرطي ليسلمه البطاقة لولا ان رأى كف وعد
    تلتقطها من كفه وهي تقول بحنان امتزج بخوفها عليه: سآخذها انا اليه.. اهتم
    انت بذراعك..
    تطلع لها طارق ومن ثم قال وهو يحدث نفسه بسخرية : ( هذا ما كان ينقصني يا وعد.. ان اصبح موضع شفقة لديك!!)
    في حين انتهى الشرطي من تسجيل بياناتهم فقال بحزم: اتبعوني الى مركز الشرطة بسياراتكم..
    قالت وعد باستنكار: ولكن ذراع زميلي تنزف وهو بحاجة الى اسعاف عاجل..
    - يمكنه الحصول على هذا الاسعاف بعد ان يدلي باقواله..
    قالت وعد بعصبية: ولكن هذا قد يزيد حالته سوءا و...
    قاطعها طارق قائلا: لا داعي لكل هذا.. سأذهب الى المركز حيث يريد.. ومن ثم اذهب الى المشفى..
    قالت وعد باعتراض وهي تتطلع اليه بقلق: ولكن يا طارق ان ذراعك لا تتوقف عن النزيف..
    قال وهو يدير لها ظهره ليتوجه الى سيارته: لا بأس.. لقد خف الألم قليلا الآن..
    اسرعت خلفه وقالت: انتظر لن تستطيع قيادة السيارة بذراع مصابة.. سأقودها بدلا منك..
    قال في هدوء: ذراعي الاخرى على ما يرام واستطيع ان اقود السيارة بها..
    اسرعت تقول: ولكني اخشى ان لا تستطيع الاكمال بذراع واحدة.. دعني اقود السيارة عوضا عنك.. لن يحدث شيء..
    شعر طارق بالالم من شفقتها له..اتشفق عليه ام ماذا؟..هل اصبحت هي من تساعده بدلا من ان يساعدها هو؟..هل انقلبت الادوار هكذا فجأة..
    والتفت عنها وهو يتجه نحو سيارته فلحقته وامسكت بذراعه السليمة لتوقفه
    هاتفة برجاء: على الاقل اصطحبني معك... حتى استطيع القيادة عوضا عنك ان
    تطلب الامر ..
    صمت طارق للحظة قبل ان يقول: لا بأس.. اصعدي..
    ارتسمت ابتسامة شاحبة وقلقة على شفتيها وهي تصعد في المقعد المجاور له
    ..كانت ذراعه اليمنى هي المصابة مما كان يتيح لها رؤية ذلك النزيف الذي اخذ
    يتدفق من ذراعه.. اما اليسرى فقد كان يستخدمها لقيادة السيارة..وشعرت
    بالقلق والخوف تجاهه.. ووجدت نفسها تقول بتوتر: ذراعك تنزف بشدة..
    لم يجبها.. فقالت وهي تزدرد لعابها للتغلب على خوفها وارتجافة جسدها : هل لديك منديل؟..
    قال وهو يومئ برأسه: اجل.. لم تريدينه؟..
    - اعطني اياه فقط..
    اخرج المنديل من جيبه ومنحها اياه بذراعه المصابة ببطء.. وكاد ان يعيد
    ذراعه الى موضعها السابق..لولا ان اسرعت وعد تمسك بكفه .. وشعر بالدهشة من
    حركتها هذه.. والتفت لها للحظة ونظرات الغرابة مرتسمة في عينه.. فقالت هي
    وهي تحاول ان تخفي الخوف البادي على وجهها: سأحاول ايقاف نزيف ذراعك..
    قال متسائلا: وهل تعرفين شيئا عن الاسعاف الاولي في هذه الحالة؟..
    - اشياء بسيطة.. ولكن اظن انها ستساعدني في ايقاف نزيف ذراعك ولو لفترة مؤقتة..
    قالتها ومن ثم شرعت في رفع كم القميص عن ذراعه.. ورأت الجرح الغائر
    بذراعه.. احست بالاشمئزاز لوهلة من منظر الجرح والدماء ولكنها قررت
    المواصلة بالنهاية.. وقالت متسائلة مرة اخرى: هل لديك زجاجة مياه معدنية؟..
    قال وهو يواصل قيادة السيارة: ستجدينها في الدرج الذي امامك..
    التفتت عنه لتفتح الدرج وتخرج زجاجة المياه المعدنية وواصل طارق قائلا ربما
    ليبدد جو التوتر الذي سيطر عليهما: استخدمها احيانا لتبريد محرك السيارة..
    قالت وهي تلتقط انفاسها وتحاول فتح غطاء الزجاجة : جيد انك تحتفظ بواحدة في
    سيارتك.. لو كنا بسيارتي لما وجدت الممياه لتنظيف الجرح..
    قال متسائلا بحيرة: الا تحتفظين بزجاجة مياه بسيارتك؟..
    قالت وهي تهز رأسها نفيا وتغمس المنديل بالمياه : لا .. ولكني سأفعل لتجنب مثل هذه المواقف..
    قال بابتسامة: أي مواقف تعنين؟.. اصابة ذراعي ام توقف السيارة بالطريق؟..
    اجبرتها ابتسامته على ان تبتسم على الرغم من الاضطراب الذي يسيطر على جسدها باكمله وقالت: الاثنين على ما اظن..
    اتسعت ابتسامته واختلس النظر اليها ليجدها تنظف الجرح بواسطة الماء .. احس
    بلمسات كفها الرقيقة.. وشعر باهتمامها وحنانها بالوقت ذاته.. ترى لماذا
    تهتم لأمره؟.. هل هو اهتمام.. اعجاب.. ميل.. ام ماذا؟..هل تبادلني مشاعري
    ام انني سأظل احلم طويلا ان احيا بسعادة مع الفتاة التي اختارها قلبي؟..
    اخبريني يا وعد لم تهتمين لامري؟ ..لم؟؟..
    كانت وعد في تلك اللحظات قد انتهت من احكام ربط المنديل حول ذراعه حتى
    يتوقف النزيف.. ورفعت رأسها اليه لتفول بابتسامة شاحبة بعض الشيء: ها انذا
    قد انتهيت.. ما رأيك؟..
    تطلع الى ذراعه للحظة قبل ان يتطلع لها ويقول بحنان: اشكرك على الاهتمام لامري..
    قالت وهي تتنهد: لا داعي فأنا كنت سبب اصابتك تلك..
    قال بهدوء: هل تتوقعين ان اقف مكتوف اليدين وانا اراك بمشكلة ما؟..
    قالت وهي تهز رأسها نفيا: لا..لا اظن..
    والتفتت لتطلع من خلال النافذة بشرود.. وشعر هو بضربات قلبه تزداد.. وهو
    يراها مهتمة لامره الى هذه الدرجة.. وقال بهمس وهو يمسك بكفها بحنان:
    وعد...
    شعرت بالرجفة تسري في اطرافها من لمسة يده.. وشعرت بحرارة جسدها ترتفع
    وبانفاسها تضطرب كلما شعرت بالحنان والاهتمام لها في رنة صوته.. وقالت
    بتوتر وارتباك: ماذا؟..
    كان من الممكن ان يعترف لها بحبه في تلك اللحظة... ان يصرخ فيها هاتفا
    (احبك يا ايتها العنيدة.. احبك بكل ذرة في كياني.. لم اعد استطيع التحمل..
    اريدك ان تعلمي.. ان تفهمي حبي هذا.. وتبادليه بآخر.. احبك يا من كنت لي
    حلما يوما.. احبك)..
    لولا...
    كثيرا ما تكون هذه الكلمة فاصلا بين ما نريد وما لا نريد.. كثيرا ما توقف
    وقوع الحدث.. وقد فعلت..فقد كاد طارق ان يصرّح بحبه لوعد.. لولا ان اشار له
    الشرطي بالتوقف عند احد المباني..مما جعل الاحباط يتسلل اليه ويفقد الامل
    على ان تعرف بحبه هذا يوما.. فلحظة ان قرر الاعتراف بحبه.. لم يجد الفرصة..
    وعندما وجدها تلاشت في الهواء مع اوامر ذلك الشرطي..
    وعادت وعد لتكرر السؤال بتوتر: ماذا هناك يا طارق؟..
    قال وهو يترك كفها بهدوء : لقد وصلنا..
    تطلعت اليه وعد بدهشة ومن ثم لم تلبث ان التفتت الى المبنى الذي توقف عنده طارق.. فزفرت بحدة وقالت: اجل.. لقد وصلنا..
    هبطت برفقته من السيارة وهما يتوجهان الى داخل المركز.. وعينا طارق تتابعان وعد اينما تذهب.. وذهنه لا يكف عن التفكير بها ولو للحظة

    ***************
    قراءة ممتعة اتمناها لكم
    في امان الله
    فــآدي
    HếBãŔã
    HếBãŔã
    الرقابة العامة
    الرقابة العامة


    ♥|الجنس : انثى ♥| عدد مشاركاتـي : 2909
    ♥| نقـاآطــي: : : 4003
    ♥|تاريخ الميلاد : 27/11/1996
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 13/07/2010
    ♥|الموقع : مملكة أحــلآمي
    المزاجexciting

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف HếBãŔã الأحد 07 أغسطس 2011, 7:15 pm

    يسلموووووووو فادي
    شكراً لتميزك
    ^حلا^
    ^حلا^
    مشرفة شراع القصص و الروايات
    مشرفة شراع القصص و الروايات


    ♥|الجنس : انثى ♥| عدد مشاركاتـي : 2192
    ♥| نقـاآطــي: : : 2556
    ♥|تاريخ الميلاد : 22/12/1993
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 09/07/2010

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف ^حلا^ الخميس 11 أغسطس 2011, 1:45 pm

    "حلم حياتي" - صفحة 9 991684 "حلم حياتي" - صفحة 9 991684
    امير الصداقه
    امير الصداقه
    صديق مجتهد
    صديق مجتهد


    ♥|الجنس : ذكر ♥| عدد مشاركاتـي : 101
    ♥| نقـاآطــي: : : 137
    ♥|تاريخ الميلاد : 04/04/1997
    ♥| تاريج التسج ــيـــل: : : 16/07/2011
    ♥|الموقع : عمان الغالية
    ♥|العمل/الترفيه : طـــــــــــــــالب
    المزاجمبســـــــــوط

    قلب رد: "حلم حياتي"

    مُساهمة من طرف امير الصداقه الخميس 11 أغسطس 2011, 4:49 pm

    يسلموو روايه روعه

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024, 7:15 pm